بوابة الوفد:
2025-10-25@16:41:47 GMT

هل أكل الربا إعلان حرب على الله ورسوله

تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT

وأصل الربا في اللغة: هو الزيادة والنمو، مصدر ربا، يربو، إذا زاد ونما. قال تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}[الحج:5]. "أي ارتفعت وزادت عما كانت عليه قبل نزول المطر". ومنه أيضا قوله سبحانه: {أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ}[النحل:92] أي أكثر عددا وأزيد قوة.


والربا صوره كثيرة، وتطبيقاته لا حصر لها، ولكنها يجمعها في النهاية نوعان:
الأول: ربا الفضل، وهو ربا البيوع.. والثاني: ربا النسيئة، وهو ما يعرف بربا الديون.

أولا: ربا الفضل أو البيوع:
وهو "بيع مال ربوي بجنسه مع زيادة في أحد العوضين".. فالمال إما ربوي أو غير ربوي، فالربوي لا يجوز بيع جنس بجنسه إلا مع التساوي والتقابض.. ويكون في الأموال الربوية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعيرُ بالشَّعيرِ، والتَّمرُ بالتَّمرِ، والمِلْحُ بالمِلْحِ.. مِثْلًا بمِثْلٍ، يَدًا بيَدٍ، فمَن زاد أوِ ازداد فقد أَرْبى؛ الآخِذُ والمُعْطِي فيه سواءٌ).
فهذه الأموال لما كان يسهل دخول الربا فيها، وضع لها الشرع هذه الضوابط سدًّا لذريعة الربا، فإذا اختلفت الأجناس جاز التفاوت إذا كانت يدا بيد.. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَدًا بيَدٍ.
وقد كان هذا قديما شائعا، استعمال هذه الأشياء في صورة الأموال أو التبادل التجاري، وإذا كان هذا يكاد يكون غير موجود حاليا، إلا أن صورته بيع الذهب بالذهب عند الصاغة.. فيأخذ أحدهم عشر جرامات للصائغ مستعملة، فيغيرها له بخمس جرامات جديدة، فلا يكون مثلا بمثل.. أو يعطيه مقابل العشرة المستعملة عشرة جديدة ويأخذ فارقا من المال، فيكون قد زاد أو استزاد.. وهذا كله وقوع في الربا.
فإن قال قائل: الذهب القديم لا يساوي الجديد، وكذلك هذه الأشياء تتفاوت في قيمتها.. فكيف يكون الحل؟
نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامله على خيبر وقد جاءه بتمر جيد: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل تمر خيبر هكذا؟ قال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل.. بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا).

أي بع تمرك الردئ بدراهم ثم اشتر بالدراهم تمرا جيدا.. وهكذا بائع الذهب ينبغي أن يفعل.

والربا بكل أشكاله وصوره حرام، غليظ الحرمة، حرمه الله على جميع الأمم، وفي جميع الأديان، وعلى مدار الأزمان.. وقد ثبتت حرمته بالكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين:
قال تعالى لبني إسرائيل: {فبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}[النساء].
وقال سبحانه لأمة الإسلام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[آل عمران]، وقال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة:275]، وقال جل شانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ}.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الربا البيوع صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

هل تصح الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة؟

الاستخارة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل في الاستخارة أن تكون بأداء ركعتين ودعاء في السجود، ويمكن أن تكون بالدعاء فقط عند تعذُّر الصلاة، وبذلك تجوز للحائض، والنفساء، وفاقد الطهور، ومن تعذرت عليه الصلاة لأي سبب.


حكم الاستخارة:

وندب الشرع الشريف المسلمين إلى اللجوء إلى أداء صلاة الاستخارة، حيث جعل في تحريها سعادة للإنسان وفي تركها من شقاوته؛ روى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله عَزَّ وَجَلَّ».

كيفية أداء صلاة الاستخارة:

وأوضحت الإفتاء أنه لم يثبت في السنة قراءة سورة معينة في كل ركعة من ركعات صلاة الاستخارة، ولكن أفاد الإمام النووي: أنه يقرأ في الأولى "الكافرون"، وفي الثانية "الإخلاص". انظر: "الأذكار النووية" (ص: 213، ط. دار ابن كثير).

وقال الحافظ زين الدين العراقي: "لم أجد في شيء من طرق الحديث تعيين ما يقرأ في ركعتي الاستخارة، لكن ما ذكره النووي مناسب؛ لأنهما سورتا الإخلاص، فناسب الإتيان بهما في صلاة المراد منها إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز، وسبق إليه الغزالي، ولو قرأ ما وقع فيه ذكر الخيرة كآية القصص وآية الأحزاب لكان حسنًا" اهـ. بواسطة "الفتوحات الربانية" لابن علان الصديقي (3/ 354-355، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية).

والمقصود بآية القصص: قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: 68]، وآية الأحزاب: قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36].

الاستخارة
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 185، ط. دار المعرفة): [والأكمل أن يقرأ في كل منهما السورة والآية؛ الأوليين في الأولى، والأخريين في الثانية] اهـ.

ويستحبّ افتتاحه وختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: "الأذكار النووية" (ص: 213).


دعاء صلاة الاستخارة:

تؤدي الاستخارة بصلاة مخصوصة، وتكون بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ثم الدعاء بالدعاء الوارد الذي جاء فيما أخرجه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يقول: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ- خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ».

 

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على عقوبة الربا فى الدنيا وفى الإخرة
  • حكم عمل الولائم وبيان بعض أنواعها
  • هل تصح الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة؟
  • صيغ الصلاة على رسول الله ﷺ
  • ما حكم استعمال السبحة في ذكر الله ؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم مسح الرقبة في الوضوء .. الإفتاء توضح
  • هل يجوز اقتراض المال بفائدة من صديق؟.. أمين الفتوى يجيب
  • «المروءة.. عبادة خفية ومجدٌ باقٍ»
  • "أذكار النوم".. 11 دعاء منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم د