كيفية الاحتفال بذكرى المولد النبوي.. مفتي الجمهورية يوضح
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الحكم الشرعي للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك ردًا على سؤال حول مشروعية إحياء هذه المناسبة بقراءة القرآن، ومدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإقامة مجالس الذكر، وتوزيع الطعام على الحاضرين.
وأكد فضيلة المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء أن ما يقوم به المسلمون في مثل هذه المناسبات من طاعات وعبادات هو أمرٌ مندوب شرعًا، ينال به المسلم الأجر والثواب، إذ يُعد الاحتفال تعبيرًا عن المحبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لقدره.
وأضاف أن عادة المسلمين جرت عبر القرون على الاجتماع في شهر ربيع الأول لذكر السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإقامة مجالس المدائح والإنشاد والقيام وتوزيع الطعام، معتبرًا أن ذلك كله يندرج تحت باب شكر الله تعالى على نعمة بعثة الرسول الكريم الذي أرسله رحمة للعالمين.
حقيقة احتفال الصحابة بالمولد النبوي
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، ردًا على سؤال حول مشروعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف: هل نحن أشد حبًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الصحابة حتى نحتفل به، بينما هم لم يحتفلوا به مع كونهم أكثر الناس حبًا له؟
وأكدت الدار أن محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فريضة لا يكتمل الإيمان بدونها، وهي شعور قلبي يترجم في السلوك والأفعال، مشيرة إلى أن الصحابة لم يتركوا جنس التذكر والفرح بالنبي، بل مارسوه بطرق شتى، واستشهدت بحديث رواه الطبراني يوضح فضل الجلوس لذكر الله والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضافت دار الإفتاء أن التعبير عن المحبة يختلف من شخص لآخر، ولكلٍّ أن يُظهر حبه بما يوافق الشرع الشريف، ومن صور ذلك تذكر النبي والابتهاج بقدومه، وهو ما يعد عبادة يؤجر عليها المسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية دار الإفتاء المولد النبوي الاحتفال السيرة النبوية صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی الشریف بالمولد النبوی دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن يقول سبحانه وتعالى يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].
الفرق بين القلب والفؤاد
إذًا فهناك ما يُسمَّى بالقلب، وهناك ما يُسمَّى بالفؤاد. وكلمة «القلب» في اللغة العربية سُمِّيَت بذلك؛ لأن القلب له أحوال، فهو يتقلَّب في هذه الأحوال. وقال الشاعر:
وما سُمِّيَ القلبُ إلَّا أنَّه يتقلَّبُ * وما أوَّلُ ناسٍ إلَّا أوَّلُ النَّاسِ
فأوَّل مَن نَسِيَ سيدُنا آدمُ عليه السلام.
وسُمِّيَ القلبُ لأنَّه يتقلَّب في الأحوال، ولذلك يقول سيدُنا ﷺ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». إذًا تقلُّبُ القلب بين الأحوال هو من أمر الله؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُثبِّت القلوبَ على حالٍ، أو يُقَلِّبُها بين حالٍ وحالٍ؛ فكلُّ ذلك بيد الله سبحانه وتعالى، يفعل ما يشاء. فإذا كان القلب في حالة الثبات على الخير، فإنَّه يُسمَّى «فؤادًا».
إذًا القلب يتقلَّب بين الأحوال؛ بين الخير والشر، وبين العلو والنقصان، فالإيمان يزيد وينقص. فإذا كان في حالة العلو، وكان في حالة الوضوح، وكان في حالة الثبات، كان «فؤادًا». لكنَّ الإنسان لا ينبغي له أن يأمَنَ مكرَ الله، بل لا بدَّ أن يُراقِبَ نفسَه، وأن يكون دائمَ المراقبة حتى لا يَذِلَّ، ولا يُخطِئ، ولا يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعر؛ لأنَّه قد يُستدرَج وتتدهور حالُه دون أن يشعر. قال تعالى في شأن هؤلاء: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].
إذًا فالإنسان العاقل يكون خصيمَ نفسِه، متدبِّرًا في حاله، يخشى أن يُستدرَج. فإن ترك الإنسانُ نفسَه للمعاصي استُدرِج، وتدهوَر؛ فتراه يرتكب المعاصي وهو يُنكِرها أوَّلًا، ثم يألفها ثانيًا فلا يُنكِرها، ويفعل المعصية دون نكير، لا يجد في قلبه حرجًا من فعلها، ثم بعد ذلك يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى فيستحلُّها.
في البداية يُبرِّرها لنفسه بقوله: «كلُّ الناس تفعل ذلك»، ثم يألفها حتى لا يرى فيها بأسًا، ثم يستحسنها، ثم يُخطِّئ مَن يُخالِفُه فيها؛ فالمعصية التي يفعلها هي في نظره «الصواب»، وغيرُها هو الخطأ. إذًا هذا استدراج.
في الأولى فعلها وهو مُتوجِّسٌ خيفةً،
وفي الثانية فعلها من غير توجُّس،
وفي الثالثة فعلها مُستَحِلًّا لها،
وفي الرابعة فعلها مُستَحسِنًا لها، ومُخطِّئًا مَن خالفها.
فهل لا يزال قلبُ ذلك الإنسان على حالةِ الفؤاد، أم أنَّه قد خرج من حالة الفؤاد إلى حالةٍ أخرى؟ يبدو أنَّه قد قُلِب.
الفؤاد
إذًا حالةُ الفؤاد قد تكون هي الحالةَ العُليا الصافية، ثم ينقلب على عَقِبَيْه، فإذا انقلب القلبُ لم يَعُدْ يُؤدِّي وظيفتَه، فيدخُل عليه الكِبْر، وهذا الكِبْر يمنعه من أداء وظيفته، فلا تستطيع أن تضع فيه شيئًا، ولا أن تستفيد منه فيما صُنِع له. فيصف الله حالَ هؤلاء بقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}؛ فما معنى هذا؟
أوَّلًا: أنَّهم كانوا على حالة الفؤاد، وهي حالةٌ خيِّرة.
ثانيًا: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد استدرجهم، فأخرجَ الفؤادَ من حالته.
ثالثًا: أنَّه قَلَبَه؛ فنتج عن هذا القلبِ تعطيلُ الوظيفة؛ فالفؤاد الذي كان محلًّا لنظر الله، ولتَنَزُّلِ الرحمات من عند الله، أُغلِق وقُلِب، فذهبت وظيفتُه: وظيفةُ التلقِّي، ووظيفةُ الشفافية، ووظيفةُ البصيرة، ووظيفةُ الرؤية السليمة الربانية الإلهية التي يرضى عنها ربُّنا سبحانه وتعالى.