منظور قيادي لمستقبل التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة جلسة رفيعة المستوى بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي.. منظور قيادي"، بمشاركة نخبة من رؤساء الجامعات المصرية والدولية وصنّاع القرار في التعليم العالي، وبحضور نواب رئيس الجامعة، وعدد من عمداء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، خلال الجلسة، أن القيادة داخل المؤسسات التعليمية تُعد ركيزة أساسية لضمان استمرارية التميز والتطوير، موضحا أن القائد المؤثر يمتلك رؤية مستقبلية، ويحث زملاءه على الإبداع والابتكار، ويحول الأفكار إلى إنجازات، ويمتلك رؤية استشرافية للمستقبل.
وأشار إلى التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم العالي، والتي من بينها البنية التحتية للجامعات، والكوادر البشرية المدربة والمؤهل للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتمويل والاستدامة، وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم العالي، مبينا أن الجلسة يتم من خلالها مناقشة طرق الاستخدام الأمثل للذكاء داخل منظومة التعليم العالي.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد دلال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن مؤتمر جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي يأتي في توقيت بالغ الأهمية لمحاولة اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي والتعامل داخل مختلف المؤسسات، والتي من بينها الدراسة الجامعية.
وأشار إلى ضرورة إعادة تعريف النزاهة الأكاديمية، وإعادة النظر في تقييم الطلاب من خلال استخدام طرق جديدة بدلًا من الطرق القديمة والتقليدية، والتي لا يصلح استخدامها خلال الوقت الراهن، لافتًا إلى أن الجامعات تواجه تحديات مرتبطة بالتكلفة والبنية التحتية، والنزاهة، والقدرة على المشاركة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
وبدوره، أكد الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات الحرص علي تخريج طالب يمتلك الجاهزية لمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وذلك من خلال وضع سياسات لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى إطلاق الإطار الاسترشادى للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بمصر، والذي يتضمن 10 محاور، من بينها نمط التدريس من خلال إلقاء الضوء على المنصات وكيفية استخدامها بشكل فعال في عملية التعليم والتعلم.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعى ليس بديلا عن عضو هيئة التدريس داخل العملية التعليمية، وأن المجلس الأعلى للجامعات له دور ممتد، ليس فقط من خلال إطلاق أدلة استرشادية، ولكن من خلال تبنى المشروعات، كما أشار إلى اطلاق المجلس منذ عام ونصف المساعد المستخدم للذكاء الاصطناعي للرد على كافة التساؤلات والاستفسارات الواردة للمجلس.
وأضاف: أن الذكاء الاصطناعي متواجد منذ عام 1950، ولكن الإتاحة للحوسبة الضخمة ساهمت بشكل كبير في سرعة الانتشار، كما أن إطلاق المجلس الدليل الاسترشادى لاستخدام الذكاء الاصطناعي، هو الدليل الثالث لتحديث التقنيات ورسم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
ومن جهته، قال الدكتور محمد ضياء رئيس جامعة عين شمس "إن الجامعة تمتلك استراتيجية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي بداية من الحوكمة لوضع إطار للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال البحث العلمي وإعداد الرسائل العلمية"، منوها في هذا الصدد أن الجامعة أتاحت الإطار العام لاستخدامات الذكاء الاصطناعي لكافة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وأوضح أن الجامعة تنظم دورات متخصصة لأعضاء هيئة التدريس في مجال الذكاء الاصطناعي منذ أغسطس 2025، وتم خلالها تدريب نحو 1600 عضو هيئة تدريس لقيادة التكنولوجيا الحديثة بالجامعة، لافتا إلى وجود منصة داخل الجامعة من أجل تطوير وسائل وطرق التعليم ونظم التدريس بالجامعة، فضلا عن وضع بنوك أسئلة من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور محمد لطفى رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة أن الذكاء الاصطناعي أصبح من محاور العمل داخل الجامعات في مختلف القطاعات، لافتا إلى حرص الجامعة على تسخير أدوات الذكاء الاصطناعى وتوظيفها علي مستوى التعليم والتعلم والبحث العلمي.
ولفت إلى ضرورة استحداث منصب جديد داخل الجامعات المصرية، وهو منصب نائب رئيس الجامعة للذكاء الاصطناعي، أسوة بالجامعات العالمية يختص بمهام وضع استراتيجيات حول الاستخدامات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على كافة المستويات التعليمية والبحثية، سواء للطلاب أو لأعضاء هيئة التدريس.
وناقشت الجلسة، التحولات الجذرية التي يشهدها التعليم العالي في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودور القيادة الجامعية في توجيه هذه التغيرات نحو بناء منظومة تعليمية أكثر مرونة وكفاءة وجودة.. كما تناولت نماذج التدريس والتعلّم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقضايا نزاهة التقييم الأكاديمي، والتخصيص واسع النطاق لمسارات التعلم، وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس.
واستعرض المتحدثون، خلال الجلسة، آفاق تسريع البحث العلمي عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التحليلية، وبناء بيانات مؤسسية داعمة للابتكار، مؤكدين أهمية تطوير سياسات واضحة للاعتماد والجودة، وضمان الخصوصية والشمول والمساواة في الفرص التعليمية.. وطرح المتحدثون رؤية متكاملة لحوكمة البيانات الرقمية داخل الجامعات، ووجود ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات، وضرورة سد الفجوة في المناهج التعليمية، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على التعاون الدولي.
وأوصت الجلسة بضرورة بناء قدرات القيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في مجال الذكاء الاصطناعي، ودمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي داخل المناهج الدراسية، وإعادة النظر في معايير الحوكمة والاعتماد والجودة مع تشجيع التعاون المؤسسي الإقليمي والدولي لسد الفجوة التعليمية.. كما أوصت بوضع إطار حوكمة واضح للذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات مع إشراك الطلاب في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي للاستفادة من أفكارهم الإبداعية وامتلاكهم ملكات ومهارات استخدام التكنولوجيا الحديثة.
اقرأ أيضاًوزير التعليم العالي: الدولة المصرية داعم رئيسي للتعليم الفرانكفوني والجامعات القومية نموذج للتعاون الدولي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التعليم العالي الذكاء الاصطناعي المناهج التعليمية التقييم الأكاديمي لاستخدامات الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی التعلیم العالی داخل الجامعات رئیس الجامعة هیئة التدریس فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء
طوّر فريق من جامعة واشنطن تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تساعد الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في السمع داخل الأماكن الصاخبة، عبر تتبّع إيقاع المحادثة وكتم الأصوات غير المتوافقة.
وجرى دمج التقنية، التي عُرضت في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية في سوتشو بالصين، في نموذج أولي يستخدم مكوّنات جاهزة وقادر على التعرّف على المتحدثين خلال ثانيتين إلى أربع ثوانٍ فقط، وتم تشغيله داخل سماعات رأس ذكية.
ويتوقع الباحثون أن تُستخدم مستقبلاً في أجهزة السمع وسماعات الأذن والنظارات الذكية لتصفية البيئة الصوتية دون تدخل يدوي.
اقرأ أيضاً: نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة
السمع الاستباقي
قال شيام غولاكوتا، الباحث الرئيس، إن التقنيات الحالية تعتمد غالباً على أقطاب تُزرع في الدماغ لتحديد المتحدث الذي يركز عليه المستخدم، بينما يستند النظام الجديد إلى إيقاع تبادل الأدوار في الحديث، بحيث يتنبأ الذكاء الاصطناعي بتلك الإيقاعات اعتماداً على الصوت فقط.
ويبدأ النظام، المسمّى "مساعدو السمع الاستباقيون"، العمل عند بدء المستخدم بالكلام، إذ يحلل نموذج أول من يتحدث ومتى، ثم يرسل النتائج إلى نموذج ثانٍ يعزل أصوات المشاركين ويوفر نسخة صوتية منقّاة للمستمع.
ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
نتائج إيجابية
أفاد الفريق بأن النظام يتميز بسرعة تمنع أي تأخير ملحوظ، ويمكنه معالجة صوت المستخدم إلى جانب صوت واحد إلى أربعة مشاركين.
وخلال تجارب شملت 11 مشاركاً، حصل الصوت المفلتر على تقييم يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بالصوت غير المفلتر. ولا تزال بعض التحديات قائمة، خصوصاً في المحادثات الديناميكية ذات التداخل العالي، أو تغير عدد المشاركين.
ويعتمد النموذج الحالي على سماعات رأس تجارية مزوّدة بميكروفونات، لكن غولاكوتا يتوقع تصغير التقنية مستقبلاً لتعمل داخل رقاقة ضمن سماعة أذن أو جهاز سمع.
أمجد الأمين (أبوظبي)