الجامع الأزهر ينظم أمسية دينية ضمن احتفالاته بالمولد النبوي.. ورئيس الجامعة يدعو للتأسي بالسنة النبوية
تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT
أكد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التأسي بسنة النبي المصطفى يمثل منهجًا حياتيًّا وانعكاسًا لالتزام المسلمين بسنة نبيهم وأوامر هذا الدين الحنيف، مشيرًا إلى أن مولد نبي الإسلام لم يكن حدثًا عاديًّا، بل كان نقطة تحول أسست لأمة وحضارة لم يشهد التاريخ مثلها، وقد جاء النبي خاتمًا للأنبياء والمرسلين، وجاء بخاتمة الرسالات التي بدأت مع سيدنا آدم واستمرت حتى أتمها سيدنا محمد ، داعيًا فضيلته إلى أن يستلهم المسلمون هذه المعاني في بناء حياة عظيمة تليق بمكانة هذا الدين وما فيه من خير للبشرية جمعاء.
وأضاف فضيلته خلال أمسية دينية عقدها الجامع الأزهر بعنوان «بشارة الميلاد وطهارة النسب الشريف» ضمن احتفالاته بذكرى المولد النبوي، أن النبي شبه نفسه في حديث شريف باللبنة المكملة لدار الأنبياء، موضحًا أن هذه الدار ترمز إلى دين الإسلام الذي بدأ مع سيدنا آدم واستمر مع إبراهيم ونوح وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء، صلوات الله عليهم، حتى أكمله النبي محمد .
مشيرًا فضيلته إلى أن النبي قال: «إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارًا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة، فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين»، مما يعكس دوره في إتمام النعمة وإكمال الدين.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الحديث يحمل درسًا عميقًا يدعو كل إنسان إلى أن يكون «اللبنة» في مجاله، سواء كان مدرسًا أو صانعًا أو زارعًا أو غير ذلك، بحيث يسعى لإكمال النقص وتحقيق رسالته في الحياة.
مؤكدًا فضيلته أن التأسي بالنبي يعني السعي الدؤوب لتحمل المسؤولية دون كلل أو ملل، فالمؤمن لا يعرف الراحة في هذه الدنيا، بل ينتقل من مهمة إلى أخرى، مستشهدًا فضيلته ببعض تفسيرات المفسرين لقوله تعالى: «فإذا فرغت فانصب»، موضحًا أن الإسلام يرفض البطالة والفراغ، وأن مولد النبي كان بداية لحضارة وتقدم، حيث أسس لأمة تحمل رسالة العمل والإنجاز.
وأبرز فضيلته أن القرآن الكريم وصف رسالة النبي بإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، موضحًا أن الكفر يشبه الظلام الدامس الذي يحيط بالإنسان طوال حياته، في حين أن الإيمان هو النور الذي أضاء به النبي طريق البشرية.
وأكد أن هذه الصورة القرآنية تعكس عظمة رسالة النبي في هداية الناس وإخراجهم من الضلال إلى الهدى، وهو ما يدعو إلى التأمل في أهمية التمسك بتعاليم هذا الدين الحنيف واتباع سنة نبيه الكريم.
وفي سياق حديثه عن طهارة النسب الشريف، أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن النبي ﷺ بعث من أماجد وخيار الناس، مستدلًا بنسبه إلى قصي بن كلاب، الذي كان عظيمًا في قومه. كما ربط بين الحروف المقطعة في القرآن، مثل «نون والقلم وما يسطرون»، وبين كمال عقل النبي وعظيم خلقه، موضحًا أن هذه الأسرار لا يعلمها إلا الله، وأن قدر النبي الحقيقي محفوظ عند ربه.
وأضاف أن النبي وُصف بأنه «رؤوف رحيم» بالمؤمنين، وهما اسمان من أسماء الله الحسنى لم ينسب منهما شيء لنبي سواه، كما أن الله أقسم بعمر النبي في قوله تعالى: «لَعمرك»، وهو تشريف لم يحظَ به غيره.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن هذه الأمسية الدينية تعكس التزام الأزهر بنشر الوعي الديني وسماحة هذا الدين الحنيف وسنة نبينا محمد ، وذلك ضمن سلسلة فعاليات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف التي تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية ونشرها في المجتمع وتعميق الارتباط بالسيرة النبوية المشرفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الدكتور سلامة داود الجامع الأزهر أمسية دينية رئیس جامعة الأزهر هذا الدین موضح ا أن أن النبی ا فضیلته إلى أن أن هذه
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون.. اليوم
برعاية من الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، يعقد مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، ختمة جديدة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، وذلك اليوم صلاة العصر بالمدرسة الأقبغاوية.
وصرح أ.د عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن هذا البرنامج يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والبرامج التي ينظمها مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، ويهدف إلى قراءة القرآن الكريم برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، وذلك بعد الانتهاء من ختمتين الأولى بالقراءات السبع، والثانية بالقراءات الثلاثة المتممة للعشر، بواقع نصف جزء يومياً، مع تقديم شرح مفصل للتلاوة وتعريف بأصول القراء ومذاهبهم، كما سيتناول الملتقى التنبيه على الكلمات الفرشية المختلف فيها بين القراء، مما يسهم في تعزيز الفهم العميق للقراءات العشر المتواترة ورفع مستوى التلاوة بين المشاركين.
وفي ذات السياق أوضح د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الختمة الجديدة تُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي، حيث تعكس تنوع القراءات المتواترة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم، هذا التنوع يهدف إلى نشر الثقافة القرآنية وتعليم أساليب القراءة الصحيحة، مشيرًا إلى أن البرنامج يسعى إلى توفير منصة تعليمية تفاعلية، مما يساعد في نشر الوعي بأهمية ضبط القراءة وإتقانها.
ودعا د. عودة جميع المهتمين بعلوم القرآن الكريم، سواء كانوا طلابًا أو معلمين أو جمهورًا عامًا، للمشاركة في هذا الملتقى الفريد، حيث يُعتبر هذا الحدث فرصة قيِّمة للتعلم والتفاعل مع كبار المتخصصين في القراءات، مما يعزز من ترسيخ القيم القرآنية في المجتمع.
ويُشرف على الملتقى كل من أ.د عبدالكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، وفضيلة الشيخ حسن عبدالنبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، ويشارك في تقديم الشرح والتلاوة مجموعة من أساتذة القراءات وعلومها من كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى عدد من أعضاء لجنة مراجعة المصحف الشريف والسادة أئمة القبلة بالجامع الأزهر وشيوخ مقارئ الرواق الأزهري، كما يدير الملتقى باحثون متخصصون في علم القراءات بالجامع الأزهر، مما يضمن تقديم محتوى علمي رفيع.
يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف أ.د عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، وأ.د عبد الكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، والشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر،والشيخ إبراهيم حلس مدير إدارة الشئون الدينية، ود. مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.