حقوق الملكية الفكرية.. غياب في التعليم وثغرة للسرقات
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
منذ توقيع مصر عام 2002 على اتفاقية حقوق الملكية الفكرية، خطت الدولة خطوات مهمة؛ من تدريب القضاة والإعلاميين في مصر والولايات المتحدة الامريكية ، إلى إنشاء المحاكم الاقتصادية لسرعة الفصل في النزاعات، وأخيرًا تأسيس الجهاز المصري لحقوق الملكية الفكرية برئاسة الدكتور هشام عزمي، ليكون المرجعية الوطنية في هذا المجال.
الملكية الفكرية ليست ثقافة دخيلة كما يظن البعض، فقد عرفها المصريون القدماء منذ آلاف السنين، حين نقشوا أسماء المبدعين على جدران المعابد والبرديات، لتبقى الأعمال موثقة بأصحابها، ولتُصان حقوقهم عبر الزمن. ومن المؤسف اليوم أن نرى أفكاراً تُسرق، وأعمالاً أدبية أو فنية تتحول إلى أفلام أو مسلسلات دون الرجوع إلى أصحابها أو ورثتهم، فيضيع حق المؤلف والمصنف الفني في معظم المجالات، بإستثناء بعض الجهود المحدودة مثل ما تقوم به جمعية المؤلفين والملحنين.
المشكلة الأساسية تكمن في غياب تدريس هذه المفاهيم في المدارس والجامعات. فرغم وجود قوانين صارمة وأجهزة متخصصة، يبقى الإلتزام ضعيفاً بسبب ضعف الوعي، مما يفتح الباب أمام التعديات المتكررة على حقوق المبدعين. وهنا تبرز الحاجة إلى قرار وزاري مشترك من وزارات التعليم والثقافة والإعلام لإدراج مبادئ الملكية الفكرية ضمن المناهج التعليمية، بدءاً من القصص المبسطة للأطفال، وصولاً إلى دراسة القوانين والحقوق في الجامعات.
وقد سبقتنا دول كثيرة في هذا المجال:
اليابان: أدرجت مبادئ الملكية الفكرية في المناهج منذ المرحلة الابتدائية عبر قصص تربوية.
الولايات المتحدة: خصصت برامج تدريبية للمدارس الثانوية بجانب التوعية الإعلامية المستمرة.
فرنسا: دمجت حقوق المؤلف ضمن مواد الفلسفة والتربية الوطنية.
الإمارات: أطلقت مبادرات مشتركة بين وزارتي التعليم والاقتصاد، مع مسابقات طلابية تربط الإبتكار بالحماية القانونية.
تؤكد هذه التجارب أن حماية الإبداع لا تتحقق فقط بالقوانين والمحاكم، بل تبدأ من التنشئة المدرسية. فعندما يعرف الطالب منذ صغره أن الإقتباس دون إذن يُعد تعدياً، ويساهم فى مجتمع يحترم الفكرة كما يحترم الملكية المادية.
إن إدماج حقوق الملكية الفكرية في التعليم لم يعد رفاهية، بل ضرورة لحماية مستقبل الثقافة والإبداع في مصر. فبدون وعي راسخ ستظل السرقات تتكرر، وتبقى حقوق المبدعين مهدورة، رغم وجود جهاز متخصص ومحاكم اقتصادية وقوانين متطورة ،والحل يبدأ من المدرسة، حيث يتعلم الطفل أن للفكرة قيمة، ولصاحبها حقاً لا يسقط بالتقادم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توقيع مصر عام خطوات مهمة إنشاء المحاكم لحقوق الملكية حقوق الملکیة الفکریة
إقرأ أيضاً:
الكاتب بوعلام صنصال المسجون في الجزائر يُنتخب عضوًا في الأكاديمية الملكية البلجيكية
انتُخب الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل منذ نوفمبر 2024، عضوًا في الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي ببلجيكا اعترافًا "بمكانته الأدبية وشجاعته الفكرية". اعلان
انتُخب الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر 2024، عضوًا في الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي في بلجيكا
ويُعد صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا والمصاب بمرض السرطان، واحدًا من أبرز الكتاب الفرانكوفونيين في العالم العربي.
وحصل على جائزة الأدب الفرنكوفوني عام 2007 لأعماله التي تتناول قضايا الحرية والهوية والتطرف، والتي واجهت خلالها رقابة ومضايقات سياسية في الجزائر.
الاعتقال والمحاكمةتم توقيف صنصال في نوفمبر 2024 في مطار الجزائر العاصمة بتهم تتعلق بـ"المساس بالوحدة الوطنية"، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، وأكدت المحكمة الجزائرية الحكم في 1 يوليو 2025.
وبقيت جميع المحاولات الدولية، بما في ذلك تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون جدوى للإفراج عنه أو منحه عفوًا رئاسيًا.
تكريم دوليتأسست الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي في بلجيكا عام 1920، وتضم 40 عضوًا، منها عشرة مقاعد مخصصة للأعضاء الأجانب.
ويأتي انتخاب صنصال عضوًا في الأكاديمية اعترافًا بمكانته الأدبية وجرأته الفكرية، في وقت لا يزال يقبع فيه في السجن.
وأشار الأمين الدائم للأكاديمية، إيف نيمور، إلى أن صنصال "يحمل مرتبة الكاتب الخلاق الذي لا ينفصل عمله عن الحرية التي يمارسها"، مؤكدًا أن هذا التكريم يهدف إلى الاحتفاء بإسهاماته الأدبية وشجاعته، وليس له علاقة مباشرة بملف سجنه.
أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنساساهمت قضية صنصال في تأجيج التوتر بين باريس والجزائر، التي تشهد علاقاتهما أصلاً أزمة مستمرة. فقد طالبت فرنسا بالإفراج عنه نظرًا لحمله الجنسية الفرنسية، بينما اعتبرت الجزائر ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية لكونه مواطنًا جزائريًا في الأساس.
وخلال المحاكمة، أنكر صنصال التهم الموجهة إليه، مؤكدًا عبر دفاعه أن "لم تكن له نية الإساءة إلى السيادة الوطنية أو مؤسسات الدولة، بل كان تعبيرًا عن آرائه الشخصية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة