كشف موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير أعدته الصحفية سيما محمد، عن صدور تقرير جديد للأمم المتحدة يسلط الضوء على تورط عشرات الدول في دعم وتمكين الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

التقرير الذي أعدته فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، صدر في نسخته المحدثة يوم الإثنين الماضي، ووصف الإبادة الجماعية بأنها "جريمة جماعية مدعومة بتواطؤ دول ثالثة مؤثرة ساهمت في تمكين إسرائيل من ارتكاب انتهاكات منهجية وطويلة الأمد للقانون الدولي".



وأكدت ألبانيز أن "الفظائع التي تبث مباشرة أمام العالم، والمؤطرة بروايات استعمارية تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ما كانت لتحدث لولا الدعم السياسي والعسكري والدبلوماسي والاقتصادي الذي تقدمه دول غربية لإسرائيل".

التواطؤ الدولي بأربع صور
أوضحت ألبانيز أن هذا الدعم يتوزع على أربع فئات: الدعم الدبلوماسي، والعسكري، والاقتصادي، والإنساني، مؤكدة أن غياب المحاسبة الدولية وتواطؤ الإعلام الغربي في ترديد الروايات الإسرائيلية سمحا لتل أبيب بمواصلة جرائمها دون عقاب.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن سبع مرات لمنع قرارات وقف إطلاق النار، بينما وفرت دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وهولندا غطاء سياسيا عبر مشاريع قرارات "مخففة" أو عبر الامتناع عن التصويت، مما خلق "وهم التقدم" في الجهود الدبلوماسية.


انتقادات للدول العربية والإسلامية
ورغم دعم الدول العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية، إلا أن التقرير انتقد عدم اتخاذها خطوات حاسمة، مشيرا إلى أن بعض الدول الإقليمية سهلت طرقا برية للاحتلال الإسرائيلي عبر البحر الأحمر، بينما واصلت مصر تعاونها الاقتصادي وإغلاق معبر رفح.

التقرير أشار إلى أن الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا من أبرز مزودي الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح رغم قرارات الأمم المتحدة الداعية إلى حظر التوريد منذ عام 1976، حيث تضمن واشنطن سنوياً 3.3 مليارات دولار من التمويل العسكري، و500 مليون دولار إضافية للدفاع الصاروخي حتى عام 2028.

وسلط التقرير الضوء على التعاون العسكري البريطاني مع الاحتلال٬ متحدثا عن أكثر من 600 رحلة استطلاعية وتبادل معلومات استخباراتية، إضافة إلى تواطؤ 26 دولة في إرسال شحنات أسلحة، منها الصين والهند وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

كما اتهمت ألبانيز 19 دولة – بينها أستراليا وكندا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – بالمشاركة في برنامج الطائرة الشبح “أف35”الذي استخدم في قصف غزة.

علاقات اقتصادية تُضفي الشرعية على الاحتلال
التقرير أوضح أن استمرار العلاقات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي "يُضفي الشرعية على نظام الفصل العنصري"، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي بقي أكبر شريك تجاري لتل أبيب، فيما زادت دول عربية، مثل الإمارات والأردن والمغرب، من تجارتها معها خلال الحرب.

وأشار إلى أن تركيا فقط أوقفت تجارتها في أيار/مايو 2024، رغم استمرار بعض التعاملات غير المباشرة.

اتهم التقرير 18 دولة، بينها كندا وبريطانيا وبلجيكا والدنمارك، بتعليق تمويلها لوكالة الأونروا بعد مزاعم إسرائيلية غير مثبتة، معتبرا إسقاط المساعدات جوا "إجراء استعراضيا غير فعال".

وفي ختام تقريرها، أكدت ألبانيز أن الدول المتواطئة تعيد إنتاج "ممارسات استعمارية وعنصرية"، مضيفة أن "العنف الإبادي في غزة هو تتويج لتاريخ طويل من التواطؤ الغربي الذي سمح لإسرائيل بالإفلات من العقاب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة الفيتو المانيا غزة فيتو ابادة البانيز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

شخصيات يهودية تدعو لفرض عقوبات على الاحتلال بسبب جرائم الإبادة في غزة

دعت أكثر من 450 شخصية يهودية بارزة حول العالم، من بينهم مسؤولون إسرائيليون سابقون ومفكرون وفنانون حاصلون على جوائز عالمية، إلى فرض عقوبات دولية على الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما وصفوه بأنه "أفعال غير مقبولة تصل إلى حد الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.

وجاءت هذه الدعوة في رسالة مفتوحة موجهة إلى الأمم المتحدة وقادة العالم، تطالب بمحاسبة الاحتلال على ممارساتها في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

وصدرت الرسالة التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية بالتزامن مع اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وسط تقارير عن نية بعض الدول الأوروبية التراجع عن مقترحات لفرض عقوبات على تل أبيب بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وقال الموقعون في رسالتهم: "لم ننسَ أن القوانين والمواثيق الدولية التي أنشئت لحماية حياة الإنسان جاءت ردا على الهولوكوست، لكن إسرائيل انتهكت تلك الضمانات بشكل منهجي ومتكرر".

وشملت قائمة الموقعين أسماء لافتة مثل أبراهام بورغ، الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي، ودانييل ليفي المفاوض الإسرائيلي السابق في مفاوضات السلام، إلى جانب الكاتب البريطاني مايكل روزن، والكندية ناعومي كلاين، والمخرج الحائز على جائزة الأوسكار جوناثان غليزر، والممثل الأمريكي والاس شون، والفائز بجائزة بوليتزر بنيامين موزر، إضافة إلى الفائزتين بجائزة "إيمي" إيلانا غليزر وهانا آينبايندر.

وطالب الموقعون قادة العالم بـ الالتزام بأحكام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وتجنب التواطؤ في انتهاكات القانون الدولي من خلال وقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات محددة الهدف، مع ضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة، ورفض الادعاءات الزائفة بمعاداة السامية ضد الأصوات المطالبة بالسلام والعدالة.

وجاء في الرسالة أيضا: "ننحني برؤوسنا في حزن لا يقاس، فيما تتزايد الأدلة التي تشير إلى أن أفعال إسرائيل تستوفي التعريف القانوني لجريمة الإبادة الجماعية".

تحول في الرأي العام اليهودي والأمريكي
وتعكس الرسالة تغيرا واسعا في الرأي العام داخل الأوساط اليهودية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. فبحسب استطلاع لصحيفة "واشنطن بوست"، يرى 61% من اليهود الأمريكيين أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب في غزة، بينما قال 39% إنها ترتكب إبادة جماعية.

وفي استطلاع آخر أجراه معهد بروكينغز، قال 45% من الأمريكيين إنهم يعتقدون أن الاحتلال ارتكب جريمة إبادة، بينما كشف استطلاع جامعة كوينيبياك في آب/أغسطس الماضي أن نصف الناخبين الأمريكيين يتبنون الرأي ذاته، بينهم 77% من الديمقراطيين.


ومن بين الموقعين الآخرين على الرسالة المايسترو الإسرائيلي إيلان فولكوف، والكاتبة المسرحية V (المعروفة سابقا باسم إيف إنسلر)، والكوميديان الأمريكي إريك أندريه، والروائي الجنوب أفريقي الحائز على جائزة بوكر دامون غالغوت، والصحفي والمخرج الإسرائيلي الحائز على جائزة الأوسكار يوفال أبراهام، والفائز بجائزة توني توبي مارلو، والفيلسوف الإسرائيلي عمري بويم.

وقال الموقعون في ختام رسالتهم: "تضامننا مع الفلسطينيين ليس خيانة لليهودية، بل تحقيق لجوهرها. فعندما علّمنا حكماؤنا أن من يدمّر حياة إنسان كأنه دمر عالما بأسره، لم يستثنوا الفلسطينيين. لن نرتاح حتى يتحول وقف إطلاق النار إلى نهاية للاحتلال والفصل العنصري".

أرقام صادمة من غزة
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 65 ألف فلسطيني وأُصيب 167 ألفا على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة، بينما تقدر الأمم المتحدة أن نحو 90% من سكان القطاع أصبحوا نازحين داخليا.

وفي تقرير صدر مؤخرا، أكد عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولن وجيف ميركلي، بعد زيارة ميدانية للمنطقة في أيلول/سبتمبر الماضي٬ أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ "خطة منهجية لتدمير وتهجير الفلسطينيين قسرا من غزة"، محذرين من تورط الولايات المتحدة في هذه الجرائم عبر دعمها العسكري والسياسي المستمر لإسرائيل.

وأوضح التقرير أن الاحتلال دمر البنية التحتية المدنية بالكامل تقريبا، واستخدمت الغذاء كسلاح، وفرضت عقبات ممنهجة أمام دخول المساعدات الإنسانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي يتهم دولا كبرى بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة
  • تقرير أممي: تورط 60 دولة في تمكين “إسرائيل” من إبادة غزة
  • احتجاج مناهض للاحتلال في دوري أبطال أوروبا.. أوقفوا الإبادة الجماعية
  • شخصيات يهودية تدعو لفرض عقوبات على الاحتلال بسبب جرائم الإبادة في غزة
  • مقترح في الكنيست الإسرائيلي لمنح دروز السويداء حق الإقامة في دولة الاحتلال
  • الأورومتوسطي يوثق إحصاءات صادمة بعد عامين من جريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • المرصد الأورومتوسطي يوثّق إحصاءات صادمة بعد عامين من جريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • إحصاءات صادمة بعد عامين من الإبادة الجماعية في غزة
  • أي الدول العربية حصل مواطنوها على أكثر تأشيرات هجرة لأمريكا في 2024؟