«الاحتلال» في تصفيات المونديال.. احتجاجات ومطالبات بعقوبات دولية
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
في ظل الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، يشهد عالم كرة القدم رفضا أوروبيا متصاعدا لمشاركة منتخب الاحتلال في تصفيات كأس العالم 2026. وتميزت المباريات التي خاضها منتخب الاحتلال ضمن التصفيات الأوروبية للمونديال باحتجاجات داخل الملاعب وخارجها، إلى جانب دعوات من خبراء الأمم المتحدة وأكاديميين قانونيين لتعليق عضوية المنتخب الإسرائيلي في الاتحادات الدولية، كما طالب نشطاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتطبيق نفس المعايير التي فُرضت على روسيا عقب حربها على أوكرانيا.
دعوات المقاطعة
وشهدت أوروبا حملات واسعة النطاق لمنع الاحتلال من المشاركة في المنافسات الرياضية، مستندة إلى تقارير الأمم المتحدة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ووفقًا لخبراء الأمم المتحدة، يجب تعليق مشاركة منتخب الاحتلال في كرة القدم الدولية بسبب «الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين المحتلة». كما دعا أكثر من 30 خبيرا قانونيا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إلى حظر مشاركة إسرائيل، مشيرين إلى استشهاد 421 لاعبا فلسطينيا وتدمير البنية التحتية الرياضية في غزة.
وفي إسبانيا، أعلنت وزيرة الرياضة بيلار أليغريا دعمها لحظر الفرق الإسرائيلية، مقارنة الوضع بتعليق مشاركة روسيا عام 2022، ومستشهدة باستشهاد أكثر من 60 ألف شخص وتجويع الأطفال في غزة.
أما في النرويج، فقد قررت السلطات التبرع بعائدات تذاكر مباراة منتخبها ضد الاحتلال لصالح منظمة أطباء بلا حدود في غزة، مع دعوات لسحب الاستثمارات المرتبطة بالاحتلال. ومن المتوقع أن يصوت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قريبا على تعليق مشاركة إسرائيل، وسط ضغوط متزايدة.
احتجاجات مستمرة
تحولت مباريات منتخب الاحتلال في تصفيات كأس العالم إلى منصات للتعبير عن التضامن مع فلسطين، سواء داخل الملاعب أو خارجها، وفي مباراة النرويج، التي انتهت بفوز النرويج (5-0)، سار آلاف المتظاهرين نحو الاستاد حاملين المشاعل وأعلام فلسطين، رافعين لافتات كتب عليها «انتهى اللعب يا إسرائيل» و»دعوا الأطفال يعيشون».
وفي داخل الملعب، غمرت أعلام فلسطين المدرجات، مع رفع بطاقات حمراء رمزية ضد إسرائيل. أما في إيطاليا، فقبل مباراة منتخب الاحتلال، اندلعت اشتباكات بين الشرطة وآلاف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في مدينة أوديني، مطالبين بمقاطعة إسرائيل، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية»، وبلغ عددهم حوالي 10 آلاف خارج الاستاد. كما شهدت مباريات أخرى في إسبانيا رفع أعلام فلسطينية من قبل مشجعي أتلتيك بيلباو وأوساسونا، مع هتافات تطالب بإنهاء الإبادة الجماعية. وفي بريطانيا، منعت الشرطة مشجعي الاحتلال من حضور مباراة في برمنغهام بسبب مخاوف أمنية، وسط احتجاجات واعتقالات. وفي أوسلو، أدت الاحتجاجات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، مع مسيرات استمرت 90 دقيقة نحو الاستاد.
ازدواجية المعايير
ورغم هذه الضغوط، رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فرض عقوبات على الاحتلال، مدعيا أنه لا يستطيع «حل المشكلات الجيوسياسية». ويعزو الخبراء هذا الموقف إلى مصالح سياسية واقتصادية.
ويواجه «فيفا» اتهامات بازدواجية المعايير، حيث علّق مشاركة روسيا فورا بعد غزو أوكرانيا، بينما يتجاهل انتهاكات الاحتلال رغم مرور عامين على الإبادة الجماعية في غزة. وسبق أن دعا الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم «فيفا» إلى التحقيق في انتهاكات إسرائيل، لكن الاتحاد أجّل اتخاذ قرار، وهو ما وُصف بـ»التأخير البيروقراطي».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي تصفيات مونديال 2026 الأكثر مشاهدة الإبادة الجماعیة منتخب الاحتلال لکرة القدم فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: ارتفاع الأسعار بغزة بسبب تدمير إسرائيل الأرض الزراعية
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الجمعة، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بقطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة جراء تدمير إسرائيل الأراضي الزراعية وسيطرتها عليها.
وقالت "الأونروا" بتدوينة عبر منصة شركة "إكس"، إن جميع الأراضي الزراعية في قطاع غزة أصبحت "مدمرة أو يتعذر الوصول إليها"، مما ترك العائلات بلا دخل ورفع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.
وأضافت أن "العائلات الفلسطينية التي كانت تعيش من نتاج أرضها بقطاع غزة لم يعد لديها أي مصدر دخل، وبالتالي لا تستطيع تحمل تكلفة المواد الغذائية حتى بعد عودتها إلى الأسواق".
وحذرت الوكالة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بغزة، قائلة إن "كيلو الطماطم الذي كان سعره سابقا 60 سنتا أصبح الآن 15 دولارا إن وُجد أصلا".
وأكدت على "ضرورة تدفق غير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى أن يتم إعادة بناء القطاع الزراعي".
من جهته ذكر مراسل الجزيرة في تقرير له أن سعر كيلو السكر تراجع بصورة حادة خلال الأيام الأخيرة، من 500 شيكل إلى 5 شواكل، كما انخفض سعر كيس الطحين من 600 شيكل إلى 45 شيكلا، وتراجع سعر كيلو الأرز من 100 شيكل إلى 17 شيكلا، والعدس من 80 شيكلا إلى 9 شواكل، في حين هبط سعر الشامبو إلى 8 شواكل بعد أن وصل إلى 70 شيكلا. (الدولار يعادل 3.3 شواكل).
وقال المراسل "بعد سنتين من حرب إسرائيل على قطاع غزة تشهد أسواق القطاع تحولا اقتصاديا ملموسا مع إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، تجلّى في انخفاض الأسعار التي كانت قد ارتفعت بنسب فاق بعضها 8 آلاف بالمئة.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، تجاوزت خسائر القطاع الزراعي في غزة 2.8 مليار دولار بسبب تعطّل أنشطة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، مما انعكس سلبا على الدورة الاقتصادية.
إعلانودمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 94 % من الأراضي الزراعية في القطاع من أصل 178 ألف دونم، لتتراجع بذلك القدرة الإنتاجية من 405 آلاف طن سنويا إلى نحو 28 ألف طن، حسب المصدر ذاته.
وأوضح المكتب أن عامين من الإبادة أديا إلى تقلص مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات من أكثر من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف فقط.
كما دمر الجيش الإسرائيلي على مدى عامي الإبادة ألفا و233 بئرا زراعية وأخرجها من الخدمة، وما يزيد على 85% من الدفيئات الزراعية، حسب المصدر ذاته.
من جهته قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، إن لديه الغذاء والفرق والشبكات التي تُمكّنه من إطعام جميع الفلسطينيين بقطاع غزة لمدة 3 أشهر شريطة صمود وقف إطلاق النار.
وفي تدوينة عبر منصة شركة إكس أكد البرنامج استعداده لزيادة المساعدات الغذائية إلى غزة، عقب وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد عامين من إبادة ارتكبتها إسرائيل بدعم أميركي.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 67 ألفا و967 قتيلا فلسطينيا و170 ألفا و179 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وتجويعا أزهق أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.