أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكما بإدانة علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم "كوشيب"، في 28 تهمة من 31 موجهة له، مسدلة الستار على أولى حلقات الانتهاكات في إقليم دارفور غربي السودان خلال الفترة بين عامي 2003 و2004. 

وجدد القرار الجدل حول مصير المتهم الأول في القضية، الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من معاونيه، وسط غموض مستمر عن مكان تواجدهم.

وأدانت المحكمة كوشيب في 27 تهمة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، منها الاغتصاب والقتل والاضطهاد، وستحدد عقوبته لاحقا بعد جولة جديدة من الجلسات.

وقال القاضي في حيثيات النطق بالحكم إن كوشيب "كان ينسق في الجرائم التي ارتكبها مع أحمد هارون مساعد البشير، وضباط مسؤولين في الحكومة".

ومنذ 2007 ظلت المحكمة الجنائية تلاحق كوشيب تحت طائلة الاتهام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، ضمن قائمة تضم البشير الذي تولى رئاسة السودان خلال الفترة من 1989 وحتى أبريل 2019، قبل إطاحته باحتجاجات شعبية.

وفي أبريل 2020 سلم كوشيب نفسه طواعية للمحكمة في إفريقيا الوسطى، لكن المحكمة تواجه صعوبات كبيرة في اعتقال البشير وأعوانه الذين يعتقد محامون وحقوقيون أنهم يعيشون "حياة مرفهة" تحت حماية الجيش السوداني.

وفي مايو 2021، وجهت المحكمة الجنائية الدولية 31 تهمة لكوشيب، وشملت التهم التي استند إليها الحكم عمليات قتل خارج إطار القانون طالت أكثر من 260 شخصا، واغتصاب عشرات السيدات، إضافة إلى أعمال نهب وحرق وترويع لآلاف السكان في غرب دارفور.

ووفقا للاتهام، ارتكب كوشيب تلك الجرائم بالاشتراك مع قوات الأمن والحكومة السودانية، وفقا لخطوات مشتركة أكدتها قرائن عديدة، منها اعتقال العشرات في أقسام الشرطة والاعتداء عليهم لفظيا وجسديا.

واستند القاضي في إحدى إداناته لكوشيب، إلى توجيهات صادرة من القيادي في تنظيم الإخوان أحمد هارون، المطلوب للمحكمة الجنائية، المعروف بعبارته الشهيرة: "امسح اكسح وما تجيبه حي"، أي لا تأتي بأي أحد حيا واقتله في الحال.

 

 

وبعد اندلاع الحرب في دارفور عام 2003، التي أدت إلى قتل مئات الآلاف وتشريد نحو 3 ملايين، وتعرض العديدين للتعذيب والاغتصاب، لجأ نظام البشير بقيادة تنظيم الإخوان إلى ميليشيات محلية كانت تضم مجموعات متخصصة في النهب والترويع، وهي المجموعات التي شكلت قوام ميليشيا كوشيب.

وكان كوشيب، المولود عام 1949، أحد أكبر القادة القبليين في منطقة وادي صالح، وكان عضوا بقوات الدفاع الشعبي، إضافة إلى تزعمه ميليشيا مكونة من أكثر من 10 آلاف شخص من الذين ارتبطت خلفيتهم بقطع الطرق والنهب وحرق القرى.

وأسهم كوشيب منذ 2003 في تنفيذ استراتيجية الحكومة السودانية، ولعب دورا كبيرا في تجنيد الميليشيات القبلية، خصوصا في منطقة وادي صالح.

وتشير الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية إلى أن كوشيب قاد بنفسه في بعض الحالات وبالاشتراك مع قوات حكومية سودانية في حالات أخرى، هجمات منظمة ضد المدنيين في بلدات كودوم وبنديسي ومكجر وأروالا، خلال عامي 2003 و2004.

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الكوري في جامعة القاهرة: أنتم القوة التي ستصنع مستقبل العلاقات بين مصر وكوريا

أكد رئيس جمهورية كوريا لي چاي ميونج، أن الشباب المصري هم القوة الحقيقية القادرة على فتح آفاق جديدة في العلاقات بين مصر وجمهورية كوريا.

وقال الرئيس الكوري، خلال زيارته اليوم الى جامعة القاهرة: إن العلاقات بين مصر وكوريا علاقات خاصة تشبه علاقة الأخوة، مشيرًا الى أن البلدين تمكّنا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا من تحقيق إنجازات كبيرة، رغم أن تاريخهما الحضاري يمتد إلى آلاف السنين.

وأضاف: إن مصر وكوريا، خلال جيل واحد فقط، نجحتا في بناء شراكة تعاون شاملة، وتعزيز الروابط الثنائية عبر زيادة التبادلات التجارية والاستثمارية والثقافية، إلى جانب تبادل الزيارات بين شعبي البلدين، ما أسهم في ترسيخ أساس متين للتعاون المشترك.

وتابع الرئيس الكوري: إن التاريخ مرآة تعكس الحاضر، وإنني أتطلع الى الارتقاء بالعلاقات بين جمهورية كوريا ومصر إلى مستويات أعلى، استنادًا إلى الحضارة والسلام اللذين شكّلا جوهر مسيرة الدولتين عبر العصور.

وعبّر الرئيس الكوري عن سعادته البالغة بزيارة جامعة القاهرة، قائلاً إن الجامعة عريقة، حيث ينبض التاريخ والحضارة بالحياة، وإنها أول جامعة يزورها على مستوى العالم منذ توليه منصبه.

وأضاف أن الحضارة المصرية العظيمة تركت إرثًا خالدًا في تاريخ الإنسانية، مستمدًا قوته من شمولية نهر النيل وحضارته العريقة، مؤكدًا أن الثقافة الكورية لا تختلف في جوهرها، فهي أيضًا قائمة على قيم الاحترام والتنوع والشمول.

واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن المسافة الجغرافية التي تتجاوز 8 آلاف كيلومتر بين البلدين لم تمنع مصر وكوريا من الارتباط بوحدة المصير، واصفًا العلاقة بأنها اتصال حقيقي أمام تاريخ مليء بالقيم المشتركة والإنجازات المستمرة.

مقالات مشابهة

  • جثث أسرى غزة تكشف حجم الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال رحلة عذابهم الأخيرة
  • السوداني:توجهنا خلال فترة حكومتي نحو دعم قطاع الصناعة لتطوير الاقتصاد الوطني
  • الجيش الليبي يوقف متهمًا بجرائم هجوم وخطف وابتزاز المواطنين
  • السوداني يوجه وزارة الكهرباء بدفع أجور الكهرباء من خلال الدفع الإلكتروني
  • عشرات المغاربة يحتجون تنديدا بجرائم العدو الصهيوني المتواصلة في غزة
  • الرباط.. العشرات يحتجون تنديدا بجرائم "إسرائيل" المتواصلة في غزة
  • حاكم دارفور يكشف حصيلة صادمة لضحايا هجوم الدعم السريع على الفاشر
  • الرئيس الكوري في جامعة القاهرة: أنتم القوة التي ستصنع مستقبل العلاقات بين مصر وكوريا
  • كيبري: “سنقدم كل مجهوداتنا للعودة بالفوز أمام الهلال السوداني”
  • انفجار جبهة الأبيض.. الجيش السوداني يكتسح غرب المدينة .. والدعم السريع يفر نحو دارفور