دراسة جديدة من خطر خفي في المشروبات الغازية..احذرها
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
محليات .. في تحذير طبي جديد، كشف باحثون برازيليون عن ارتباط مقلق بين الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية منخفضة السعرات، خاصة تلك المحلاة صناعيًا، وتسارع شيخوخة الدماغ.
وتشير الدراسة إلى أن تناول عبوة واحدة فقط من مشروب غازي "دايت" يوميًا قد يزيد خطر تدهور وظائف الدماغ بشكل ملحوظ، بمعدل يُعادل ما يقرب من 1.
المحليات الاصطناعية، وعلى رأسها الأسبارتام، تُستخدم بشكل شائع في مشروبات مثل "دايت كوك" و"سبرايت زيرو"، بالإضافة إلى منتجات كعلكة "إكسترا" ومشروبات الطاقة والزبادي منخفض السعرات.
وقد تم ربطها سابقًا بمخاطر صحية تشمل أنواعًا معينة من السرطان وأمراض القلب، غير أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على آثار محتملة أكثر هدوءًا ولكنها أكثر خطورة على المدى البعيد: تدهور الوظائف المعرفية والقدرات الإدراكية.
أكثر عرضة للخطر.. مرضى السكريوجدت الدراسة أن الأفراد المصابين بمرض السكري—وهم أكثر ميلاً لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر—كانوا أكثر عرضة لتأثيرات سلبية على الدماغ. وأظهرت التحليلات أن الأشخاص الذين استهلكوا كميات أعلى من المحليات شهدوا تراجعًا في الأداء الإدراكي بنسبة 62% مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات ضئيلة.
مخاطر عقلية غير متوقعة في سن مبكرةشملت الدراسة أكثر من 12,700 مشارك بمتوسط عمر 52 عامًا، وتابعتهم لمدة ثماني سنوات. وُجد أن الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا أظهروا انخفاضًا واضحًا في الطلاقة اللفظية والوظائف الذهنية العامة إذا تناولوا كميات كبيرة من المحليات، في حين لم يُلاحظ هذا التأثير لدى من تجاوزوا الستين.
أين توجد هذه المحليات؟المحليات التي شملها التحليل تتضمن الأسبارتام، السوربيتول، الإكسيليتول، السكرين، أسيسولفام-ك، إريثريتول، والتاجاتوز.
وتُستخدم هذه المواد بكثرة في المنتجات المُصنعة مثل المشروبات الغازية الخالية من السكر، المياه المنكهة، الحلويات، الزبادي منخفض السعرات، وحتى بعض المنتجات التي تُباع كمُحليات مستقلة.
أرقام مثيرة للقلق من المملكة المتحدةوفقًا لأحدث الإحصاءات في المملكة المتحدة، يعيش نحو 4.3 مليون شخص مع مرض السكري، إضافة إلى 850 ألف شخص آخر غير مشخصين بعد. ويُعد مرض السكري من النوع الثاني، في حال إهماله، عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، والسكتات الدماغية، ومضاعفات الكلى والعين.
دعوة لإعادة التفكير في "البدائل الصحية"علقت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، الباحثة المشاركة في الدراسة من جامعة ساو باولو، بأن هذه النتائج تستدعي مراجعة النظرة السائدة للمحليات الصناعية كبدائل "آمنة" للسكر. وأكدت أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الأبحاث لتقييم أثر بدائل أخرى مثل العسل، شراب القيقب أو سكر جوز الهند على صحة الدماغ.
تحذيرات من منظمة الصحة العالميةيُذكر أن منظمة الصحة العالمية صنّفت الأسبارتام في 2023 كمادة "محتملة التسبب بالسرطان للبشر"، لكنها أشارت إلى أن الخطر يرتبط أساسًا بالاستهلاك العالي.
الخطر في التفاصيلفي الوقت الذي يختار فيه ملايين الأشخاص حول العالم المشروبات "الدايت" بديلًا صحّيًا، قد تكون الحقيقة مختلفة تمامًا. فالمحليات الصناعية، ورغم خلوها من السعرات، قد تحمل تكلفة خفية على صحة الدماغ والوظائف العقلية، خاصة على المدى الطويل، ما يفتح الباب مجددًا للنقاش حول ما هو فعلاً "خيار صحي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محليات بمرض السكري كشف باحثون دايت مشروب غازي شيخوخة الدماغ وظائف الدماغ
إقرأ أيضاً:
توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
تؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين.
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز أن فصل الصيف في أوروبا قد يمتد بنحو 42 يوماً إضافياً بحلول نهاية القرن الحالي، نتيجة تغيّرات مناخية متسارعة ترتبط بانحسار التدرّج الحراري بين القطب الشمالي والمناطق الاستوائية.
واعتمد فريق البحث، بقيادة الباحثة سيليا مارتن-بويرتاس من جامعة رويال هولواي في لندن، على تحليل طبقات طينية استُخرجت من قيعان بحيرات أوروبية، يعود تاريخ تشكّلها إلى أكثر من 10,000 سنة. ويعمل هذا الطين كـ"تقويم مناخي" طبيعي، يمكّن العلماء من استنتاج تقلّبات درجات الحرارة عبر الزمن.
العُظم المناخي للهولوسين يشبه الظروف الحاليةوتشير البيانات المستخلصة من هذه الطبقات إلى وجود علاقة مباشرة بين تقلّص ما يُعرف بـ"التدرّج الحراري وفق العرض الجغرافي" (LTG)—وهو الفارق في درجات الحرارة بين القطب الشمالي وخط الاستواء—وطول فصل الصيف. وخلال فترة العُظم المناخي للهولوسين (9500–5500 سنة مضت)، شهدت الأرض—وخاصة القطب الشمالي وأوروبا الشمالية—ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة نتيجة ظواهر طبيعية.
ووفقاً للدراسة، فإن كل درجة يفقدها التدرّج الحراري تضيف نحو 6 أيام إلى مدة الصيف في أوروبا. ومع توقع انخفاضه بـ7 درجات بحلول عام 2100، يُرجّح أن يمتد الصيف 42 يوماً إضافياً مقارنةً بالفترات التاريخية.
Related لماذا تقل شهيتنا في فصل الصيف؟مع درجات حرارة غير مسبوقة.. دليلك إلى أفضل المشروبات المثلجة خلال فصل الصيفبعد قرن من اعتماده.. العلماء يدقون ناقوس الخطر بشأن التوقيت الصيفي سرعة التغيّر المناخي اليوم تفوق التقلّبات الطبيعيةوقالت مارتن-بويرتاس في بيان صحفي: "لقد علِمنا منذ سنوات أن الصيف يزداد طولاً وحرارة في أوروبا، لكننا كنا نفتقر إلى فهم دقيق لكيفية حدوث ذلك".
وأضافت: "نتائجنا تُظهر مدى ارتباط أنماط الطقس الأوروبية بديناميكيات المناخ العالمي، وأن دراسة الماضي تمنحنا أدوات أفضل لمواجهة التحديات الحالية".
من جهتها، أشارت لورا بويال، الباحثة المشاركة في الدراسة، إلى أن تمدّد فصول الصيف ليس ظاهرة جديدة، بل سمة متكررة في نظام مناخ الأرض. لكنها شدّدت على أن "ما يختلف اليوم هو السرعة غير المسبوقة، والسبب البشري، وشدة التغيّر".
آثار صحية وبيئية متزايدةوتؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين. ويؤدي هذا التغيّر السريع إلى صعوبات في التكيّف لدى الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
وتشير الأبحاث المصاحبة إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة ساهم في انقراضات جماعية، واضطرابات في تكاثر الأنواع، وتزايد خطر حرائق الغابات. كما أن امتداد فصل الصيف يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرّ، ويُفاقم مشكلات صحية نفسية متعددة.
ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات استباقية تشمل التخطيط الحضري، وتعزيز نُظم الرعاية الصحية، وتنفيذ سياسات صارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحذّرت الدراسة من أن غياب هذه الإجراءات قد يجعل فصول الصيف المستقبلية تهديداً وجودياً أكثر مما هي فترة من الراحة أو الترفيه.
وخلصت إلى أن التصدي لآثار تغيّر المناخ يتطلّب جهداً عالمياً مستمراً، لا يقتصر على تخفيف الانبعاثات فحسب، بل يشمل أيضاً إصلاح الأضرار البيئية القائمة، لضمان قدرة الأجيال القادمة على التكيّف مع واقع مناخي جديد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة