مديرة إقليم شرق المتوسط بـ"الصحة العالمية": منطقتنا تواجه أخطر التحديات الصحية عالميًا
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن العالم والمنطقة يمران بمرحلة “غير مسبوقة من الاضطراب وعدم اليقين”، في ظل تصاعد الحروب والكوارث والنزوح وتراجع المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي في العديد من الدول.
وقالت بلخي، في كلمتها خلال افتتاح أعمال الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، إن “المنطقة التي تضم أكثر من 750 مليون نسمة تواجه أزمات متداخلة تهدد الحق في الصحة”، مشيرة إلى أن ثلثي الهجمات العالمية على المرافق الصحية العام الماضي وقعت في دول الإقليم، وهو ما اعتبرته “مؤشرًا خطيرًا على أن الصحة نفسها أصبحت تحت الهجوم”.
وأضافت:
“رأينا أناسًا يموتون جوعًا أثناء بحثهم عن الطعام، ونساء يلدن في غياب الأمان والكرامة، وأطفالًا بلا حماية أو لقاحات، ومستشفيات تتحول من ملاذات إلى ساحات للموت”.
ورغم ذلك، أكدت بلخي أن الأمل ما زال قائمًا، وأن هناك من يواصلون الإيمان برسالة منظمة الصحة العالمية وحق الجميع في الرعاية الصحية، موجهة تحية خاصة للعاملين الصحيين في مناطق النزاع، مثل أطباء السودان، وفِرق استئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، والمدافعين عن بيئة الأهوار في العراق.
وفيما يخص ما حدث مت إنجازات بارزة في مكافحة الأمراض والتطعيم
استعرضت الدكتورة بلخي أبرز ما حققته دول الإقليم في عام 2024، مشيدة بانخفاض حالات شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان، واحتواء فاشيات الفيروس المشتق من اللقاح في غزة ومصر.
وأشارت إلى أن 85% من أطفال المنطقة يحصلون على خدمات التطعيم الروتيني، وتم تقديم أكثر من 30 مليون علاج للأمراض المدارية المهملة، بينما أصبحت السودان أول دولة في الإقليم تُدخل لقاح الملاريا.
كما حققت مصر إنجازات كبيرة بعد السيطرة على التهاب الكبد B واعتمادها خالية من الملاريا، وانضمت إلى البحرين وإيران وعُمان في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، فيما أصبحت الأردن أول دولة في العالم تتحقق رسميًا من القضاء على مرض الجذام.
في مجال الأمراض غير السارية، أُعلن اعتماد السعودية وسلطنة عمان خاليتين من الدهون المتحولة الضارة، كما تبنت 14 دولة سياسات فعّالة للحد من أمراض القلب والسكري، وطبقت دول عدة إجراءات قوية لمكافحة التبغ، منها التغليف الموحد في السعودية وعمان، والرسائل التحذيرية المصوّرة في تونس والعراق، وحظر الدعاية والرعاية في المغرب، وزيادة الضرائب في 6 دول.كما حدث تقدم في الصحة النفسية والمناخ والرقمنة
وأوضحت بلخي أن خدمات الصحة النفسية توسعت في 14 دولة، وتم دمجها تدريجيًا في الرعاية الصحية الأولية، فيما قُدمت خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في الأزمات في دول مثل أفغانستان ولبنان وفلسطين وسوريا والسودان.
وأشارت إلى أن أكثر من 150 مدينة في الإقليم تراقب جودة الهواء، وأن سبع دول دمجت الصحة في خططها الوطنية لمواجهة التغير المناخي.
كما أبرزت التطور الكبير في التحول الرقمي الصحي، لافتة إلى أن مصر أنشأت برنامجًا وطنيًا نموذجيًا للإرشادات الإكلينيكية والصحة العامة، وحصلت السعودية على جائزة التميز العالمية في البيانات الصحية خلال جمعية الصحة العالمية الـ77.
المبادرات الإقليمية الثلاث: الدواء – القوى العاملة – مكافحة تعاطي المخدرات
قالت بلخي إن المبادرات الإقليمية الثلاث التي أطلقت العام الماضي بدأت تؤتي ثمارها، إذ حققت تقدمًا ملموسًا في تسهيل الوصول إلى الأدوية، وتطوير القوى العاملة الصحية، ومواجهة تعاطي المواد المخدرة.
ففي ملف الدواء، وصلت الهيئة السعودية للغذاء والدواء إلى المستوى الرابع من نضج المنظومات الرقابية وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، وتستعد لأن تصبح أول جهة معترف بها رسميًا في الإقليم بحلول عام 2026، بينما حققت هيئة الدواء المصرية المستوى الثالث، وتقترب منها المغرب وباكستان وتونس.
كما تم إطلاق آلية إقليمية للشراء الجماعي للأدوية وتطوير مستودعات رقمية، إلى جانب مبادرة التناغم التنظيمي في شمال إفريقيا التي تضم الجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس.
وفي ملف القوى العاملة، حذرت بلخي من أن الإقليم سيواجه عجزًا متوقعًا يبلغ 2.1 مليون عامل صحي بحلول 2030، مؤكدة أن الدول بدأت بالفعل في تطوير سياسات للتعليم والتدريب وتحسين بيئة العمل، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للاختصاصات الصحية.
أما في ملف مكافحة تعاطي المخدرات، فكشفت أن 6.7% من سكان الإقليم بين 15 و64 عامًا استخدموا مواد مخدرة خلال العام الماضي، مع ارتفاع معدلات العبء المرضي الناتج عنها بنسبة 20% منذ عام 1990.
وأشارت إلى تعاون المنظمة مع مكاتب الأمم المتحدة والدول الأعضاء لإطلاق تحالف إقليمي لمكافحة الإدمان، وتطوير أدوات مثل “أطلس استخدام المواد المخدرة” وبرامج وقاية مدرسية وتدريب الكوادر الصحية، مع بدء مصر وباكستان تنفيذ برامج علاج بدائل الأفيون.
أكدت بلخي أن منظمة الصحة العالمية تظل “الركيزة الأساسية للاستجابة الصحية” في منطقة تتحمل ثلث أزمات الصحة العالمية، موضحة أن جهود المنظمة أسهمت في السيطرة على 8 من أصل 9 فاشيات كوليرا العام الماضي بمعدلات وفيات دون 1%.
كما أرسلت مستودعات المنظمة في دبي إمدادات بقيمة 34 مليون دولار إلى 75 دولة، وساعدت العراق في خفض وفيات الحمى النزفية من 18% إلى 5% خلال عام واحد.
وفي غزة، أوضحت أن المنظمة وفرت 60% من الإمدادات الطبية التي دخلت القطاع، بما في ذلك الوقود والعلاجات والعمليات الجراحية، وساعدت في تنفيذ 7800 عملية إجلاء طبي.
كما واصلت دعم السودان في مواجهة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وساعدت سبع دول في الحصول على 128 مليون دولار من صندوق الجوائح لتعزيز القدرات الوبائية والمختبرية.
أزمة التمويل *
أشارت بلخي إلى أن المنطقة تواجه أزمة تمويل حادة مع تقلص المساعدات الدولية، إذ تم إغلاق أكثر من 450 عيادة في أفغانستان والسودان وسوريا، ما حرم 2.5 مليون شخص من الرعاية الصحية، إضافة إلى تراجع خدمات التغذية للأسر النازحة وتعطل خدمات صحة الأم والطفل.
وفي المقابل، نجحت المنظمة في تعبئة 1.4 مليار دولار عام 2024، وإطلاق 15 شراكة جديدة، وتأسيس فريق إقليمي لتمويل الصحة لدعم الدول في تعبئة الموارد المحلية وتعزيز الكفاءة والاستدامة.
لكنها حذرت من أن 40% من ميزانية الإقليم لعامي 2026–2027 ما زالت غير ممولة، بما يعادل 215 مليون دولار، مؤكدة أن “النموذج الحالي للتمويل غير مستدام”، وأن التضامن الإقليمي أصبح ضرورة لا خيارًا.
وفي ختام كلمتها، وجهت الدكتورة حنان بلخي نداءً مؤثرًا قالت فيه:
“لا يمكننا بناء أنظمة صحية تعتمد على أولويات الآخرين. يجب أن نستثمر في أنظمتنا وشعوبنا.
بدلاً من الحرب.. السلام،
وبدلاً من اليأس.. الأمل،
وبدلاً من اللامبالاة.. الرحمة،
وبدلاً من المرض.. الصحة”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحة العالمیة العام الماضی أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم
أعربت رقية رفعت عبد الباري زغلول، ابنة قرية الكوم بمركز رشيد بمحافظة البحيرة والفائزة بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، عن سعادتها الغامرة بهذا الفوز المشرف الذي يعد تتويجا لسنوات طويلة من المثابرة الجهد والاجتهاد في حفظ كتاب الله وتعلم علومه.
وحصلت رقية على جائزة مالية قدرها مليون جنيه نظير فوزها في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا برواية حفص وتجويده، ضمن فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة التي تنظمها وزارة الأوقاف سنويا، والتي تعد إحدى أكبر المسابقات الدولية من حيث عدد المشاركين وقيمة الجوائز.
وتحدثت رقية في تصريحات خاصة لـ«الوفد»، مؤكدة أنها بدأت رحلتها مع القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث شرعت في الحفظ وهي في الخامسة من عمرها، وأتمت حفظه كاملًا قبل بلوغها العاشرة.
وأشارت رقية بأنها التحقت بالكتاب فى قرية ديبي وهي في الخامسة من عمرها، وتمكنت من ختم القرآن الكريم كاملة في سن العاشرة، بدعم كبير من أسرتها، وبخاصة خالها الشيخ عبد الحليم المسلماني، الذي كان ملازما لها في الحفظ والتعليم.
كما وجهت رقية شكرها العميق لخالها الذي كان صاحب الفضل الأكبر في رحلتها مع القرآن، ولأسرتها التي أحاطتها بالدعم والتشجيع، فضلًا عن مشايخها في قرية ديبي ورشيد والمحمودية وإدفينا، الذين كان لهم دور بارز في تعليمها وصقل مستواها حتى وصلت لهذا التفوق المشرف.
حصلت رقية على شهادة الثانوية الأزهرية بمجموع 94.5%، واختارت هي وأسرتها طريق الالتزام بخدمة كتاب الله، فالتحقت بكلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، حيث حققت تفوقا لافتًا بحصولها على المركز الثاني على دفعتها بتقدير امتياز.
وشاركت رقية في العديد من المسابقات المحلية والدولية، وكانت غالبا تحصد المركز الأول بجدارة، كما مثلت مصر في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2019، وتمكنت من تحقيق المركز الرابع عالميا، لتواصل بذلك مسيرتها الحافلة بالإنجازات.
وتخرجت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع الإسكندرية، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 2018، وهو ما يعكس مستوى تفوقها العلمي بجانب تميزها في مجال الحفظ والتجويد.
ووجهت رقية مناشدة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأن يصدر قرارًا بتعيينها معيدة في الجامعة، حتى تواصل كما تقول خدمة القرآن الكريم وعلومه، وأن تسهم في تخريج جيل جديد من الحافظات والباحثات في هذا المجال الشريف.
وأكدت رقية أن ها الحلم لطالما راودها، وأن تتويجها العالمي يمنحها دافعًا أكبر للاستمرار في طريق الدعوة وحمل رسالة القرآن.
وعن حياتها الأسرية، أوضحت رقية أنها متزوجة وتبلغ من العمر 29 عاما، ولديها طفلان: محمد 7 سنوات ويزن 3 سنوات، مشيرة إلى أنها تحرص على تحفيظهما القرآن الكريم منذ الصغر.
وتابعت رقية أنها تحافظ على ورد يومي ثابت، وتتم مراجعة القرآن كاملًا مرتين شهريا، بينما تكثف المراجعة قبل المسابقات لتكون كل يومين أو أربعة أيام، مؤكدة أن فضل الله عليها كبير، وأن ما وصلت إليه يُعد اصطفاءً إلهيًا وتوفيقا من رب العالمين.
كما كشفت عن حصولها على العديد من الجوائز المحلية والدولية خلال السنوات الماضية، وأن شقيقتها الصغرى تحفظ القرآن الكريم كاملا أيضًا، ما يعكس البيئة القرآنية التي نشأت فيها أسرتها.
وأضافت رقية رفعت موضحة أن منزلة أهل القرآن عظيمة عند الله تعالى، فهم كما ورد في السنة النبوية من خاصته وأحبائه. واستشهدت بما رواه النسائي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله أهلين من الناس"، فقيل ومن هم يا رسول الله، قال: “أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”.
وعبرت رقية رفعت في تصريح لها عن بالغ سعادتها بهذا التتويج، مؤكدة أن شعورها لا يوصف، وقالت: "الحمد لله على نعمة القرآن الكريم، ففوزي بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم هو شرف كبير لي، لأنه في ميدان القرآن، وهذا فضل واصطفاء من الله تعالى".
كماوجهت رقية الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لأهل القرآن ودعمه المتواصل لهذه المسابقة العالمية.
وشهدت المسابقة العالمية هذا العام مشاركة واسعة من مختلف الدول، وتصدرت مصر المراكز الأولى، حيث أعلنت وزارة الأوقاف منح الفائز بالمركز الأول جائزة قدرها مليون ومئة وخمسون ألف جنيه، ضمن إجمالي جوائز بلغت 13 مليون جنيه، وهي الأكبر في تاريخ المسابقة.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفائزين خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر في شهر رمضان المبارك، في تقليد سنوي يعكس اهتمام الدولة بحملة كتاب الله.