القصبي في مولد السيد البدوي: التصوف منهج حياة يجمع بين العبادة والعمل والإصلاح
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أكد فضيلة الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن التصوف في جوهره ليس انعزالًا عن الحياة، بل قوة روحانية تبني الإنسان والمجتمع، مشيرًا إلى أن أئمة التصوف عبر التاريخ كانوا رواد إصلاح ومصلحين في الدين والدنيا.
جاء ذلك خلال كلمة القصبي في الاحتفال الرسمي بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، الذي أقيم مساء الأربعاء بمدينة طنطا، بحضور قيادات الطرق الصوفية وعدد من العلماء والأئمة والمريدين من مختلف المحافظات.
بدأ القصبي كلمته بتلاوة الفاتحة على روح العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، تقديرًا لإسهاماته العلمية والروحية الخالدة.
وأوضح شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن المشيخة العامة أطلقت مؤخرًا مبادرة جديدة بعنوان “كيف نحول التصوف إلى منهج حياة”، تهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والإيثار ونبذ الكراهية والتطرف، لتكون هذه القيم واقعًا معاشًا في حياة الأفراد والمؤسسات والمجتمع بأسره.
وأضاف أن مصر كانت وستظل حاضنةً للسلام وموئلًا للأولياء والصالحين، مشيدًا بموقفها الإنساني الثابت في دعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى وقف الحرب وحماية الأرواح.
وختم القصبي كلمته بالتأكيد على أن التصوف الأصيل هو منهج لبناء الإنسان على الإخلاص والرحمة، ودعا إلى تجديد العهد على الوفاء للوطن والتمسك بالوسطية التي تمثل هوية مصر الراسخة ورايتها الخالدة، سائلًا الله أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا وجيشًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: طنطا الغربية مصر الأوقاف القضية الفلسطينية السلام عبد الهادي القصبي الطرق الصوفية أحمد عمر هاشم آل البيت الوسطية المشيخة العامة للطرق الصوفية التصوف مولد السيد البدوي سيدي أحمد البدوي مولد العارف بالله
إقرأ أيضاً:
السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها
في أكثر المراحل خطورة على وجود الأُمَّــة ومصيرها، وفي اللحظة التي اقتربت فيها شعوب المنطقة من حافة الفناء، بزغ صوتٌ مختلف، صادقٌ، وممتلئٌ بالبصيرة؛ صوت قائد الثورة وسيد الصمود السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “نصره الله”، الذي حمل راية الوعي قبل السلاح، وتقدّم من مترسه المتقدّم لأمةٍ تأخرت كَثيرًا عن مسؤولياتها ورسالتها.
من خطوط المواجهة الأولى، ومن خنادق المبدأ التي لم يتخلَّ عنها لحظة، برز السيد القائد مخاطبًا أُمَّـة رهنت سيفها وباعت بندقيتها وتنازلت عن قضيتها؛ فأعادها إلى أصل الطريق، إلى القرآن، إلى الهُوية الإيمانية، وإلى ما يعيد الحياة في أُمَّـة كادت أن تُدفن تحت ركام الهزائم.
ظهوره في كُـلّ اللحظات الفاصلة بمثابة إنذارٍ مبكر لسقوط السيناريوهات السوداء التي حيكت في الظلام؛ سيناريوهات مكشوفة اليوم، لم تعد تخفى على أحد، من مخطّطات التفتيت إلى مشاريع الإبادة التي أعدّ لها الطغاة لتدور رحاها على رقاب الشعوب دون تمييز.
ومن موقع الربَّانية والصدق، يدعو القائدُ الجميعَ إلى أن ينهضوا بداعي الله، أن يعودوا إلى ما يُحْييهم بعد مَواتٍ طويل، وأن يستعيدوا من تحت الرماد ذلك الإيمانَ الذي صُودر منهم لسنوات من التضليل والفشل.
وفي غمرة هذا الانزواء العربي، يتقدّم اليمن ليكون – رغم الجراح والحصار – رأس الحربة، في باب المندب كسر صنميةَ أمريكا، وفي البحر الأحمر هشَّمَ أساطيرَ الصهيونية، وفي البحر العربي زلزل عبوديةَ المتصهينين، ليعلن للعالم أن إرادَة الشعوب حين تتصل بالله أقوى من كُـلّ أساطيل الأرض.
واليوم، يواصل قائد الثورة ورُبّان الانتصار دعوتَه للشعب اليمني: دعوةً للنفير، للتعبئة، للإعداد، وللجهوزية، دعوةً لا تنطلقُ من فراغ، بل من بصيرةٍ ترى ما لا يراه الآخرون، وتدرك أن اللحظةَ التاريخية التي تمر بها الأُمَّــةُ لا تحتملُ التردُّدَ ولا الوقوف في المنتصف، إنها دعوة للمسؤولية والوعي.. دعوةٌ كي يبقى اليمن كما كان دومًا: السدَّ الأول في وجه الطغيان، والصوت الذي لا يخفت حين تصمت الأصوات.