كيف تغلب العلماء على أزمة الخصوصية الأخلاقية في الشرائح الدماغية؟
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
يواجه العلماء عدة تحديات أخلاقية متعلقة بالشرائح الدماغية التي تمكن ذوي التحديات الحركية ومن فقدوا أصواتهم من الحديث، وذلك لأن هذه الشرائح لا تستطيع التفرقة بين الأفكار الداخلية التي لا ينبغي قولها علانية وبين الأفكار المخصصة للمشاركة.
ولكن وفق تقرير نشره موقع "آرس تكنكيا" التقني، تمكن فريق علمي في ستانفورد من إيجاد حل مبتكر للحفاظ على خصوصية الأفكار الداخلية لدى المستخدم، وذلك عبر تطبيق حواجز خصوصية دماغية وبرمجتها في الشريحة.
ويوضح بنيامين ميشيدي أبراموفيتش كراسا عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد -وأحد المسؤولين عن الدراسة- أن سبب هذه الأزمة أن الأفكار الداخلية والكلام المنطوق يأتيان من جزء الدماغ ذاته.
ويتابع كراسا حديثه عن الدراسة بقوله إن المسار الأصلي للدراسة كان تحويل الكلام -الذي يرغب الشخص بالنطق به- إلى أصوات مسموعة عبر الشرائح الدماغية، ولكن الفريق وجد أن مجرد محاولة الكلام قد تكون أمرا صعبا على المصابين بأمراض التصلب الجانبي الضموري أو الشلل الرباعي.
لذلك غير الفريق مسار دراسته لمحاولة تحويل الأفكار الداخلية والكلام الداخلي إلى أصوات مسموعة تنتج عبر الشرائح الدماغية والأجهزة المتصلة بها، ليواجه الفريق تحديا آخر في خصوصية الأفكار الداخلية.
وجاء الحل على شكل كلمة سر تتم برمجتها في الشريحة الدماغية والذكاء الاصطناعي المسؤول عن قراءة وفك تشفير الإشارات الكهربائية في الدماغ.
ويقوم المريض بعد ذلك في التفكير بكلمة السر التي تتم برمجتها مسبقا قبل البدء في تحويل الكلام والأفكار إلى أصوات مسموعة تخرج من الأجهزة المتصل بها.
وقد نجحت هذه الآلية في الحفاظ على خصوصية الأفكار الداخلية بشكل كبير، إذ تمكنت الأجهزة من التعرف على كلمة السر بدقة تصل إلى 98% في أغلب الحالات، ولكن مع زيادة عدد الكلمات -التي تتم برمجتها في الشريحة وزيادة حجم الذكاء الاصطناعي المسؤول عن تحويل الأفكار إلى الأصوات- بدأت الدقة تنخفض حتى وصلت إلى 74%.
إعلانوهذا مما دفع الفريق إلى ابتكار آلية بديلة، وهي تعتمد على تفكير المريض في أن هذه الفكرة يجب أن تظل صامتة، ليقوم الذكاء الاصطناعي بالتعرف على هذه الفكرة والحفاظ عليها صامتة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأفکار الداخلیة الشرائح الدماغیة
إقرأ أيضاً:
معنى سمة "ذبح العلماء" الذي عرف على مر العصور.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، إن البشرية عرفت على مرِّ عصورها تصرُّفًا سلبيًّا، وهو «ذبح العلماء»، ولم تختص أمة بذلك، بل كانت سِمَةً جعلت الناس يُنشِئون الأمثالَ السارية كنوعٍ من أنواع التعبير عن الحكمة التي تتصل بالحياة، وقبل ذلك قتلوا النبيين والمرسلين، ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم وأيَّد العلماء، ونفع بهم البشرية عبر العصور.
سمة ذبح العلماءقال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ [البقرة: 87].
وعن ابن عباسٍ قال: «ذُكِر خالدُ بنُ سِنانٍ للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ذاك نبيٌّ ضيَّعَه قومُه» [رواه الطبراني في الكبير].
ذبح العلماء على مر العصور
وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أننا جميعًا نتذكر ما حدث لـ«جاليليو»؛ حيث أثبت ثباتَ الشمسِ ودورانَ الأرض، فاعتُرِض عليه، ولم يُحسِن حينئذٍ بيانَ بُرهانه التام، حتى إنه وافق على حَرْق كتبه. ولدينا في التاريخ الإسلامي نماذج كثيرة في هذا المعنى؛ فقد ورد أن الإمام البخاري صاحب «الصحيح» ـ الذي وُصف بأنه أصحُّ كتابٍ بعد كتاب الله من حيث الضبط والنقل والتوثيق ـ قد دعا على نفسه قبل أن يموت بأيام، وضاقت عليه الأرض بما رحُبَتْ، في نزاعٍ بينه وبين محمد بن يحيى الذُّهلي؛ حيث كانت قد اشتدت الخصومة بينهما، مما سبَّب له تركَ المدينة.
ولم يكن البخاري رحمه الله تعالى معتادًا على ذلك، فلم يتحمل ـ لشفافيته ورِقَّة قلبه ـ هذا النوعَ من الصدام، وانسحب تاركًا وراءه جهدَه الرصينَ الجبَّار، الذي استمرَّ هذه السنينَ الطوالَ مرجعًا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومثالًا لتطبيق المنهج العلمي، وللنية الخالصة، وللهِمَّة العالية، وأثرِ ذلك في بقاء الأعمال ونفعها لأفراد الناس وجماعاتهم ومجتمعاتهم....(يتبع)
ذبح العلماء قديمًا
وأوضح فضيلته أن في القرن السادس الهجري كان الشيخ عبدُ القادر الجيلاني، وتُنسب إليه بعض القصص الجديرة بالاعتبار ـ وإن كنا لم نحقِّق توثيقها له في ذاتها ـ؛ منها أنه كان يحضر له نحو أربعين ألفًا لسماع موعظته الحسنة التي خالطت القلوب، ورفع بعضُ الواشين أمرَه إلى الحاكم بأن عبد القادر أصبح خطرًا على الناس، فإنه يأتمر بأمره أربعون ألفًا.
وتابع الدكتور علي جمعة: لما استدعاه الخليفةُ في بغداد، وكلَّمه في ذلك، ضحك الشيخ، وقال: «أنا أظنُّ أن معي واحدًا ونصفًا، ولنختبر ذلك يا مولاي؛ فأرسلْ غدًا الشرطةَ أثناء الدرس بعد العصر تطلبني أمام الناس».
ذبح العلماء
وأكمل: فأرسل الخليفةُ رجالَ شرطته، وطلبوا الشيخ بطريقة عنيفة، ففَرَّ معها أكثرُ الحاضرين، وأصرَّ اثنان على أن يُصاحِباه، حتى إذا ما جاؤوا إلى قصر الخليفة تخلَّف أحدهما ينتظر الشيخ عند الباب، ودخل الآخر. فقال له الخليفة: ماذا حدث؟ قال: لم يَبْقَ معي إلا كما قلتُ لك: واحدٌ ونصف؛ هذا واحدٌ معي، والآخر خاف من الدخول فانتظر عند الباب.
واختتم حديثه قائلًا: وذهب الواشون وذهب عصرهم، لا نعرف أسماءهم، وبقي الشيخ عبد القادر عبر القرون؛ قد أذِن اللهُ أن يجعل كلماته نِبراسًا يُستضاء به، وهدايةً في الطريق إلى الله.