الفلاحي: تدريبات الفرقة 91 قد تمهد لتصعيد إسرائيلي في لبنان
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
تعكس التدريبات التي أجرتها الفرقة 91 الإسرائيلية مؤخرا، احتمالية قيامها بتصعيد على جبهة لبنان لمنع حزب الله من إعادة بناء قوته، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
فقد أجرت الفرقة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية تدريبا هذا الأسبوع لتعزيز الكفاءة والجاهزية لسيناريوهات مختلفة، وهو التدريب الأول لها بعد عامين من القتال في قطاع غزة.
وتسمى الفرقة 91 بفرقة الجليل، وهي مسؤولة عن جبهة لبنان كلها من رأس الناقورة غربا حتى مزارع شبعا المحتلة شرقا.
وخلال تفقده لهذه التدريبات أمس الثلاثاء، دعا رئيس الأركان إيال زامير، ضباط الجيش للعودة للتدريبات وتعزيز الاستعداد للحرب في كافة الجبهات، والاستمرار في النشاطات العملياتية، وإحباط التهديدات والحفاظ على مستوى مرتفع من الجاهزية.
وفي تحليل للجزيرة، قال الفلاحي إن هذه الفرقة تبسط سيطرتها على الأرض وإنها إقليمية وتتكون من 4 ألوية، مرجحا أن يكون تدريبها الأخير استعدادا للتعامل مع تهديدات أو تمهيدا لتصعيد إسرائيلي محتمل على لبنان.
وشملت المناورة مشاركة من القوات البحرية والبرية والجوية، وتضمنت تدريبات على التصدي لعمليات تسلل إلى المدن الإسرائيلية والهجمات بالمسيَّرات القادمة من الشمال، حسب الفلاحي.
وإلى جانب كونها رسالة ردع، لم يستعبد الخبير العسكري أن تكون المنارة مقدمة لتصعيد عسكري في جنوب لبنان حتى منطقة نهر الليطاني في ظل حديث الولايات المتحدة عن احتمال تحركِ إسرائيل أحاديا ما لم يتم نزع سلاح حزب الله.
وبالنظر إلى الواقع الإقليمي المضطرب وتمسك إسرائيل بعدم وجود أي قوة عسكرية مناهضة في غزة أو سوريا أو لبنان، فإن هذه المناورات قد لا تكون اعتيادية كما يقال، برأي الفلاحي.
وكانت الفرقة 91 من أوائل الفرق التي تم سحبها من قطاع غزة فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كي تبدأ بقيادة المنطقة الشمالية التي تضم 3 فرق أخرى.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الفرقة 91
إقرأ أيضاً:
هل تؤشر تصريحات براك إلى تحرك إسرائيلي وشيك في لبنان؟
أعاد المبعوث الأميركي توم براك إشعال النقاش حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" بين لبنان وإسرائيل، بعد تحذيره من "عواقب وخيمة" إذا استمر ما وصفه بـ"تردد الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله".
ورأى محللون تصريحات المبعوث الأميركي بمثابة جرس إنذار قد يقرع أمام "تحرك إسرائيلي وشيك"، في حين اعتبر آخرون أنها تأتي في سياق إستراتيجية الضغط السياسي.
وفي هذا الإطار، قلل المسؤول السابق بالخارجية الأميركية توماس واريك من احتمالية توجيه ضربة إسرائيلية وشيكة بعد تصريحات براك، لكنه اعتبرها "إشارة واضحة إلى تضاؤل صبر كل من واشنطن وتل أبيب".
وأوضح واريك -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الرسالة موجهة "إلى أعلى المستويات في لبنان"، في محاولة لدفع حكومة نواف سلام إلى التحرك نحو ضبط الوضع الأمني في الجنوب، قبل أن تتخذه إسرائيل ذريعة للتدخل.
وفي حال لم يسلم حزب الله سلاحه ولم تتمكن الدولة من السيطرة الأمنية -يضيف واريك- فقد تتواصل إسرائيل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإبلاغها بأن "لبنان لا يفي بالتزاماته، ولا يبقى أمامها خيار سوى التحرك بنفسها".
وبناء على ذلك، فإن ترامب لن يكون قادرا على منع إسرائيل من التحرك وفق ما يعتبره ضروريا، مما يعكس حجم الضغط الميداني والدبلوماسي الذي يواجه لبنان في ملف حصر السلاح، حسب واريك.
وكان براك قد أكد أن نزع سلاح حزب الله ليس ضرورة أمنية لإسرائيل فحسب، بل فرصة للبنان للتجديد، كما أنه يزيل وكيلا أساسيا لإيران.
معزوفة مكررة
أما الكاتب والباحث السياسي اللبناني علي أحمد، فاعتبر كلام براك "تكرارا لموقف أميركي تقليدي تجاه حزب الله"، لافتا إلى أن التجربة أثبتت أن نزع السلاح بالقوة "مستحيل".
ووفق أحمد، فإن التهديدات الأميركية "تحمل طابعا سياسيا أكثر منه عسكريا"، وهي تكرار لمعزوفة أميركية وتنفيذها "غير ممكن"، مؤكدا أن هدفها "تعزيز أوراق الضغط لا إشعال حرب".
إعلانوفي الـ5 من أغسطس/آب الماضي، قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح -بما فيه سلاح حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال شهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025، لكن القرار لاقى اعتراضا من حزب الله وحركة أمل.
خيارات ضيقةفي المقابل، قرأ الأكاديمي والباحث السياسي علي مراد التصريحات الأميركية من زاوية مختلفة، واعتبرها "انحيازا واضحا لإسرائيل وتغاضيا عن خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار".
وحسب مراد، فإن تصريحات براك لا تخدم أيضا خيار بسط الدولة اللبنانية سيطرتها وتعزيز حضور الحكومة، بل تزيد من صعوبة عملها الداخلي، مشيرا إلى أن أداء الدبلوماسية الأميركية يشوبه الكثير من الغموض.
وأعرب عن قناعته بأن سلاح حزب الله -بمعزل عن المطالب الإسرائيلية- لم يعد قادرا على حماية الجنوب اللبناني أو إعادة تشكيل المعادلة، خصوصا "بعد الانسحاب من جنوب نهر الليطاني وسقوط نظام الأسد ووحدة الساحات".
لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم لطالما أكد مرارا أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال "انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار".
وفي ضوء هذا التعقيد، تواجه حكومة نواف سلام -حسب مراد- خيارات ضيقة وصعبة للغاية، لكنه شدد أن لا أحدَ في لبنان يريد الاستسلام.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته.