20 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تعيين رجل الأعمال الديترويتي مارك سافايا، المولود من أصول كلدانية عراقية، مبعوثاً خاصاً إلى العراق.

هذا التعيين ليس مجرد إجراء دبلوماسي روتيني؛ إنه قمة جبل جليدي يجمع بين الطموحات الانتخابية الداخلية والمصالح الجيوسياسية الخارجية، و يأتي في ظل اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية في نوفمبر، وتصريحات ترمب الحديثة عن “النفط العراقي المهدور”.

الجذور الانتخابية: من ميشيغان إلى بغداد

يُعد سافايا، مؤسس سلسلة متاجر “ليف آند بود” للقنب الطبي، “عنصراً بارزاً” في حملة ترمب الانتخابية بولاية ميشيغان الحاسمة. ساهم في تحقيق رقم قياسي لتصويت الأمريكيين المسلمين، مستفيداً من صلاته الواسعة في الجاليات العربية والمسلمة.

وفي تغريدة على “تروث سوشيال”، أشاد ترمب بـ”فهم سافايا العميق للعلاقات بين العراق وأمريكا”، مشدداً على أن صلاته الإقليمية “ستعزز مصالح الشعب الأمريكي”.

هذا التعيين يعكس حسابات انتخابية دقيقة: ميشيغان، مع جاليتها العراقية الكبيرة، باتت ميداناً للمنافسة على أصوات المسلمين، وسط حملات ترمب لاستعادة الولاية الساقطة في 2020.

الخبراء يرون في الأمر محاولة لتحويل الدبلوماسية إلى أداة انتخابية، حيث يُتوقع أن يلعب واشنطن دوراً حاسماً في دعم الانتخابات العراقية، التي تواجه تحديات الفساد والتدخلات الإيرانية.

النفط في الميزان: إدارة الثراء المدفون

لا يأتي التعيين صدفة بعد تصريح ترمب الأسبوع الماضي، الذي وصف فيه العراق بأنه يمتلك “نفطاً كثيراً لكنهم لا يستطيعون إدارته أو الاستفادة منه”.

هذا التصريح، الذي يعيد صيغة ترمبية كلاسيكية عن “أخذ النفط” كتعويض عن التدخلات الأمريكية، يفتح أبواباً لصفقات اقتصادية هائلة.

العراق، ثاني أكبر منتج نفط في أوبك، يعاني من تبعية إيرانية في الطاقة وفساد يبلع مليارات الدولارات سنوياً.

وتعيين سافايا، يُقرأ كإشارة إلى صفقات محتملة لشركات أمريكية مثل شيفرون، خاصة مع فرض ترمب تعريفات جمركية بنسبة 35% على العراق مؤخراً.

وفي وقت يتجه فيه العراق الى الانتخابات، فان المبعوث يسعى كي يكون مفتاحاً لإعادة تشكيل التحالفات، محولاً الضغوط الاقتصادية إلى نفوذ سياسي.

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في 11 نوفمبر، حيث سيختار 329 عضواً يحددون رئيس الدولة ورئيس الوزراء، يبرز دور أمريكا كلاعب رئيسي.

التحالفات الشيعية المدعومة إيرانياً، الانقسامات السنية، والكردية غير المستقرة، إضافة إلى مقاطعة محتملة من الصدريين، تخلق فوضى قد تؤدي إلى شلل حكومي، فيما واشنطن، تراقب عن كثب، وتسعى لدعم إصلاحات تضعف النفوذ الإيراني، مستفيدة من انسحاب جزئي لقواتها العسكرية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

عماد النحاس يصل بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي

شهدت العاصمة العراقية بغداد فجر اليوم الجمعة وصول الجهاز الفني الجديد لفريق الزوراء العراقي بقيادة المدرب المصري عماد النحاس، الذي يبدأ مرحلة جديدة في مسيرته التدريبية، وسط تطلعات جماهير النادي العريق لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية على المستويين المحلي والقاري.

وضم الوفد المصري المرافق للنحاس كلاً من محمد محسن أبو جريشة المدرب المساعد، ومحمد فتحي مدرب حراس المرمى، حيث حظي الجهاز الفني باستقبال رسمي حافل من قبل إدارة النادي، يتقدمهم عبد الأمير ناجي نائب رئيس الهيئة الإدارية للزوراء، الذي عبّر عن ترحيبه الكبير بالمدرب المصري وطاقمه المعاون، متمنيًا لهم التوفيق في قيادة الفريق خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب استحقاق مهم في بطولة دوري أبطال آسيا 2.

ومن المقرر أن يقود عماد النحاس أولى تدريبات الفريق مساء اليوم الجمعة، في ملعب الزوراء بالعاصمة بغداد، حيث سيبدأ العمل فورًا على إعداد اللاعبين بدنيًا وفنيًا تحضيرًا للمواجهة المرتقبة أمام الاستقلال الطاجيكي، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2، في مهمة لن تكون سهلة أمام خصم قوي يمتلك خبرة كبيرة في البطولات القارية.

ويأتي تعيين النحاس في وقت حساس يمر به الزوراء، الذي يسعى لاستعادة توازنه بعد نتائج غير مستقرة في الفترة الأخيرة، سواء على الصعيد المحلي في الدوري العراقي أو في المشاركات الخارجية. 

ويرى مجلس إدارة النادي أن التعاقد مع المدرب المصري يُمثل خطوة استراتيجية لإعادة الانضباط الفني والتكتيكي للفريق، نظرًا لما يمتلكه من خبرات طويلة سواء في الملاعب المصرية أو العربية.

ويتكوّن الجهاز الفني الجديد للزوراء من نخبة من الكفاءات العربية، وجاء تشكيله الرسمي كالتالي:

عماد النحاس: المدير الفني
محمد محسن أبو جريشة: المدرب المساعد
حسام فوزي: المدرب المساعد
محمد فتحي: مدرب حراس المرمى
مازن عبد الستار: مدرب اللياقة البدنية
محمد هلال: محلل فني

وتأمل إدارة الزوراء أن يسهم هذا الطاقم في تطوير أداء الفريق ورفع معدلات الانسجام بين اللاعبين، لا سيما أن النحاس معروف بأسلوبه التكتيكي المتوازن وقدرته على إدارة المباريات الكبرى، إلى جانب تركيزه الدائم على الجوانب الانضباطية داخل وخارج الملعب.

وكان أحمد سعيد، المتحدث الرسمي باسم نادي الزوراء، قد كشف في تصريحات خاصة لموقع كورة بلس تفاصيل التعاقد مع المدرب المصري، مشيرًا إلى أن الاتفاق مع عماد النحاس يمتد حتى نهاية الموسم الجاري، مع إمكانية التجديد في حال نجاحه في تحقيق الأهداف الموضوعة من قبل الإدارة الفنية. 

وقال سعيد: “اختيار عماد النحاس جاء بعد دراسة دقيقة، وهو يمتلك سيرة تدريبية قوية في الدوري المصري، وسبق له قيادة أندية كبرى مثل المقاولون العرب والإسماعيلي والاتحاد السكندري، كما يتمتع بقدرة كبيرة على التعامل مع اللاعبين الشباب وتطوير مستواهم الفني”.

وأضاف المتحدث الرسمي: “النحاس سيبدأ مهمته فور وصوله إلى بغداد، وقد تم التنسيق معه لتجهيز خطة عمل متكاملة للمرحلة المقبلة، تشمل إعادة تقييم حالة اللاعبين، وتحليل الأداء في المباريات السابقة من أجل تصحيح الأخطاء والاستعداد الأمثل للاستحقاقات المقبلة”.

ويعد تعيين النحاس خطوة جديدة في سلسلة التعاون الفني العربي بين الأندية العراقية والمدربين المصريين، حيث سبق لعدد من الأسماء المصرية أن خاضت تجارب ناجحة في العراق وحققت نتائج إيجابية تركت انطباعًا جيدًا لدى الجماهير. ويأمل مشجعو الزوراء أن يكرر النحاس هذه النجاحات ويعيد الفريق إلى منصات التتويج.

من جانبه، أبدى المدرب المصري فور وصوله تفاؤله بالمهمة الجديدة، مؤكدًا أنه يدرك تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه مع نادٍ بحجم الزوراء، الذي يُعد أحد أكثر الأندية جماهيرية في العراق. وأوضح النحاس أنه سيعمل منذ اليوم الأول على بناء فريق قوي منضبط يعتمد على اللعب الجماعي، مشيرًا إلى أن هدفه الأول هو تحقيق نتائج إيجابية في دوري أبطال آسيا وإعادة الثقة إلى اللاعبين والجماهير.

ويُنتظر أن تشهد الفترة القادمة تغييرات فنية داخل صفوف الفريق، مع إمكانية تدعيم بعض المراكز التي تحتاج إلى تعزيز وفقًا لتقييم الجهاز الفني. كما سيُكثف النحاس من الحصص التدريبية لتجهيز اللاعبين بدنيًا، خاصة بعد فترة التوقف الأخيرة التي أعقبت نهاية الجولة الماضية من الدوري المحلي.

وبذلك، تنطلق حقبة جديدة للزوراء تحت قيادة المدرب المصري عماد النحاس، الذي يسعى لكتابة فصل جديد من النجاحات في مسيرته التدريبية، ولإعادة الروح إلى أحد أعرق أندية العراق، في مهمة تجمع بين الطموح المصري والخبرة العراقية في رحلة البحث عن المجد الآسيوي.
 

مقالات مشابهة

  • أمانة بغداد تطوّر الأسواق التقليدية الى وجهات اقتصادية وسياحية
  • ترمب يعيّن مارك سافايا مبعوثاً خاصاً للعراق
  • فرص استثمارية في أول ملتقى اقتصادي بالعراق
  • نائب:استمرار العراق في النهج الريعي يشكل خطراً اقتصادياً كبيراً
  • الشرطة العراقي والاتحاد السعودي يخوضان تدريباتهما في بغداد استعداداً للمواجهة الاسيوية
  • العراق.. هجوم مسلح على مكتب انتخابي والدفاع المدني يتسلّم أول طائرات مروحية
  • خبراء اقتصاد للشعب العراقي:استعدوا لشد الأحزمة على البطون
  • عماد النحاس يصل بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي
  • هل يعيد مقتل المشهداني شبح الاغتيالات وفوضى الأمن للعراق؟