الشهيد الغماري والتصنيع الحربي.. المعجزة التي كسرت المستحيل
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
من أبرز تلك الإنجازات التصنيع والإنتاج الحربي، إذ أصبح اليمن اليوم في مقدمة الدول العربية في هذا المجال، بعد أن كان في زمنٍ مضى متأخراً، بل أشبه بـ"صفرٍ على الشمال" منذ اليوم الذي دُفنت فيه الصواريخ ودُمِّرت ترسانته خلال مرحلة الهيكلة العسكرية. حينها وصل اليمن إلى حافة العدم في قدراته الاستراتيجية، وهو ما شكّل سبباً رئيسياً لتشجيع التحالف على شنّ عدوانه في عام 2015.
كانت الرهانات الأمريكية والإقليمية تقوم على أن دائرة النار لن تتجاوز حدود اليمن، وأن الحرب ستحسم سريعاً خلال أشهر معدودة وفق أعلى التقديرات، غير أن المهمة كانت صعبة في ظل حربٍ شاملة تُدار بأدوات إقليمية وبغطاءٍ دولي، مع حصار خانق وانعدام شبه كامل للإمكانات.
لكن ما بدا مستحيلاً في نظر تحالف العدوان، أصبح ممكناً بالتوكل على الله وبعزيمة الرجال المخلصين، فشقّ اليمن طريقه بثبات نحو التطوير والإنتاج العسكري، وكان الشهيد محمد عبدالكريم الغماري أحد فرسان هذا الميدان، منذ توليه رئاسة هيئة الأركان عام 2016، حيث بدأ العصر الجديد للتصنيع الحربي في اليمن.
منذ ذلك الحين، تحولت القدرات العسكرية من الدفاع إلى الردع، ومن الردع إلى الهجوم الدقيق، بات اليمن قادراً على ضرب المعتدين مرة بعد أخرى، حتى وصلت العمليات إلى العشرات والمئات.
لقد تغيّر ميزان القوة، أصبح لليمن اليد الطولى بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وما تزال السعودية تتذكر حرائق "بقيق وخريص"، كما لا تنسى الإمارات العمليات في دبي وأبوظبي، وكلما اشتد العدوان، تضاعفت قدرات اليمن، حتى رضخت الرياض وأبوظبي في العام الثامن للعدوان.
في تلك المرحلة، تقدم اليمن خطواتٍ نوعية في حماية أجوائه، فسقطت عشرات الطائرات المتنوعة في شِباك الدفاعات الجوية. وما دمّرته واشنطن خلال زمن الوصاية، أعاده رجال الله أضعافاً مضاعفة كماً ونوعاً، وظهر في البحر الأحمر ما كانت الصهيونية تخشاه منذ زمن.
بالتوازي، وفّرت القوات المسلحة احتياجاتها التسليحية من المسدس إلى الكلاشينكوف، ومن القناصات والذخائر إلى الألغام والمدفعية والمدرعات، في منظومة اكتفاء ذاتي غير مسبوقة.
ومع بدء مرحلة خفض التصعيد، جاء طوفان الأقصى، وكان لليمن موقفه المتميّز والمشرّف. وعلى المستوى العسكري، واصل التصنيع الحربي تطوره بوتيرة استثنائية، بحضور الشهيد الغماري كما في كل جولة.
اعترفت واشنطن نفسها بتطور القدرات اليمنية، إذ أصبح اليمن الأول عالمياً في استخدام الصواريخ الباليستية البحرية، وطوّر صواريخ "كروز" والطائرات المسيرة البحرية، كما نجح – بجهودٍ مشتركة – في إنهاء عصر حاملات الطائرات، وإحكام الحصار البحري على كيان العدو.
وفي المرحلة ذاتها، كسر اليمن الأسطورة الأمريكية "إف-35" بعد إسقاط 22 طائرة خلال عامٍ ونصف، ووجّه طائرات "يافا" المسيّرة ضرباتٍ دقيقة في عمق الكيان، متجاوزةً أكثر المنظومات الدفاعية تطوراً في العالم. ثم ظهر الطراز "صماد-4" الذي أذاق العدو الويلات حتى اللحظات الأخيرة من حرب العامين.
أما الإنجاز الأهم في تاريخ الصناعات العسكرية اليمنية، فتمثل في تطوير الصواريخ الفرط-صوتية، التي أصبحت كابوساً يلاحق العدو، خاصة بعد تطويرها برؤوسٍ شُطارية متقدمة.
لقد كان الشهيد الغماري على رأس هرم هذا الإنجاز، يعمل في ظروفٍ بالغة التعقيد، وفي مواجهةٍ مع أحدث التقنيات العسكرية على مستوى العالم.
فاستحق أن يُذكر اسمه كلما ذُكرت إنجازات اليمن الكبرى، وكلما تحدثنا عن تحوّل المستحيل إلى ممكن بإرادة الإيمان والعمل والتضحية.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
قادة المناطق العسكرية يرفعون برقية عزاء للرئيس المشاط باستشهاد الفريق الركن محمد الغماري
الثورة نت /..
رفع قادة المناطق العسكرية برقية عزاء إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن باستشهاد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة.
وأوضح قادة المنطقة العسكرية المركزية، والمناطق العسكرية الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، وقوات الاحتياط المركزي، وألوية الصمود، والنصر، والكرار، والناصر، وكتائب الوهبي، ومحور همدان، في البرقية أن الفريق الركن الغماري، كان قدوة وقائداً ومعلماً وعزة عصرنا، ومدرسة متكاملة في الجد والاهتمام والتسليم والشجاعة والاقدام، كما كان قوياً عزيزاً شديداً أمام الطغاة والمجرمين، ورحيماً عطوفاً لأبناء شعبه وأمته، وما شاهدناه في اهتمامه بأبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة خير شاهد.
وأشاروا إلى “أن الشهادة هي وسام شرف اختصه الله بها، وليعلم الأعداء أن دم الشهيد هي وقود تشعل فينا كل معاني الإباء والعزة، وهذه الدماء زلزال يدك عروش الطغاة والظالمين، وفاتحة للنصر الكبير بزوال العدو الصهيوني والأمريكي والمنافقين والخونة العملاء”.
وأكد قادة المناطق العسكرية، العهد للسيد القائد بالثبات في الساحات والجبهات، حاملين راية الشهداء بكل عزة وإباء وشموخ، لا نبدّل ولا نغير حتى تحقيق الفرج والنصر للشعب اليمني وكافة المستضعفين.
وأضافوا “إننا بهذا المصاب نعزيكم، ونعزي أسرة الشهيد ورفاقه الشهداء ونعزي شعبنا اليمني العزيز المجاهد الصابر، وأبناء أمتنا الإسلامية، ونعزي المجاهدين في فلسطين، ونعاهد الله ونعاهد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، ونعاهدكم ونعاهد شعبنا وكل الأحرار بأن نكون ثابتين في الساحات والجبهات، حاملين راية الشهداء بكل عزة وإباء وشموخ، لا نبدل ولا نغير حتى تحقيق الفرج والنصر لشعبنا وكافة المستضعفين”.
كما أكدوا أنهم سيكونون عوناً وسنداً لرئيس هيئة الأركان العام اللواء الركن يوسف حسن المداني، بكافة المهام والأعمال الجهادية، لافتين إلى الجهوزية مع كافة المجاهدين في الجبهات والساحات لمواجهة كافة المؤامرات التي يحيكها الأعداء.
واختتم قادة المناطق العسكرية البرقية بالقول “مرة أخرى نعزيكم، ونعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل، الذي يزيدنا عزماً وقوة في مواجهة الأعداء ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة الأبرار، ويسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار مع الأنبياء والأولياء والصالحين، ويحشره في زمرة محمد وآله”.