صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-12@17:09:45 GMT

جريمة 25 أكتوبر 2021..!

تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT

جريمة 25 أكتوبر 2021..!

 رشا عوض

استشعر ملايين السودانيين أن ذلك الانقلاب نذير شؤم على البلاد وما خاب ظنهم

اليوم تمر الذكرى الرابعة لانقلاب 25 أكتوبر 2021 المشؤوم الذين سموه “إجراءات لتصحيح المسار” بهدف تجنيب البلاد الحرب الأهلية!!

ذلك الانقلاب ولد منبوذا، فخرجت التظاهرات ضده قبل أن يولد من رحم “المؤامرة الكيزانية ضد الثورة”!

استشعر ملايين السودانيين أن ذلك الانقلاب نذير شؤم على البلاد وما خاب ظنهم! فلم يكن الانقلاب تصحيحا لمسار، بل كان إغراقا للبلاد في الدم والأشلاء والكراهية، كان تدميرا شاملا للوطن الذي يحتاج الآن إلى مئات المليارات من الدولارات، حتى يصل إلى الحالة الاقتصادية والأمنية التي كان عليها في 24 أكتوبر 2021.

.!! ليس نفس الحالة طبعا، فهناك فارق كبير وعظيم أغلى من الأموال والمباني التي هدمت والبنية التحتية التي تحطمت!! هناك عشرات الآلاف من القتلى المدنيين والعسكريين في كل أطراف القتال، نزيف غير مسبوق من الفئة العمرية الشبابية في كل أقاليم السودان! نزيف من حاضر ومستقبل البلاد..!

هذا النزيف لا يقتصر فقط على الشباب الذين قتلوا في الحرب بل يشمل أعدادا تفوقهم من الشباب السوداني الذي فقد الرغبة في العودة إلى السودان حتى لو توقفت الحرب وبات في أجندته هدف واحد:

الهجرة وإن كان ثمنها فقدان الحياة غرقا على السواحل الأوروبية! كما يوجد آلاف المعاقين إعاقات دائمة! والذين سيقضون بقية أعمارهم في ملاحقة التعافي من آثار جروحهم! وهناك موت خارج ساحات القتال يتربص بكل السودانيين وهو الأوبئة والحميات التي تحصد الأرواح بلا رحمة نتيجة لانعدام الأدوية والرعاية الصحية وسوء التغذية!

أما الخسائر المادية الضخمة للمواطنين العاديين، فحدث ولا حرج! فكل من أفنى عمره في سبيل سترة حاله وجد نفسه بين عشية وضحاها لا يملك قوت يومه!

أضف إلى كل ذلك الفرص الاقتصادية والتنموية الضائعة على السودان كدولة لو نجح الانتقال المدني الديمقراطي!

كل هذه الأثمان الباهظة في مسابقة دنيئة نحو مقاعد السلطة بواسطة السلاح!

المعاتيه الذين يحلمون بالحكم العسكري لم يجتهدوا في استيفاء أهم شرط من شروط الحكم العسكري الناجح في القمع والفساد، أي شرط احتكار السلاح بواسطة جيش واحد خاضع لسلطة قائد واحد! هؤلاء المعاتيه جعلوا البلاد زاخرة بالمليشيات، والجيش الرسمي نفسه حولوه إلى حزب سياسي بتيارات متنافسة، ويدين ضباطه بالولاء لقادة سياسيين غير قائد جيشهم كنتيجة طبيعية للتسييس الكيزاني!

الإصرار على حيازة السلطة السياسية بالسلاح في ظل هذا الواقع هو وصفة نموذجية لاندلاع حرب تدمر الوطن وتشرد مواطنيه! ورغم علم هؤلاء المعاتيه بذلك لم يترددوا في جرجرة البلاد إلى حرب؛ لأنهم ببساطة غير وطنيين وغير إنسانيين ومعاناة البشر لا تحرك لهم ساكنا!

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

فرنسا تؤكد مشاركتها في إجهاض الانقلاب في بنين

أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الثلاثاء أن باريس قدمت دعما لوجستيا واستخباريا للقوات المسلحة في بنين لمواجهة محاولة انقلاب عسكري جرت نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن تفشلها السلطات في كوتونو.

وأوضح الإليزيه أن المساعدة الفرنسية جاءت بطلب مباشر من السلطات البنينية، وشملت "المراقبة، والرصد، والدعم اللوجستي"، في إطار مواجهة التحركات الانقلابية التي استهدفت الرئيس باتريس تالون.

وأضافت الرئاسة أن الرئيس إيمانويل ماكرون قاد جهودا للتنسيق وتبادل المعلومات مع دول المنطقة، مؤكدة أن باريس عملت على تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات التي تستهدف استقرار غرب أفريقيا.

وبحسب مصادر في الإليزيه، أجرى ماكرون اتصالات الأحد الماضي مع نظيره البنيني باتريس تالون، ومع قادة نيجيريا وسيراليون، حيث تتولى الأخيرة رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).

وقد قامت المنظمة بدور محوري في حشد استجابة عسكرية سريعة لدعم حكومة بنين في مواجهة المحاولة الانقلابية.

دلالات الموقف

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل وغرب أفريقيا سلسلة من الانقلابات العسكرية خلال الأعوام الأخيرة، مما يثير مخاوف من انتقال عدوى عدم الاستقرار إلى دول أخرى.

ويُنظر إلى تدخل فرنسا في بنين على أنه رسالة سياسية تؤكد استمرار حضورها في المنطقة، رغم تراجع نفوذها في بعض الدول المجاورة بعد انسحاب قواتها من مالي والنيجر.

ويرى مراقبون أن الدعم الفرنسي يعكس رغبة باريس في الحفاظ على شراكاتها الأمنية في غرب أفريقيا، خصوصا مع دول تعتبرها حليفة في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية.

كما يبرز الدور المتنامي لإيكواس في التصدي لمحاولات تقويض الأنظمة الدستورية، وسط دعوات لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان الاستقرار السياسي في القارة.

مقالات مشابهة

  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة
  • كاسبرسكي تحذر من المجرمين السيبرانيين الذين يستخدمون الكتب التركية والعربية الرائجة كطعمٍ لسرقة البيانات الشخصية
  • العدّاد يقترب من المليون.. بطولة كأس العرب تحقّق حضورًا جماهيريًا غير مسبوق وتكسر الأرقام القياسية
  • غارة على مستشفى في أراكان.. قتلى وجرحى وتصاعد الاتهامات لجيش ميانمار
  • 30 قتيلا في غارة للجيش على مستشفى بميانمار
  • زعيم الانقلاب الفاشل في بنين يفر إلى توغو المجاورة
  • بالأسماء… هؤلاء هم اللبنانيون الذين أُخلي سبيلهم من سوريا
  • العسكريون في غينيا بيساو يكشفون ملامح المرحلة الانتقالية
  • فرنسا تؤكد مشاركتها في إجهاض الانقلاب في بنين
  • من أنور السادات إلى ناديا مراد وعمر ياغي.. من هم العرب الذين فازوا بجائزة نوبل؟