«الأحب إلى قلبه».. لماذا سيقام عزاء الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي في مصر؟
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
ارتقى الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الأحد الماضي، جراء إصابته برصاص أطلقه مسلحون وصفهم شهود عياد بأنهم «خارجون عن القانون»، خلال تغطيته لاشتباكات مسلحة اندلعت في حي الصبرة بمدينة غزة، وأثار نبأ استشهاده حزنًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية العربية، نظرًا لمكانته الكبيرة ودوره البارز في نقل الحقيقة من قلب الميدان، حيث عُرف صالح الجعفراوي بشجاعته وحرصه الدائم على توثيق الأحداث خلال الحرب رغم المخاطر.
وشكل رحيل «الجعفراوي» خسارة كبيرة للإعلام الفلسطيني، حيث فقد واحدًا من أبرز الصحفيين الميدانيين الذين كرثوا حياتهم لخدمة وطنهم وإظهار بشاعة الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية والمجازر التي كان يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، منذ عامين، حيث كان أحد أبرز الأصوات الناقلة لمعاناة القطاع إلى العالم.
وشُيعت جنازة الصحفي صالح الجعفراوي في غزة وسط أجواء من الحزن والأسى، في مشهد مهيب أبكى العيون، حيث أخذ المشيعون يرددون التكبيرات والهتافات لتوديع الراحل، معبرين عن حزنهم العميق لفقدان الجعفراوي، وأقيم العزاء في منزل الشهيد الكائن في أرض الجعفراوي جنوب دير البلح بغزة.
وأعلن علي عامر الجعفراوي، شقيق الراحل، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إقامة عزاء صالح الجعفراوي في مصر، موضحًا موعد ومكان العزاء، وجاء في منشوره: «الأخوة الأحباب في جمهورية مصر العربية، سيُقام مجلس عزاء لأخي الشهيد صالح عامر الجعفراوي في مسجد القوات المسلحة، قاعة الفردوس مقابل مول سيتي ستارز، يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة العاشرة مساءً للرجال وللنساء، والحمدُ لله رب العالمين».
وأكد الراحل صاحب الـ 27 عامًا، أن مصر هي الدولة العربية الأقرب لقلبه وأكثرها حبًا، إذ رد على سؤال من أحد المراسلين في شوارع غزة، عن ما هي أكثر البلاد العربية التي تحبها؟ ليُجيب قائلًا: «مصر.. مصر دولتنا الشقيقة».
وصية صالح الجعفراوي قبل رحيلهونشر صالح الجعفراوي، وصيته قبل رحيله عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، عبر فيها عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة حتى اللحظة الأخيرة من حياته، قائلًا: «كنتُ أقول دومًا لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة، الكلمة أمانة، والصورة رسالة، احملوها للعالم كما حملناها نحن، لا تظنوا أن استشهادي نهاية، بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية، أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق».
وجاءت وصية الراحل كما يلي: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" أنا صالح، أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين، يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
وتابع: «إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب.. أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني، مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي، تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة».
وواصل: «أوصيكم بالمقاومة… بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به، فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه».
وأضاف: «أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها.. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي.. أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي، يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن، فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله، وأن الشوق إليك يسكنني، كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي، لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن».
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.”
أنا صالح.
أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين.
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من…
— صالح الجعفراوي | Saleh Aljafarawi (@S_Aljafarawi) October 13، 2025
واستكمل: « أوصيكم بأمي… يا أمي، الحياة بدونك لا شيء، كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت، دعوتُ الله أن يشفيك ويعافيك، وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج، وتعودين مبتسمة متابعًا: «أوصيكم بإخوتي وأخواتي، رضا الله ثم رضاكم غايتي، أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها».
وأردف: «كنتُ أقول دومًا: لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة، الكلمة أمانة، والصورة رسالة، احملوها للعالم كما حملناها نحن، لا تظنوا أن استشهادي نهاية، بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية، أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق».
وقال: «وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ، لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها، فالحمد لله الذي اختارني لما أحب، ولكل من أساء إلي في حياتي شتمًا أو قذفًا كذبًا وبهتانًا أقول لكم ها أنا أرحل إلى الله شهيدا بإذن الله وعند الله تجتمع الخصوم».
وأضاف: «أوصيكم بفلسطين… بالمسجد الأقصى… كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه، فإن لم أصل إليه في الدنيا، فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد، اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي، سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي».
- وُلد صالح عامر فؤاد الجعفراوي في 22 نوفمبر 1998 في قطاع غزة.
-انطلقت مسيرته الصحفية مع اندلاع الأحداث في غزة.
- صحفي ومصور فلسطيني، ناشط على منصات التواصل الاجتماعي، اشتهر بتوثيق معاناة المدنيين ونقل الصورة كاملة ما جعله مصدرًا أساسيًا لفهم واقع غزة.
- حصد شعبية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يتجاوز متابعيه ثلاثة ملايين شخص على إنستجرام، إضافة لمتابعين على إكس ويوتيوب، و.
- استشهد يوم الأحد، 12 أكتوبر 2025، في حي الصبرة بمدينة غزة بعد إصابته بسبع رصاصات خلال تغطيته لاشتباكات مسلحة، وفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام.
اقرأ أيضاًعاجل| استشهاد مدير إدارة الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة هاني الجعفراوي
عاجل | بدء عملية تسليم جثث المحتجزين الإسرائيليين في غزة
ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين الأقصى قطاع غزة القدس غزة شهداء غزة صالح الجعفراوي الصحفي صالح الجعفراوي الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي الشهيد صالح الجعفراوي استشهاد صالح الجعفراوي صالح الجعفراوی فی إلى العالم لا تسقط الله أن
إقرأ أيضاً:
رحيل الصحفي صالح الجعفراوي يهز القلوب
استشهد الصحفي الفلسطيني والناشط البارز صالح الجعفراوي، مساء أمس الأحد، خلال تغطيته آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة.
فبينما كان الراحل يوثق بكاميرته مشاهد الخراب في شارع 8، باغته عملاء متعاونون مع الاحتلال وأطلقوا عليه النار مباشرة، فأردوه شهيدا على الفور.
ويعد صالح من أبرز الصحفيين والمصورين الغزيين الذين وثقوا بعدساتهم القصف الإسرائيلي. والجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وعرف الجعفراوي بنشاطه على حسابه في إنستغرام، الذي أغلق مرارا بسبب منشوراته التي تعكس حجم الدمار والقتل في القطاع.
واعتبر مغردون أن اغتيال الجعفراوي بهذه الطريقة يشير إلى مخطط إسرائيلي خطير لمرحلة ما بعد الحرب. يهدف إلى مواصلة مسلسل الاغتيالات.
وتناقل ناشطون وصية الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي التي قال فيها “أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعا بل استمرارا لطريق اخترته عن يقين”.
“يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي. عشت الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارا. ورغم ذلك لم أتوان يوما عن نقل الحقيقة كما هي. الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم. ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة”.
ويبقى صالح الجعفراوي، صاحب الابتسامة الودودة، حاضرا في ذاكرة الغزيين بحماسه وإصراره على نقل صور الصمود والثبات في مدينته.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور