غزة تدخل أخطر مراحل ما بعد الحرب.. سلام على حافة الهاوية؟
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
بعد عامين من الحرب، يعيش سكان غزة هدوءًا حذرًا عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت يرى تقرير أن الهدنة تمثل بداية لمسار شاق نحو السلام وإعادة الإعمار، وسط غموض سياسي وتحديات إنسانية كبيرة. اعلان
ووصفت وكالة "أسوشيتد برس" هذا الاتفاق بأنه نتيجة عملية تفاوضية طويلة ومعقدة، لكنه قد لا يكون سوى الخطوة الأولى في طريق مليء بالعقبات.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، أعلن خلال قمة في شرم الشيخ أن "الخطوات الأولى نحو السلام هي دائمًا الأصعب"، معتبرًا أن الهدنة تمثل نهاية للحرب وبداية لإعادة إعمار غزة. وقال بثقة إن إعادة البناء "قد تكون الجزء الأسهل" لأن "الأصعب قد أُنجز".
لكن وكالة "أسوشيتد برس" تنقل عن محللين تحذيرهم من المبالغة في التفاؤل، مشيرين إلى أن الطريق لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية والأمنية، وأن ما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية هشة لاتفاق يحتاج إلى رعاية مستمرة.
أسئلة أكثر من إجاباتبحسب التقرير، لا تزال تفاصيل كثيرة غامضة: كيف سيتم نزع سلاح حماس؟ متى ستنسحب إسرائيل من القطاع؟ من سيقود القوة الأمنية الجديدة؟ ومن سيضمن التزام الأطراف؟ كما لم يُعرف بعد من سيترأس المجلس الإداري المؤقت لغزة أو أين سيكون مقره، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تأخير أو توتر إلى انهيار الاتفاق.
ويرى التقرير أن الحفاظ على هذا الهدوء يتطلب انخراطًا أميركيًا ودوليًا متواصلاً، لأن أي غياب للضغط أو المتابعة قد يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر.
تاريخ طويل من الإخفاقاتيشير التقرير إلى أن هذا ليس أول وقف لإطلاق النار منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بل الثالث، بعد محاولتين فاشلتين في تحقيق أي تقدم ملموس. ويضيف أن التحول في مواقف الطرفين بدأ بعد إعادة انتخاب ترامب، الذي استخدم علاقاته مع إسرائيل وبعض الوسطاء العرب لدفع العملية قدمًا.
لكن التجارب السابقة، كما يقول التقرير، تجعل الحذر واجبًا. فمن مؤتمر مدريد عام 1991 إلى اتفاقات أوسلو في التسعينيات، وصولًا إلى جولات التفاوض التي انهارت عام 2014، لم تنجح أي محاولة أميركية في وضع حد دائم للصراع.
نتنياهو بين ضغوط الداخل وتعهدات الخارجيلفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن التزامه بخطة ترامب لكنه لا يزال يحافظ على خطابه الذي يتعهد فيه بـ"النصر الكامل" على حماس. ومع ذلك، فإن نتنياهو يواجه مأزقًا داخليًا بين حلفائه المتشددين الذين يرفضون إنهاء الحرب، واحتمال انهيار حكومته إذا تراجع عن وعوده قبل الانتخابات المقررة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
أما حماس، فرغم ضعفها بعد عامين من القتال، ما زالت تمسك بجزء من السلطة في غزة، ولم تُجبر بعد على التخلي الكامل عن سلاحها أو نفوذها.
إنسان غزة قبل السياسةيرى التقرير أن التحدي الأكبر الآن إنساني قبل أن يكون سياسيًا. فغزة اليوم منهكة: عشرات الآلاف من القتلى، أكثر من 90 بالمئة من سكانها نازحون، والمستشفيات مدمرة، والمنازل سُويت بالأرض، والجوع ينهش حياة الناس. تقول الباحثة لوسي كورتزر-إلنبوغن إن "كل شيء يجب أن يحدث في وقت واحد، فلا رفاهية للتأجيل"، مشيرة إلى أن إعادة الإعمار وبناء المؤسسات الانتقالية يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
ويقدر البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 53 مليار دولار، فيما يُنتظر من الدول العربية الثرية أن تقدم دعمًا مشروطًا بضمان مسار سياسي يؤدي إلى الاستقرار، لا إلى حرب جديدة.
أمل مشوب بالغموضينقل التقرير عن الباحثة منى يعقوبيان قولها إن الاتفاق بدا "غامضًا عمدًا" في ما يتعلق بمسألة الدولة الفلسطينية، بينما تجنب ترامب الحديث عن ذلك مكتفيًا بالقول: "الكثيرون يفضلون حل الدولة الواحدة وآخرون يفضلون حل الدولتين، وسنرى ما سيحدث".
واختتم التقرير باقتباس من الدبلوماسي الأميركي السابق روبرت وود، الذي رأى أن المرحلة المقبلة "ستتطلب جهدًا هائلًا وانخراطًا دائمًا على أعلى المستويات"، مضيفًا: "إنه يوم جيد، لكن الحرب لم تنته بعد".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة قطر إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة قطر حركة حماس غزة السلام إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة قطر روسيا فرنسا أوكرانيا غزة اقتصاد بحث علمي إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس ترحّب بتصريحات ترامب حول انتهاء الحرب في غزة وتدعو لضمان التزام إسرائيل
رحّب المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها بوضوح انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبرًا أنها خطوة إيجابية يجب أن تتبعها ضمانات حقيقية لوقف العدوان بشكل دائم.
ودعا قاسم جميع الوسطاء والأطراف الدولية إلى مواصلة مراقبة السلوك الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، والتأكد من عدم استئناف الهجمات ضد أهالي القطاع، مشددًا على ضرورة التزام الاحتلال ببنود الهدنة المعلنة.
وكان ترامب قد ألقى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي خلال زيارته اليوم الاثنين، وصف فيها هذا اليوم بأنه "عظيم"، وكتب في سجل الضيوف: "يشرفني هذا اليوم الجميل والعظيم.. إنها بداية جديدة".
وأكد الرئيس الأمريكي أن الحرب قد انتهت، وأن الهدنة ستستمر، مشيرًا إلى أن “الجميع باتوا متعبين من القتال”، وأن الوقت قد حان لبدء مرحلة جديدة من الاستقرار والتطبيع في المنطقة.
واختتم ترامب حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة لبناء سلام دائم، مؤكدًا ثقته في أن الشرق الأوسط يتجه نحو “واقع جديد ينهي دوامة العنف ويفتح باب الأمل أمام شعوب المنطقة”.