العدالة الانتقالية في مفترق الطريق نحو الانتخابات
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
8 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: يدفع إعلان هيئة المساءلة والعدالة عن استبعاد 335 مرشحاً من السباق الانتخابي المقبل إلى الواجهة جدلاً قديماً جديداً حول طبيعة العدالة الانتقالية في العراق، وما إذا كانت ما تزال أداةً لتصحيح المسار السياسي، أم تحولت إلى وسيلة إقصاء وانتقائية سياسية تُعيد إنتاج الانقسام وتُعمّق الشكوك في نزاهة العملية الانتخابية.
العدالة الانتقالية بين النص والواقع
أعلن مدير الدائرة الإعلامية في «هيئة المساءلة والعدالة»، حسن الشويلي، أن عدد المشمولين فعلياً بإجراءات «قانون المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث)» المستبعدين من الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بلغ 335 مرشحاً.
وأشار الشويلي إلى أن «عملية التدقيق الخاصة بالانتخابات شملت نحو 8 آلاف اسم، جرت مطابقتها مع قواعد بيانات الجهات الرقابية والقضائية والأمنية، منها (هيئة النزاهة) و(الأدلة الجنائية)».
ويثير تطبيق قانون المساءلة رقم 10 لسنة 2008 أسئلة ملحّة عن الحدود الفاصلة بين النص القانوني وروح العدالة المنشودة.
ويؤكد مسؤولو الهيئة أن عملهم محكوم بالدستور والمهام الرقابية، لكن مراقبين يرون أن استمرار القانون بعد عقدين من سقوط النظام السابق قد فقد غايته الأصلية، خصوصاً مع اتساع دائرة الاتهامات بتسييس الملفات وتوظيفها في صراع النفوذ الانتخابي.
الصراع السياسي على إرث البعث
ويكشف التباين في المواقف السياسية عن أن ملف اجتثاث البعث لم يغادر بعد مربّع التنافس الحزبي. ويذهب رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي إلى حد وصف الإجراءات بـ الصراع غير الشريف، في إشارة إلى ازدواجية المعايير التي تسمح باستثناءات مالية أو سياسية، بينما تُقصي آخرين بذريعة الانتماء. ويُقرأ هذا الموقف كجزء من صراع على تعريف الشرعية داخل النظام السياسي القائم، أكثر من كونه سجالاً قانونياً محضاً.
الأبعاد الانتخابية وموازين القوى
ويؤدي حجم الاستبعاد غير المسبوق، الذي وصل إلى نحو 600 مرشح في هذه الدورة وفق خبراء انتخابيين، إلى إحداث فراغ محتمل في تمثيل بعض الدوائر، ويمنح وزناً أكبر للقوى المنظمة .
ويأتي ذلك في وقت تشهد الساحة الشيعية تراجعاً في التعبئة الجماهيرية مع غياب التيار الصدري، وهو ما قد يُعيد صياغة الخريطة الانتخابية لمصلحة قوى تقليدية على حساب قوى الاحتجاج أو الشخصيات المستقلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
هدوء في معظم لجان الوادي الجديد قبل غلق اللجان الانتخابية
شهد عدد من اللجان الانتخابية بمحافظة الوادي الجديد، مساء اليوم الخميس، حالة من الهدوء النسبي قبل نحو ساعة واحدة من غلق صناديق الاقتراع في اليوم الثاني والأخير من انتخابات مجلس النواب 2025.
وشهدة عدة لجان في مراكز الداخلة والفرافرة وبلاط انخفاضًا في أعداد الناخبين خلال الدقائق الأخيرة، بعد أن شهدت فترات الظهيرة والعصر إقبالًا ملحوظًا من المواطنين.
وسارت العملية الانتخابية بشكل منتظم طوال اليوم، وسط متابعة دقيقة من الجهات التنفيذية والأمنية لضمان انضباط سير التصويت وتوفير بيئة آمنة وميسرة للناخبين، كما تم تقديم التسهيلات اللازمة لكبار السن وذوي الهمم، فضلًا عن استمرار تواجد الفرق التطوعية من الشباب لمساعدة المشاركين حتى اللحظات الأخيرة.
الانتخابات البرلمانية
وأكد عدد من الحضور أن تأخير المواطنين عن الادلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية حتي الآن جاء لتأخيرهم بالمزارع الخاصة بهم، مع توقعات بارتفاع طفيف في أعداد المترددين قبل لحظات الغلق الرسمية.
وتواصل غرف العمليات بالمحافظة متابعة الموقف لحظة بلحظة، مع التأكيد على جاهزية اللجان لإغلاق الصناديق في موعدها المحدد، تمهيدًا لبدء إجراءات الفرز فور انتهاء التصويت. ويختتم اليوم الانتخابي بصورة تعكس حالة من الالتزام والهدوء العام داخل لجان الوادي الجديد.
وانطلقت انتخابات مجلس النواب 2025، أمس الأربعاء بمحافظة الوادي الجديد والتي تستمر حتي نهاية اليوم الخميس الموافق 11 ديسمبر الجاري، وسط حالة من الجاهزية الكاملة في مختلف مراكز المحافظة.
وتضم محافظة الوادي الجديد دائرتين انتخابيتين تشملان جميع مراكزها الإدارية الخمسة، فيما يبلغ عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية 194 ألفًا و870 ناخبًا وناخبة، موزعين على لجنتين عامتين و60 لجنة فرعية على مستوى المحافظة. وتواصل الأجهزة التنفيذية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والجهات المعنية، أعمال تجهيز المقار الانتخابية وتوفير جميع الاحتياجات اللوجستية لضمان سير العملية الانتخابية في مناخ من الانضباط والشفافية، مع الالتزام الكامل بتطبيق الإجراءات الأمنية والطبية اللازمة حفاظًا على سلامة المشاركين.