تحليل: "إسرائيل" تحاول خلق تشابك بين المخيمات والدولة اللبنانية ومجزرة "عين الحلوة" نموذج
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
بيروت - خاص صفا
لا ينفصل ما يجري من خروقات واغتيالات إسرائيلية في لبنان، عن المجزرة الاسرائيلية التي ترتكبها جيش الاحتلال في مخيم عين الحلوة الفلسطيني، والتي كانت كالشرارة في استمرار المجازر في لبنان، لمحاولة رفع "وتيرة القمع والعبث بالساحة اللبنانية".
وتريد "إسرائيل" من تنوع الاستهدافات وتحديدًا قصف المخيمات الفلسطينية في لبنان، "أن توقع بين اللاجئين والدولة اللبنانية، ومن جانب آخر تريد أن تغطي على فشلها في مسألة ردع العدو"، حسبما يؤكد مختصان بالشأن السياسي والأمني.
وارتكبت "إسرائيل" الخميس الماضي مجزرة في مخيم عين الحلوة في لبنان قرب صيدا، باستهداف ملعب الشهيد "حمد طه"، والتي ارتقى فيها 13 شهيدًا.
ولاقت المجزرة تنديدًا لبنانيًا وفلسطينيًا دوليًا وعربيًا واسعًا، وشكلت أقوى الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرم في سبتمبر عام 2024 المنصرم.
وعقب المجزرة توالت الاستهدافات الاسرائيليية في لبنان، وأصبحت يومية، يرتقي فيها ما لا يقل عن شهيدين، في محاولة لخلط الأوراق وفرض الردع، والبقاء على الجبهة مفتوحة الاستهدافات.
العبث وتشابك الدولة بالمخيمات
ويقول المختص بالشأن الاسرائيلي عماد عواد لوكالة "صفا"، إن فكرة الاستهدافات الإسرائيلية في المنطقة ككل هو فائضة ذخيرة، وهو بدأ يقود بشكل أو بآخر إلى رغبة إسرائيلية لزيادة وتيرة القمع في المنطقة.
ويضيف "هذه الوتيرة تريدها إسرائيل على اعتبار مهم وهو أن الردع فشل، وهو مصطلح لا تستخدمه حالياً داخلياً، لأنها تعتبر أن ردع الخصوم مسألة فشلت، جرّبتها من حماس وحزب الله وأطراف أخرى ولم تنجح".
"وبالتالي المشهد يجب أن يكون استمرار القمع من أجل تحقيق أهداف السياسية، في ظل تبرير إسرائيل لاستخدام كل ما لديها من قوة"، هكذا ترى "إسرائيل"وفق عواد.
ولذلك، يرى أن استهداف مخيم عين الحلوة بمجزرة قبل أيام، يأتي في عدة سياقات عدة، الأول العبث في الساحة اللبنانية ومحاولة تحويل المخيمات الفلسطينية إلى عبء على الدولة اللبنانية، من أجل خلق مشهد تشابكي بين المخيمات وبين الدولة.
وتهدف "إسرائيل" لهذا التشابك، لأن قضية اللاجئين بالنسبة لها، قضية حساسة بل هي الأكثر حساسية لما لها من بعد رمزي تجاه تثبيت الحق الفلسطيني، والمخيمات علامة على رمزية قضية اللاجئين.
رفع مستوى القمع
الأمر الآخر من وجهة نظر عواد، هو أن الاحتلال يهدف من خلال مجزرة عين الحلوة وما يتبعها من استهدافات، إلى رفع مستوى القمع الإسرائيلي باتجاه تنسيق معادلة جديدة، وهي أن الساحات الفلسطينية التي كانت آمنة، حتى لو في الخارج، سيتم استهدافها.
وكما يقول "هي بذلك تريد التمهيد لما هو مستقبلي، وهو أن مساحة القمع ستزداد".
والسياق الثالث، هو أن "إسرائيل في الداخل معنية باستمرار هذه الحالة، لأن المجتمع الاسرائيلي مؤمن بأن الحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن هويتها، يجب أن تستمر باستخدام فائض الذخيرة في الإقليم سواء ضد الفلسطينيين أو غير الفلسطينيين".
ويعزي ذلك عواد، إلى أن "المجتمع الإسرائيلي ما بعد 7 أكتوبر لم يعد بثق بنفسه ولا بالمحيط، وبالتالي هو يتخبط باتجاه ضرورة استخدام العنف والقوه في كل الاتجاهات تحديداً هذه الحكومة التي تغطي على فشلها".
وبسبب ما سبق، فإننا-حسب عواد- أمام مشهدية سوف تتكرر، موضحًا أن "إسرائيل تريد من خلالها ترسيخ قاعدة أنه لا خطوط حمراء في المنطقة، وأن القمع والعدوان هو جزء من أي اتفاق سواء في لبنان أو غزة أو سيحدث مستقبلاً، تحت ذريعة أن إسرائيل تحديات أمنية".
حلقة في سلسلة أوسع
من جانبه، يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي والأمني ياسر مناع، أنه يمكن مقاربة استهداف مخيم عين الحلوة، بوصفه حلقةً في سلسلة أوسع من السياسات الإسرائيلية، لا كحادثة معزولة عن سياقاتها.
ويقول "من جهة أولى، ينسجم هذا الاستهداف مع العقيدة العملياتية التي تتبنّاها إسرائيل، والقائمة على مبدأ المبادرة والضربات الاستباقية؛ أي السعي الدائم إلى توجيه ضربات وقائية لكل ما تُصنِّفه تهديدًا محتملًا قبل تبلوره وتحوّله إلى قوة منظَّمة أو معادلة ميدانية جديدة".
ومن جهة ثانية، يتصل الحدث -حسب مناع- بخطٍّ استراتيجي ثابت يقوم على ملاحقة الفاعلين في الفصائل الفلسطينية واستهدافهم أينما وجدوا، بعيدًا عن أي قيد جغرافي.
ويشدد على أن هذا الاستهداف يعكس سياسة منظّمة تهدف إلى إنهاك البنية القيادية والتنظيمية للفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج على حدّ سواء.
فتح ملف المخيمات
أمّا في السياق اللبناني الداخلي، فيأتي هذا الاستهداف على وقع نقاش حسّاس ومفتوح حول سلاح المخيمات الفلسطينية وسلاح حزب الله، يقول مناع.
ويضيف "هذا يجعل الضربة في عين الحلوة عامل توتير إضافي يُستثمر لدفع هذا النقاش باتجاه مزيد من الاستقطاب، وإعادة إنتاج الانقسامات حول ملف السلاح، وربما توظيفها سياسيًا في لحظة لبنانية شديدة الهشاشة".
كما يجزم مناع بأن استهداف "عين الحلوة، يندرج في إطار مسار أوسع من استهداف المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وساحات اللجوء في الخارج، في محاولة متكرّرة لتدمير هذه المخيمات.
ويتابع "كما يهدف لتفريغ المخيمات من مضمونها الديمغرافي والسياسي والرمزي، بما يمسّ جوهر البنية الاجتماعية للمخيم الفلسطيني ودوره في حفظ هوية اللاجئين وحقهم في العودة".
يُذكر أن "إسرائيل" ارتكبت أكثر من ألف خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان، وراح ضحيته عدد من الشهداء والمصابين، حسب تقارير رسمية لبنانية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: عبث عين الحلوة لبنان مجزرة المخیمات الفلسطینیة مخیم عین الحلوة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
غارة عين الحلوة والهجمات المتصاعدة في الجنوب
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": لم تكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لمخيم عين الحلوة الأولى من نوعها، إذ سبق للطيران الحربي الإسرائيلي أن نفذ عملية اغتيال لقيادي عسكري في إغارة على بقعة في المخيم، وسرى لاحقا أنه ينتمي إلى جناح معارض في حركة "فتح"، لكنه بقي على صلة بالحركة الأم، وتهمته أنه ينظم عمليات تهريب للسلاح إلى الضفة الغربية.
في الظاهر، تتلاقى ذريعة إسرائيل تماما مع ذريعتها الدائمة لتسويغ هجماتها المتواصلة على أهداف في الجنوب، والتي اتخذت كما هو معلوم في الأيام القليلة الماضية نهجا مماثلا لذاك الذي التزمته إبان مواجهات "حرب إسناد غزة"، حيث كان التركيز الإسرائيلي على الضغط على بيئة الحزب عبر إجبارها على النزوح.
هذا يعني من الوجهة العسكرية أن إسرائيل ولجت لتوها مرحلة تصعيدية مختلفة إلى حد ما عن أدائها العسكري في مرحلة ما بعد سريان اتفاق وقف النار، تقوم على إعادة بث مزيد من عناصر الترهيب في نفوس قاطني البلدات الجنوبية. والجديد في هذا المجال أن إسرائيل قد وسعت أخيرا النطاق الجغرافي لاستهدافاتها، من بلدات الحافة الأمامية وبلدات الخط الذي يليها، إلى بلدات تعدّ ساحلية، في تكرار لنهج اتبعته إبان المواجهات، والقائم على إنذار سكان مبنى أو مربع سكني بالإخلاء في مهلة زمنية محددة، قبل الشروع في التدمير بحجة أنهم يقطنون في محيط ينظم الحزب نشاطا فيه. وبحسب بعض التقديرات، فإن المضي في هذا النهج سيفضي إلى إعدام فرص العيش والاستقرار في معظم الجنوب، أو بالحد الأدنى بقاء أبناء المنطقة في حال من القلق والاضطراب.
وهكذا يتضح أن إسرائيل تتحكم في توقيت ضرباتها من حيث النوعية أو لجهة الحجم، وتسارع إلى تنفيذها وفق مقتضيات الضغوط على لبنان.
وفي أوساط "حزب الله" من ينظر إلى الأمر بعمق أكبر عندما يقول "إن هذا النهج الإسرائيلي الجديد نسبيا، والذي أدخل أخيرا الفلسطينيين في لبنان تحت "خيمتها" ترجمة عملانية لتوجه أميركي، يفضي إلى الاستناجات الآتية:
- علينا أن نتوقع مزيدا من أشكال التصعيد الإسرائيلي.
- إن تشدد واشنطن على لبنان هو في إطار الطوق الذي تفرضه على المنطقة عموما، وهي بالتالي لن ترحم لبنان، على الرغم من أنها تعتبر أن ثمة فريقا تولى الحكم أخيرا قد نال بركتها لحظة عبر إلى سدة الحكم.
وإذا كان الضغط الإسرائيلي العسكري على الحزب وبيئته، والمدعوم بضغط أميركي سياسي متأخر على الحكم في لبنان، قد دخلا مرحلة تصعيد جديدة، فإن الإغارة الإسرائيلية على عين الحلوة تأتي في سياق الأهداف نفسها، إضافة إلى أن لها صلة بحسابات المشهد الفلسطيني المنهك والمتصدع أيضا من خلال تغذية النزاعات الحاكمة له وإبقاء قضية السلاح الفلسطيني في دائرة الضوء، فضلا عن أن هناك من يضيف إلى ذلك، فيعتبر الغارة على المخيم الأكبر جزءا من حرب إسرائيل المفتوحة على "حماس" منذ عملية "طوفان الأقصى" إلى اليوم. مواضيع ذات صلة وزارة الصحة: استشهاد 11 شخصا وإصابة 4 آخرين بجروح جراء غارة مخيم عين الحلوة Lebanon 24 وزارة الصحة: استشهاد 11 شخصا وإصابة 4 آخرين بجروح جراء غارة مخيم عين الحلوة 22/11/2025 05:55:23 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 إسرائيل تكشف تفاصيل غارة عين الحلوة Lebanon 24 إسرائيل تكشف تفاصيل غارة عين الحلوة
22/11/2025 05:55:23 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 إضراب وحداد في عين الحلوة تنديدًا بـ"مجزرة" الغارة الإسرائيلية Lebanon 24 إضراب وحداد في عين الحلوة تنديدًا بـ"مجزرة" الغارة الإسرائيلية
22/11/2025 05:55:23 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 حصيلة محدّثة للغارة على عين الحلوة Lebanon 24 حصيلة محدّثة للغارة على عين الحلوة
22/11/2025 05:55:23 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 الضفة الغربية الفلسطينيين الإسرائيلية الإسرائيلي حزب الله إسرائيل ابراهيم واشنطن قد يعجبك أيضاً
ترامب سيدعو عون لزيارة البيت الأبيض.. مبادرة رئاسية من 5 نقاط لحل مستدام
Lebanon 24 ترامب سيدعو عون لزيارة البيت الأبيض.. مبادرة رئاسية من 5 نقاط لحل مستدام
22:04 | 2025-11-21 21/11/2025 10:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء وبري يراهن على التوافق الإيراني السعودي وحركة لاريجاني
Lebanon 24 وزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء وبري يراهن على التوافق الإيراني السعودي وحركة لاريجاني
22:06 | 2025-11-21 21/11/2025 10:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الانتخابات رهن موافقة برِّي على التعديلات المقترحة
Lebanon 24 الانتخابات رهن موافقة برِّي على التعديلات المقترحة
22:08 | 2025-11-21 21/11/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الرهان على تدخل عون
Lebanon 24 الرهان على تدخل عون
22:22 | 2025-11-21 21/11/2025 10:22:10 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائية
Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائية
16:55 | 2025-11-21 21/11/2025 04:55:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
منخفض ثانٍ آتٍ.. الأمطار عائدة وهكذا سيكون الطقس خلال زيارة البابا إلى لبنان
Lebanon 24 منخفض ثانٍ آتٍ.. الأمطار عائدة وهكذا سيكون الطقس خلال زيارة البابا إلى لبنان
09:30 | 2025-11-21 21/11/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة لبنانيّ جندته إسرائيل.. هكذا وصل "الموساد" إلى عماد مغنية!
Lebanon 24 قصة لبنانيّ جندته إسرائيل.. هكذا وصل "الموساد" إلى عماد مغنية!
12:00 | 2025-11-21 21/11/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا سيشهد لبنان خلال أيام؟ صحيفة إسرائيلية تكشف
Lebanon 24 ماذا سيشهد لبنان خلال أيام؟ صحيفة إسرائيلية تكشف
14:56 | 2025-11-21 21/11/2025 02:56:18 Lebanon 24 Lebanon 24 عن نوح زعيتر.. إليكم ما كشفه "ChatGPT"
Lebanon 24 عن نوح زعيتر.. إليكم ما كشفه "ChatGPT"
13:00 | 2025-11-21 21/11/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا حصل قبل توقيف نوح زعيتر؟
Lebanon 24 ماذا حصل قبل توقيف نوح زعيتر؟
04:24 | 2025-11-21 21/11/2025 04:24:51 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:04 | 2025-11-21 ترامب سيدعو عون لزيارة البيت الأبيض.. مبادرة رئاسية من 5 نقاط لحل مستدام 22:06 | 2025-11-21 وزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء وبري يراهن على التوافق الإيراني السعودي وحركة لاريجاني 22:08 | 2025-11-21 الانتخابات رهن موافقة برِّي على التعديلات المقترحة 22:22 | 2025-11-21 الرهان على تدخل عون 16:55 | 2025-11-21 مقدّمات النشرات المسائية 16:35 | 2025-11-21 صخرة كادت تقتلهم.. صيادون في طرابلس ينجون من الغرق! فيديو هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو)
Lebanon 24 هربت من المدرسة وعاشت تجارب مؤلمة.. مايا دياب تكشف عن معاناة ابنتها "كاي" من هذه التروما (فيديو)
02:38 | 2025-11-19 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض
Lebanon 24 بالفيديو: بعروض جوية.. ترامب يستقبل الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض
11:23 | 2025-11-18 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو)
Lebanon 24 قائدة على المنصة.. أوّل امرأة تقود أوركسترا إيرانية فمن هي؟ (فيديو)
12:17 | 2025-11-15 22/11/2025 05:55:23 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24