أجساد بلا روح..مصورة مصرية تبرز زاوية مختلفة عن عالم المانيكانات في مصر
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة، قد لا تستوقفنا المانيكانات على واجهات المحلات بالمراكز التجارية أو في الشارع، إلا إذا جذبت أنظارنا قطعة ملابس أنيقة أو تصميم لافت.
لكن في هذه السلسلة من الصور بالأبيض والأسود، التي تحمل عنوان "قوالب للإنسان"، تبرز مصوّرة الشارع المصرية، شمس رضوان، نظرة مختلفة كليًّا على هذه المجسّمات، حيث تنقل عدستها إلى ما وراء الواجهة، داخل إحدى ورش تصنيع المانيكانات في مصر.
للوهلة الأولى، قد تذكّر هذه الصور بأجواء من أفلام الرعب، إذ أنها تعكس إحساسا بالغموض والفراغ، وربما تساؤلات أعمق.
قالت رضوان لموقع CNN بالعربية: "جذبتني المانيكانات لأنها تشبهنا في الشكل، لكنها تفتقر إلى جوهرنا. جعلتني أتأمل في سؤال فلسفي: هل تكمن إنسانيتنا فقط في الجسد الواقف هناك، أم أن الروح والذاكرة هما ما يمنحاننا الحياة؟"
تتذكر رضوان أول مرة دخلت فيها إلى الورشة، التي تقع بمدينة القناطر الخيرية في محافظة القليوبية، إذ شعرت حينها "بغرابة شديدة"، على حد تعبيرها.
وأوضحت: "بأجساد مفككة، ورؤوس ناعمة الملمس، وعيون زجاجية متناثرة، شعرت وكأنني دخلت إلى مكان تُصنع فيه نسخ بشرية. وقد راودني فضول لرؤية كيف يتحوّل البلاستيك تدريجياً إلى جسد يحاكي الإنسان".
أما عن اختيارها أسلوب التصوير بالأبيض والأسود لهذه السلسلة، فرأت أن هذا الأسلوب يجرّد المشهد من الزخرفة والمشتتات البصرية، لافتة إلى أنها أردت نقل "إحساس بالفراغ والبرودة، وأجواء من الصمت والانفصال، تشبه طبيعة المانيكانات الصامتة والمنفصلة عن الحياة".
خلال التصوير، أوضحت رضوان أن المشهد كان رمزيًا ويحمل الكثير من المعاني، إذ شعر العاملون أن هناك من يوثق تعب أناملهم في هذه المهنة الصعبة.
وقد عبّر لها العمال عن مدى شغفهم بهذه المهنة، التي تُشعرهم وكأنهم فنانين.
ووصفت رضوان المانيكانات التي وثقتها داخل الورشة بأنها أجساد صامتة ملساء، وباردة، وأحيانًا مفككة، تحمل تفاصيل الجسد البشري، لكنها بلا روح. وقد بدت كأنها انعكاسات غير مكتملة، أو نسخ غير مثالية من الإنسان.
View this post on InstagramA post shared by ???????????????????? ????????????????????????(س????ش) (@shams._radwan)
أثارت الصور فضولًا وتساؤلات لدى متابعي رضوان على "إنستغرام"، إذ قالت: "وجدها البعض مقلقة ومثيرة للغموض، بينما رآى آخرون فيها طابعا شاعريا وحزينا. وقد تفاعلوا مع فكرة أن هذه الأجسام تمثل الفراغ".
ويبقى السؤال بالنسبة لهؤلاء: "ما الذي يتبقى من الإنسان إذا ما فقد قصته أو روحه"؟
مصرنشر الأربعاء، 10 سبتمبر / ايلول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
مصور يكشف النقاب عن عوالم صغيرة تختبئ في الغابات بانجلترا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تُشعرك هذه الصور وكأنك تتأمل مشهدًا مستلهمًا من فيلم خيال علمي يروي حكاية كوكب بعيد يتزيّن بنباتات غريبة الشكل، بينما تعكس في الحقيقة لمحة ساحرة عن عالم العفن الغروي الذي غالبًا ما يغفل عنه الناس.
وثّق المصور البنغلاديشي الأصل، قطب الدين، هذا المشهد الفريد في غابة غرب ساكس بأرياف إنجلترا، حيث التقط صورة لنوع من العفن الغروي ينمو على غصن شجرة.
تُعد هذه الصورة جزءًا من مشروع تصوير يركز على العفن الغروي، بدأه المصور البنغلاديشي في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عندما صادف هذه الكائنات للمرة الأولى.
في البداية، لم يكن المصور يدرك طبيعة ما يراه، ما دفعه للانضمام إلى مجموعة متخصصة في التعرف إلى هذه الكائنات عبر موقع "فيسبوك".
فتحت هذه التجربة أمامه آفاقًا جديدة في التصوير، إذ قال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أدركتُ وجود أنواع عديدة من العفن الرغوي على كوكبنا.. منذ تلك اللحظة، أصبح لديّ فضول كبير، وقررتُ تكريس نفسي للبحث عن أكبر عدد ممكن من الأنواع وتصويرها".
يُعتبر المصور هذا المشروع رحلة فنية واستكشافية تجمع بين الفضول العلمي والإبداع البصري.
وتكشف صوره عن تنوع مبهر للعفن، حيث تتسم بعض الأنواع بألوان داكنة، بينما تبدو أخرى كقطع كريستالية تشع بشكلٍ ساحر.
عن تجربته مع التصوير بالماكرو، قال المصور البنغلاديشي: "من خلال عدستي، تعلمت تقدير الهياكل المعقدة، والقوام، وأشكال الحياة التي غالبًا ما تمر دون أن نراها".
أذهل هذا العالم المصغر رواد الإنترنت، إذ يُعد عالم العفن الغروي غير مألوف نسبيًا للكثيرين، ما جعل هؤلاء يشعرون بالدهشة والفضول، لمشاهدة هذه الأشكال الغريبة التي نتجت عن الطبيعة.