الأقصر تتألق بليلة الملوخية.. عادة موروثة تحولت إلى أيقونة المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
لا يشبه نجع العقاربة بقرية الطود غرب الأقصر أي نجع آخر على الخريطة المصرية فله خصوصية فريدة تميزه في عاداته وتقاليده وبالأخص في احتفاله بذكرى مولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يتوارث أهالي النجع طقسا سنويا يعرف باسم “ ليلة الملوخية”
مع حلول ليلة المولد النبوي تتزين الساحة الكبرى أمام مسجد النجع بالأنوار والزينات وتتحول إلى ملتقى جامع لكل أهل العقاربة كبارًا وصغارًا رجالًا ونساءً إلى جانب محبين يأتون من القرى المجاورة لمشاركتهم هذه الأجواء الروحانية والاجتماعية التي لا تتكرر في مكان آخر
ويفترش الأهالي الأرض حول أواني ضخمة مليئة بالملوخية الناشفة المطهية مع اللحم وهي الوجبة التي صارت رمزًا للمحبة والكرم والتكافل بين الجميع حيث يمد كل فرد يده في صحون جماعية يتقاسمونها في أجواء تفيض بالبركة والود كما يحمل الكثيرون معهم أواني صغيرة يملؤونها من الملوخية ليعودوا بها إلى بيوتهم كي تنعم بها النساء والبنات وكأنها بركة الليلة المباركة.
الملوخية في هذا الطقس ليست مجرد طعام بل هي رمز يجسد فكرة المشاركة والاتحاد فالكل سواء أمام القدر الكبير لا فرق بين غني وفقير الكل يجلس في صف واحد ليأكل من نفس الوجبة في صورة بديعة من صور التكافل التي تعكس روح الإسلام ومغزى الاحتفال بمولد النبي الكريم.
ويؤكد أهالي العقاربة أن هذه العادة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ توارثوها عن الأجداد جيلاً بعد جيل حتى أصبحت جزءًا أصيلًا من هوية النجع وثقافته الاجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها فهي طقس مقدس لديهم لا تكتمل فرحة المولد بدونه.
ليلة الملوخية بنجع العقاربة ليست فقط عادة محلية لكنها لوحة إنسانية ترسم معاني الرحمة والوحدة والبركة وتجسد ارتباط الناس بجذورهم وبقيم المحبة التي غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في أمته لتبقى هذه العادة علامة فارقة تضيف للأقصر بعدًا روحانيًا وثقافيًا خاصًا يعكس تنوع وثراء التراث المصري في الاحتفالات الدينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأقصر اخبار الاقصر المولد النبوي الشريف
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: رحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر فكيف بمن يطيعه ويحبه
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، المسلمين بتقوى الله، فهي أكمل زاد يصلح القلب ويهدي الخطى ويجمع للعبد خير الدنيا والآخرة.
هل عرفت الله؟وقال خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي، إن السؤال الذي يتبادر في ذهن كثير من الناس هل عرفت الله، مفيدًا أن القرآن الكريم يفيض بالآيات الدالة على الله، فهو العظيم تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح، وفي تعاقب الليل والنهار وفي انبثاق الحياة، وانتظام الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ليشهد الخلق على أن وراء كل هذا النظام الدقيق ربًا لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
رحمة الله تسع العاصي والجاهلوأوضح أن الله تعالى يدبر كل شيء بحكمة لا يضل معها شيء، مشيرًا إلى التأمل في أسماء الله وصفاته فهو الرحمن القائل: «ورحمتي وسعت كل شيء»، فرحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر فكيف بمن يطيعه ويحبه، لافتًا إلى أن الرحمة ليست في العطاء فقط بل تكون في البلاء، ففي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رأى أمًا تضم طفلها خوفًا وشفقة قال: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها».
دعاء يوم الجمعة للرزق.. اغتنمه وردده الآن يصب الله عليك الخير صبا
دعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل 310 أدعية تنير القبر وتجعله من رياض الجنة
وتابع: إن لطف الله يتجلى في طيات الأحداث، فيأتي بالخبر من حيث لا يحتسب ويدل على ما يصلح القلب والدنيا وهو الحفيظ الذي لا يغيب حفظه لحظة قال تعالى: «فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين» وهو القريب المجيب الذي يسمع المناجاة والقريب الذي لا يحتاج إلى وساطة لمناجاته، وفي هذا سر من أسرار القرب أن الله يحب أن يرى العبد يناجيه قال تعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم».
وواصل: وهو الغفور الحليم الذي يفرح بتوبة عبده والحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة قال جل من قائل: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم» وهو الودود الكريم الذي يغدق ولا يمن وهو الحكيم العليم الذي يدبر بحكمة لا تدركها العقول قال تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم».
الشوق إلى لقاء اللهوبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من أحب الله وعبده، دون أن يراه فقلبه يشتاق إلى لقاء الله، وتنتظره الروح ويترقبه القلب.
وختم بوصف ما في الجنة من نعيم لا ينفد ورؤية الله رؤية واضحة، ففي الحديث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته».