ياسر شوري: معركة الوعي لا تقل أهمية عن قوة القانون في مواجهة الغزو الثقافي
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
أكد الكاتب الصحفي ياسر شوري، رئيس تحرير بوابة جريدة الوفد، أن مواجهة الغزو الثقافي والفكري الذي تتعرض له المجتمعات لا يمكن أن يعتمد على القانون وحده، وإنما يتطلب خوض معركة وعي متكاملة، يشارك فيها الإعلام إلى جانب التشريعات الرادعة.
وأضاف شوري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، اليوم الجمعة، أن جذور الظواهر السلبية الحالية مثل صعود "اليوتيوبرز" و"التيك توكرز" ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى أنماط إعلامية قديمة مثل "الصحافة الصفراء" وصحافة الهاتف في التسعينيات، ثم موجة كسر المحرمات الثلاثة: السياسة، الدين، والجنس، والتي استغلت شغف الناس بالممنوع والفضائح لجذب المشاهدات.
وأشار إلى أن الخطر الحقيقي اليوم لم يعد مقتصرًا على بعض المحتويات الخادشة للحياء فقط، بل يمتد إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو المحتوى السياسي المسموم الذي يستهدف التشكيك في الثوابت وضرب المعتقدات، معتبرًا أن هذه النوعية أشد خطورة من مجرد الابتذال الأخلاقي.
وواصل شورى أن القانون يظل خطوة مهمة وأساسية، وقد أثبت فاعليته عندما بدأت أجهزة الدولة في ملاحقة المسيئين على المنصات، وهو ما أحدث حالة من الردع والانضباط، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القانون وحده لا يكفي، وأن الحل الجذري يكمن في بناء وعي مجتمعي يحصّن الناس ضد هذا النوع من الاستهداف، مثلما حدث سابقًا عندما أسقطت الصحافة الصفراء بفضل وعي القراء.
واعتبر شوري أن كثيرًا من محاولات التشويه والشهرة السلبية التي يسعى إليها البعض عبر الإساءة لرموز الدين والفكر مثل ما حدث عند الهجوم على الشيخ الشعراوي ليست إلا محاولة لاستغلال "الشهرة الرخيصة"، لكن الوعي الشعبي بدأ يتشكل من جديد، وهو ما يظهر في ردود الفعل القوية الرافضة لمثل هذه التجاوزات.
واختتم رئيس تحرير الوفد بالتأكيد على أن مواجهة الظاهرة تتطلب مزيجًا من القانون، والإعلام المسؤول، ورفع مستوى الوعي العام، حتى لا نترك المجتمع فريسة لتيارات الابتذال أو الحملات المنظمة للتشكيك في القيم والثوابت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ياسر شورى محمد موسى الصحافة الصفراء
إقرأ أيضاً:
أهمية المكتبة المدرسية
لا تنبع أهمية المكتبة المدرسية من كونها تتضمن نفائس الكتب ونوادرها، بل من كونها المحطة المعرفية الأولى خارج المنزل التي يمكن أن يشاهدها الطفل في حياته، ويتبلور من خلالها عشقه وتعلقه بعالم الكتب والقراءة؛ فبعد أن توضع البذرة الأولى لحب القراءة داخل البيوت يأتي دور المدرسة لتروي هذه البذرة وتنميها.
فخارج الفصل الدراسي يلحظ الطالب عدة أمور؛ منها الملعب أو الملاعب الرياضية في المدرسة، والمقصف المدرسي، ووسائل الترفيه، وهنا يأتي دور المكتبة لتوحي للطفل بشكل غير مباشر أن هناك، إلى جانب ذلك، مكانًا لتغذية عقله خارج إطار المواد الدراسية.
وكلما ازداد اهتمام الهيئة التعليمية بالمكتبة أرسل ذلك إشارات واضحة للطفل بأهميتها. فكما يلاحظ الطفل أهمية الرياضة من خلال تنظيم منافسات رياضية بين فصول المدرسة، ثم يشارك فيها بحماس؛ إما لاعبًا أو مشجعًا، فإن أقل ما يمكن القيام به تجاه مكتبة المدرسة هو تشجيع الطلاب على ارتيادها، وربما تنظيم مسابقات ثقافية بين الطلاب وتوزيع جوائز، أو تنظيم ما يسمى تحدي القراءة على مستوى كل فصل ثم على مستوى المدرسة، وبعد ذلك على مستوى المنطقة التعليمية.
إن هذه الأنشطة المكتبية لا يمكن إلا أن تكون رافدًا وداعمًا كبيرًا للطلاب من مختلف المستويات التعليمية للاهتمام بالمكتبة، الذي لا شك بأنه سوف ينعكس على علاقة آحادهم بالمكتبات العامة لاحقًا بعد تخرجهم.
كما ينبغي إعطاء هذه المكتبات- رغم صغر مساحتها- أهمية محورية في العملية التعليمية، حيث يمكن توجيه الطلاب إليها حينما يصعب عليهم فهم نقطة ما في المنهج الدراسي، حيث من المفترض توفر كتب داعمة للمنهج الدراسي فيها.
يمكن لإدارة كل مدرسة توجيه طلابها إلى المكتبة في أي حصة انتظار حين غياب مدرسيها لأي سبب، مع تنظيم برامج مشوقة فيها، تمامًا كما يحصل في المنافسات الرياضية، مع وجود أمين للمكتبة لا يقتصر دوره على تنظيم إعارة الكتب بل يتجاوزه إلى تحفيزهم على القراءة وإرشادهم إلى أفضل خياراتها.
وختامًا، فإن بعض الخطوات والقرارات البسيطة يمكن أن تسهم في عودة الألق للقراءة من بوابة المدارس، حين يقتنع الطلاب بأنهم يقرؤون ما يحبون، وللمتعة والفائدة لا من باب الواجب كما هي الكتب المدرسية.
yousefalhasan@