موسكو تكشف حقيقة «تسمم الأسد».. الشرع: نعتزم استخدام الوسائل القانونية لملاحقته
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تستحق العيش في سلام وأمن بعد أعوام الحرب والمعاناة، معتبراً أن العالم أمام “فرصة تاريخية عظيمة” لإعادة بناء سوريا والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها.
وقال الشرع في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية إن سوريا لم تنفذ أي عمليات خارج أراضيها، موضحاً أن قواته “لم تستهدف أحداً سوى النظام السابق”، في إشارة إلى حكومة بشار الأسد، التي صنفتها واشنطن سابقاً على لائحة الإرهاب.
وفي جولة له داخل حي جوبر الدمشقي المدمّر، تحدث الشرع عن خطط إعادة الإعمار التي قد تتطلب ما بين 600 إلى 900 مليار دولار، داعياً المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤوليته بعد أن شاهد المأساة السورية تتكشف على مدى 14 عاماً من دون أن يفعل شيئاً لوقفها”.
وأضاف أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى ساهمت في تعميق معاناة السوريين، قائلاً: “أي طرف يعيق رفع العقوبات عن سوريا هو شريك في الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الشعب.”
وفيما يتعلق بملف محاكمة بشار الأسد، أكد الشرع أنه يعتزم استخدام الوسائل القانونية لملاحقته، مشيراً إلى أن الدخول في صراع مباشر مع روسيا في هذا التوقيت سيكون “مكلفاً للغاية وغير مفيد لمصلحة البلاد”.
وأوضح أن القضاء السوري أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق الأسد بتهم القتل العمد والتعذيب في أحداث درعا عام 2011، تمهيداً لتعميمها عبر الإنتربول.
وفي حديثه عن الضربات الإسرائيلية على سوريا، كشف الشرع أن القصف استهدف مقرات للجيش ووزارة الدفاع، بل وصل إلى محيط قصره الرئاسي مرتين، معتبراً أن “استهداف القصر إعلان حرب”، لكنه شدد على أن سوريا لا تريد خوض الحروب أو تهديد إسرائيل.
كما ردّ على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حماية أبناء الطائفة الدرزية، مؤكداً أن هذه المسألة “شأن سوري داخلي يجب أن يُحل وفق القانون من قبل السلطات السورية”.
وفي سياق منفصل، علق الشرع على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الشخص الوسيم والصلب”، قائلاً مازحاً: “هل تشكون في ذلك؟”، مؤكداً أن لقاءه الأخير مع ترامب في السعودية كان مثمراً، وأن الجانبين ناقشا إمكان انضمام سوريا إلى اتفاقات أبراهام.
وكان ترامب قد أشاد بالشرع عقب اللقاء، واصفاً إياه بأنه “شاب قوي البنية ورائع”، مضيفاً أن لديه “فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا وفتح صفحة جديدة في تاريخها”.
لافروف ينفي شائعات محاولة تسميم بشار الأسد في موسكو
نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول تعرض الرئيس السوري السابق بشار الأسد لمحاولة تسميم في موسكو، مؤكداً أن هذه المزاعم “عارية تماماً من الصحة”.
وقال لافروف في تصريحات صحفية لوسائل إعلام عربية: “الحديث عن محاولات تسميم الأسد شائعات لا أساس لها. بشار الأسد موجود في موسكو برفقة عائلته لأسباب إنسانية، ولم يتعرض لأي حادث صحي أو أمني.”
وجاءت تصريحات لافروف بعد انتشار تقارير إعلامية تحدثت عن إدخال الأسد إلى أحد مستشفيات موسكو عقب إصابته بتسمم، ورجّحت بعض المصادر أن الحادثة كانت محاولة اغتيال.
وأكد الوزير الروسي أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تداول شائعات مشابهة حول الأسد، مشيراً إلى أن موسكو تعتبر تلك الأنباء “محاولات لتشويه العلاقات الروسية السورية والإيحاء بوجود خلافات داخلية غير موجودة”.
يذكر أن بشار الأسد يعيش في العاصمة الروسية منذ سقوط نظامه وفراره من دمشق، وتُوفّر له موسكو إقامة مؤقتة تحت إشراف السلطات الروسية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسقاط نظام بشار الأسد الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وروسيا بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
الشرع يظهر في 60 دقيقة.. ماذا قال عن علاقته بـالقاعدة؟ (فيديو)
ظهر الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة عبر البرنامج الأمريكي الشهير "60 دقيقة"، متحدثاً بصراحة عن ماضيه وعلاقته بتنظيم القاعدة، وموقفه من الاحتلال الإسرائيلي، وخططه لإعادة إعمار سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها.
وتناول الشرع في المقابلة خلفيته المعقدة قائلاً إنه غادر حياة الطبقة المتوسطة العليا قبل نحو عشرين عاماً للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق للقتال ضد الغزو الأمريكي، عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وقضى بعدها ست سنوات في السجون الأمريكية والعراقية قبل الإفراج عنه عام 2011.
وأوضح أنه أسس لاحقاً جماعة تابعة للقاعدة في سوريا (جبهة النصرة) نفذت هجمات ضد نظام بشار الأسد، لكنه أكد أن تلك الجماعة لم تقم بأي عمليات خارج الأراضي السورية ولم تستهدف سوى النظام.
ورداً على تصنيفه كـ“إرهابي عالمي” من قبل الولايات المتحدة ووضع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه، قال الشرع إنه رأى ملصق المطلوبين الذي يحمل صورته، معلقاً بأن تلك الأموال “أُنفقت بشكل سيئ”. وأضاف أنه قطع علاقته مع مؤسس تنظيم الدولة "داعش"، وفك ارتباطه بتنظيم القاعدة عام 2016، مشدداً على أنه لا يتفق مع تلك الجماعات، قائلاً: “لو كنت أؤمن بهم، لما تركتهم”.
كما رفض وصفه بـ“الانتهازي”، مشيراً إلى أن للكلمة دلالات سلبية في العربية، داعياً إلى الحكم على أفعاله الحالية لا على ماضيه.
وفي حديثه عن الاحتلال الإسرائيلي، كشف الشرع أن قوات الاحتلال قصفت مقر الجيش ووزارة الدفاع السورية، واستهدفت أراضي قصره الرئاسي مرتين، مؤكداً أنه كان داخل القصر خلال إحدى الغارات.
ووصف استهداف القصر بأنه “إعلان حرب، وليس مجرد رسالة”، لكنه شدد على أن سوريا لا تريد خوض حروب جديدة ولا تمثل تهديداً لإسرائيل أو لأي طرف آخر.
وبشأن المفاوضات الجارية حول اتفاق أمني بوساطة المبعوث الأمريكي توم باراك، أوضح الشرع أن شرط بلاده الأساسي هو انسحاب إسرائيل من أي نقاط استولت عليها بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر، مؤكداً أن سوريا لم تقم بأي استفزازات منذ وصوله إلى الحكم.
وتطرّق الشرع إلى ملف إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن إعادة بناء سوريا ستكلف ما بين 600 و900 مليار دولار، وهو ما يتطلب مساعدة المجتمع الدولي. وطالب برفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده، معتبراً أن “أي شخص يعرقل رفع العقوبات شريك في الجريمة ضد الشعب السوري”.
وأشاد بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين أمر بتجميد العقوبات مؤقتاً، واصفاً القرار بـ“الخطوة الجريئة لكنها غير الكافية”، داعياً إلى رفعها بشكل دائم. كما أشار إلى أنه يسعى لجذب استثمارات طويلة الأمد إلى سوريا، وأن رفع العقوبات المفروضة عليه شخصياً يتطلب تصويت الصين وروسيا في مجلس الأمن، لافتاً إلى أنه استقبل وفداً روسياً رفيع المستوى الشهر الماضي.
وفي الجزء المتعلق بالحكم الداخلي، قال الشرع إنه وقّع دستوراً مؤقتاً في آذار/ مارس يقضي بتوليه الرئاسة لمدة خمس سنوات يقود خلالها عملية الانتقال نحو حكومة منتخبة، مؤكداً رغبته في أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية “يحصل فيها كل شخص على صوت واحد”.
وأوضح أن الانتخابات العامة ستُجرى بعد إعادة بناء البنية التحتية واستصدار الوثائق الرسمية للمواطنين. وردّ الشرع على اتهامات الأمم المتحدة لقواته الأمنية بارتكاب انتهاكات، بينها مذبحة بحق 1500 مدني من الطائفة العلوية، قائلاً إن تلك التقارير "مبالغ فيها"، ومؤكداً أن سوريا ملتزمة بمحاسبة أي شخص يرتكب جرائم ضد المدنيين "من أي طرف كان".
وخلال جولة ميدانية لفريق البرنامج في حي جوبر بدمشق، وصف الشرع الدمار هناك بأنه "صادم"، مشيراً إلى أن تدمير تلك المناطق كان "استهدافاً مباشراً لتهجير السكان" نفذه نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران، وأن الحرب خلفت 13 مليون نازح ولاجئ. وأكد أن المرحلة الحالية يجب أن توفر أملاً جديداً للعودة وإعادة الإعمار، قائلاً إن دخوله إلى القصر الرئاسي الذي شغله بشار الأسد "لم يكن تجربة إيجابية للغاية"، واصفاً القصر بأنه "مكان خرج منه شرّ كبير ضد الشعب السوري منذ بنائه".
وختم الشرع حديثه بالتأكيد على أن سوريا “ستستخدم جميع الوسائل القانونية الممكنة لمحاسبة بشار الأسد”، لكنه أشار إلى أن الدخول في مواجهة مع روسيا في الوقت الراهن “سيكون مكلفاً جداً ولن يخدم مصالح البلاد”، مجدداً دعوته إلى دعم “سوريا الجديدة” التي تسعى، على حد تعبيره، إلى طي صفحة الماضي وبناء دولة قادرة على استعادة مكانتها في المنطقة والعالم.