فن الكرتون.. عنوان البهجة
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
بين الخطوط البسيطة والألوان المبهجة، يفتح رسام الشخصيات والأعمال الكرتونية محمد عبدالله، نافذةً على عالم يمزج بين المرح والفكرة الإبداعية، ويستعيد ذكريات الطفولة التي تسكن الذاكرة، إنها ليست مجرد رسومات على الورق، بل حكايات صغيرة تنبض بالحياة، تجلب الابتسامة وتوقظ الحنين، وتدعونا للتأمل في التفاصيل اليومية التي قد نغفلها.
البدايات
يرى الرسام محمد عبدالله أن فن الكرتون بالنسبة له ليس مجرد هواية أو تسلية، بل أسلوب حياة ورسالة إنسانية قادرة على الجمع بين البساطة والمرح والرمزية العميقة، وعن بداياته يقول: «بدأت علاقتي بالرسم الكرتوني من باب فضول الطفولة، ومن تشجيع والدي، الذي منحني الثقة بأن ما أفعله له قيمته، ثم جاءت أسرتي من بعده داعمة لي ومؤمنة بموهبتي»، ويضيف: أن هذا التشجيع كان السر والدافع الأكبر لمسيرته، قبل أن تتحول موهبته إلى مسار فني جاد.
لوحة كرتونية
ويصف محمد عبدالله أن الفن لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، مشيراً إلى أنه يعتمد على الخطوط والتعابير أكثر من التفاصيل الدقيقة، ويتميز بقدرته على جعل الناس يبتسمون ويفكرون في الوقت ذاته.
ويقول: «أستلهم شخصياتي وأفكاري من الحياة اليومية لرجل الشارع، من وجوه الناس، من المواقف الصغيرة التي نصادفها جميعاً، فأحياناً فكرة واحدة أو تعليق عابر تتحول إلى لوحة كرتونية تعكس موقفاً مألوفاً للجميع».
ألوان الأكريليك
يؤكد عبدالله أن جمهوره متنوع، إذ يجد الأطفال في رسوماته المتعة والخفة، بينما يتوقف الكبار عند الرموز والمعاني، وهذا ما لمسه من خلال مشاركته في معارض وفعاليات محلية وعالمية، موضحاً أن مثل هذه الفعاليات تمنحنه طاقة كبيرة وتشجعه على الاستمرار وتطوير مهاراته.
وعن أدواته، يوضح أنه يركز على الألوان الأكريليك لما تمنحه من جرأة وعمق، إلى جانب الأقلام والألوان الأخرى، مضيفاً أنه يتنقل بين الرسم التقليدي والرقمي، حيث يرى أن لكل منهما مساحته الخاصة في الإبداع.
جسر إبداع
ويبقى فن الكرتون، على حد قول محمد عبدالله، أكثر من مجرد رسومات، فهو جسر إبداع بين الماضي والحاضر، بين الطفولة والواقع، وبين البسمة والفكرة، فمن خلال ريشته، يعيد لنا لحظات صغيرة من حياتنا اليومية، لنتوقف عندها، نفكر فيها، ونبتسم لها، وبهذا الأسلوب، يؤكد أن الرسالة الحقيقية للفن ليست في الألوان والخطوط فحسب، بل في القدرة على لمس القلوب وتحريك الذكريات، وتحفيز الخيال لدى جميع الأعمار.
ويختتم قائلاً: أؤمن بضرورة الحفاظ على الرسالة السامية لفن الكرتون وتطويره وتنميته حتى يستفيد منه الجميع، مع أهمية مواكبة التطور لهذا النوع من الفن، ونشره بين فئات المجتمع المختلفة.
تحديات
حول التحديات التي يواجهها خلال ممارسته فن الكرتون، يشير محمد عبدالله إلى أنها تتمثل في القدرة على التوازن بين الشغف الفني ومتطلبات الحياة اليومية، مؤكداً أن الاستمرارية هي مفتاح النجاح، معترفاً بتأثره بعدد من الفنانين العرب والعالميين، إضافة إلى المدارس الفنية التي تميل إلى التبسيط والتجريد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكرتون الشخصيات الكرتونية الرسم محمد عبدالله محمد عبدالله
إقرأ أيضاً:
القضاء الأعلى يعيّن قاضيتين في مناصب قيادية بعدن
أصدر مجلس القضاء الأعلى، الأحد، قرارات بتكليف قاضيتين لتولي مناصب قيادية بمحاكم الاستئناف في العاصمة عدن، في خطوة تعكس توجهًا متصاعدًا نحو تمكين المرأة اليمنية وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار داخل الجهاز القضائي.
وخلال اجتماعه قرر المجلس تكليف القاضية أميمة سعيد عبدالله عريشي برئاسة الشعبة المدنية الثانية في محكمة استئناف عدن، وتكليف القاضية دنيا زاد قائد محمد توكل برئاسة الشعبة الشخصية الثانية في المحكمة ذاتها، في إطار عملية تدوير وتجديد داخل السلطة القضائية.
كما أقر المجلس نقل عدد من القضاة إلى محاكم عدن وحضرموت، بينهم القاضي رواء عبدالله مجاهد عبدالله للعمل عضوًا في الشعبة الشخصية الثانية بعدن، والقاضي يوسف محمد عبيد محمد إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن. كما أقر المجلس نقل القاضي سالم أبوبكر سالم الهدار، للعمل عضواً احتياطياً في الشعبة التجارية بمحافظة حضرموت، ونقل القاضي سالم محمد سالم العماري، عضواً احتياطياً في الشعبة الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت، وندب القاضي رأفت عمر عبيد باشامخة، للعمل رئيساً لمحكمة شرق المكلا الابتدائية.
ويرى مراقبون أن هذه التعيينات تمثل تأكيدًا لنهج الإصلاح القضائي الذي يسعى إلى إشراك الكفاءات النسوية في مراكز صنع القرار داخل المحاكم، بما يعزز مبدأ العدالة والمساواة، ويفتح آفاقًا أوسع أمام المرأة اليمنية للمشاركة في الحياة العامة.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة تعيينات مماثلة خلال العامين الماضيين شملت عددًا من القاضيات في محاكم محافظات أخرى، ما يعكس التزام الحكومة اليمنية بتنفيذ سياسات تمكين المرأة وتضييق الفجوة بين الجنسين، رغم التحديات التي ما تزال تواجه عمل المؤسسات العدلية في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأكدت مصادر قضائية أن مجلس القضاء الأعلى سيواصل دعم مشاركة المرأة في المناصب القضائية والإشرافية، باعتبارها ركيزة أساسية في إصلاح منظومة العدالة وبناء دولة القانون والمؤسسات.