Spotify تتحرك لضبط فوضى الذكاء الاصطناعي في الموسيقى
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت شركة Spotify عن مجموعة من المبادئ الجديدة وشراكات استراتيجية مع أكبر شركات الإنتاج الموسيقي في العالم، في محاولة لاحتواء الانتشار المتسارع للأغاني المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي دون إذن أو تعويض لأصحاب الحقوق الأصليين.
المنصة السويدية، التي تُعد الأكبر عالميًا في بث الموسيقى عبر الإنترنت، نشرت تدوينة رسمية كشفت فيها عن توجه جديد يقوم على الذكاء الاصطناعي المسؤول في الموسيقى، ورغم أن التدوينة لم تتضمن تفاصيل دقيقة حول آلية التنفيذ أو المواعيد، إلا أنها أكدت أن الشراكة مع الشركات الثلاث الكبرى — سوني ميوزك، ويونيفرسال ميوزك، ووارنر ميوزك — ستشكل حجر الأساس في بناء أدوات ذكية تُمكّن الفنانين والمؤلفين الموسيقيين من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل منظم يحفظ حقوقهم ويعزز تواصلهم مع الجمهور.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان Spotify الشهر الماضي عن نيتها تنظيف المنصة من الفوضى الرقمية التي خلّفتها الأغاني المنتجة بالذكاء الاصطناعي بشكل غير قانوني، وتقول الشركة إن الهدف من خطتها الجديدة هو الدفاع عن مستقبل الموسيقى في مواجهة المحتوى المولد آليًا الذي ينتشر بسرعة ويهدد مكانة الفنانين الحقيقيين.
وجاء في التدوينة: "إذا لم تتحرك صناعة الموسيقى الآن، فإن الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي سيحدث في أماكن أخرى، دون احترام الحقوق أو الحصول على موافقات أو تقديم أي تعويض للمبدعين".
وتعترف Spotify بأن كثيرًا من الفنانين يرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي الحالية لا تخدمهم، بل تهدد وجودهم، إذ تميل هذه التقنيات إلى استبدال الإبداع البشري بنماذج رقمية تولّد موسيقى مشابهة لأعمالهم دون مقابل أو إذن مسبق، ومن هذا المنطلق، وعدت الشركة بأن تكون جميع مشاريعها المستقبلية مع الشركاء قائمة على اتفاقيات مسبقة وواضحة، وليس على سياسة الاعتذار بعد التنفيذ.
ولتحقيق ذلك، وضعت Spotify أربعة مبادئ رئيسية ستوجّه رؤيتها الجديدة للذكاء الاصطناعي في الموسيقى. أول هذه المبادئ هو التعاون المباشر مع شركات الإنتاج والموزعين والناشرين، لتوحيد الجهود في ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق الفنانين.
أما المبدأ الثاني فهو تعزيز حرية المشاركة، بحيث يُتاح للفنانين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية دون الإضرار بزملائهم أو المساس بحقوق الملكية الفكرية.
أما المبدأ الثالث فيركّز على ضمان التعويض العادل لجميع الأطراف المشاركة في العملية الفنية، بما في ذلك الموسيقيون والملحنون والموزعون، بينما يهدف المبدأ الرابع إلى تعزيز التواصل بين الفنانين والمعجبين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال أدوات تسمح للمستمعين باكتشاف الموسيقى الحقيقية والتفاعل مع المبدعين بشكل أعمق.
ورغم هذه الخطط، تواجه Spotify تحديًا كبيرًا في الموازنة بين محاربة المحتوى غير المصرح به وبين استخدامها الشخصي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فالمنصة أطلقت خلال الأشهر الماضية عددًا من الأدوات الذكية الخاصة بها، من بينها منسق الموسيقى بالذكاء الاصطناعي الذي يُنشئ قوائم تشغيل مخصصة يوميًا، بالإضافة إلى ميزات تساعد المستخدمين على اكتشاف فنانين جدد بناءً على ذوقهم الموسيقي.
ومع ذلك، تؤكد الشركة أن أدواتها تختلف جذريًا عن تلك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليد أو نسخ موسيقى الفنانين الحقيقيين، مشددة على أن هدفها هو مساعدة المستمعين على اكتشاف الموسيقى الحقيقية، وليس استبدالها.
وفي ختام بيانها، أكدت سبوتيفاي أن رؤيتها تقوم على بناء مستقبل موسيقي قائم على الابتكار المسؤول، قائلة: "نحن نؤمن بأن مستقبل الإبداع الموسيقي يجب أن يُبنى بالتعاون بين الإنسان والآلة، لا أن يُستبدل أحدهما بالآخر. ندعو أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي للمشاركة في تشكيل هذا المستقبل بشكل أخلاقي ومستدام".
وبهذه المبادرة، تحاول Spotify أن تضع نفسها في موقع القيادة ضمن معركة متنامية داخل صناعة الموسيقى العالمية، حيث يتزايد الجدل حول حقوق الملكية الفكرية، وقيمة الفن الإنساني في زمن تصنع فيه الخوارزميات الألحان، وتُعيد رسم خريطة الإبداع الرقمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الناشرين شركات الإنتاج
إقرأ أيضاً:
بنك إنجلترا يحذر من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي
حذّر بنك إنجلترا مجدّدا مطلع ديسمبر من الرسملة السوقية المفرطة التي تمنح لقطاع الذكاء الاصطناعي، عاقدا مقارنة مع بدايات انهيار فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية.
وأشارت لجنة السياسة المالية التابعة للبنك في تقريرها الفصلي إلى «عدّة عمليات رسملة للأصول الخطرة مبالغ بها، لا سيما في ما يخص شركات التكنولوجيا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي». ولفت المصرف إلى أن «عمليات الرسملة السوقية باتت بمجملها قريبة من أعلى المستويات المسجّلة منذ انهيار فقاعة الإنترنت في الولايات المتحدة ومنذ الأزمة المالية العالمية في بريطانيا» سنة 2008.
وفي الأشهر الأخيرة، كثف عمالقة التكنولوجيا الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. وتبدو استثماراتهم غير متناسبة مع العائدات التي تولّدها هذه التقنية، ما يغذّي المخاوف من تشكّل فقاعة في السوق كتلك التي شهدتها الإنترنت في التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.
والفارق بين ما حدث في تلك الفترة والوضع الراهن هو أن الجهات الفاعلة في الذكاء الاصطناعي «تتمتّع بتدفّقات نقدية إيجابية»، وفق ما لفت حاكم مصرف إنجلترا أندرو بايلي خلال مؤتمر صحفي أعقب نشر التقرير، محذّرا من انتقال «عدوى» أزمة أمريكية محتملة إلى الأسواق البريطانية.
ففي حال خيّبت الآمال المعلّقة على الذكاء الاصطناعي، قد تتكبّد المؤسسات التي أقرضت المال لشركات القطاع خسائر كبيرة، بحسب ما حذّر بنك إنجلترا.
وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»