من “طريق الإله” إلى “ممر الخطر”.. كيف تحوّل شريان قفط–القصير التاريخي إلى نقطة سوداء على خريطة الطرق؟
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
لم يكن الربط بين الوادي والبحر الأحمر محض صدفة جغرافية، بل مشروعًا حضاريًا بدأته مصر القديمة حين شق الفراعنة مسارًا بريًا من قفط إلى القصير لنقل الذهب والحجارة والبضائع نحو الموانئ الشرقية، فصار الطريق بوابة التجارة إلى بلاد بونت ومسار قوافل الحج لاحقًا، وحمل الناس على تسميته “طريق الإله” لرمزيته ومكانته في خيال المصريين القدماء.
اليوم، تحت مسمى يكشف الواقع بلا زينة، يسمّيه العابرون “طريق الموت”. ما بين وديان وعرة ومنحنيات حادة وشاحنات ثقيلة تقضم الأسفلت بلا رحمة، تحوّل الطريق الذي يمتد لنحو 180 كيلومترًا إلى أخطار دائمة: تضييق مستمر للمسار، انهيار طبقات الرصف في مقاطع طويلة، غياب خدمات إنقاذ واتصالات في قلب الفراغ الصحراوي، ومسافات شاسعة بين نقاط الإسعاف والتمركزات الشرطية.
حادثة جديدة أكدت الصورة القاتمة: تصادم سيارتين ووفاة 6 اشخاص من اسرة واحدة بينهم شقيقين ووالدتهم ، امتدادًا لسلسلة حوادث شهيرة بينها مصرع طلاب ثانوية من القصير في حادث مروّع كانوا خلاله في طريق عزاء أيضًا. الروايات المتطابقة من سائقين وسكان محليين ترسم نمطًا لا حالات معزولة: شاحنات محاجر ومناجم تتزاحم على مسار أحادي مهترئ، مناطق انقطاع شبكة الهاتف تجعل الاستغاثة ضربًا من الحظ، ووديان جانبية باتت خارج الرقابة تتحول عند غياب الدوريات إلى فراغ أمني.
من قلب الطريق، يشتكي سائقو الخط من “مصارعة” يومية مع النقل الثقيل، ومن غياب مسارات تهدئة وصعود ونزول في المنحنيات الجبلية، مع نقص اللوحات التحذيرية والإضاءة، وتشتت الولاية الخدمية بين محافظتين يمر بهما الطريق، ما يترك فراغًا في نقطة المنتصف لا تغطيها إسعافات قنا ولا البحر الأحمر على نحو كافٍ. أما الأهالي، فملفات طلب الازدواج وإعادة الرصف وتمهيد المنحنيات تراكمت لسنوات، بينما يجري تحديث متقطع بلا رؤية متكاملة للسلامة.
طريق الإلهبين أسطورته كـ“طريق الإله” وواقعه كـ“ممر الخطر” يقف سؤال لا يحتمل التأجيل: هل نملك الإرادة لتحويل الوعود المتناثرة إلى مشروع ازدواج وصيانة مُحكم بجدول زمني ومؤشرات سلامة مُعلنة؟ أم يظل الطريق عنوانًا لمأساة تتكرر، نحصيها بعد وقوعها وننساها قبل أن تجف دموع أهلها؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طريق قفط القصير البحر الاحمر مدينة الغردقة قنا البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
استمرار أعمال رصف ورفع كفاءة طريق العاشر من رمضان بجنوب بورسعيد|| صور
تواصل الأجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد أعمال الرصف ليلًا ونهارًا بطريق العاشر من رمضان الزراعي المؤدي إلى المعاهد الأزهرية الابتدائية والإعدادية بنطاق حي الجنوب تنفيذا لتوجيهات اللواء أح محب حبشي محافظ بورسعيد
وتجري الأعمال تحت إشراف مديرية الطرق والنقل، وبالتنسيق الكامل مع حي الجنوب وكافة الجهات والمرافق المختصة
جاء ذلك في إطار الخطة الشاملة التي تشهدها مدينة بورسعيد لرفع كفاءة البنية التحتية لمنظومة الطرق بالتوازي في جميع الأحياء، لتيسير الحركة المرورية و الحفاظ على سلامة المواطنين
استمرار أعمال رصف ورفع كفاءة طريق العاشر من رمضان بجنوب بورسعيدويأتي ذلك عقب الانتهاء من أعمال تصنيع طبقة الأساس للطريق، تمهيدًا لوضع الطبقة الأسفلتية النهائية بما يضمن رفع كفاءة الطريق وتيسير حركة المواطنين والطلاب المترددين على المنطقة.
وأكد اللواء محب حبشي أن المحافظة تواصل تنفيذ خطة شاملة لرفع كفاءة الطرق وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يحقق أهداف التنمية الشاملة التي تشهدها بورسعيد في مختلف القطاعات، ويرتقى بمستوى معيشة المواطنين
جدير بالذكر، أن تلك الجهود تأتي في إطار تعليمات السيد المحافظ بسرعة إنجاز المشروعات الخدمية وتحسين البنية التحتية بجميع الأحياء.