من رابعة إلى المنفى.. لاجئون مصريون يحولون معاناتهم إلى فيلم درامي في هولندا (شاهد)
تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT
في الذكرى السنوية لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر، والتي شكلت واحدة من أكثر اللحظات مأساوية في تاريخ مصر الحديث، أنتج نشطاء ومهاجرون مصريون في هولندا فيلما دراميا جديدا، مستوحى من أحداث واقعية، ليروي رحلة اللجوء المليئة بالجراح التي لا تزال تنزف في صمت.
وتابع الفيلم الذي حمل روح المأساة، حياة مجموعة من اللاجئين السياسيين المصريين في هولندا، والذين ظنوا أن عبورهم الحدود الأوروبية سيكون بداية جديدة، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة قسوة من نوع آخر؛ قسوة اللجوء.
من الميدان إلى المنفى
واستوحى فريق عمل الفيلم من أحداث واقعية، يحكي قصص لاجئين سياسيين مصريين غادروا نجحوا في الهروب من الموت في ميدان رابعة العدوية بأجساد سليمة وكذلك نجو من الاعتقال وسجون النظام المصري، ليواجهوا معاناة أخرى لا تقل عن السابق من غربة ومخاطر ترحيل وأزمات نفسية قد يؤدي بحياتهم فالعمل الدرامي لا يكتفي بسرد أحداث اللجوء، بل يغوص في المشاعر العميقة التي يعيشها اللاجئون: الخوف الدائم، الحنين للوطن، والإحساس بالتيه.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
قسوة اللجوء.. قصة تتجاوز السياسة
على الرغم من أن جذور الفيلم مرتبطة بحدث سياسي كبير، فإن العمل لا يقدمه كخطاب سياسي مباشر، بل كحكاية إنسانية خالصة، فصانعو الفيلم معظمهم من لاجئين أو مهاجرين أرادوا أن ينقلوا للمشاهدين التجربة التي يعيشها اللاجئ بعيدا عن الأرقام والإحصائيات.
وسلط الفيلم الضوء على إجراءات اللجوء المعقدة في أوروبا، والتي قد تمتد لشهور أو سنوات، تاركة اللاجئ معلقا بين الماضي والمستقبل، وجلسات التحقيق التي يعرضها العمل تحمل طابعا خانقا من أسئلة متكررة، ونظرات فاحصة، محاولات لاستخراج تفاصيل من جروح لم تلتئم بعد.
ومن جانبه أكد مؤلف ومخرج الفيلم تومي شريف في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه حاول من خلال الفيلم الذي تم عرضه في ذكرى مذبحة رابعة العدوية معالجة العديد من القصص الحقيقة التي تعرض لها الشباب أصحاب ملفات اللجوء السياسي الذين فروا من مصر بعد أحداث الانقلاب العسكري في تموز / يوليو 2013.
وأضاف شريف أن أكثر من 80 بالمئة من أحداث الفيلم هي أحداث حقيقية تعرض لها الشباب خلال معالجة ملفات اللجوء الخاصة بيهم في العديد من البلاد الأوروبية وقد أوصلت عدد منهم إلى التفكير في الانتحار كما حدث في نهاية الفيلم بالفعل.
وطالب مخرج الفيلم المسؤولين سواء على ملفات الهجرة في البلاد المستضيفة وغيرهم بضرورة تحمل المسؤولية الكاملة تجاه اللاجئ السياسي ومعرفة ما يتعرض لهم من ضغوط نفسية تؤثر على سلامته.
ومن ناحية أخرى قال صلاح عامر أحد أعضاء فريق العمل في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن هدف الفيلم هو عرض وإيصال ما تعرض له الشباب من معاناة وصعوبات بسبب الأحداث السياسية في مصر منذ 2011 و2013 وما تلاه من اعتقالات وتعذيب في سجون النظام.
وأضاف عامر أنه حتى بعد الخروج تعرض الشباب لمعاملة سيئة لا تراعي أدميتهم ولا حالتهم النفسية مما تعرضوا له خلال تلك السنوات، ليقابلوا تعنت وتهديد بالترحيل القسري وعدم القدرة على الترحيل.
وأشار عامر إلى أن فريق العمل كان حريص على إيصال الرسالة هذا العام في الذكري السنوية لفض رابعة بشكل مختلف من خلال الدراما والفن ولذلك كان اختيار كل شيء في الفيلم بعناية شديدة سواء المشاهد والتأليف وكذلك الأغاني والموسيقي التصويرية حتى تصل الرسالة على الوجه الأكمل.
وفي سياق متصل تفاعل جمهور الحضور مع الفيلم وأحداثه حيث أكدوا أنه الفيلم يملس واقع عاشوه جميعا ومشاكل تعرضوا لها من خلال طلبات اللجوء والتأخير في اتخاذ القرار والتهديد بالترحيل، مؤكدين أن هناك بالفعل بعض الأشخاص وصل بهم الأمر لمحاولة الانتحار كما حدث في نهاية الفيلم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية رابعة العدوية مصر هولندا اللاجئين السياسيين اللاجئون مصر رابعة العدوية هولندا لاجئون لاجئ سياسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معاناتهم
الذهاب إلى:انتشار الأوبئة
مع استمرار الأوضاع المأساوية للغزيين التي سببتها الحرب الإسرائيلية عليهم طوال عامين، جاء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة ليفاقم معاناة سكان قطاع غزة، ويحرمهم حتى من الاحتماء تحت خيامهم المهترئة، ويتلف كل ما يملكونه من مقومات بسيطة للحياة من ملابس وفراش، ويتسبب في وفاة اثنين.
إذ توفيت الرضيعة رهف أبو جزر ذات الأشهر الثمانية التي لم تحتمل البرد القارس والأمطار التي أدت إلى غرق خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي القطاع، بحسب ما أكدته وزارة الصحة، كما توفي فلسطيني آخر بعد انهيار جدار بسبب الأمطار في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، حسبما أفاد به مصدر في الإسعاف والطوارئ.
وسلط تقرير لوليد العطار على قناة الجزيرة الضوء على جوانب من معاناة الغزيين الذين جاءت الكارثة الطبيعية لتزيد من محنتهم، بعد أن تعرضوا طوال عامين للقتل على يد الحرب الإسرائيلية، التي دمرت بيوتهم وشتتتهم في خيام غير قادرة على مقاومة برد وأمطار فصل الشتاء.
وقبل مرور شهرين على سريان اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية، جاء المنخفض الجوي ليزعزع الاستقرار الهش الذي يعيشه مليونا غزي.
بدوره، حذر الدفاع المدني بغزة أمس الخميس من أن 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح يواجهون البرد والسيول بخيام مهترئة.
وتلقى الدفاع المدني خلال 24 ساعة 2500 نداء استغاثة من مواطنين تضررت خيامهم في جميع محافظات القطاع، كما وثق غرق مخيمات بأكملها في منطقة المواصي ومدينة غزة والنصيرات ودير البلح في ظل انعدام الإمكانيات.
وحسب الدفاع المدني، فقد شهد أمس الخميس انهيار عدة مبان بسبب الأمطار في كل من حي النصر وتل الهوا والزيتون بمدينة غزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد أطلق في سبتمبر/أيلول الماضي تحذيرا من أن 93% من خيام النازحين غير صالحة للإقامة، ثم عاد بعد شهرين من اتفاق وقف الحرب ليندد بمنع الاحتلال إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل إلى القطاع.
إعلانومن جهته، حذر المجلس النرويجي للاجئين في السياق نفسه من احتياج 1.29 مليون شخص بغزة إلى مأوى للنجاة خلال الشتاء، مؤكدا شدة الاحتياج إلى آليات ثقيلة ومواد إيواء ومعدات لم يدخل منها -وفق المجلس- خلال شهرين سوى كميات ضئيلة.
انتشار الأوبئةولم تدخل الأمطار التي جلبها المنخفض الجوي بخير على ساكني الخيام، فقد جاءت مياه الأمطار مخلوطة بمياه صرف صحي انهار نظام معالجتها كليا، وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ليترك باب التوقعات مفتوحا على نذر انتشار لأمراض وأوبئة يفترض أن يواجهها نظام صحي متهاو وبلا إمكانيات.
ووصف مراسل الجزيرة شادي شامية ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة بالأمر القاسي جدا، ونقل عبر كاميرا الجزيرة مشاهد مؤلمة من مخيم للإيواء في حي النصر بمدينة غزة، وظهر سكان المخيم الذي غرق كباقي المخيمات وهم يحاولون وضع سواتر ترابية لمنع تدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيام.
ويقول شامية إن المواطنين لا يملكون خيارات أخرى سوى البقاء في خيامهم التي لم تعد تصلح لا لفصل الصيف ولا لفصل الشتاء، مؤكدا أن الغزيين بحاجة إلى بيوت متنقلة وإلى إعادة إعمار بلدهم.