من الجنائية الدولية.. أول حكم في "جرائم دارفور"
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكما بإدانة علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم "كوشيب"، في 28 تهمة من 31 موجهة له، مسدلة الستار على أولى حلقات الانتهاكات في إقليم دارفور غربي السودان خلال الفترة بين عامي 2003 و2004.
وجدد القرار الجدل حول مصير المتهم الأول في القضية، الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من معاونيه، وسط غموض مستمر عن مكان تواجدهم.
وأدانت المحكمة كوشيب في 27 تهمة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، منها الاغتصاب والقتل والاضطهاد، وستحدد عقوبته لاحقا بعد جولة جديدة من الجلسات.
وقال القاضي في حيثيات النطق بالحكم إن كوشيب "كان ينسق في الجرائم التي ارتكبها مع أحمد هارون مساعد البشير، وضباط مسؤولين في الحكومة".
ومنذ 2007 ظلت المحكمة الجنائية تلاحق كوشيب تحت طائلة الاتهام بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، ضمن قائمة تضم البشير الذي تولى رئاسة السودان خلال الفترة من 1989 وحتى أبريل 2019، قبل إطاحته باحتجاجات شعبية.
وفي أبريل 2020 سلم كوشيب نفسه طواعية للمحكمة في إفريقيا الوسطى، لكن المحكمة تواجه صعوبات كبيرة في اعتقال البشير وأعوانه الذين يعتقد محامون وحقوقيون أنهم يعيشون "حياة مرفهة" تحت حماية الجيش السوداني.
وفي مايو 2021، وجهت المحكمة الجنائية الدولية 31 تهمة لكوشيب، وشملت التهم التي استند إليها الحكم عمليات قتل خارج إطار القانون طالت أكثر من 260 شخصا، واغتصاب عشرات السيدات، إضافة إلى أعمال نهب وحرق وترويع لآلاف السكان في غرب دارفور.
ووفقا للاتهام، ارتكب كوشيب تلك الجرائم بالاشتراك مع قوات الأمن والحكومة السودانية، وفقا لخطوات مشتركة أكدتها قرائن عديدة، منها اعتقال العشرات في أقسام الشرطة والاعتداء عليهم لفظيا وجسديا.
واستند القاضي في إحدى إداناته لكوشيب، إلى توجيهات صادرة من القيادي في تنظيم الإخوان أحمد هارون، المطلوب للمحكمة الجنائية، المعروف بعبارته الشهيرة: "امسح اكسح وما تجيبه حي"، أي لا تأتي بأي أحد حيا واقتله في الحال.
وبعد اندلاع الحرب في دارفور عام 2003، التي أدت إلى قتل مئات الآلاف وتشريد نحو 3 ملايين، وتعرض العديدين للتعذيب والاغتصاب، لجأ نظام البشير بقيادة تنظيم الإخوان إلى ميليشيات محلية كانت تضم مجموعات متخصصة في النهب والترويع، وهي المجموعات التي شكلت قوام ميليشيا كوشيب.
وكان كوشيب، المولود عام 1949، أحد أكبر القادة القبليين في منطقة وادي صالح، وكان عضوا بقوات الدفاع الشعبي، إضافة إلى تزعمه ميليشيا مكونة من أكثر من 10 آلاف شخص من الذين ارتبطت خلفيتهم بقطع الطرق والنهب وحرق القرى.
وأسهم كوشيب منذ 2003 في تنفيذ استراتيجية الحكومة السودانية، ولعب دورا كبيرا في تجنيد الميليشيات القبلية، خصوصا في منطقة وادي صالح.
وتشير الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية إلى أن كوشيب قاد بنفسه في بعض الحالات وبالاشتراك مع قوات حكومية سودانية في حالات أخرى، هجمات منظمة ضد المدنيين في بلدات كودوم وبنديسي ومكجر وأروالا، خلال عامي 2003 و2004.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كوشيب أحمد هارون جرائم حرب المحكمة الجنائية الدولية دارفور النهب علي كوشيب أحمد هارون عمر البشير حرب دارفور كوشيب أحمد هارون جرائم حرب المحكمة الجنائية الدولية دارفور النهب أخبار السودان المحکمة الجنائیة
إقرأ أيضاً:
الجنائية الدولية تدين زعيم مليشيا في دارفور بالسودان بجرائم حرب
أدانت المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسم "علي كوشايب"، كأول قائد ميليشيا يحاكم على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور السوداني قبل أكثر من عشرين عامًا.
ووجهت المحكمة إلى كوشايب 27 تهمة تشمل القتل، والاغتصاب، والاضطهاد، والتعذيب، فيما ستُحدد عقوبته في جلسات لاحقة.
بدأت محاكمة كوشايب في نيسان / أبريل 2022، حيث وجهت إليه 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منها القتل، الاغتصاب، التعذيب، والاضطهاد، خلال المحاكمة، نفى كوشايب التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أنه ليس الشخص المطلوب، ومع ذلك، قدم الادعاء شهادات من شهود عيان تؤكد تورطه في ارتكاب هذه الجرائم.
وأصدرت المحكمة حكمها بالإدانة، مؤكدةً أن الأدلة المقدمة تثبت تورط كوشايب في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، يعتبر هذا الحكم الأول من نوعه في محكمة لاهاي، ويعد سابقة قانونية هامة في محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في دارفور.
وكان إقليم دارفور قد شهد تصاعدا كبيرا في نشاط ميليشيات الجنجويد التي دعمتها الحكومة السودانية، حيث تم تسليحها وتحفيزها على مواجهة القوات المتمردة، التي كان معظم أفرادها ينتمون إلى قبائل أفريقية مثل الزغاوة والفور والمساليت.
وقاد كوشيب عدة عمليات عسكرية في منطقة وادي صالح بغرب دارفور بعد تعيينه رسميًا من قبل وزير الداخلية آنذاك، أحمد هارون، بحسب مصادر عسكرية.
هجمات مميتة وانتهاكات واسعة
في نيسان / أبريل 2013، قاد كوشيب هجومًا واسعًا على منطقة رهيد البردي في جنوب دارفور بمشاركة قوات جهاز المخابرات والقوات الخاصة، وأسفر الهجوم عن مقتل المئات من المدنيين، ووقوع حالات اغتصاب وعنف جنسي، إلى جانب حرق المنازل ونهب المواشي والمحاصيل الزراعية، وفق تقارير منظمات حقوقية دولية، كما انضم كوشيب إلى قوات الدفاع الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية أنشأتها حكومة البشير لمواجهة التمرد المسلح.
من هو علي كوشايب؟
ولد علي محمد علي عبد الرحمن في عام 1957 في غرب دارفور، وكان قائدًا ميدانيًا لميليشيا "الجنجويد"، وهي ميليشيا شبه عسكرية دعمتها الحكومة السودانية خلال النزاع في دارفور بين عامي 2003 و2004.
في حزيران / يونيو 2020، سلم عبد الرحمن نفسه طوعًا إلى المحكمة الجنائية الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث كان مطلوبًا بموجب مذكرات توقيف صادرة عامي 2007 و2020.
مذكرات التوقيف وتسليم كوشيب للمحكمة
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 نيسان / أبريل 2007، أمر توقيف ضد كوشيب، شملت 50 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وظل مختفيا لسنوات قبل أن يسلم نفسه طواعية في عام 2020 بعد سقوط نظام البشير.
ونقل كوشيب أولاً إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ثم بواسطة مروحية تابعة للأمم المتحدة إلى العاصمة بانغي، ومنها إلى مقر المحكمة في لاهاي، وعند مثوله أمام القضاة، وجهت إليه 31 تهمة عن جرائم ارتكبت بين آب / أغسطس 2003 ونيسان / أبريل 2004، لكنه نفى معرفته بالاسم المدعى عليه، مدعيًا أن المحكمة تحاكم الشخص الخطأ.