اكتشاف طبي مذهل.. دواء شائع للسمنة يساعد على تحسين صحة القلب
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
اعتمدت الدراسة على بيانات شملت أكثر من 17 ألف شخص تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، ممن يعانون من زيادة في الوزن وأمراض قلبية وعائية.
كشفت دراسة طبية حديثة أن دواء "سيماغلوتايد" (Semaglutide)، المعروف بدوره في خفض الوزن وعلاج السكري، قد يوفّر حماية فعّالة للقلب والأوعية الدموية حتى لدى المرضى الذين لم يفقدوا وزنًا كبيرًا أثناء استخدامه.
الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة كلية لندن (UCL) ونُشرت في مجلة The Lancet، توصّلت إلى أن فوائد الدواء لا تقتصر على خفض الوزن كما كان يُعتقد سابقًا، بل تمتد لتشمل آليات مباشرة تؤثر إيجابًا على صحة القلب.
نتائج غير مرتبطة بمقدار الوزن المفقوداعتمدت الدراسة على بيانات شملت أكثر من 17 ألف شخص تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، ممن يعانون من زيادة في الوزن وأمراض قلبية وعائية. وقد تلقّى بعضهم حقنًا أسبوعية من "سيماغلوتايد"، بينما حصل آخرون على علاج وهمي (Placebo)، في تجربة امتدت لأكثر من عامين.
وأظهرت النتائج أن الدواء خفّض خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية والأحداث القلبية الخطيرة بنسبة 20%، حتى بين المشاركين الذين لم يفقدوا وزنًا ملحوظًا. كما تبيّن أن التأثير الوقائي كان مشابهًا لدى أصحاب الوزن الزائد المعتدل وأولئك الذين يعانون من السمنة الشديدة، ما يشير إلى أن فعالية الدواء لا تعتمد على مؤشر كتلة الجسم أو مقدار فقدان الوزن.
Related "لا شيء يحدث فجأة".. دراسة تكشف سبب 99% من حالات النوبات القلبية والسكتات الدماغيةتفتح آفاقًا لأساليب علاجية دقيقة.. دراسة تكشف أثر التمارين المنتظمة على أعصاب القلبمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب دوره في حماية القلبورغم أن فقدان الوزن لم يكن العامل الحاسم، لاحظ الباحثون وجود علاقة بين انخفاض محيط الخصر وتحسّن صحة القلب، إذ شكّل هذا التغير نحو ثلث الفائدة القلبية التي يحققها الدواء بعد عامين من استخدامه.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور جون دينفيلد من معهد علوم القلب والأوعية الدموية في جامعة كلية لندن إن الدهون المتراكمة حول البطن تشكّل خطرًا أكبر على القلب من الوزن الكلي، لذلك فإن تقليلها يرتبط بتحسن ملحوظ في صحة القلب. وأضاف أن ثلثي الفوائد القلبية للدواء لا يمكن تفسيرها فقط بخسارة الوزن، ما يشير إلى أن "سيماغلوتايد" يعمل بطرق متعددة تتجاوز دوره في حرق الدهون.
دواء يتجاوز كونه علاجًا للسمنةيرى دينفيلد أن هذه النتائج تعيد تعريف ما يفعله الدواء فعليًا، إذ قال: "رغم أنه يُسوَّق كحقنة لإنقاص الوزن، إلا أن تأثيره على القلب يتجاوز دوره في التخسيس، فهو يساهم في الوقاية من أمراض القلب وأمراض الشيخوخة المرتبطة بالجهاز الدوري." وأوضح أن المرضى لا يحتاجون إلى فقدان وزن كبير أو امتلاك مؤشر كتلة مرتفع للاستفادة من التأثير القلبي للدواء، مشيرًا إلى أن حصر استخدامه على فئات معينة أو لفترات محدودة "لا يبدو منطقيًا".
وفي المقابل، شدّد على أهمية موازنة الفوائد مقابل الآثار الجانبية المحتملة، لا سيما مع توسّع الفئات التي يمكن أن تستفيد من الدواء أو من أدوية مشابهة له.
ويعتقد الباحثون أن فوائد "سيماغلوتايد" لا تقتصر على فقدان الوزن، بل تشمل تحسين وظائف بطانة الأوعية الدموية، وتقليل الالتهابات، وضبط ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم.
هذه الخصائص تعود إلى طبيعة الدواء بوصفه ناهضًا لمستقبلات GLP-1 (Glucagon-like peptide-1)، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر بعد الوجبات وتعزيز كفاءة الأوعية الدموية.
تجربة SELECT ودور الأدوية المشابهةالدراسة اعتمدت على بيانات تجربة SELECT، وهي أكبر تجربة سريرية طويلة الأمد لتقييم تأثير "سيماغلوتايد" على الوزن وصحة القلب لدى أكثر من 17 ألف شخص من غير المصابين بالسكري.
وقد قادت نتائجها إلى موافقة الهيئة البريطانية للأدوية العام الماضي على استخدام دواء Wegovy، وهو الاسم التجاري لـ"سيماغلوتايد"، لعلاج الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب وصفه في العيادات الخاصة ضمن برامج إنقاص الوزن.
وفي الوقت نفسه، يُستخدم الدواء ضمن العيادات المتخصصة في إدارة الوزن في النظام الصحي البريطاني (NHS)، بينما يُوصف دواء مشابه له هو Mounjaro من قبل الأطباء العامين للأشخاص ذوي مؤشر كتلة مرتفع، خصوصًا أولئك المصابين بارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الكوليسترول أو أمراض القلب أو انقطاع النفس أثناء النوم.
الحاجة إلى تنوع أكبر في الدراساتوأشار الباحثون في ختام دراستهم إلى أن معظم المشاركين كانوا من الرجال ومن ذوي البشرة البيضاء، ما يستدعي توسيع نطاق التجارب المستقبلية لتشمل مشاركين من خلفيات عرقية وجندرية مختلفة، لضمان فهم أوسع لاستجابة مختلف الفئات للدواء.
وقد تم عرض التحليل الأولي لبيانات تجربة SELECT خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) العام الماضي، في خطوة اعتُبرت آنذاك بداية لتغيير الطريقة التي تُفهم بها أدوية إنقاص الوزن، ليس فقط كوسيلة لتقليل الكيلوغرامات، بل كأداة فعّالة في الوقاية من أمراض القلب وتحسين جودة الحياة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة داء السكري علاج دراسة أمراض القلب دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرسوم الجمركية كندا فنزويلا صحة القلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ابتكار تقنية خارقة لإنقاص الوزن بدون جراحة
يسعى الباحثون دائما لاكتشاف طرق جديدة لمساعدة مرضى السمنة على التحكم بوزنهم، وسط تزايد معدلات المرض والبحث المستمر عن حلول آمنة وفعالة.
وتتطلب عمليات مثل "تحويل مسار المعدة" أسابيع للتعافي، وقد تسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهابات أو النزيف. بينما توفر الحقن الدوائية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" خيارا أقل تدخلا، إلا أنها قد تسبب آثارا جانبية مثل الغثيان أو فشل الأعضاء.
وفي دراسة جديدة، أعدّ فريق مركز "هداسا" الطبي غرفة عمليات حقيقية، لكن دون مشرط أو تخدير، حيث يقوم طبيب نفسي ومعالج بالتنويم المغناطيسي بإرشاد المرضى خطوة بخطوة عبر سيناريو محاكاة عملية تكميم المعدة، بحيث يعتقد الدماغ أنه يخضع للجراحة فعليا، ما يحفز العقل على محاكاة فوائد العملية، بما في ذلك زيادة الشعور بالشبع وضبط النفس.
وتقول مايا مزراحي، أخصائية التنويم المغناطيسي المعتمدة وقائدة الدراسة: "الدماغ لا يفرق بين الواقع والخيال. من خلال بناء سيناريو يعتقد فيه الدماغ أن الجسم يخضع لعملية جراحية، يمكن للعقل إعادة خلق الآثار الإيجابية نفسها للعملية: الشعور بالامتلاء وضبط النفس والدافع للتغيير".
شارك في الدراسة 41 مريضا، 19 منهم خضعوا سابقا لجراحة إنقاص الوزن، بعد ثلاثة أشهر، بدأ 86% من المشاركين بفقدان الوزن.
من خضعوا سابقا للجراحة، فقد ثلثاهم أكثر من 20% من وزنهم، أما المشاركون الجدد، فقد فقد 55% منهم حوالي 10% من وزنهم.
ومثال على ذلك، فقدت المريضة "روز" (69 عاما) 16.8 كغ بعد التنويم المغناطيسي، بعد أن فشلت في الحفاظ على وزنها عبر الجراحة السابقة وحقن فقدان الوزن GLP-1. وقالت: "كنت قلقة من أنني لن أتحمل الأمر، لكنني فوجئت. أصبح تناول الطعام أسهل، وهناك أمل".
توضح مزراحي أن التنويم المغناطيسي يساعد المرضى على إعادة التواصل مع أجسادهم وإدارة عاداتهم الغذائية، وهو أمر يصعب تحقيقه غالبا بسبب الانفصال بين العقل والجسم أثناء تناول الطعام..