صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-25@11:29:53 GMT

جريمة 25 أكتوبر 2021..!

تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT

جريمة 25 أكتوبر 2021..!

 رشا عوض

استشعر ملايين السودانيين أن ذلك الانقلاب نذير شؤم على البلاد وما خاب ظنهم

اليوم تمر الذكرى الرابعة لانقلاب 25 أكتوبر 2021 المشؤوم الذين سموه “إجراءات لتصحيح المسار” بهدف تجنيب البلاد الحرب الأهلية!!

ذلك الانقلاب ولد منبوذا، فخرجت التظاهرات ضده قبل أن يولد من رحم “المؤامرة الكيزانية ضد الثورة”!

استشعر ملايين السودانيين أن ذلك الانقلاب نذير شؤم على البلاد وما خاب ظنهم! فلم يكن الانقلاب تصحيحا لمسار، بل كان إغراقا للبلاد في الدم والأشلاء والكراهية، كان تدميرا شاملا للوطن الذي يحتاج الآن إلى مئات المليارات من الدولارات، حتى يصل إلى الحالة الاقتصادية والأمنية التي كان عليها في 24 أكتوبر 2021.

.!! ليس نفس الحالة طبعا، فهناك فارق كبير وعظيم أغلى من الأموال والمباني التي هدمت والبنية التحتية التي تحطمت!! هناك عشرات الآلاف من القتلى المدنيين والعسكريين في كل أطراف القتال، نزيف غير مسبوق من الفئة العمرية الشبابية في كل أقاليم السودان! نزيف من حاضر ومستقبل البلاد..!

هذا النزيف لا يقتصر فقط على الشباب الذين قتلوا في الحرب بل يشمل أعدادا تفوقهم من الشباب السوداني الذي فقد الرغبة في العودة إلى السودان حتى لو توقفت الحرب وبات في أجندته هدف واحد:

الهجرة وإن كان ثمنها فقدان الحياة غرقا على السواحل الأوروبية! كما يوجد آلاف المعاقين إعاقات دائمة! والذين سيقضون بقية أعمارهم في ملاحقة التعافي من آثار جروحهم! وهناك موت خارج ساحات القتال يتربص بكل السودانيين وهو الأوبئة والحميات التي تحصد الأرواح بلا رحمة نتيجة لانعدام الأدوية والرعاية الصحية وسوء التغذية!

أما الخسائر المادية الضخمة للمواطنين العاديين، فحدث ولا حرج! فكل من أفنى عمره في سبيل سترة حاله وجد نفسه بين عشية وضحاها لا يملك قوت يومه!

أضف إلى كل ذلك الفرص الاقتصادية والتنموية الضائعة على السودان كدولة لو نجح الانتقال المدني الديمقراطي!

كل هذه الأثمان الباهظة في مسابقة دنيئة نحو مقاعد السلطة بواسطة السلاح!

المعاتيه الذين يحلمون بالحكم العسكري لم يجتهدوا في استيفاء أهم شرط من شروط الحكم العسكري الناجح في القمع والفساد، أي شرط احتكار السلاح بواسطة جيش واحد خاضع لسلطة قائد واحد! هؤلاء المعاتيه جعلوا البلاد زاخرة بالمليشيات، والجيش الرسمي نفسه حولوه إلى حزب سياسي بتيارات متنافسة، ويدين ضباطه بالولاء لقادة سياسيين غير قائد جيشهم كنتيجة طبيعية للتسييس الكيزاني!

الإصرار على حيازة السلطة السياسية بالسلاح في ظل هذا الواقع هو وصفة نموذجية لاندلاع حرب تدمر الوطن وتشرد مواطنيه! ورغم علم هؤلاء المعاتيه بذلك لم يترددوا في جرجرة البلاد إلى حرب؛ لأنهم ببساطة غير وطنيين وغير إنسانيين ومعاناة البشر لا تحرك لهم ساكنا!

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

جريمة «طفل المنشار» تزلزل أرجاء الإسماعيلية

القاتل الصغير خطط ونفذ وأخفى جريمته مستوحيًا أفكاره من فيلم أجنبىالجانى يراوغ النيابة ويغير أقواله ويعيد تمثيل الجريمة عدة مراتالنيابة تتهم والد الجانى وبائع التليفون المحمول بالتستر والاشتراك

 

 

بابتسامته المعهودة وخفة ظله ودع محمد والديه متجها من منزله صباح الأحد لمدرسته بحى أول بمدينة الإسماعيلية وكعادته دخل على والده طبع قبلة على خده وانطلق حاملا كتبه داخل حقيبته المدرسية ليقضى يومه الدراسى...كان يوما عاديا لدى محمد وأسرته وزملائه، لم يلاحظ اى احد ان هناك من يتربص له وينتظر اللحظة الحاسمة لينفذ جريمته ويقتله..كانت عيون يوسف تترقب محمد طوال اليوم فى الفصل والفناء...يتحاشى النظر اليه كلما انتبه له احد كان يتعامل معه بلطف وبهدوء، انتهى اليوم الدراسى وتأخر محمد عن موعد عودته للمدرسته.

بدأ القلق يدب فى قلب والدته التى هاتفت والده أحمد واخبرته بتأخر وصول ابنهم الوحيد للمنزل...ساعات مرت ثقيلة.. بين اتصالات هاتفية والتحرك الى المدرسة والسؤال بين الزملاء ليتقصى اخبار ابنه ولكن دون جدوى. 

لم يعلم احد حتى الآن ما الذى دار بين محمد وبين يوسف حتى يقنعه لاصطحابه معه فى طريق العودة للمنزل.

مر يومين على اختفاء محمد قام الاب خلالها بتحرير محضر تغيب لنجله وجاب خلالهما الاب وجميع أفراد الاسرة الشوارع والمستشفيات لعلهم يجدون اثر لمحمد ولكن لا شىء سوى ان بعض الزملاء اكدوا ان محمد خرج من باب المدرسة مع يوسف يوم اختفائه، وهو ما دفع الاب لابلاغ الأجهزة الأمنية بما توصل اليه وبمراجعة كاميرات المراقبة فى المنطقة المحيطة بالمدرسة تبين أنهما انطلقا سويا.

لم ينكر يوسف مع تحريات المباحث انه خرج مع محمد من المدرسة واكد انه تركه عند مطعم فى شارع الثلاثينى وأن محمد قام باستقلال ميكروباص متوجها نحو منزله فى نفس التوقيت كانت بلاغات من أهالى وعمال نظافة تفيد العثور على أشلاء جسدية داخل كيس أسود ملقاة فى منطقة مهجورة مجمع للقمامة خلف مجمع تجارى شهير بالإسماعيلية. 

وهو ما دفع رجال المباحث لربط بين ما عثر عليه وبين بلاغ تغيب الطفل وبدأت دائرة المباحث تتوسع وتم رصد كاميرات مراقبة فى أماكن متفرقة بالقرب من منزل يوسف حتى تبين ان محمد كان بصحبة يوسف يوم الأحد فى تمام الثانية ظهرا ودخل معه المنزل ولم يخرج.

تشكل فريق من البحث الجنائى وتم مهاجمة منزل يوسف يوم الثلاثاء بعد نحو ٤٨ ساعة من تغيب محمد وكانت المفاجأة وجود مفرش ملطخ بالدماء وكاب يخص محمد.

وأكدت تحريات فريق البحث أن المتهم خرج من المنزل عدة مرات حاملا أكياس سوداء وبمداهمة المنزل عثر فريق البحث على مفرش ملطخ بالدماء وكاب خاص بالقتيل، وبمواجهته اعترف المتهم بارتكابه الجريمة عقب مشادة نشبت مع القتيل أثناء تواجدهما بالمنزل، فتعدى عليه مستخدما آلة حادة «كتر» وبالضرب بـشاكوش على رأسه حتى فارق الحياة، واستخدم منشارا كهربائيا خاصا بوالده الذى يعمل نجارا لتقطيع الجثة إلى ٦ أجزاء وضعها فى أكياس سوداء وألقى منها ٤ أكياس بالقرب من مول شهير وكيسين فى مبنى مهجور بالمنطقة، مؤكدا انه استوحى طريقة تنفيذ الجريمة من أحد المسلسلات الأجنبية.

فريق النيابة العامة اصطحب المتهم لتمثيل الجريمة عدة مرات داخل منزله وفى الموقع الذى ألقى فيه الأكياس التى تضم أشلاء الطالب القتيل. وفى كل مرة يتلاحظ ان الجانى يمثل بطريقة مختلفة.

على مدار ٨ أيام ماضية لا تزال تحقيقات النيابة العامة بالإسماعيلية تكشف تفاصيل جديدة وشركاء فى القضية، مراوغة القاتل للمحققين وادعاءاته المتتالية وتغيير أقواله فى الدوافع وملابسات الجريمة تعكس اننا امام جانٍ حاد الذكاء يستمتع بما فعله ويواصل استمتاعه بسرد روايات متضاربة.

وقررت النيابة العامة حبس والد الجانى ١٥ يوما على ذمة التحقيقات لاتهامه بالتستر والاشتراك فى الجريمة كما قررت حبس صاحب محل هواتف بالإسماعيلية ١٥ يوما هو الاخر لاتهامه بإخفاء معلومات عن جهات التحقيق.

وتقول مروة قاسم السيدة الثلاثينية ابنة الإسماعيلية والتى هزت مصيبتها أرجاء مصر بمقتل طفلها وتقطيعه لأشلاء وإلقائه فى أماكن مهجورة «أنا عايزة حق ابنى، يتعدم هو واللى ساعده، مش هعيط، نارى مش هتبرد، إلا لما يتعمل فيه زى ما عمل فى ابنى، وأعرف هو عمله إيه علشان يعمل فيه كده، أنا مش متخيلة إن محمد يعرف يؤذى حد أو يزعل حد، محمد كان حنين وبيحب الناس وبيحب يساعد الناس ويحب زمايله، قلبه كان أبيض، عمره ما شال من حد ولا فيه حقد أو غل، بالعكس محمد كان وحيد، وكان بيحب زمايله وبيعتبرهم إخواته وبيتعامل عادى، كانت اللقمة بيقسمها مع أى حد معاه فى الفصل لو مش معاه سندوتشات، ويجى يقولى وأقوله جدع أخدت ثواب ويفرح، كان لو لقى حد محتاج ومعه فلوس يجرى يديله، وماشيين سوا يقولى ماما هاتى فلوس اشترى حاجة ميقوليش على الثواب اللى هيعمله، اكتشفه وأبصله وابتسم وأقول تربيتى.. حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عايزة حق ابنى يا رب.. ولو قعدت أحكى عمرى كله مش هيكفى».

مقالات مشابهة

  • «الأمة القومي»: انقلاب 25 أكتوبر قاد السودان إلى نفق الحرب والانقسام
  • بعد فشل الانقلاب على رئيس نيجيريا .. إقالة كبار قادة الجيش
  • جريمة قتل بشعة تهز كسلا
  • في ذكراه الرابعة من دروس انقلاب 25 أكتوبر 2021
  • مَن تاكايتشي التي تريد أن تكون تاتشر اليابان؟
  • جريمة «طفل المنشار» تزلزل أرجاء الإسماعيلية
  • غزة.. حيثُ تَظهر جريمة القرن يتجلّى انتصارُ العصر
  • في القصيم يحتفون بالتاريخ السعودي ورجاله الذين صاغوا ذاكرة الوطن وأمجاده
  • ناطق سرايا القدس: تحية لإخواننا في اليمن الذين فرضوا حصاراً بحرياً غير مسبوق على العدو المجرم