صدى البلد:
2025-10-14@07:48:48 GMT

عادل نصار يكتب: ماذا بعد قمة شرم الشيخ للسلام؟

تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT

فخرٌ ممزوجٌ بسعادةٍ، وفرحةٌ مليئةٌ بالآمال.. هكذا وجدتني أشعر في قمة شرم الشيخ للسلام، تلك القمة التي جمعت أهم دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب رؤساء دولٍ أوروبية وملوكٍ عرب، لتُعلن إسدال الستار على أكبر مأساةٍ عرفها البشر على الإطلاق في قطاع غزة.

عادل نصار يكتب: مدينة السلام تصنع التاريخعادل نصار يكتب | ترامب وإنهاء حرب غزة.

. هل ينجح أم هناك لُعبة جديدة؟

واختُتمت قمة شرم الشيخ للسلام التي استضافتها مصر بمشاركة قادة ورؤساء من مختلف دول العالم، وسط آمالٍ واسعة بأن تمهّد هذه القمة الطريق نحو إنهاء الحرب في غزة، وفتح أفقٍ جديد لتسويةٍ شاملةٍ للقضية الفلسطينية، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: ماذا بعد قمة شرم الشيخ؟.

لحظة تاريخية في مسار الشرق الأوسط

القمة التي جاءت بمبادرةٍ مصريةٍ أمريكيةٍ مثّلت منعطفًا سياسيًا مهمًا في المشهد الإقليمي، حيث استطاعت القاهرة إعادة ملف السلام إلى طاولة المجتمع الدولي بعد شهورٍ من التصعيد العسكري في غزة، وتزايد الكارثة الإنسانية التي أثارت قلق العالم بأسره، فقد شكّلت القمة منصةً لتوحيد المواقف، وتأكيد أن لا استقرار في المنطقة دون حلٍ عادلٍ ودائمٍ للقضية الفلسطينية.

مخرجات القمة ورسائلها

من أبرز مخرجات القمة التأكيدُ على ضرورة وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم، وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة المدنيين، إلى جانب دعم الجهود الرامية لإعادة إعمار غزة، كما شدّد القادة المشاركون على أهمية استئناف المفاوضات السياسية على أساس حل الدولتين بما يضمن إقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية، كما وجّهت القمة رسائلَ واضحةً إلى المجتمع الدولي بضرورة تحمّل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني، وعدم السماح باستمرار دوّامة العنف التي تُجهض أيَّ مساعٍ لتحقيق السلام العادل والشامل.

الدور المصري المحوري

أظهرت القمة مجددًا الدورَ المصريَّ المحوريَّ في إدارة ملفات المنطقة، إذ تحركت القاهرة على أكثر من مسار، بدءًا من الجهود السياسية والدبلوماسية، مرورًا بتنسيق المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى العمل مع الأطراف الدولية والإقليمية لإحياء مسار التهدئة.

ولم تكن قمة شرم الشيخ للسلام مجرد لقاءٍ دبلوماسيٍّ عابر، بل جاءت كرسالةِ أملٍ وسط دخان الحرب ولهيب الأزمات، إذ تمحورت أهدافها حول وقف نزيف الدم في غزة وإعادة رسم ملامح السلام في الشرق الأوسط، ومن رحم هذا الحدث الدولي الكبير بزغت إشراقةٌ جديدةٌ تحمل ملامح مستقبلٍ يمكن البناء عليه كبدايةٍ لمسارٍ دائمٍ نحو سلامٍ شاملٍ وحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية التي طال انتظارها.

وفي خلفية هذا المشهد المليء بالتحديات، يبرز الحراك الدبلوماسي المصري كأحد أهم محركات التوازن في المنطقة، حيث تخوض القاهرة منذ أكثر من عامين معارك سياسية دقيقة على جبهات متعددة، مدفوعةً بإيمانها بأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على تحقيق السلام لا في إشعال الحروب، وقد تمكنت بالفعل من إحداث تحوّلٍ لافتٍ في الموقف الأمريكي، بعد أن كانت واشنطن تراهن طويلًا على منطق القوة والحلول العسكرية، لتجد في الرؤية المصرية بوصلةً جديدةً تفتح الباب أمام نهجٍ أكثر عقلانيةً وإنسانيةً في التعامل مع قضايا المنطقة، وتبرز مصر اليوم كجسرٍ للحوار بين جميع الأطراف، بما تمتلكه من علاقاتٍ متوازنةٍ ومصداقيةٍ دوليةٍ تؤهلها لقيادة جهود التسوية.

التحديات أمام تنفيذ مخرجات القمة

ورغم الأجواء الإيجابية التي أعقبت القمة، فإن الطريق إلى السلام لا يزال مليئًا بالتحديات، أبرزها الموقف الإسرائيلي المتشدّد، والانقسام الفلسطيني الداخلي، إلى جانب غياب رؤيةٍ موحّدةٍ للمجتمع الدولي حول آلية تنفيذ الاتفاقات، واستمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة يفرض ضغوطًا متزايدةً على الأطراف كافة لتسريع الخطوات العملية على الأرض.

آفاق المرحلة المقبلة

في المرحلة المقبلة، ستعمل القاهرة وشركاؤها على تحويل مخرجات القمة إلى خطةِ عملٍ واقعيةٍ من خلال تشكيل لجان متابعةٍ ومواصلة الاتصالات الدبلوماسية مع الأطراف المعنية، ويرى مراقبون أن الأسابيع القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الأطراف بتعهداتها، ولقدرة القوى الكبرى على دفع عملية السلام من مرحلة الأقوال إلى الأفعال.

قمة شرم الشيخ ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسارٍ طويلٍ نحو إعادة بناء الثقة وإحياء الأمل في مستقبلٍ أكثر استقرارًا للمنطقة، فإذا ما تحوّلت التعهدات إلى خطواتٍ ملموسة، فقد تكون شرم الشيخ قد فتحت بالفعل نافذةً جديدةً للسلام، أما إذا بقيت الوعود حبرًا على ورق، فإن دوّامة الصراع ستعود لتلتهم أحلام الشعوب مجددًا.

في نهاية المشهد، تبدو قمة شرم الشيخ للسلام كنبضةِ أملٍ وسط ضجيج الحرب، ورسالةِ تذكيرٍ بأن السياسة لا تزال قادرةً على إنقاذ ما تبقّى من إنسانيتنا، فربما لا تُغيّر القمم مسار التاريخ في يومٍ واحد، لكنها تُشعل شرارةً يمكن أن تُبدّد عتمة الحروب إذا وُجد من يحميها من رياح المصالح.

واليوم، يقف الشرق الأوسط على مفترق طريقين: طريقٍ يُعيده إلى دائرة الدم والدمار، وآخر يقوده نحو سلامٍ طال انتظاره، وبين هذين الطريقين، تبقى العيون تتجه إلى شرم الشيخ، حيث كُتب فصلٌ جديدٌ من فصول الأمل في أن تُثمر الكلمات يومًا عن واقعٍ يُنهي الألم ويمنح الغد معنى جديدًا.


 

طباعة شارك عادل نصار قمة السلام قمة شرم الشيخ للسلام قطاع غزة إنهاء الحرب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عادل نصار قمة السلام قمة شرم الشيخ للسلام قطاع غزة إنهاء الحرب قمة شرم الشیخ للسلام مخرجات القمة عادل نصار فی غزة

إقرأ أيضاً:

لستقبله السيسي : ترامب يصل إلى مصر للمشاركة في “قمة شرم الشيخ للسلام”

شرم الشيخ (جمهورية مصر العربية) - وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مدينة شرم الشيخ شمال شرقي مصر، مساء الاثنين، للمشاركة في “قمة شرم الشيخ الدولية للسلام” التي تهدف لإنهاء تام لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بوصول طائرة ترامب إلى مطار شرم الشيخ قادما من إسرائيل.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ترامب عقب وصوله واصطحبه إلى مقر إقامة القمة.
وأكد الرئيس الأمريكي أن نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أدى “دورا بالغ الأهمية” في المفاوضات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وأضاف ترامب أثناء لقاء جمعه بالسيسي في شرم الشيخ الإثنين قبيل انطلاق القمة حول غزة أن الدور الذي أدته مصر كان “فعالا لأن حماس تحترم هذه الدولة وتحترم القيادة المصرية”.

بدوره، أكد السيسي أن الرئيس ترامب وحده يستطيع تحقيق السلام في المنطقة، بعد عامين من حرب مدمرة في قطاع غزة.

وقال السيسي “أنا كنت متأكدا أنك الوحيد القادر على تحقيق هذه الإنجاز”، مضيفا “انت وحدك القادر على تحقيق السلام في منطقتنا”.

وقال ترامب إن الشرق الأوسط يمر بـ”فترة متميزة جداً”، معرباً عن تفاؤله بإمكانية تحقيق مزيد من التقدم في مسار السلام الإقليمي.

وأضاف ترامب أن “إيران ستنضم إلى الركب، لكنها تحتاج بعض المساعدة”، مشيراً إلى أن “اتفاق غزة ما كان ليحدث لولا قصف منشآت إيران النووية”.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن فرقاً ميدانية تعمل حالياً في غزة للبحث عن جثامين الأسرى الإسرائيليين، لافتاً إلى أن القطاع “يضم الكثير من الركام والأنقاض ويحتاج إلى عملية تنظيف واسعة”.

وختم ترامب بالقول: “سنرى كثيراً من التقدم في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة”.

تنطلق القمة اليوم في مركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، وذلك برئاسة الرئيسين المصري والأمريكي.

ومن أبرز الزعماء المشاركين في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والفلسطيني محمود عباس، وأمير قطر تميم بن حمد، وملك الأردن عبد الله الثاني، وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا.

وتهدف القمة التي تحمل عنوان: “قمة شرم الشيخ للسلام”، إلى “إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي”، وفق بيان للرئاسة المصرية، مساء السبت.

وتأتي القمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا قالت وسائل الإعلام الأمريكية عن الرئيس السيسي وقمة السلام بشرم الشيخ
  • بنود وثيقة الضمانات التي وقعت في شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة
  • إعلامي مصري: قمة شرم الشيخ للسلام هي الأنجح منذ قمة السلام التاريخية عام 1996
  • ماذا قال الرئيس الأمريكي في نهاية كلمته بقمة السلام في شرم الشيخ؟
  • أبرز تصريحات الرئيس السيسي في قمة شرم الشيخ للسلام
  • لستقبله السيسي : ترامب يصل إلى مصر للمشاركة في “قمة شرم الشيخ للسلام”
  • السيسي يستقبل أبو مازن فور وصوله إلى قمة شرم الشيخ للسلام
  • ماذا ينتظر العالم في قمة شرم الشيخ؟
  • التحضيرات بدأت.. اتفاق شرم الشيخ يكتب نهاية لمعاناة الفلسطينيين