الحكومة تقر استراتيجية توطين الصناعة الدوائية حتى 2035
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
في ظل التحديات المتزايدة أمام القطاع الصحي واعتماد اليمن شبه الكلي على استيراد الأدوية، اتخذ مجلس الوزراء خطوة استراتيجية قد تعيد رسم مستقبل الدواء في البلاد، من خلال إقراره الاستراتيجية والخطة التنفيذية الوطنية لتشجيع توطين الصناعة الدوائية للفترة (2025 – 2035م).
وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل الفجوة الدوائية، وتعزيز الأمن الصحي، ووضع أسس واضحة لبناء صناعة وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي بجودة ومعايير معتمدة.
وأكدت الحكومة أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى وضع رؤية واضحة واتجاه محدد لنمو وتطوير قطاع تصنيع الأدوية في البلاد خلال السنوات العشر المقبلة، عبر مؤشرات ومعالم عملية قابلة للتنفيذ والمتابعة، مع الالتزام بما ورد في وثيقة السياسة الدوائية الوطنية في اليمن. ومن المقرر أن تسهم هذه الخطوة في إعادة رسم ملامح قطاع الصحة، من خلال تعزيز القدرة الوطنية على إنتاج أدوية أساسية ذات جودة وبأسعار مناسبة.
ويرى مختصون أن تبني مثل هذه الاستراتيجية في ظل الأوضاع الراهنة يمثل استجابة ملحة للتحديات التي يواجهها القطاع الصحي، حيث يعاني المواطنون من ارتفاع أسعار الأدوية ونقص بعضها في الأسواق، إلى جانب اعتماد شبه كلي على الواردات الخارجية، وهو ما يجعل الأمن الدوائي في اليمن هشًا ومعرضًا للتقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية.
وخلال الاجتماع، شدد مجلس الوزراء على أهمية هذه الاستراتيجية كخطوة محورية لتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني، وفتح آفاق استثمارية جديدة أمام القطاع الخاص للمشاركة في بناء مصانع دوائية محلية، توفر فرص عمل وتدعم التنمية المستدامة. كما اعتبر المجلس أن تطوير الصناعة الدوائية يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وتسهيل وصول المواطنين إلى الأدوية، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأكد المجلس أن الاستراتيجية ستعمل على تشجيع الشراكات مع المؤسسات الإقليمية والدولية، واستقطاب الدعم الفني والمالي اللازم، إضافة إلى وضع الأطر التشريعية والتنظيمية التي تضمن جودة المنتج المحلي ومطابقته للمعايير العالمية. كما ستتيح الخطة التنفيذية تطوير البنية التحتية وتدريب الكوادر الوطنية بما يعزز استدامة القطاع.
ويعول خبراء على أن تنفيذ هذه الاستراتيجية خلال العقد القادم قد يخفف من فاتورة استيراد الأدوية التي تستنزف سنويًا مئات الملايين من الدولارات، ويسهم في تقوية الاقتصاد الوطني عبر إحلال المنتج المحلي مكان المستورد تدريجيًا.
كما أن إقرار الاستراتيجية يأتي في سياق الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الشاملة التي تتبناها الحكومة، الهادفة إلى تعزيز القطاعات الحيوية، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي، بما ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين ومعيشتهم.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
عاجل ـ خلال لقائه اليوم برئيس الوزراء.. رئيس هيئة الدواء يكشف خطة التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة الدوائية
خلال اجتماع اليوم مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعرض الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أبرز الملفات التي تعمل عليها الهيئة، وفي مقدمتها جهود تطوير المنظومة الدوائية والارتقاء بآليات الرقابة من خلال تبني أحدث التقنيات الرقمية.
تعاون دولي لتطوير حلول الذكاء الاصطناعيوأوضح الغمراوي أن هيئة الدواء تولي اهتمامًا كبيرًا بتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم عمليات التنظيم الدوائي، مشيرًا إلى أن الهيئة تعزز تعاونها مع عدد من المؤسسات الدولية المتخصصة، وعلى رأسها مؤسسة "جيتس" الدولية، بهدف تطوير أدوات تحليل رقمية متقدمة تساعد في اكتشاف المخاطر بشكل مبكر ورفع كفاءة الرقابة على تداول المستحضرات الطبية.
رفع كفاءة الرقابة وتحسين جودة اتخاذ القراروأكد رئيس هيئة الدواء أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة الدوائية يمثل خطوة محورية لتعزيز دقة البيانات وسرعة اتخاذ القرار، فضلًا عن تحسين قدرة الهيئة على متابعة حركة الدواء داخل سلسلة الإمداد، مما يضمن توافر دواء آمن وفعّال ويعزز معايير الجودة والشفافية في السوق المصري.