اعتمدت الدراسة على بيانات شملت أكثر من 17 ألف شخص تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، ممن يعانون من زيادة في الوزن وأمراض قلبية وعائية.

كشفت دراسة طبية حديثة أن دواء "سيماغلوتايد" (Semaglutide)، المعروف بدوره في خفض الوزن وعلاج السكري، قد يوفّر حماية فعّالة للقلب والأوعية الدموية حتى لدى المرضى الذين لم يفقدوا وزنًا كبيرًا أثناء استخدامه.

الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة كلية لندن (UCL) ونُشرت في مجلة The Lancet، توصّلت إلى أن فوائد الدواء لا تقتصر على خفض الوزن كما كان يُعتقد سابقًا، بل تمتد لتشمل آليات مباشرة تؤثر إيجابًا على صحة القلب.

نتائج غير مرتبطة بمقدار الوزن المفقود

اعتمدت الدراسة على بيانات شملت أكثر من 17 ألف شخص تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، ممن يعانون من زيادة في الوزن وأمراض قلبية وعائية. وقد تلقّى بعضهم حقنًا أسبوعية من "سيماغلوتايد"، بينما حصل آخرون على علاج وهمي (Placebo)، في تجربة امتدت لأكثر من عامين.

وأظهرت النتائج أن الدواء خفّض خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والأحداث القلبية الخطيرة بنسبة 20%، حتى بين المشاركين الذين لم يفقدوا وزنًا ملحوظًا. كما تبيّن أن التأثير الوقائي كان مشابهًا لدى أصحاب الوزن الزائد المعتدل وأولئك الذين يعانون من السمنة الشديدة، ما يشير إلى أن فعالية الدواء لا تعتمد على مؤشر كتلة الجسم أو مقدار فقدان الوزن.

Related "لا شيء يحدث فجأة".. دراسة تكشف سبب 99% من حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغيةتفتح آفاقًا لأساليب علاجية دقيقة.. دراسة تكشف أثر التمارين المنتظمة على أعصاب القلبمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب دوره في حماية القلب

ورغم أن فقدان الوزن لم يكن العامل الحاسم، لاحظ الباحثون وجود علاقة بين انخفاض محيط الخصر وتحسّن صحة القلب، إذ شكّل هذا التغير نحو ثلث الفائدة القلبية التي يحققها الدواء بعد عامين من استخدامه.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور جون دينفيلد من معهد علوم القلب والأوعية الدموية في جامعة كلية لندن إن الدهون المتراكمة حول البطن تشكّل خطرًا أكبر على القلب من الوزن الكلي، لذلك فإن تقليلها يرتبط بتحسن ملحوظ في صحة القلب. وأضاف أن ثلثي الفوائد القلبية للدواء لا يمكن تفسيرها فقط بخسارة الوزن، ما يشير إلى أن "سيماغلوتايد" يعمل بطرق متعددة تتجاوز دوره في حرق الدهون.

دواء يتجاوز كونه علاجًا للسمنة

يرى دينفيلد أن هذه النتائج تعيد تعريف ما يفعله الدواء فعليًا، إذ قال: "رغم أنه يُسوَّق كحقنة لإنقاص الوزن، إلا أن تأثيره على القلب يتجاوز دوره في التخسيس، فهو يساهم في الوقاية من أمراض القلب وأمراض الشيخوخة المرتبطة بالجهاز الدوري." وأوضح أن المرضى لا يحتاجون إلى فقدان وزن كبير أو امتلاك مؤشر كتلة مرتفع للاستفادة من التأثير القلبي للدواء، مشيرًا إلى أن حصر استخدامه على فئات معينة أو لفترات محدودة "لا يبدو منطقيًا".

وفي المقابل، شدّد على أهمية موازنة الفوائد مقابل الآثار الجانبية المحتملة، لا سيما مع توسّع الفئات التي يمكن أن تستفيد من الدواء أو من أدوية مشابهة له.

ويعتقد الباحثون أن فوائد "سيماغلوتايد" لا تقتصر على فقدان الوزن، بل تشمل تحسين وظائف بطانة الأوعية الدموية، وتقليل الالتهابات، وضبط ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم.

هذه الخصائص تعود إلى طبيعة الدواء بوصفه ناهضًا لمستقبلات GLP-1 (Glucagon-like peptide-1)، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر بعد الوجبات وتعزيز كفاءة الأوعية الدموية.

تجربة SELECT ودور الأدوية المشابهة

الدراسة اعتمدت على بيانات تجربة SELECT، وهي أكبر تجربة سريرية طويلة الأمد لتقييم تأثير "سيماغلوتايد" على الوزن وصحة القلب لدى أكثر من 17 ألف شخص من غير المصابين بالسكري.

وقد قادت نتائجها إلى موافقة الهيئة البريطانية للأدوية العام الماضي على استخدام دواء Wegovy، وهو الاسم التجاري لـ"سيماغلوتايد"، لعلاج الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب وصفه في العيادات الخاصة ضمن برامج إنقاص الوزن.

وفي الوقت نفسه، يُستخدم الدواء ضمن العيادات المتخصصة في إدارة الوزن في النظام الصحي البريطاني (NHS)، بينما يُوصف دواء مشابه له هو Mounjaro من قبل الأطباء العامين للأشخاص ذوي مؤشر كتلة مرتفع، خصوصًا أولئك المصابين بارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الكوليسترول أو أمراض القلب أو انقطاع النفس أثناء النوم.

الحاجة إلى تنوع أكبر في الدراسات

وأشار الباحثون في ختام دراستهم إلى أن معظم المشاركين كانوا من الرجال ومن ذوي البشرة البيضاء، ما يستدعي توسيع نطاق التجارب المستقبلية لتشمل مشاركين من خلفيات عرقية وجندرية مختلفة، لضمان فهم أوسع لاستجابة مختلف الفئات للدواء.

وقد تم عرض التحليل الأولي لبيانات تجربة SELECT خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) العام الماضي، في خطوة اعتُبرت آنذاك بداية لتغيير الطريقة التي تُفهم بها أدوية إنقاص الوزن، ليس فقط كوسيلة لتقليل الكيلوغرامات، بل كأداة فعّالة في الوقاية من أمراض القلب وتحسين جودة الحياة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة داء السكري علاج دراسة أمراض القلب دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرسوم الجمركية كندا فنزويلا صحة القلب إلى أن

إقرأ أيضاً:

فوائد غير متوقعة للكركم في تحسين صحة الدماغ وتقوية الذاكرة

سلّطت دراسة حديثة الضوء على الفوائد المدهشة للكركم، مؤكدة أن المكوّن النشط فيه المعروف باسم الكركمين يمتلك خصائص قوية قد تساهم في تعزيز صحة الدماغ، وتقوية الذاكرة، والحد من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.

ليلة لن تتكرر.. كاتي بيري نجمة تتلألأ تحت أضواء الأهرامات في أولى حفلاتها بمصر دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة"

 

وأوضحت الدراسة أن الكركمين يتمتع بقدرة عالية على محاربة الالتهابات داخل الخلايا العصبية، مما يساعد في حماية الدماغ من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل الرئيسية في الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر والباركنسون.

 

كما أشارت النتائج إلى أن تناول الكركم بانتظام سواء بإضافته إلى الطعام أو تناوله كمكمّل غذائي قد يساعد في تحسين المزاج وتقليل أعراض القلق الخفيف، نظرًا لتأثيره على المواد الكيميائية المسؤولة عن توازن الحالة النفسية داخل الدماغ.

 

وأكد الباحثون أن الكركم يعزز أيضًا تدفق الدم إلى الدماغ ويحسّن وظائف الإدراك والانتباه، مما يجعله أحد الأعشاب المهمة لطلاب الجامعات والعاملين تحت ضغط ذهني مستمر.

 

وشدّد الأطباء على أهمية استهلاك الكركم مع الفلفل الأسود، لما يحتويه من مركب البيبيرين الذي يزيد امتصاص الكركمين في الجسم بنسبة كبيرة، مما يعزز فاعليته وفوائده الصحية.

 

واختتمت الدراسة توصياتها بالتأكيد على أن إدخال الكركم ضمن النظام الغذائي اليومي يُعد خيارًا بسيطًا وفعّالًا لدعم صحة الدماغ والحفاظ على النشاط الذهني لفترات أطول.

مقالات مشابهة

  • دراسة: تناول التفاح على الريق يساعد في تنظيف القولون وتحسين الهضم
  • اكتشاف طبي جديد: دواء قادر على إصلاح الحمض النووي وتجديد الأنسجة التالفة
  • تحذير من تشغيلات مجهولة لأشهر دواء لعلاج الغدة الدرقية.. تفاصيل
  • 4 تغييرات يومية تحميك من النوبات القلبية.. نصائح طبيب
  • تناول الشوفان يوميًا يقلل خطر ارتفاع الكوليسترول ويحسن صحة الأوعية الدموية
  • فوائد الثوم في خفض ضغط الدم المرتفع وتحسين صحة الأوعية الدموية
  • فوائد غير متوقعة للكركم في تحسين صحة الدماغ وتقوية الذاكرة
  • جمال شعبان: الإصابة بنزلات البرد قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل القلبية
  • جمال شعبان: مرضى القلب أكثر عرضة للأزمات القلبية بالشتاء
  • علماء: تناول البروتين قبل النوم يساعد على تحسين كتلة العضلات