التاريخ خير شاهد على تصرفات الأنظمة وسلوك البشر، لا يترك شاردة أو واردة إلا ويذكرها ويحفظها فى سجلات ناصعة البياض إذا كان فيها سعادة الشعوب، أو فى سجلات حالكة السواد إذا كانت فيها تعاسته، والهدف من هذا التسجيل استفادة البشرية من الإيجابيات والسلبيات.
سيظل التاريخ يذكر أن حزب الوفد فى فترة الملكية حصل على الأغلبية البرلمانية فى أول انتخابات أجريت فى 15 يناير 1924، فى ظل دستور 1923، وحصل الحزب على الأغلبية بحصد 195 مقعداً وسقط فى هذه الانتخابات رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت، يحيى إبراهيم باشا، وفاز عليه مرشح الوفد أحمد مرعى، والد المهندس سيد مرعى فى دائرة منيا القمح.
أما عن السلبيات التى تقع فى مزبلة التاريخ وتسجل فى أسود صفحاته لتكون عبرة لمن تسول به نفسه تزوير إرادة الأمة فهى أحط انتخابات برلمانية أجريت فى العصر الحديث، وهى انتخابات مجلس الشعب عام 2010.. آخر انتخابات أجراها النظام المنحل، وكانت سبباً رئيسياً فى سقوط النظام بالكامل، وتعتبر شرارة خطيرة فى قيام ثورة 25 يناير 2011. فى هذه الانتخابات التى أحاطتها الشياطين، غابت الإرادة السياسية اللازمة لتنظيم انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، وقيدت السلطة حق المواطن فى الترشح، وحق الناخب فى الإلمام بالمعلومات الضرورية ذات الصلة بالعملية الانتخابية، وحالت سيارات النقل المحملة بالبلطجية والشوم دون وصول الناخبين إلى صناديق الانتخابات، واستبدلت الأجهزة الموتى والمسجلين خطر بالمقيدين فى جداول الانتخابات الذين لهم الحق فى التصويت، وانحازت الجهات الحكومية لمرشحى الحزب الذى أطلق على نفسه الحزب الوطنى الديمقراطى، وانتهت الانتخابات بأخطر فضيحة عندما استولى الحزب الحاكم على جميع المقاعد، وجلس نوابه فوق مقاعدهم يحدثون أنفسهم ويقومون بدور المؤيدين والمعارضين والحكومة أيضاً. وفشل المجلس فى القيام بدوره، كما فشل فى احتواء أزمة الطعون حتى وصل إلى الحل، وهو الحل وضاع كما ضاعت السلطة بالكامل.
حل مجلس الشعب المزور وسقوط النظام لم يمح من ذاكرة الشعب ما حدث من الوقود ضد إرادته، وظل شبح هذه الانتخابات يراوده لما اقتربت انتخابات جديدة، فهى - أى الانتخابات المزورة عام 2010 - تحولت إلى ما يشبه الآثار الجانبية لدواء مر لم يعالج الداء، وظلت مرارته فى الحلقوم تطفح عند كل استحقاق خوفاً من التزوير، رغم الطمأنة شبه التامة حالياً بأن عصر تزوير إرادة الشعب لن يعود، وأن الانتخابات فى أيدٍ أمينة من بدايتها إلى نهايتها، وأن الانتخابات بالقائمة المغلقة ليست سلبية بالكامل فلها إيجابيات كثيرة كل ما نحتاجه هو تحرك الأحزاب السياسية وخروجها من غرف الإنعاش التى حجزت نفسها فيها، وأن تسعى إلى الاندماج حتى نرى أحزاب تتنافس فى الانتخابات لإثراء العملية السياسية، الأحزاب التى تجلس خلف المكاتب، وتنعزل عن الشارع وتنتظر «مقاعد» لا تستحق البقاء، الأحزاب التى تلتحم بالشارع وتشارك فى المسئولية وتحل مشاكلها الداخلية هى التى تستحق شرف التمثيل. التاريخ لن ينظر إلى المتقاعسين ولن يتجاهل الإشادة بالجادين ولن يلتفت إلى الأحزاب الورقية التى تتوارى خلف اليفط فى أوضة وصالة! من جد وجد حتى فى الممارسة السياسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن التاريخ سعادة الشعوب
إقرأ أيضاً:
مرشح الوفد يحسم مقعد منشأة القناطر.. تفاصيل الحصر العددي بآخر دوائر الجيزة
أعلنت اللجنة العامة بالجيزة عن نتيجة الحصر العددي لـ انتخابات مجلس النواب 2025 في دائر منشأة القناطر والوراق، والتي شهدت تحولا بفوز مرشح حزب الوفد بعدما كان سيخوض الإعادة قبل إلغاء الدائرة.
وتعتبر الدائر الثانية عشر في الجيزة “منشأة القناطر” ضمن الدوائر التي ألغيت بقرار المحكمة الإدارية العليا، حيث كانت قبل الإلغاء إعادة بين 8 مرشحين.
نتيجة الحصر العددي في منشأة القناطروأعلنت اللجنة العامة أن إجمالي الأصوات الصحيحة وفق الحصر العددي قد بلغت 83,567 صوتًا.
وحسم ياسر عرفة، مرشح حزب الوفد أول المقاعد بحصوله على 45 ألفًا و475 صوتًا.
وبذلك يخوض الإعادة 6 مرشحين على 3 مقاعد متبقيين، وهم:
المرشح محمد محمود عبدالعزيز الديب وشهرته (محمد الديب) مرشح مستقل: 33,651 صوتًا
المرشح مجدي محمد الطويل (مجدي الطويل) مرشح حماة الوطن: 33,416 صوتًا
النائب علي سمير رجب (علي سماح) مرشح مستقبل وطن: 33,305 أصوات
النائب طارق سيد الطويل (طارق الطويل) مرشح حزب الشعب الجمهوري: 31,212 صوتًا
المرشح محمد عبدالعزيز عبود (محمد عبود) مرشح مستقل: 29,765 صوتًا
المرشح ناصر محمود مقلد (ناصر مقلد) مرشح مستقل: 21,557 صوتًا.
إعلان نتيجة الدوائر الـ 30 الملغاةوفقًا للجدول الزمني المعُلن من الهيئة الوطنية للانتخابات، فمن المقرر أن تعلن نتائج الانتخابات في تلك الدوائر 18 ديسمبر.
ومن المقرر أن تجرى الإعادة يومي 3 و 4 يناير 2026 وتعلن نتيجة الإعادة 10 يناير.