الغمراوي: مصر شريك فاعل في صياغة مستقبل التنظيم الدوائي عالمياً
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
ترأس الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفد جمهورية مصر العربية المشارك في القمة السنوية للتحالف الدولي للسلطات الرقابية للأدوية (ICMRA)، والمنعقدة بمقر الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) بالعاصمة الهولندية أمستردام، في الفترة من ٢١ إلى ٢٤ أكتوبر الحاري، بمشاركة رؤساء الهيئات الدوائية من مختلف دول العالم.
تُعَدّ القمة إحدى أبرز الفعاليات الدولية في مجال التنظيم الدوائي؛ إذ تجمع كبار صُنّاع القرار لمناقشة قضايا محورية تشمل الاعتماد التنظيمي، والابتكار العلمي، والذكاء الاصطناعي، وبناء الثقة في الأنظمة الصحية. كما تمثل منصة استراتيجية لتعزيز التنسيق بين الجهات الرقابية وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات المستجدة في القطاع الدوائي على المستوى الدولي.
خلال فعاليات القمة، قدّم الدكتور الغمراوي عددًا من المداخلات والجلسات الحوارية التي تناولت موضوعات رئيسية في مجالات الاعتماد التنظيمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الممارسات الرقابية.
واستعرض سيادته تجربة هيئة الدواء المصرية في بناء منظومة اعتماد رقابية متكاملة ترتكز على الشفافية والحوكمة والاتساق مع المعايير الدولية، مؤكدًا الدور الريادي لمصر في دعم التعاون الدولي وتعزيز الابتكار بما يخدم سلامة وجودة المنظومة الصحية العالمية.
منظومة اعتماد متكاملةوفي كلمته حول المسارات العالمية للاعتماد التنظيمي، استعرض الدكتور الغمراوي جهود الهيئة في تطوير منظومة اعتماد متكاملة ترتكز على إطار قانوني وتنظيمي متين يضمن الاتساق في الممارسات الرقابية، موضحًا أن الهيئة دمجت مفهوم الاعتماد في مختلف مراحل دورة حياة الدواء، بدءًا من تقييم التغييرات ما بعد التسويق وحتى الإفراج عن التشغيلات واعتماد بروتوكولات التجارب الإكلينيكية.
كما أشار إلى انضمام مصر في يونيو 2025 إلى مذكرة التفاهم متعددة الأطراف بين هيئات الدواء الإفريقية الحاصلة على مستوى النضج الثالث (ML3) من منظمة الصحة العالمية، لتأسيس شبكة إفريقية للاعتماد وتبادل المعلومات، بما يعزز مكانة مصر كأول هيئة إفريقية تحقق هذا المستوى في مجالي الأدوية واللقاحات.
واختتم الدكتور الغمراوي كلمته بالتأكيد على التزام هيئة الدواء المصرية بدعم التعاون الدولي، وتعزيز التكامل الرقابي لضمان مأمونية وجودة وفعالية المستحضرات الطبية على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما قامت هيئة الدواء المصرية بعرض تقديمى تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي في الممارسات التنظيمية: نظرة إلى المستقبل”، استعرضت خلالها د. سندس محمد، مشرف ملف المنظمات بالإدارة العامة للعلاقات العامة والتعاون الدولي، تجربة مصر في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن المنظومة التنظيمية، في ضوء الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025–2030)، بما يبرز ريادة مصر في هذا المجال من خلال رئاستها لمجموعتي العمل الإفريقية والعربية المعنيتين بالذكاء الاصطناعي، والتزامها بمبادئ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بشأن الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد شهدت الجلسات الافتتاحية للقمة زخمًا دوليًا كبيرًا، حيث أكدت السيدة إيمر كوك، المديرة التنفيذية للوكالة الأوروبية للأدوية، أهمية تعزيز الشراكات الرقابية العابرة للحدود لدعم الابتكار وتحقيق التوازن بين تسريع إتاحة الدواء وضمان مأمونيته وجودته، وهو ما يتسق مع التوجهات التي طرحها الدكتور الغمراوي خلال مشاركته.
وتؤكد مثل هذه المشاركات رفيعة المستوى الدور المتنامي لهيئة الدواء المصرية على الساحة الدولية، بما يعزز مواءمة سياساتها التنظيمية مع نظيراتها العالمية، ويدعم رؤيتها في استشراف المستقبل وصياغة حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية العالمية، وضمان توافر مستحضرات طبية آمنة وفعالة وعالية الجودة للمواطنين في مصر والعالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيئة الدواء المصرية أمستردام هیئة الدواء المصریة الدکتور الغمراوی الذکاء الاصطناعی مصر فی
إقرأ أيضاً:
عندما يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا للمحاسب
بالنسبة للمديرين الماليين (CFOs) ومديري تكنولوجيا المعلومات (CIOs) الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة لتطوير عملياتهم المالية، لم تعد الأتمتة التقليدية — كما شهدنا في عدة أجيال من أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) — كافية. فقد أصبح من الواضح أن الشفافية وقابلية التفسير لا تقل أهمية عن الكفاءة نفسها.
تتجه شركات المحاسبة ووحدات التمويل داخل المؤسسات نحو اعتماد أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على الاستدلال والفهم، وليس مجرد الحساب والتنفيذ. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة Basis الأميركية الناشئة، التي تأسست قبل عامين فقط، والتي تطور وكلاء ذكاء اصطناعي متخصصين لأتمتة الأعمال المحاسبية المهيكلة، مع الحفاظ على إشراف بشري كعنصر أساسي في العملية.
تمثل هذه الأنظمة تحولًا جوهريًا في مفهوم الأتمتة المؤسسية؛ فهي لا تهدف إلى استبدال البشر، بل إلى تعزيز خبراتهم وتوسيع قدراتهم، عبر الجمع بين دقة النماذج الذكية وخبرة المحاسبين الضرورية للامتثال وبناء الثقة.
الكفاءة مع المساءلة
تطوّر شركة Basis وكلاء ذكاء اصطناعي يتولون المهام المالية الروتينية مثل التسويات المحاسبية، وقيود اليومية، وإعداد الملخصات المالية. تعتمد المنصة على نماذج GPT-4.1 وGPT-5 من OpenAI، ما يتيح للمستخدمين مراجعة وتحليل كل خطوة من خطوات اتخاذ القرار بشكل مستقل وشفاف.
سجّلت شركات المحاسبة التي تعتمد Basis توفيرًا في الوقت يصل إلى 30٪، مما منح موظفيها فرصة التركيز على الأعمال الاستشارية ذات القيمة الأعلى — وهو إنجاز لا يمكن للأتمتة التقليدية تحقيقه بسهولة أو بكفاءة مماثلة.
وعلى عكس أدوات الأتمتة التقليدية التي تعمل كـ«صناديق سوداء»، تركز Basis على المنطق القابل للمراجعة. فكل توصية يصدرها النظام تتضمن شرحًا واضحًا للبيانات المستخدمة والمنطق التحليلي المستند إليه، مما يمنح المحاسبين القدرة على التحقق من النتائج وتحمل مسؤوليتها بالكامل — وهو عنصر أساسي في البيئات المالية الخاضعة لتنظيم دقيق.
بناء أنظمة تتعلم
يتيح الذكاء الاصطناعي القائم على الوكلاء (Agentic AI) التعامل مع المحاسبة كنظام مترابط من سير العمل، بدلًا من اعتبارها مجرد مجموعة مهام منفصلة. في منصة Basis، يدير وكيل إشرافي رئيسي مدعوم بـGPT-5 العملية المالية بالكامل، مع تفويض المهام إلى وكلاء فرعيين، يعمل كل منهم على نموذج مختلف بحسب تعقيد المهمة وطبيعة البيانات.
في المهام السريعة أو الاستفسارات البسيطة، تُستخدم قدرات GPT-4.1 لما تتميز به من سرعة وكفاءة. أما المهام التحليلية المعقدة، مثل تصنيفات البيانات أو إغلاق الحسابات الشهرية، فيعتمد النظام على GPT-5 لما يتمتع به من قدرة على الاستدلال العميق وفهم السياق بدقة.
محتوى مشابه.. كيف أصبح الذكاء الاصطناعي المهندس الحقيقي لبيئة العمل الحديثة؟
تُجري الشركة اختبارات معيارية دقيقة لكل نموذج ضمن سيناريوهات محاسبية حقيقية لتحديد متى يمكن منح الوكلاء استقلالية أكبر. كما تتيح المنصة للمستخدمين الاطلاع على كل خطوة، وفهم المنطق وراءها، ومستوى الثقة في النتائج.
هذا التصميم المرن يمكّن الشركات من توسيع نطاق الاعتماد على الذكاء الاصطناعي تدريجيًا دون المساس بالدقة أو الموثوقية، ويعكس نهج التعاون الهجين بين الإنسان والآلة الذي بدأ يترسخ في قطاعات مثل القانون وإدارة المخاطر.
قد يهمك أيضا.. كيف يقود الذكاء الاصطناعي نجاح المشاريع الرقمية ويضاعف أرباحها؟
دروس للقطاعات الأخرى
تتجاوز أهمية Basis مجال المحاسبة التقليدي. فنهجها في تنسيق النماذج (Model Orchestration) — أي توجيه المهام إلى النموذج الأنسب وفقًا لأدائه وسرعته — يمكن تطبيقه في مجالات مثل المشتريات، والموارد البشرية، والامتثال، أو أي مجال يعتمد على قرارات مهيكلة تتطلب شفافية ومساءلة عالية.
تُبرز شراكة Basis مع OpenAI كيف يمكن لمحركات الاستدلال بالذكاء الاصطناعي العمل بفعالية داخل بيئات بيانات آمنة. فالهدف لم يعد السرعة وحدها، بل بناء أتمتة تعزز الثقة — في المشغلين والنماذج على حد سواء. وتستمر هذه الأنظمة في التطور دون المساس بسيطرة البشر على النتائج.
تعرف على.. الذكاء الاصطناعي يزاحم المبرمجين.. أم يمهّد لمستقبلهم؟
لم يعد الذكاء الاصطناعي في المحاسبة مجرد أداة لأتمتة الإدخالات الحسابية، بل أصبح يركز على تطوير أنظمة تفكر وتتصرف مثل المحاسبين المحترفين.
بالنسبة لقادة المؤسسات، يقدم نموذج Basis رؤية واضحة لمستقبل الأتمتة: ذكاء اصطناعي يتطور باستمرار، يعزز سرعة وذكاء الفرق، مع الحفاظ على سيطرة البشر على النتائج دون التفريط بها لصالح التقنية.
أسامة عثمان (أبوظبي)