بازار العاصمة... لوحة اقتصادية وثقافية تنبض بروح المدينة وتراثها
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
في أجواءٍ مفعمةٍ بالحيوية والإبداع، نظّم نادي رجال الأعمال يومي الخميس والجمعة بازارًا كبيرًا في منتجع عدن مول السياحي، ضمن فعاليات مشروع “تعزيز”، الذي يهدف إلى تمكين الأسر المنتجة ودعم مساهمتها في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص دخل مستدامة.
شارك في البازار أكثر من 71 مشروعًا منزليًا من مختلف مديريات العاصمة عدن، تنوّعت منتجاتها بين المأكولات الشعبية، والحِرف اليدوية، والأعمال الفنية، والتجميلية، والإكسسوارات، التي عكست مهارة النساء العدنيات وإصرارهن على تحويل مواهبهن إلى مشاريع صغيرة ناجحة.
الركن التراثي.. نافذة على هوية عدن الثقافية
لفت الركن التراثي أنظار الزوّار بحنينه إلى الماضي العدني الجميل، حيث عُرضت أدوات وأوانٍ تقليدية كانت تُستخدم في البيوت القديمة، منها المِشجب الذي اعتاد الناس تعليق الملابس عليه لتبخيرها بالعطور العدنية الأصيلة، إلى جانب المباخر والمراوح اليدوية وأواني النحاس القديمة.
وقد مثّل هذا الركن جسرًا بين الحاضر والماضي، وذكّر الأجيال الجديدة بملامح من التراث الذي شكّل هوية عدن الثقافية والاجتماعية.
تفاعل مجتمعي كبير
شهد البازار حضورًا لافتًا من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من بينهم الأستاذ مؤمن السقّاف، رئيس انتقالي العاصمة عدن، والأستاذ خالد الزامكي، نائب رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة، إلى جانب عدد من رجال وسيدات الأعمال.
وأشاد الأستاذ الزامكي بالمشاريع المعروضة، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تعكس قدرات الشباب العدني، وخصوصًا الشابات المبدعات في مختلف المجالات، من الطبخ والتصميم والتصوير الرقمي إلى الفنون اليدوية، داعيًا المجتمع إلى دعم هذه الطاقات الواعدة.
إلهام من أرض البازار
تحدّثت صاحبة مشروع “سمارا باج” لـ"نيوزيمن"، سمر محمد، وهي مختصة بصناعة الحقائب اليدوية الجلدية والمختلفة، قائلة إن مشروعها حظي بإقبال كبير من الزوار لما يتميز به من جودة عالية وتصاميم عصرية تنافس المنتجات الخارجية، مضيفة أن الأسعار “تناسب الجميع وتدعم فكرة الإنتاج المحلي اليدوي الذي يحمل طابعًا خاصًا”.
كما أعرب عدد من الزائرين عن إعجابهم بما شاهدوه من تنوّع وابتكار، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وتعزيز روح المبادرة والإنتاج لدى الأسر العدنية.
فعالية جمعت بين التجارة والثقافة
لم يكن البازار مجرّد سوق مؤقت، بل تظاهرة اقتصادية وثقافية جمعت بين روح ريادة الأعمال والاعتزاز بالتراث المحلي، وشكّلت مساحة للقاء بين الحرفيين والجمهور والداعمين من مؤسسات المجتمع المدني.
وعبّر الكثير من المشاركين عن أملهم في أن تتحوّل مبادرة “تعزيز” إلى برنامج دائم يحتضن مشاريع الأسر المنتجة ويوفّر لها التدريب والتسويق المستدام.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
لوحة سيارة بسعر خيالي تثير جدلا في اليمن.. ما القصة؟
أثار بيع لوحة سيارة في اليمن موجة استياء على مواقع التواصل نظرا إلى سعرها الذي اعتبره كثيرون مبالغا فيه، بالنسبة لما يعيشه البلد من أوضاع اقتصادية متردية وتفشٍّ للجوع.
ووفقا لحلقة 2025/12/10 من برنامج "شبكات"، فقد بيع الرقم الذهبي "1-1" في مزاد علني بأكثر من 150 مليون ريال يمني، أي ما يعادل 300 ألف دولار.
وكانت إدارة مرور العاصمة صنعاء قد أرجأت بيع هذا الرقم المميز أسبوعين بسبب الإقبال المتزايد على شرائه، ولم تكشف حتى الآن عن السعر الحقيقي الذي بيع به ولا عن هوية المشتري.
لكن مواقع التواصل ضجت بالحديث عن ما أسمته "الرقم الخيالي" الذي بيع به، والذي وصل حسب المتداول إلى 300 ألف دولار أميركي.
ووُصفت هذه الصفقة بأنها الأولى من نوعها في البلد الذي يعاني فقرا مدقعا وانهيارا متفاقما في الأمن الغذائي، وتضرب المجاعة ملايين من سكانه، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وحسب الأرقام الأممية، فإن أكثر من 17 مليون يمني يعانون الجوع الشديد، بينما يحتاج أكثر من 19 مليونا إلى المساعدات الإنسانية، وقد حذّر البنك الدولي من تفاقم الجوع في اليمن، مشيرا إلى أن 60% من الأسر تعيش أوضاعا حرجة من انعدام الأمن الغذائي.
استياء واسعوبسبب هذه الأوضاع، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي انتقدت بيع لوحة سيارة بهذه الرقم الخيالي، بينما الناس لا يجدون الحد الأدنى من الطعام.
فقد اعتبر سعيد دفع هذا المبلغ في لوحة سيارة دليلا على اتساع الفجوة الاقتصادية بين أبناء الوطن الواحد، بقوله:
في الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون، يرتفع سعر قطعة معدنية مميزة إلى هذا الحد. الله يرزق من وسّع عليه، لكن تبقى الحقيقة: الفجوة صارت مرعبة بين واقع الناس وبين هذه الأرقام الفلكية.
أما أحمد فاعتبر ما جرى عودة من إدارة المرور للتجارة واستغلال الناس بدلا من القيام بمهامه الأساسية، فقال:
هذا المرور رجع متجرا للأرقام واستغلال المواطنين، نعرف شرطة المرور لتنظيم حركات السير والتوعية المرورية للسائقين عن السلامة، هذه قدهي عيني عينك طلبت الله..
بدوره، استغرب عمر أن يعيش غالبية الناس على الاستدانة، بينما آخرون يملكون ثروات لا يعرفون أين ينفقونها، وعلّق بقوله:
لوحة معدنية بـ300 ألف دولار! ناس تعيش على الديون، وناس تدفع ثروة على شيء ما يشبع ولا يسد جوع! المهم في زمن الاستثمار الحديث، إحنا نستثمر في الصبر، وهم يستثمرون في الحديد.
وأخيرا، انتقد معتصم تفاعل الناس مع الواقعة من الأساس، بقوله:
اللي معه فلوس الله يبارك له في حلاله وماله مالنا شغل بالناس إيش اشترى إيش أكل إيش لبس..
ولم يتمكّن برنامج شبكات من الحصول على تعليق من الإدارة العامة للمرور في صنعاء، التي نظمت المزاد، والتي ذكرت سابقا أن المبلغ سيُوجّه للأعمال الخيرية والإحسان المجتمعي.
إعلان