جدل في الإعلام الإسرائيلي حول تصريحات أسرى فلسطينيين محررين
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية حالة الجدل التي أثارتها تصريحات أسرى فلسطينيين أُفرج عنهم مؤخرا ضمن صفقة تبادل، وما تبعها من سجال واسع بين الصحفيين والمحللين حول طبيعة التغطية الإسرائيلية ومفهوم "التحريض" المتبادل بين الجانبين.
وأشار كاتب ومقدم البرامج أمنون ليفي إلى ازدواجية المعايير في الخطاب الإسرائيلي، قائلا إنه من غير المنصف اتهام الفلسطينيين بالتحريض على إسرائيل قبل أن توقف الأخيرة تحريضها الداخلي على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن سياسيين وصحفيين إسرائيليين يبررون العنف ويدعون إلى طرد سكان غزة وسلب حقوقهم.
ورأى ليفي أن محاربة التحريض "فكرة جيدة"، لكنها يجب أن تبدأ من الداخل الإسرائيلي، حيث يحرّض بعض الإعلاميين وأعضاء الكنيست على قتل الفلسطينيين، بينما تُقدَّم شخصيات متورطة في جرائم بحقهم على أنها "قديسون" في نظر اليمين الديني القومي.
وفي السياق ذاته، تناول محلل الشؤون السياسية في القناة الـ13 غيل تماري حادثة الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ التي قالت إنها تعرّضت للضرب والإهانة على أيدي عناصر أمن إسرائيليين، منتقدا ما وصفها بـ"نوبة الغضب غير المبررة" التي قادها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
واعتبر أن التعامل معها بعنف كان خطأ فادحا منح العالم دليلا إضافيا على الصورة السلبية لإسرائيل.
تقرير مثير للجدلوبالتوازي مع هذه الانتقادات، عرضت القناة الـ13 تقريرا من داخل أحد السجون الإسرائيلية، واصفة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بأنهم "مخربون"، في حين أظهرت المشاهد استعدادات مصلحة السجون لعملية الإفراج وسط تشديد أمني وإجراءات وصفت بأنها مهينة، إذ مُنع الأسرى من إظهار أي مظهر للفرح.
وتضمّن التقرير مقابلات قصيرة مع عدد من الأسرى، بينهم الأسير محمود أبو سرور، المحكوم بالمؤبد بتهمة قتل محقق في جهاز الشاباك عام 1993، والذي قال إنه قضى 33 عاما في السجن، ورفض إبداء الشعور بالندم، لأن ما حدث كان "جزءا من الحرب قبل اتفاق أوسلو".
إعلانوعلق معد التقرير على أسلوب التعامل الذي ظهر خلاله، بوصف الأسرى بأنهم "قتلة أنذال"، مضيفا أنهم "يستحقون معاملة أشد قسوة وليس فنجان قهوة قبل إطلاق سراحهم"، وهو ما اعتُبر في أوساط صحفية إسرائيلية دليلا على تصاعد خطاب الكراهية داخل الإعلام العبري.
وأثار هذا الوصف ردودا متباينة في الأستوديو، إذ أشار الصحفي رازي بركائي إلى ضرورة التمييز بين قتل مدنيين وبين استهداف عناصر أمن، معتبرا أن ما يجري بين الجنود والمقاتلين الفلسطينيين "جزء من صراع مسلح لا يمكن فصله عن سياقه السياسي والأمني".
أما أمنون ليفي، فعاد ليؤكد خلال النقاش أن الحرب تفرض وقائع قاسية، لكن ذلك لا يبرر تبرئة النفس الإسرائيلية من خطاب التحريض، مشيدا بجرأة بركائي في طرح فكرة نادرا ما يتطرق إليها الإعلام الإسرائيلي على الهواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
“الإعلام الحكومي”: تصريحات السفير الأمريكي بدخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة كاذبة
#سواليف
اتهم “المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع #غزة”، #السفير_الأمريكي لدى #الأمم_المتحدة #مايك_والتز، بتقديم #تصريحات_مضللة وغير متسقة مع الحقائق بشأن دخول “600 شاحنة يومياً” إلى قطاع غزة، مؤكداً أن هذه المزاعم تمثل محاولة واضحة لتبرئة الاحتلال من #جريمة_الحصار و #تجويع_المدنيين.
وأوضح المكتب، في بيان صحفي اليوم الخميس، أن جميع البيانات الميدانية والإنسانية تؤكد وجود سياسة ممنهجة لعرقلة #إدخال #المساعدات، في انتهاك صريح لالتزامات الاحتلال القانونية وفق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأشار البيان إلى أنه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار قبل 62 يوماً، دخل القطاع 14,534 شاحنة فقط من أصل 37,200 شاحنة كان يفترض دخولها، ما يعني أن المتوسط اليومي الفعلي لا يتجاوز 234 شاحنة بنسبة التزام لا تتعدى 39%. واعتبر المكتب أن هذه الأرقام تكشف عن خنق اقتصادي مقصود يُبقي غزة على حافة #المجاعة.
مقالات ذات صلةوأضاف أن #الاحتلال يتحكم بشكل كامل في طبيعة البضائع التي يسمح بدخولها، إذ يتيح سلعًا منخفضة القيمة الغذائية، ويمنع عشرات الأصناف الأساسية، بما يشمل المواد الغذائية الحيوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار ومواد الطوارئ، دون أي مبرر قانوني أو إنساني. واعتبر البيان أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واستخدامًا فاضحًا للغذاء والدواء كأدوات ضغط وعقاب جماعي للمدنيين.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الحقيقة جلية رغم محاولات التلاعب، فالمعابر تشهد حصارًا ممنهجًا يتخلله تعطيل يومي، وفحص بطيء ومتعمد، ورفض إدخال أصناف أساسية، وتقليص كميات الإمدادات بما يمنع أي استقرار إنساني.
وحمل البيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحقيق مستقل وشفاف حول آلية تعامل الاحتلال مع المساعدات، وإلزامه بتنفيذ التزاماته دون انتقائية أو مماطلة.
وارتكبت قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 241 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.