مخيم الخزافين الأول بالداخلية يعزز الحراك الفني العماني المعاصر
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
انطلقت بمركز زوار بسياء وسلوت بولاية بهلاء فعاليات مخيم الخزافين الأول، بهدف تعزيز الحراك الفني العماني المعاصر، و الذي تنظمه المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية ممثلة في دائرة الإشراف التربوي قسم الإشراف الفني، بالتعاون مع مركز زوار بسياء وسلوت، ويستمر حتى 8 أكتوبر الجاري، تحت إشراف وحدة الفنون التشكيلية.
رعى حفل افتتاح المخيم سعادة الشيخ عمر بن علي الجنيبي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بهلا، بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمعلمين والمهتمين بالفنون المعاصرة.
ويأتي تنظيم المخيم في إطار سعي تعليمية الداخلية إلى مواكبة الفنون الحديثة ووضع سلطنة عمان على الخريطة الثقافية العالمية في مجال فن الخزف، إضافةً إلى إبراز قدرات المعلم والفنان العماني في إنتاج أعمال خزفية معاصرة تحمل هوية وطنية أصيلة.
وقد شهد فن الخزف في سلطنة عمان خلال السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً من الارتباط بالتراث التقليدي إلى آفاق أكثر حداثة ومعاصرة، مدفوعاً بالنقاشات والحوار الفني الذي أسهم في تشكيل ملامح الخزف العماني الحديث. ويأتي هذا المخيم ليجسد هذا التوجه بوصفه منصة لتبادل الخبرات واستكشاف إمكانات الطين في صياغة أعمال تعبّر عن هوية المكان برؤية عصرية.
ويهدف المخيم إلى تمكين المعلمين والفنانين من المهارات الأساسية في مجال الخزف، وتنمية الحس الجمالي والتذوق الفني، والإسهام في النهوض بالحركة الفنية العمانية عبر ملتقى يجمع نخبة من الخزافين من مختلف محافظات سلطنة عمان، بمشاركة أكاديميين من جامعتي السلطان قابوس ونزوى.
ويمتد البرنامج على مدى أربعة أيام تتخللها حلقات عمل تدريبية وتطبيقية ومعرض فني ختامي يحتفي بإبداعات المشاركين، في حين يأمل القائمون على المخيم أن يشكّل نواةً لمشروع فني سنوي مستدام يستقطب فنانين من داخل السلطنة وخارجها، تعزيزاً لمكانة عمان الريادية في الفنون البصرية، ودعماً لتحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
عمّان – بين أروقة متحف السيارات الملكي التي تتلألأ فيها سيارات كلاسيكية تستحضر ذاكرة الأردن التاريخية، ينبثق مشهد عصري يفاجئ الزائر، وكأنه قادم من زمن متطور مستقبلي، حيث يمتزج الماضي الذي ترويه المحركات الكلاسيكية الصامتة بالمستقبل الذي يقدمه روبوت حديث يصنع فنجان قهوة بلا أي لمسة بشرية، في تلاقٍ فريد بين عبق الماضي وروح الابتكار.
عبر جناح وآخر داخل متحف السيارات الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، يمتد ذراع معدني أنيق يخط مسارا جديدا للحضارة بين أجنحة المتحف، حيث يباشر روبوت صيني الصنع إعداد القهوة بخفة ودقة، كأنه يجسر الهوة بين تراث راسخ وطموح تكنولوجي يتقدم بثبات.
هذه التجربة غير المألوفة تمنح الزائر رحلة مزدوجة، يستدعي خلالها روح الماضي، ليصافح ملامح المستقبل في اللحظة نفسها.
يتجاوز المتحف الملكي كونه مجرد معرض للسيارات الكلاسيكية فحسب، بل هو جزء من بيئة تاريخية غنية، تضم مركبات ترتبط بمحطات مفصلية من تاريخ الأردن، من سيارات الملك المؤسس عبد الله الأول إلى مركبات كلاسيكية نادرة، ووسط هذا الإرث، يبدو الروبوت علامة فارقة تضيف بُعدا جديدا للرواية، ليؤكد أن المستقبل يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من الهوية السياحية لعمّان.
ليُمثل المتحف الكلاسيكي إحدى أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في الأردن، إذ يجمع بين التراث والتاريخ، ولا يقتصر دوره على كونه مجرد معرض للسيارات، بل يُشكّل منصة تعليمية تبرز الروابط بين التكنولوجيا والهوية الوطنية.
أما المقهى الحديث، فعمل الروبوت فيه يتجاوز تقديم خدمة مبتكرة، ليصل إلى بعد علمي واضح، إذ يشير القائمون على المقهى إلى أن الروبوت يشكّل نموذجا تجريبيا يمهد الطريق أمام استخداماته المستقبلية في المؤسسات السياحية والخدمية داخل المملكة.
إعلانومع ذلك، لم يقلل القائمون على المقهى جاذبيته بين الزوار، إذ يؤكدون أن المشروع لقي تفاعلا كبيرا وأصبح إضافة سياحية تعزز تجربة زوار المتحف، وتمنح المتحف الملكي نقطة جذب جديدة تشجّع الزائرين على التوقف والتصوير والتساؤل عن هذه التجربة الفريدة.
تجربة فريدةلعب الزوار والسياح دورا أساسيا في نجاح فكرة المقهى الآلي، إذ تحولت ردود أفعالهم وتعليقاتهم إلى وسيلة دعائية طبيعية للمشروع الناشئ، ومن بين هؤلاء يحيى البوريني -مهندس كمبيوتر في إحدى الدول الخليجية- الذي صرّح قائلا: "بينما كنت أتجول بين السيارات الكلاسيكية، شعرت وكأنني أعيش في حقبة تاريخية قديمة، وفجأة وجدت أمامي روبوتا يصنع لي القهوة دون أي تدخل بشري، وهو شعور غريب يمزج بين الماضي والمستقبل في مكان واحد".
ليضيف في حديثه للجزيرة نت: "أشعر بالفخر لأن لدينا شيئا كهذا في الأردن، وهو ما يُظهر أننا نتقدم ونمتلك أحدث التقنيات، واصفا التجربة بأنها "مشجعة"، مشيرا إلى أن عملية الطلب والدفع تتم عبر شاشة إلكترونية سهلة الاستخدام.
وبعيدا عن الجانب الانطباعي، يعتمد الروبوت على سلسلة خطوات دقيقة، تبدأ بالتقاط الكوب ووضعه على الميزان للتأكد من الوزن، قبل الانتقال إلى ماكينة المشروبات التي تعبئ الطلب، ثم العودة للميزان للتحقق النهائي، لتزيد هذه التفاصيل التقنية من جاذبية التجربة، وتحوّل طلب القهوة إلى لحظات مشاهدة وترقّب، خاصة للأطفال والسياح الذين يوثقون المشهد عبر هواتفهم.
من جانبه، أوضح عبد الإله السرور من قسم التسويق في متحف السيارات الملكي في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف لا يروي فقط قصة وتاريخ الأردن منذ نشأته، بل يعكس أيضا اهتمام المملكة بالمزج بين القديم والحديث، فبين سيارات تعود لبداية القرن العشرين، يبرز اليوم أحدث التطورات التكنولوجية من خلال الروبوت الذي يقدم القهوة للزائرين".
لا يمثل متحف السيارات الملكي تاريخ الأردن فحسب، بل يحتضن تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر، إذ يمسك الروبوت بخيط مختلف من الحكاية، ليؤكد أن التكنولوجيا قادرة على إثراء تجربة الزائر وابتكار أسلوب جديد لتقديم التراث الأردني.
بهذه التجربة، لا يقدم المتحف مجرد خدمة قهوة آلية، بل يطرح نموذجا متكاملا ينسجم مع رؤية مستقبلية لتطوير السياحة وتوظيف التكنولوجيا في فضاءات ثقافية وتاريخية، وفي مكان يلتقي فيه إرث السيارات الملكية مع ذراع روبوت حديث، تبدو عمّان كمدينة تعرف كيف تطل على مستقبلها دون أن تترك ذاكرتها خلفها.