لاشك أن وجود فعل يجعلك تقع في الذنوب الكبيرة بسهولة يعد سبب كل مصيبة كبرى لذا ينبغي تفاديه وتجنبه ، إلا أن ما يزيد الطين بلة استهانة الناس به وشيوعه بينهم ، رغم أن من شأن فعل يجعلك تقع في الذنوب الكبيرة أن يكون سبب كل مصيبة كبرى تهلكك وتنغص حياتك وتحملك مالا تطيق، ولعل هذا ما يطرح سؤال عن ماهية وحقيقة فعل يجعلك تقع في الذنوب الكبيرة ويعد سبب كل مصيبة كبرى تحط على حياتك.

فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك ويجره إليك جرا.. علي جمعة: احذره متى يكون الابتلاء اختبارا وليس عقوبة؟.. علي جمعة: تحقق منه بـ7 علامات سبب كل مصيبة كبرى 

قال  الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دائمًا ما يرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا والآخرة، وينهانا عن كل ما فيه شر وهلاك في الدنيا وجحيم جهنم بالآخرة.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هناك فعلاً شائعًا يعد مصيبة كبرى وبلية سيحاسب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو محاسبة الآخرين دون محاسبة نفسه، فيقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ القَذَاةَ في عَيْنِ أَخِيهِ، ويَنْسَى الجِذْعَ في عَيْنِهِ).

وأضاف أنه لابد على الإنسان أن يبدأ بنفسه في المحاسبة ويُدينها، منوهًا بأن سيدنا النبى -صلى الله عليه وسلم-  يقول فى التغيير : "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول"،  ابدأ بنفسك ثم بمن عندك المسئولية عليهم، لكن كثيرًا من الناس يرى القذاة في عين أخيه ويدَع جذع النخلة في عينه ؛ وهذه مصيبة كبرى وبَلية سيحاسب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة.

فعل يجعلك تقع في الذنوب الكبيرة

واستشهد بما يقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  : « مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ »[سنن الترمذى] ، أمرنا بالستر فقال -صلى الله عليه وسلم-  : « وَيْلَكَ يَا هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْراً لَكَ » [مسند أحمد] ، فإذا تكبر الإنسان على أخيه بذنب ارتكبه فإن الله لا يميته حتى يرتكبه..؛ فاللهم سَلِّمْ سَلِّمْ..

وتابع:  فإذا رأيتم هذا في الناس فقل الحمد لله - بينك وبين نفسك وليس في وجه أخيك- الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من عباده، فإن كثيرا من عباده قد ابتلي حتى إنه لا يستطيع أن يعود إلى الله {وَاعْلَمُوا أَن اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}، فـ " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصيبة كبرى مصيبة علي جمعة الدكتور علي جمعة صلى الله علیه وسلم فی الدنیا علی جمعة

إقرأ أيضاً:

حـفظ المـال

لقد أحاط الإسلام المال بسياجات متعددة من الحفظ، فنهى عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهياً قاطعاً لا لبس فيه، يقول الحق سبحانه: ”يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا”، ويقول سبحانه: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون فى بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا». 
وعن ابن عباس (رضى الله عنهما) أن سيدنا سعد بن أبى وقاص قال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): «يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذى نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به»، وقد كان بعض الصالحين يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام. 
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع فى الشبهات وقـع فى الحرام كـالراعى يـرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهى الـقـلب»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إنى بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!». 
ويقول (عليه الصلاة والسلام): «إن رجالاً يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» (صحيح البخارى)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به».
فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها فى الدنيا والآخرة، فهو فى الدنيا وبال على صاحبه فى صحته، وفى أولاده، وفى عرضه، وفى أمواله، «ولعذاب الآخرة أشد وأبقى».
وحثنا الشرع الحنيف على كتابة الدين وتوثيقه والإشهاد عليه فقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبَ كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتقِ الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذى عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأبَ الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم».

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • قد نقع فيه.. خالد الجندي يحذر من خطأ شائع في الصلاة على النبي
  • حـفظ المـال
  • خالد الجندي يُحذر من خطأ شائع يفسد صيغة الدعاء عند الصلاة على النبي.. فيديو
  • الناتو يحذر من حرب كبرى مع روسيا ويدعو أوروبا للاستعداد الفوري
  • خطأ شائع في الصلاة على النبي .. اكتبها صح: «اللهم صلِّ» وليس «صلي»
  • كيف نطفئ نيران ذنوبنا؟.. اتبع هذا العلاج النبوي
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
  • أتكاسل عن صلاة الفجر لشدة البرد فهل على إثم؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشر