عربي21:
2025-05-27@23:53:38 GMT

الشعب الليبي يقدّم نموذجاً

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

أحدث الكشف عن لقاء من المفترض أن يكون سرّياً، بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، زلزالاً على درجات متقدّمة ليس في دولة الاحتلال وحدها.

اللقاء جرى في إيطاليا، بترتيب وزير خارجيتها، الأسبوع المنصرم، وكان حصيلة جهودٍ قامت بها الولايات المتحدة، و"الموساد" الإسرائيلي، وبالتنسيق مع رئيس "حكومة الوحدة" في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة.


كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد ألمحت قبل وقوع اللقاء إلى أنّ دولة عربية تتّجه نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ولكنها لم تذكر اسم تلك الدولة إلى أن تمّ الكشف عنها، مُؤخّراً.

وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت على لسان وزيرها كوهين أن تكون المسؤولة عن تسريب الخبر، لكنّ الصحافة الإسرائيلية قبل غيرها كشفت عن كذب الوزارة ووزيرها حين نشرت لقاءً مع كوهين استفاض خلاله، وبعُنجهية في شرح ما جرى وأبعاد ذلك باعتباره إنجازاً له ولوزارته.

الوزير الإسرائيلي لم يعد يعرف من أين تأتيه الانتقادات من داخل الكيان ومن خارجه، فإذا كان رئيس "المعارضة" يائير لابيد اعتبر الكشف عن اللقاء عملاً غير احترافي وغير مسؤول وخطيراً وأنّه عار وطني يُخاطر بحياة إنسان (المنقوش) من أجل عنوان رئيس فإنّ "الموساد" له رأي هو الآخر.

يرى "الموساد"، الذي شهدت علاقته بوزارة الخارجية توتّراً شديداً أنّه تعرّض لأضرارٍ كبيرة في مسار تدخُّله بالعلاقات مع الدول العربية بسبب تصرُّف الوزارة.

يعترف "الموساد" بأنّه صاحب دور أساسي وكبير في التدخُّل لإقناع العديد من الدول العربية، وتشجيعها على "تطبيع" علاقاتها مع إسرائيل، ما يشير بوضوح إلى الأبعاد الأمنية لعمليات "التطبيع".
إزاء ذلك وحفاظاً على تماسك الائتلاف الحكومي، لم يفعل نتنياهو شيئاً سوى الإيعاز للوزراء والوزارات الحكومية بالتواصل مع مكتبه حول أيّ لقاء سياسي سرّي، وعدم نشر أيّ تفاصيل إلّا بموافقته، ما يؤكّد، أيضاً، تعزيز البُعد الدكتاتوري في الحكم.

وتواصلاً مع حرص بنيامين نتنياهو على تماسك واستمرار ائتلافه الحكومي فإنّه لا يلجأ إلى اتخاذ أيّ إجراءات بحقّ الوزيرين في الحكومة بن غفير وسموتريتش اللذين لا يتوقّفان عن إحراج وتوريط الحكومة في أوضاعها الداخلية وعلاقاتها الخارجية.

هذا يعني أنّ نتنياهو في الحدّ الأدنى، غير قادرٍ على تصحيح المسارات العنصرية والسياسات الهوجاء التي يديرها كلّ من بن غفير وسموتريتش، والأرجح أنّه راضٍ عمّا يفعلانه. أي أنه إمّا عاجز، أو مسؤول.
الإدارة الأميركية عبّرت عن غضبٍ شديد بسبب الكشف عن اللقاء إذ أرسل جو بايدن رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل، ذلك أنّ الكشف عن اللقاء أضرّ بالجهود الأميركية لتعزيز "التطبيع" بين إسرائيل وليبيا ودول عربية أخرى، وتسبّب في زعزعة الاستقرار في ليبيا وبالمصالح الأمنية الأميركية.

الإشارة هنا تذهب إلى الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل إتمام صفقة لـ "تطبيع" العلاقات الإسرائيلية السعودية، تلك الجهود التي ستتأثّر فعلاً وسلبيّاً بسبب تداعيات فشل "التطبيع" مع ليبيا.

الإدارة الأميركية أكثرت في الفترة الأخيرة من انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية، خاصة ما يصدر عن بن غفير وسموتريتش من تصريحات وصفتها بالعنصرية، فضلاً عن عدم التزام إسرائيل بالنصائح الأميركية إزاء خفض التصعيد، والاستيطان، ومسؤولية إسرائيل إزاء إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية.

واضح أنّ العلاقات بين الدولتين تمرّ في أسوأ أحوالها بعد تشكيل الائتلاف الحكومي، وامتناع إدارة بايدن عن استقبال نتنياهو واتّهام الأخير للإدارة بالتدخُّل في الشؤون الداخلية، من خلال موقفها من "التعديلات القضائية".

ثمة خطاب متحدٍّ للإدارة الأميركية، خصوصاً من قبل الوزيرين بن غفير، الذي سبق أن قال، إنّ إسرائيل ليست نجمة في العَلَم الأميركي، ومن قبل سموتريتش الذي اتّهم أميركا بالنفاق وانتهاك حقوق الإنسان.

سموتريتش قال، إنّه لا يجوز للولايات المتحدة أن تقدّم النصائح لإسرائيل وأنّ عليها أن تنظر إلى ما فعلته في العراق وأفغانستان، بينما ابتلعت الإدارة الأميركية لسانها، لأنّ ما صرّح به سموتريتش يتمتّع بمصداقية.

الكشف عن اللقاء أحدث زلزالاً في ليبيا وستظهر تداعياته في المحيط العربي، فلقد آثر الدبيبة أن يعلّق المسؤولية في رقبة وزيرة خارجيته المنقوش، التي تمّ إيقافها عن العمل وتشكيل لجنة تحقيق، ستكون شكلية وغير جادّة.. والأرجح أن يتمّ التهرُّب منها حتى لا تصل المسؤولية في التحقيق لرئيس الحكومة.

الوزيرة المنقوش يبدو أنّها نجت بِجِلدها، وهربت من البلاد، بينما لم يكتفِ المجلس الأعلى للدولة، بما طالب به المجلس الرئاسي "حكومة الوحدة" بأن طالب باستقالة الحكومة.

ما كان كلّ ذلك ليقع، وعلى هذا النحو المزلزل، ليبيّاً وإسرائيليّاً، وأميركيّاً، لولا أنّ الشعب الليبي فاجأ الجميع، بخروجه إلى الشوارع فور نشر الأخبار، مطالباً بوقف جريمة "التطبيع"، واستقالة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

يُذكّرنا ذلك بالشرارة التي أطلقها الشاب الجامعي محمد بوعزيزي في تونس، والتي أشعلت السهل كلّه بصرف النظر عمّا آلت إليه الأوضاع في المنطقة، ذلك أنّها المرّة الأولى التي يخرج فيها شعب عربي، على هذا النحو لمقاومة ورفض "التطبيع" مع الكيان الصهيوني.

لقد وقعت عمليات "تطبيع" مع أربع دول عربية خلال السنوات الأخيرة، لكن الاحتجاجات كانت محدودة، ولم تمنع أيّ دولةٍ من التراجع.

ما فعله الشعب الليبي، بالتأكيد يُعبّر عن حالة وموقف الجماهير العربية، لكنه وهو الأهمّ، يشقّ طريقاً، ويُقدّم نموذجاً، لكيفية مواجهة وإفشال "التطبيع"، وحافزاً لشعوب عربية أخرى، لأن تسلك الطريق ذاته.

 (الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المنقوش ليبيا الفلسطينية ليبيا فلسطين المنقوش مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمیرکیة الکشف عن اللقاء بن غفیر

إقرأ أيضاً:

أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة

تملك إسرائيل ترسانة أسلحة يحل فيها الذكاء الاصطناعي محل البشر، وقد استخدمتها في عدوانها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية".

وتشير تقارير في الصحافة الإسرائيلية إلى أن أسلحة الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الاحتلال تتوسع وتتطور باطراد، بعضها صنعته شركات إسرائيلية، وبعضها زودتها به الولايات المتحدة الأميركية.

وفي عام 2023 تفاخر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك أفيف كوخافي بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي منحت جيشه "جهازا استخباراتيا متطورا آنيا".

إنتاجات مركز موشي ديان

بدأ الجيش الإسرائيلي استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عام 2019، فقد أنشأت الوحدة 8200 المتخصصة في التنصت وفك الشفرات والحرب السيبرانية مركز "موشي ديان" لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي يضم مئات الضباط والجنود، في محاولة لتسريع عملية توليد الأهداف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

وكان برنامج "فاير فاكتوري" لتوليد الأهداف وتحديد كميات الذخيرة المناسبة هو الأول الذي أنتجه مركز "موشي ديان". وبحسب تقرير لمجلة "ذا نايشن" الأميركية، نشر في 12 أبريل/نيسان 2024 فإن الوحدة المذكورة تتعاون بشكل وثيق مع شركات أميركية تزودها بأعداد كبيرة من الأجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي المتطورة.

وحسب الصحيفة نفسها، فإن تلك البرامج والأجهزة تعتمد على كمية بيانات هائلة مصدرها التقارير الاستخباراتية السرية، ومنها الواردة من وكالة الأمن القومي الأميركي، لتحديد الأهداف وضربها.

إعلان

وفي مؤتمر عقد يومي 15 و16 فبراير/شباط 2023 في مدينة لاهاي بهولندا وشاركت فيه أكثر من 60 دولة، رفضت إسرائيل التوقيع على معاهدة "الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة".

مجالات الاستعمال وأنواع الأنظمة

يستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في أنشطة عسكرية متنوعة، منها:

التنبؤ الاستباقي. التنبيه على التهديدات العسكرية والأنظمة الدفاعية للخصوم. تحليل المعلومات الاستخبارية وتحديد الأهداف العسكرية والذخائر المستخدمة.

أما أبرز أنظمة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة فهي:

نظام "لافندر"

تستعمل إسرائيل نظام "لافندر" في عملها العسكري بغزة، وهو آلة قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة لتوليد آلاف الأهداف المحتملة للضربات العسكرية في خضم الحرب.

ونقلت مجلة "972+" الإسرائيلية عن قائد الوحدة 8200 العميد يوسي شارئيل قوله إن النظام يحل محل البشر في تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرارات اللازمة للموافقة عليها"، وخلص إلى أن البرنامج حقق معدل دقة بنسبة 90%، وذلك ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الموافقة على استخدامه من أجل التوصية بالأهداف المراد قصفها.

ووفقا لما نقلته المجلة عن 6 ضباط مخابرات إسرائيليين، شاركوا بشكل مباشر في نظام الذكاء الاصطناعي أثناء الحرب على غزة، فإن "لافندر كان له دور محوري في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، وخاصة في المراحل الأولى من الحرب".

ويقول أحد ضباط المخابرات الذين استخدموا لافندر "كنت أخصص 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأجري العشرات منها يوميا. لم تكن لدي أي قيمة مضافة سوى أنني كنت أبصم بالموافقة. لقد وفر ذلك كثيرا من الوقت".

نظام "أين أبي؟"

نظام "أين أبي؟" من أنظمة الذكاء الاصطناعي الخطيرة التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وخاصة لتتبّع الأفراد المستهدفين، وتنفيذ عمليات تفجير عند دخولهم ليلا إلى منازل عائلاتهم، وذلك بحسب موقع "ديموكراسي ناو" الأميركي.

إعلان

وبحسب مجلة "+972" وموقع "لوكال كول" الإسرائيليين، فإن نظام "أين أبي؟"، أدى إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها داخل منازلها، وهو ما يفسر الأعداد الكبيرة من الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا في حرب الإبادة الإسرائيلية، خاصة من النساء والأطفال والمسنين.

نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"

أعلن الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أن وحدة الأهداف في الاستخبارات الإسرائيلية استخدمت نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"، وهو أحد أخطر أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ فهو يُحدد المباني والمنشآت التي يدّعي الجيش الإسرائيلي أن المسلحين الفلسطينيين ينطلقون منها لتنفيذ مهامهم، ويقصفها على رؤوس ساكنيها.

وقال الجيش الإسرائيلي وقتئذ إن "الإنجيل" ساعده في قصف 12 ألف هدف في غزة، إذ يتم تزويد القوات على الأرض وفي الجو وفي البحر بالمعلومات الاستخباراتية من مصنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي، فيتيح ذلك "تنفيذ مئات الهجمات في اللحظة نفسها".

ويعمل النظام عبر إنتاج عدد كبير من الأهداف بوتيرة متسارعة (نحو 100 هدف في اليوم الواحد) بناء على أحدث المعلومات الاستخباراتية التي تغذي النظام أولا بأول، بينما كانت الاستخبارات الإسرائيلية سابقا تنجز 50 هدفا في السنة.

وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا قالت فيه إن هذا النظام "يعمل على اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين"، مشيرة إلى أن خوارزمية "غوسبل" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.

يقدم النظام الذي طورته الوحدة 8200 توصياته لموظفي الجيش، وهم يقدرون إذا كانوا سيمررونها إلى الجنود والطيارين الذين يتولون عمليات القصف في الميدان، وبعدئذ يمكن لوحدة الأهداف إرسال تلك التوصيات إلى قوات الجيش عبر تطبيق يعرف باسم "عمود النار".

نظام "فاير فاكتوري"

كشف عنه في عام 2023، واستخدمه الجيش الإسرائيلي لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة.

إعلان

يحلل هذا النظام مجموعات بيانات واسعة، منها البيانات التاريخية عن الأهداف السابقة التي قصفت من قبل، فيُتيح للخوارزميات حساب كميات الذخيرة اللازمة للقضاء على الأهداف، واقتراح الجداول الزمنية المثلى، وتحديد أولويات الأهداف وتخصيصها.

ناقلة الجند "إيتان" التي طورتها شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية وتعمل بالذكاء الاصطناعي (مواقع التواصل) نظام "عمق الحكمة"

وهو نظام يحلل بيانات ضخمة ويرسم خريطة لشبكة الأنفاق التي تديرها المقاومة في غزة، وذلك برسم صورة كاملة للشبكة فوق الأرض وتحتها مع التفاصيل المهمة، مثل عمق الأنفاق وسمكها وطبيعة الطرق.‏

نظام "الكيميائي"

كشف عنه عام 2021، وهو من أبرز الأنظمة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة. ويوفر البرنامج لقادة الوحدات تنبيهات فورية للتهديدات المحتملة على الأرض، تُرسل مباشرة إلى أجهزتهم اللوحية المحمولة.

وللنظام قدرات دفاعية وهجومية، فهو يدمج البيانات التي يحصل عليها على منصة موحدة، كما أن لديه القدرة على تحديد الأهداف وإبلاغ قوات الجيش فورا بالتهديدات وتحركات المقاتلين على الأرض.

نظام "فاير ويفر"

نظام طورته شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية، ويوفر الاتصال بين الجنود الإسرائيليين المنتشرين في ساحة المعركة والمعلومات الاستخباراتية التي جمعت من المستشعر إلى مطلق النار.

وبحسب موقع "آي إتش إل إس" الإسرائيلي، فإن النظام يقدم خيارات للعمل بناء على عوامل مثل الموقع وخط الرؤية والكفاءة والذخيرة المتاحة، بهدف "زيادة الدقة والحد من خطر الأضرار الجانبية".

صُمم النظام لأداء اشتباكات متعددة في قتال عالي الكثافة، إذ يمكّن الجنود من الاشتباك مع الهدف المعادي في ثوان، بدلا من دقائق.

نظام "فلو"

وهو نظام يسمح للجنود على الأرض بالاستعلام عن مجموعة مختلفة من البيانات التي تساعدهم في أداء مهامهم.

إعلان نظام "هنتر"

وهو نظام يسمح للجنود في ساحة المعركة بالوصول المباشر إلى المعلومات.

نظام "زد-تيوب"

وهو نظام يمكن جنود الجيش الإسرائيلي في المعركة من مشاهدة مقاطع فيديو حية للمناطق التي يوشكون أن يدخلوها.

إحدى الطائرات من دون طيار التي استخدمها الجيش الإسرائيلي أثناء حربه على قطاع غزة (الفرنسية) طائرات تعمل بالذكاء الاصطناعي

بعد أيام من انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن طلبات تقدمت بها إسرائيل إلى شركة أميركية مختصة في إنتاج المسيرات، لتزويدها بطائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي.

ويستخدم هذا النوع من الطائرات في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أشكالها، وهو ما يساعد في تحديد الأهداف بدقة أكبر.

كذلك استخدمت إسرائيل في حربها طائرات "نوفا 2" الذاتية القيادة وهي صناعة أميركية، وهذا النوع من المسيرات يستخدم داخل المباني، إذ يعتمد على تخطيط المسارات وخوارزميات الرؤية الحاسوبية للتحرك الذاتي داخل المباني من دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" أو إلى التدخل البشري.

والمسيرات الانتحارية من طراز "سويتش بليد 600″، أبرز الطائرات المطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، استخدمتها أيضا إسرائيل في حربها على غزة، وفيها كاميرا متطورة وتحمل كمية من المواد المتفجرة.

وهذا النوع من المسيرات قادر على استقبال المعلومات من الطائرات من دون طيار القريبة منها، وتستخدم في مهاجمة الأهداف القريبة، ويصل مداها إلى 40 كيلومترا، وتمتلك قدرة على الطيران مدة 40 دقيقة.

دبابات تعمل بالذكاء الاصطناعي دبابة إيتان إيه بي سي

في يناير/كانون الثاني 2022، كشفت شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية عن مركبة عسكرية أطلقت عليها اسم "إيتان إيه بي سي"، تعمل بالذكاء الاصطناعي وتسمح للسائق أن يوجّه المركبة بالنظر فقط.

إعلان

وركبت على مركبات رفائيل صواريخ من نوع "غيل"، ومنظومات دفاعية نشطة من نوع "معطف الريح"، وهي قادرة على العثور على العديد من الأهداف وتحييدها في وقت واحد، وتعتمد على كوكبة من المستشعرات القادرة على مراقبة محيطها بشكل دائم وتنبيه الجنود داخلها.

مراقبة الحدود بالذكاء الاصطناعي

يستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة حدوده لا سيما مع قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث ينشر على طول الحدود شبكة واسعة من كاميرات الفيديو التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتنقل البيانات إلى مراكز التحكم والمراقبين لتحليل البيانات وتحديد هوية الأشخاص والمركبات والحيوانات، ومقارنة الصور بمعلومات أخرى ذات صلة، وإرسال تنبيه طارئ عند الضرورة.

ومن أبرز أنظمة كاميرات المراقبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدمها الجيش الإسرائيلي:

نظام "قطيع الذئاب": وهو عبارة عن قاعدة بيانات واسعة للغاية تحتوي على جميع المعلومات المتوفرة عن الفلسطينيين. نظام "الذئب الأزرق": وهو تطبيق تستطيع القوات الإسرائيلية الدخول إليه عبر أجهزة الهاتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويعرض فورا المعلومات المخزنة في قاعدة بيانات "قطيع الذئاب". نظام "الذئب الأحمر": ويستخدم هذا النظام للتعرف على الوجه، إذ يعمل على مسح وجوه الفلسطينيين ويضيفها إلى قواعد بيانات ضخمة للمراقبة من دون موافقتهم. انتقادات واسعة

وجهت انتقادات كثيرة للجيش الإسرائيلي على خلفية استخدامه الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة.

فقد قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في الحروب السابقة كان تحديد شخص ما واعتباره هدفا مشروعا تتم مناقشته ثم التوقيع عليه من قبل مستشار قانوني، لكن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسارعت العملية بشكل كبير، وكان هناك ضغط لإيجاد مزيد من الأهداف.

ولتلبية هذا الطلب، اعتمد الجيش الإسرائيلي اعتمادا كبيرا على برنامج "لافندر" في توفير قاعدة بيانات للأفراد الذين يعتقد أن لديهم خصائص مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن "الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن 21".

وفي أبريل/نسيان 2024، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا أعرب فيه عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي في حملتها العسكرية في غزة، قائلا "إن هذه الممارسة تعرض المدنيين للخطر وتطمس المساءلة".

إعلان

منظمة "هيومن رايتس ووتش" أدانت أيضا استخدام الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة، إذ قالت في تقرير لها نشرته في 10 سبتمبر/أيلول 2024 إن "استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في تعقب أهداف هجماته في غزة يلحق أضرارا بالغة بالمدنيين ويثير مخاوف أخلاقية وقانونية خطيرة".

وتابعت أن "الأدوات الرقمية هذه يفترض أنها تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة لتزويد الأعمال العسكرية بالمعلومات بطرق قد تتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة".

أما مديرة هندسة ضمان الذكاء الاصطناعي في معهد الذكاء الاصطناعي بأميركا هايدي خلاف فقالت إنه "نظرا لسجل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحافل بمعدلات الخطأ المرتفعة، فإن أتمتة الأهداف بشكل غير دقيق ومتحيز لا يختلف في الواقع عن الاستهداف العشوائي".

كذلك وجهت الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام مارتا بو انتقادات لاستخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على قطاع غزة، وقالت إن "الاعتماد المفرط على أنظمة الذكاء الاصطناعي يمنحها تأثيرا كبيرا على القرارات التي يجب على البشر اتخاذها".

وانتقد المحامي السابق في الجيش الإسرائيلي لتال ميمران استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في الحرب، فقال "أشعر بالقلق بشأن دقة عملية صنع القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ضباب الحرب. هل سيحدث هذا الأمر تغييرا جذريا من حيث الجودة؟ لا أعتقد ذلك".

وقالت كاثرين كونولي الباحثة في مجموعة "ستوب كيلر روبوت" إن أي تغيير في البرمجيات "يمكن أن يجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تصبح شبه مستقلة، بل تصبح مستقلة تماما في اتخاذ القرار".

مقالات مشابهة

  • “المجاهدين الفلسطينية”: فشل الآلية الإسرائيلية نتيجة حتمية لسياسة الابتزاز الإنساني
  • الجبهة الشعبية : مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية مصائد موت جماعية
  • حراك بلديات الغرب يطالبون البعثة بإجراء تغييرات مؤسسية جذرية تلبيةً لتطلعات الشعب الليبي
  • بعد قضمها عشرات الأمتار.. انسحاب القوة الإسرائيلية التي توغلت إلى أطراف ميس الجبل
  • مسؤول إماراتي: هذه فوائد التطبيع مع إسرائيل على المسجد الأقصى (شاهد)
  • لقاء مجتمعي في مديرية التحرير للتعبئة العامة والتحشيد
  • آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة تتعثر
  • الكشف عن بنود اتفاق جديد لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
  • الديب: الشعب الليبي لم يعد يعرف هل المطروح مبادرات أم مؤامرات؟
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة