عشرات القتلى ومخاوف من انهيار المنظومة الإنسانية.. سلسلة غارات إسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
البلاد (غزة)
واصل الجيش الإسرائيلي أمس (السبت)، غاراته الجوية وقصفه المدفعي العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونازحون كانوا يتسلمون مساعدات إنسانية.
ووثّق فلسطينيون وجود حاويات من “المتفجرات السائلة” تركها الجيش الإسرائيلي في موقع بمنطقة جباليا شمال القطاع.
بالتزامن، أفادت مصادر طبية بمقتل 60 فلسطينيًا عقب غارات جوية استهدفت تجمعات مدنية أثناء تسلّم مساعدات إنسانية في منطقة زيكيم شمال القطاع ومحور نتساريم وسطه، إضافة إلى قصف نقطة توزيع مساعدات جنوب وادي غزة أسفر عن 9 قتلى بينهم 6 أطفال. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 6 قتلى و26 جريحًا إلى مستشفى الشفاء برصاص القوات الإسرائيلية التي فتحت النار على فلسطينيين كانوا بانتظار المساعدات. وفي الجنوب، استهدفت غارة إسرائيلية فلسطينيين في منطقة المواصي غرب خان يونس، فيما أدى قصف آخر إلى مقتل 7 نازحين قرب مدرسة الماجدة وسيلة غرب غزة.
وواصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف على أحياء الزيتون والصبرة شرق مدينة غزة، ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، مع تدمير عشرات المنازل ونسف مبانٍ سكنية. وتشير التقديرات إلى أن القوات الإسرائيلية باتت تسيطر على نحو 75% من مساحة القطاع، في ظل خطة معلنة لاحتلال كامل مدينة غزة.
وفي سياق متصل بالجهود السياسية، اجتمعت فصائل فلسطينية بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في القاهرة لبحث مقترحات وقف إطلاق النار. وأكد مصدر في الجهاد الإسلامي أن ما طرح حتى الآن “ليس صفقة شاملة”، بل مجرد محاولة لتحسين الورقة السابقة التي تنص على تهدئة لمدة 60 يومًا.
من جانبها، شددت الفصائل على أن الأولوية تتمثل في وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن القطاع، بينما تصر إسرائيل– بحسب تصريحات رئيس الموساد في الدوحة– على أن أي اتفاق لا بد أن يكون شاملاً ويتضمن إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين.
المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، واصل تحذيراته من خطورة توسيع الحرب وتداعياتها على المدنيين المحاصرين. كما دعت منظمات حقوقية إلى تحقيق دولي في استهداف النازحين ومناطق الإيواء، في وقت تعاني فيه المستشفيات من عجز حاد في الإمكانيات الطبية، وسط نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
دبابة إسرائيلية تدهس طفلا بغزة وتمزق جسده إلى نصفين
في مشهد يعكس حجم الوحشية التي يعيشها أهالي قطاع غزة يوميا، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على الطفل زاهر ناصر شامية (16 عاما) من مخيم جباليا شمالي القطاع، قبل أن تدعسه دبابة إسرائيلية مباشرة، ما قسم جسده إلى نصفين.
ووفق روايات شهود عيان، جاءت تفاصيل الحادثة شديدة القسوة، فقد أطلقت قوات الاحتلال النار على الطفل زاهر ناصر شامية وأصابته إصابة مباشرة، فسقط على الأرض ينزف دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سوريون: لا قيصر بعد قيصرlist 2 of 2إنكار وسيم الأسد للتهم الموجهة إليه أمام القاضي يثير تعجب السوريينend of listوبحسب الشهود، تعمد الجيش منع طواقم الإسعاف من الوصول إليه عبر إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى نزفه أمام أعين سكان المنطقة، وبعد دقائق من إصابته، تقدمت آلية عسكرية إسرائيلية باتجاهه ودهسته في عمد شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى وفاته فورا.
عاجل | استشهاد الطفل زاهر ناصر شامية من مخيم جباليا إثر دهسه من دبابة الاحتلال بعد إصابته بالرصاص
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 10, 2025
يأتي ذلك في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحولت هذه الحادثة إلى صدمة هائلة عند سكان القطاع؛ فصرخات النساء، وارتباك الشبان وهم يحاولون الاقتراب من المكان، وصوت الدبابة وهي تبتعد ببطء، كلها لحظات بقيت شاهدة على جريمة يصعب تخيلها أو نسيانها.
وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صور الطفل، ليغرق الفضاء الرقمي بسيل من الغضب والأسى، حيث عبر ناشطون عن ذهولهم من الطريقة التي قتل بها الطفل، متسائلين: "أي قلب يمكن أن يواصل السير على جسد طفل، ما الذنب الذي اقترفه؟".
الحادثة لم تهز قطاع غزة فقط، بل أعادت إشعال النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي عن مصير أطفال غزة الذين صارت طفولتهم مهددة في كل زاوية من زوايا القطاع.
فمنذ أسابيع تتزايد التحذيرات من خطورة استهداف الأطفال، لكن المشهد الأخير بدا وكأنه إعلان جديد بأن لا خطوط حمراء تُحترم في الحرب أو بعد الحرب.
إعلانوتداول مستخدمون صور الطفل وذكرياته، في حين كتب أصدقاؤه منشورات قصيرة تودعه بكلمات موجعة، مؤكدين أنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، وأنه كان يساعد عائلته في جمع الخبز من المساعدات.
اسمه زاهر ناصر عادل حرب شامية، من سكان مخيم جباليا، يعيش هناك كلاجئ فلسطيني، وبلدته الأصلية هي حمامة. استُشهد عمّه زاهر في 19/4/2008 خلال حرب 2008، وعندما وُلد زاهر سُمّي على اسم عمّه الشهيد.
ترعرع زاهر في المخيم وكان يعشق لعب كرة القدم. عاش حرب الإبادة بكل قسوتها، لكنه ظلّ… pic.twitter.com/cctqhUk8qF
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 10, 2025
وكتب أحد النشطاء: "زاهر شامية، طفل من جباليا… سحق تحت جنازير دبابة إسرائيلية، ورحل شاهدا جديدًا على وحشية تغتال بها طفولة غزة بشتى الطرق المروعة كل يوم".
ووصف عدد من النشطاء ما جرى بأنه "جريمة مكتملة الأركان"، تبدأ بإطلاق النار، ثم النزف، فالحصار الطبي، وتنتهي بالدهس تحت جنازير الدبابة.
ورأى آخرون أن الجريمة تفتح فصلا جديدا من حلقات الموت التي يعيشها النازحون في غزة، حيث تتكرر خروق وقف إطلاق النار وتتحول المناطق القريبة من خطوط التماس إلى ساحات خطرة على المدنيين.
هذا الطفل اسمه زاهر ناصر شامية من جباليا
أطلق الاحتـ.ـلال النار عليه، ثم تقدّمت دبابة ودهسته
ليرتقي إلى الله شهيد وهو لم يتجاوز ال 15 سنة من عمره؛ هؤلاء ليسوا أرقام، هم بشر لهم حكايا وعائلات..!#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/Sm81X9dMpF
— عزات جمال ???????? (@3zJamal) December 10, 2025
واعتبر مغردون خبر استشهاد الطفل بأنه "من الأخبار التي تهتز لها الجبال"، مشيرين إلى أن تفاصيل دهسه وتمزيق جسده شكلت صدمة قاسية حتى في ظل الحرب الدائرة.
ورأى كثيرون أن ما حدث يعكس مستوى غير مسبوق من العنف الإسرائيلي ضد الأطفال في غزة، ويؤكد أن المدنيين، وخصوصًا الأطفال، يعيشون تحت تهديد دائم دون أي حماية.
وأشار مدونون إلى أن مقتل زاهر شامية لا يمثل حالة فردية، بل جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات ضد الطفولة في غزة، ما يجعل من الضروري وضع آليات دولية صارمة لمراقبة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف استهداف الأطفال والمدنيين.
واختتم المدونون "إن الحادثة دليل دامغ وصرخة مدوية على الوحشية اليومية التي يعيشها سكان القطاع، داعين العالم إلى عدم الاكتفاء بالإدانة الإعلامية بل التحرك العملي لمنع تكرار هذه الجرائم".
الشهيد زاهر ناصر شامية ..
أطلقوا عليه النار وبقي ينزف ثم داست على جسده الصغير الدبابة حتى هرسته ..عاد مع أسرته للسكن في بلوك 2 بمخيم جباليا على خط النار المُسمى الخط الأصفر قتله جيش الاحتلا ل *
ومع ذلك عاد الفتى زاهر ليسكن فيه وليموت فيه .. pic.twitter.com/nvVkI1yBkA
— Assma Assma (@USMAfffff) December 10, 2025