مجاعة من صنع الإنسان في غزة.. إليكم آخر الأرقام المهولة
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
(CNN) -- تشهد أجزاء من غزة رسميًا مجاعة "من صنع الإنسان"، وفقًا لتقرير صدر من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن مبادرة مدعومة من الأمم المتحدة، وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن يتفاقم الوضع بعد أشهر من الصراع المتواصل.
وخلص التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) إلى تأكيد وجود مجاعة في محافظة غزة، التي تضم مدينة غزة، التي تشهد الآن أيضًا هجومًا إسرائيليًا جديدًا وكبيرًا.
وأضاف التقرير: "بما أن هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، فيمكن وقفها وعكس مسارها.. لقد انتهى وقت الجدل والتردد، فالمجاعة حاضرة وتنتشر بسرعة. لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن هناك حاجة إلى استجابة فورية وواسعة النطاق".
ما زال الوصول إلى الغذاء في غزة يواجه قيودًا شديدة. ففي يوليو، تضاعف عدد الأسر التي أبلغت عن معاناة من الجوع الشديد جدًا في مختلف أنحاء القطاع مقارنةً بشهر مايو، وتجاوزت الزيادة ثلاثة أضعاف في مدينة غزة تحديدًا. كما أفاد أكثر من ثلث السكان (39%) بأنهم يمضون أيّامًا كاملة دون طعام، ويمتنع البالغون بانتظام عن تناول وجباتهم لإطعام أطفالهم.
وحسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل، تقرير موجز خاص عن قطاع غزة وتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من المتوقع أن يواجه 1.98 مليون شخصٍ تم تحليل أوضاعهم في محافظات غزة ودير البلح وخان يونس مستويات أزمة أو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في الفترة ما بين 16 آب/ أغسطس و30 أيلول/ سبتمبر 2025، وذلك على النحو التالي: 641,000 في مستوى الكارثة وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل IPC، و1.14 مليون في مستوى الطوارئ (المرحلة الرابعة)، و198,000 في مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة).
ويُذكر أنّ شمال غزة لم يُصنَّف ضمن مراحل التصنيف بسبب نقص البيانات الكافية، فيما لم تُحلَّل أوضاع رفح نتيجة النزوح الجماعي الواضح منها.
ووصل عدد القتلى في القطاع منذ بداية الحرب لـ 63,746 قتيلا، و161,245 جريحا حتى 3 سبتمبر حسب وزارة الصحة في غزة. وسجلت 6 حالات وفاة جديدة من بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 367 حالة وفاة، من ضمنهم 131 طفلًا.
وأضاف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الصادر، الجمعة، أن "سوء التغذية يهدد حياة 132 ألف طفل دون سن الخامسة حتى يونيو/ حزيران 2026، منهم 41 ألف حالة خطيرة، مما يضاعف أعداد الوفيات المسجلة في مايو/ أيار".
من المتوقع أن تعاني 55,500 امرأة حامل ومرضعة و25,000 رضيع من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى دعم غذائي عاجل في الفترة ما بين 1 يوليو 2025 و30 يونيو 2026.
ودعا التصنيف إلى وقف فوري لإطلاق النار، قائلاً إنه بدون هدنة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع سكان قطاع غزة، "ستزداد الوفيات التي يمكن تجنبها بشكل كبير".
وخلال ما يقرب من عامين من الحرب في غزة، قامت إسرائيل أحيانًا بتقييد أو قطع دخول المساعدات إلى القطاع المدمر.
بينما مات بعض الناس جوعًا، قُتل آخرون أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في مواقع التوزيع التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المثيرة للجدل، والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي أُنشئت لتحل محل نظام الأمم المتحدة الذي طالما انتقدته إسرائيل.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، على ضرورة "وقف المجاعة مهما كلف الأمر"، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء خطر تكثيف الهجوم على مدينة غزة.
إسرائيلانفوجرافيكغزةقطاع غزةنشر الخميس، 04 سبتمبر / ايلول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك غزة قطاع غزة التصنیف المرحلی المتکامل فی غزة
إقرأ أيضاً:
حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
حين تتحدث #الأرقام… #مؤشرات_الأداء كمرآة للمؤسسة
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
ليست الأرقام مجرد نتائج في جداول، بل قصة مكتوبة بلغة الصدق. فالمؤسسة التي لا تراقب أرقامها تشبه من يسير في طريقٍ طويل بلا بوصلة، قد يظن أنه يتقدم بينما هو يدور في المكان نفسه. الأرقام لا تكذب، لكنها تحتاج إلى من يفهمها، ويقرأ ما وراءها. إنها مرآة الأداء، ومفتاح التوازن بين الطموح والواقع.
في بيئة الأعمال الأردنية، يمكن تمييز المؤسسات القادرة على النمو من خلال علاقتها بمؤشرات الأداء. فشركة البوتاس العربية مثلًا، لم تبنِ مكانتها العالمية على الحظ، بل على نظام متابعة دقيق لمؤشرات الإنتاج والتصدير والتكلفة، مما مكّنها من اتخاذ قراراتٍ سريعة في فترات الاضطراب الاقتصادي. وفي المقابل، كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة ما تزال تتعامل مع الأرقام كمجرد تقاريرٍ سنوية تُعد لأغراض التقييم الشكلي لا للتحسين الحقيقي.
مقالات ذات صلة الباشا موسى العدوان… حين يتكلم ضمير الوطن ويسكت تجّار الأوطان 2025/12/12القائد الواعي يدرك أن مؤشرات الأداء (KPIs) ليست مجرد أدوات رقابة، بل وسيلة لإدارة المستقبل. حين يقيس الإنتاجية أو رضا العملاء أو زمن الاستجابة، فهو لا يبحث عن رقمٍ للعرض، بل عن إشارةٍ تدله على ما يجب أن يتغير. في جامعةٍ أردنية مثل اليرموك أو الأردنية، يصبح تتبّع مؤشرات البحث العلمي والرضا الأكاديمي ومعدلات التشغيل بعد التخرج دليلًا على جودة القرارات لا على حجم النشاط فقط. فالإدارة الحديثة لا تحكم بالانطباع، بل بالبيان.
في المقابل، من يسيء فهم الأرقام يحولها إلى عبءٍ على الموظفين. تُجمع البيانات بلا هدف، وتُراقب المؤشرات الخطأ، فتتحول الأرقام من وسيلةٍ للتطوير إلى أداةٍ للرقابة العمياء. فكم من مؤسسةٍ تقيس “عدد الاجتماعات” بدل جودة القرارات، أو “عدد الزوار” بدل رضا العملاء، أو “عدد المشاريع” بدل أثرها الحقيقي؟ تلك المفارقات تجعل الأرقام صامتة، لأنها تُستخدم بلا عقلٍ ناقد.
الشركات العالمية الناجحة أدركت هذه الحقيقة مبكرًا. فشركة Toyota تستخدم مؤشرات الأداء اليومية كجزءٍ من ثقافة العمل، لا كإجراءٍ إداري. كل عامل يعرف الأرقام التي تعنيه، ويفهم كيف تسهم في تحقيق الهدف العام. وفي Google، تُدار فرق العمل وفق نظام OKRs (الأهداف والنتائج الرئيسية)، حيث تُقاس النتائج ليس بالكمّ فقط، بل بمدى تأثيرها على الرؤية الكبرى. هناك يصبح الرقم لغة مشتركة بين القائد والفريق، لا مجرد تقريرٍ للمدير المالي.
في الأردن، نحن بحاجةٍ إلى هذا التحول في التفكير الإداري، حيث تُصبح مؤشرات الأداء وسيلة للتعلّم لا للمحاسبة فقط. أن نسأل: ماذا تقول لنا هذه الأرقام؟ ماذا تكشف عن ثقافة المؤسسة؟ وهل تحكي قصة نجاحٍ مستدام أم مجرد نشاطٍ عابر؟
الأرقام لا تزيّف الحقيقة، لكنها قد تُغفلها إن لم نُحسن قراءتها. والمؤسسة التي تتعلّم الإصغاء إلى بياناتها، تتعلم كيف تتغيّر قبل أن يُجبرها السوق على ذلك. فحين تتحدث الأرقام، على القائد أن يسمع جيّدًا… لأن الصمت في هذه الحالة ليس تواضعًا، بل خطرٌ وجودي.