اتفاق ينهي إضراب الأفران في تعز برفع سعر الخبز.. والمواطنون: القرار أرهقنا أكثر
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
في مشهد يعكس عمق الأزمة المعيشية التي تخنق المواطنين في مدينة تعز، أفضى إضراب الأفران الأخير إلى اتفاق جديد بين السلطة المحلية وجمعية المخابز، يقضي برفع سعر الكيلو الواحد من الخبز والروتي إلى 1400 ريال يمني بدلاً من التسعيرة السابقة البالغة 1200 ريال. خطوةٌ أنهت أزمة التوقف التي شلّت المدينة يومين، لكنها فتحت في المقابل باباً واسعاً من السخط الشعبي وسط أوضاع اقتصادية متدهورة وفقر متصاعد.
وجاء الاتفاق الذي أُبرم، بمشاركة ممثلين عن مكتب الصناعة والتجارة والغرفة التجارية وهيئة المقاييس، بعد سلسلة اجتماعات ناقشت شكاوى ملاك الأفران من ارتفاع تكاليف التشغيل وأسعار المواد الأساسية، لا سيما الدقيق والوقود، مؤكدين أن التسعيرة السابقة لا تغطي النفقات الفعلية.
وبحسب الاتفاق، التزمت المخابز ببيع الخبز وفق الميزان بالسعر الجديد، فيما تعهدت السلطة المحلية بعدم تنفيذ أي إغلاقات أو إجراءات عقابية غير مبررة، لضمان استمرار التموين وتوافر الخبز في الأسواق.
لكنّ القرار أثار موجة من الاستهجان الشعبي، إذ عبّر المواطنون عن استيائهم من تحميلهم مجدداً تبعات الأزمات الاقتصادية. وقال المواطن واصل أريج: "الكيلو الدقيق يُباع بنحو ألف ريال فقط، ومع ذلك تُرفع الأسعار لصالح أصحاب الأفران. السلطة المحلية منحتهم ما يريدون، والمواطن هو من يتحمل الفاتورة.
وقال: "صاحب الفرن يكسب أضعافاً من كيس الدقيق سعة 50 كيلو، ولا يريد أن يخسر ريالاً واحداً، فيُخرج الإيجار والحطب والجهد من جيوبنا نحن. هم أضربوا يومين فاستجبتم لهم، ونحن المعلمين والموظفين أضربنا شهوراً ولم تحركوا ساكناً... هذا هو حكمكم، الله يزيلكم جميعاً".
من جانبه، علّق المواطن إبراهيم ناجي قائلاً: "ما الفائدة من ضمان استقرار الأسعار إذا كانت السلع الأساسية كلها غالية؟ الحكومة غير موجودة، والنفط والغاز أسعارها مرتفعة، بينما تُنهب ثروات البلاد بلا محاسبة. الحرب وسعر الصرف في السماء، والناس على حافة الهاوية. نحن اليمنيين الوحيدين في هذا الكون الذين لم يذوقوا طعم العيش الكريم كما تفعل الشعوب الأخرى".
وكانت معظم الأفران في مدينة تعز قد نفّذت خلال الأيام الماضية إضراباً شاملاً احتجاجاً على قرار السلطة المحلية القاضي بفرض البيع بالميزان وتسعيرة 1200 ريال للكيلو، معتبرة أن القرار "مجحف" ولا يغطي كلفة الإنتاج. وترافق الإضراب مع حملة إغلاق نفذها مكتب الصناعة ضد الأفران المخالفة، ما فاقم أزمة الخبز في المدينة.
وأوضحت جمعية الأفران والمخابز أن الإجراءات السابقة كانت "تعسفية" وتمت دون إشراك الجهات المنصوص عليها في التعميم الوزاري المنظم للتسعير، مشيرة إلى فرض غرامات مالية واحتجاز عمال وملاك أفران، وهو ما زاد من حدة التوتر بين الطرفين قبل التوصل إلى التسوية الأخيرة.
وجاء الاتفاق الجديد في ظل تحسن نسبي في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، حيث استقر الدولار عند نحو 1617 ريالاً بعد أن كان تجاوز 2900 ريال، إلا أن أسعار المواد الغذائية لم تنخفض بالمقدار ذاته، مما جعل المواطنين يرون أن الحلول المتخذة تبقى شكلية أمام واقع اقتصادي يزداد قسوة يوماً بعد آخر.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: السلطة المحلیة
إقرأ أيضاً:
السلطة الفلسطينية تعلن نشر أكثر من 100 عنصر لبدء عمل معبر رفح البري
أعلن مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية أنه سيتم نشر أكثر من 100 عنصر ما بين منسقين وإداريين وأمن كمقدمة لبدء عمل معبر رفح البري بمشاركة البعثة الأوربية، منوها بأن هناك تنسيق ودعم عالي من السلطات المصرية بهذا الشأن.
وفي وقت سابق، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن الاتحاد الأوروبي سيستأنف مهمته للمراقبة في معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر.
وأضافت: “إقرار السلام في غزة سيكون معقدا للغاية.. الاتحاد الأوروبي على استعداد للقيام بدوره”، و ذلك خلال منشور كتبته على منصة إكس.
واشارت الى أنه من المنتظر أن يستأنف الاتحاد الأوروبي غدا الأربعاء مهمة مدنية لمراقبة المعبر الحدودي (معبر رفح) بين غزة ومصر.