شريان حياة.. خط مياه مصري- إماراتي يروي عطش مئات الآلاف في غزة
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
افتتحت دولة الإمارات، أمس الخميس، خط أنابيب جديدًا لنقل المياه العذبة من مصر إلى جنوب قطاع غزة، في خطوة إنسانية وصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023، والتي أدت إلى تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية المائية.
ويمتد الخط الجديد لمسافة 6.7 كيلومترات من معبر رفح الحدودي المصري وصولًا إلى مدينة خان يونس، ليمد النازحين في منطقة المواصي المكتظة، إضافة إلى أجزاء من مدينة رفح، بمياه صالحة للشرب.
وقال عمر شعت، نائب رئيس مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، إن المشروع يتيح لمحطة التحلية الإماراتية في رفح المصرية – التي افتتحت في فبراير الماضي – رفع إنتاجها إلى 10 آلاف متر مكعب يوميًا، مضيفًا: "هذا يوفر مصدرًا حيويًا للمياه النظيفة لمئات الآلاف من السكان الذين يواجهون نقصًا حادًا منذ شهور."
وبحسب السلطات الإماراتية، يهدف المشروع إلى ضمان ما لا يقل عن 15 لترًا من المياه الصالحة للشرب يوميًا لكل فرد من نحو 600 ألف فلسطيني، على أن يعمل الخط بشكل مستقل عن الشبكات الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
ويأتي هذا التطور في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها القطاع المحاصر، حيث يعتمد الفلسطينيون في معظم المناطق على صهاريج متنقلة لتلبية احتياجاتهم اليومية، فيما تتهم منظمات دولية، بينها أطباء بلا حدود، إسرائيل بحرمان السكان عمدًا من مصادر المياه النظيفة.
يذكر أن إسرائيل قتلت منذ بدء عدوانها على غزة في أكتوبر 2023 نحو 63 ألف فلسطيني، فيما يواجه القطاع خطر المجاعة والانهيار الكامل للبنية التحتية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في نوفمبر الماضي مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في وقت تنظر محكمة العدل الدولية في دعوى تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر الإمارات غزة خط مياة رفح
إقرأ أيضاً:
شريان تنموي يربط 3 محافظات.. سباق مع الزمن لإنجاز طريق النصر في الساحل الغربي
في خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية وتسهيل حركة النقل في الساحل الغربي، بدأت الشركات المنفذة لمشروع طريق النصر، الاثنين، أعمال فرش طبقة الإسفلت في المقطع الأول من الطريق بطول 30 كيلومترًا، إيذانًا بدخول المشروع مرحلة التنفيذ الميداني المتقدمة بعد أشهر من العمل التحضيري.
ويُعد طريق النصر واحدًا من أهم مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية الجاري تنفيذها في المناطق المحررة، لما يمثله من حلقة وصل رئيسية بين محافظات تعز ولحج والحديدة، ومنفذًا حيويًا لتسهيل حركة التجارة والنقل بين مدن الساحل الغربي والموانئ البحرية، إضافة إلى دوره في إنعاش القرى والمناطق النائية الواقعة على امتداده.
وقال المهندس سليم البدوي، المشرف على المشروع، إن طبقة الإسفلت يبلغ سمكها سبعة سنتيمترات وبعرض ثمانية أمتار، موضحًا أن الفرق الميدانية تواصل العمل بوتيرة عالية وفق الجدول الزمني المحدد والمعايير الفنية المعتمدة، لضمان إنجاز المشروع في الوقت المقرر وبأعلى مستويات الجودة.
الطريق يمتد لمسافة 80 كيلومترًا من مديرية موزع بمحافظة تعز وصولًا إلى رأس العارة في محافظة لحج، مرورًا بمديرية حيس في محافظة الحديدة. حيث أن أعمال السفلتة الحالية تشمل المقطع الأول من الطريق، على أن تتواصل الأعمال في المقاطع التالية خلال الأسابيع القادمة.
ويكتسب طريق النصر أهمية مضاعفة كونه يربط بين محافظات ثلاث تشكل عصب النشاط التجاري والاقتصادي في الساحل الغربي، ويسهم في تقليص المسافة الزمنية بين تعز وعدن عبر الساحل إلى أقل من ساعتين، كما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار السياحي والزراعي والتجاري في المناطق التي ظلّت معزولة لسنوات بسبب ضعف شبكات الطرق.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن طارق صالح، وضع حجر الأساس للمشروع في 22 مايو الماضي، ضمن حزمة من مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة التي تُنفذ في الساحل الغربي بإشراف المكتب التنموي للمقاومة الوطنية، بهدف إعادة بناء ما دمرته الحرب وتطوير شبكة الطرق التي تربط المدن والموانئ والمناطق الزراعية.
ويرى مراقبون أن مشروع طريق النصر لا يقتصر على كونه طريقًا للنقل فحسب، بل يمثل مشروعًا استراتيجيًا يعيد رسم خريطة التنمية في الساحل الغربي، ويساعد في ربط الموانئ الحيوية كميناء المخا وميناء رأس العارة، ما سيُسهم في تعزيز الحركة التجارية الداخلية والخارجية وتسهيل عمليات التصدير والاستيراد.
ويُتوقع أن يؤدي استكمال المشروع إلى خفض تكاليف النقل والشحن بنسبة تصل إلى 40%، إضافة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي وتسهيل وصول الخدمات إلى القرى والمناطق الزراعية، كما سيُسهم في دعم جهود الإغاثة الإنسانية من خلال تسهيل مرور القوافل والمساعدات إلى المناطق النائية في محافظتي تعز والحديدة.
واختتم المهندس البدوي حديثه بالتأكيد على أن العمل يسير بوتيرة عالية وبإشراف هندسي مستمر، مشيدًا بالدعم الذي يقدمه المكتب التنموي للمقاومة الوطنية وقيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي لضمان إنجاز هذا الصرح التنموي الذي يمثل "نقطة تحول حقيقية في بنية النقل والمواصلات بالمنطقة".