الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
قال باتريك يوسف، المدير الإقليمي لإفريقيا لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الوضع الإنساني في السودان بات مأساويًا وغير مسبوق، نتيجة استمرار النزاع المسلح منذ أكثر من عامين ونصف، مشيرًا إلى أن ما يزيد على 13 مليون شخص نزحوا قسرًا من ديارهم، بعد أن امتد القتال من العاصمة الخرطوم إلى ولايات عديدة من بينها دارفور بأكملها.
وأضاف أن الخرطوم كانت تضم نحو 15 مليون نسمة، لكن معظمهم اضطروا إلى الفرار بعد أن تحولت المدينة إلى ساحة حرب مفتوحة، مما تسبب في انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.
توقف مراكز المياه والصرفوفي تصريحاته لـ قناة القاهرة الإخبارية، مع الإعلامي حساني بشير، خلال برنامج "الحصاد الأفريقي"، أوضح يوسف أن الصراع الدائر أدى إلى تضرر أكثر من 80% من المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى توقف مراكز المياه والصرف الصحي والطوارئ الطبية عن العمل في مناطق عدة.
وأكد أن هذا الوضع المعقد ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية وانتشار الأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا، في ظل صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وأكد المدير الإقليمي لإفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المنظمة تعمل بشكل مكثف مع الحكومة السودانية والوزارات المختصة لتأمين الخدمات الضرورية للسكان، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق النزاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللجنة الدولية للصليب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب الأحمر السودان اللجنة الدولیة للصلیب
إقرأ أيضاً:
عمالة الأطفال في جنوب السودان تبلغ مستويات صادمة
كشف تقرير حكومي صدر بالتعاون مع منظمة "أنقذوا الأطفال" أن نحو 64% من أطفال جنوب السودان، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، منخرطون في أسوأ أشكال عمالة الأطفال، بما في ذلك العمل القسري، الاستغلال الجنسي، السرقة، والانخراط في النزاعات المسلحة. وتصل النسبة إلى 90% في بعض المناطق الأكثر تضررا.
شملت الدراسة الوطنية لعمالة الأطفال أكثر من 418 أسرة في 7 ولايات، وأظهرت أن الأزمة تفاقمت بسبب الفيضانات المستمرة، انتشار الأمراض، والنزاعات التي شرّدت ملايين الأسر ودفعتهم نحو الجوع.
في منطقة كابويتا الجنوبية، قرب الحدود مع أوغندا، يعمل 9 من كل 10 أطفال في التعدين والرعي والزراعة بدلا من الذهاب إلى المدرسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحقيق مع شركة إسبانية بشبهة التواطؤ بجرائم ضد الإنسانية في غزةlist 2 of 2حقوقيون يتحدثون عن انتهاكات بمحاكمات معتقلي "جيل زد" في المغربend of listوسجلت منطقة يامبيو في الجنوب الغربي نسبا مماثلة، حيث دفعت النزاعات المحلية وزواج الأطفال إلى تفشي العمالة.
ووجد التقرير أن الأطفال يبدؤون بأعمال بسيطة قبل أن يُستدرجوا إلى وظائف خطرة واستغلالية.
كما أبلغ 10% من المشاركين عن انخراطهم في جماعات مسلحة، خاصة في مناطق أكوبو، بنتيو، وكابويتا الجنوبية.
وتختلف أشكال الاستغلال حسب الجنس؛ إذ يُرجح أن يعمل الأولاد في صناعات خطرة أو ينضموا إلى جماعات مسلحة، بينما تواجه الفتيات الزواج القسري، الخدمة المنزلية، والانتهاكات الجنسية.
قال كريس نياماندي، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في جنوب السودان "عندما يعمل ما يقرب من ثلثي أطفال البلاد -وفي بعض المناطق، كل طفل تقريبا- فإن ذلك يشير إلى أزمة تتجاوز الفقر".
وتتجاوز نسب عمالة الأطفال في جنوب السودان المعدلات الإقليمية بكثير؛ إذ تبلغ النسبة في شرق أفريقيا نحو 30% وفقا لبيانات منظمة العمل الدولية واليونيسيف، بينما تصل في جنوب السودان إلى أكثر من ضعف ذلك.
إعلانوأكد التقرير أن التعليم هو العامل الوقائي الأقوى ضد الاستغلال، حيث يقل احتمال تعرض الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للعمالة القسرية.
وقد اعترفت الحكومة بالأزمة خلال إطلاق التقرير في جوبا، حيث صرح دينغ تونغ، وكيل وزارة العمل، بأن السلطات ستستخدم هذه البيانات كأساس حاسم للتحرك.
ويأتي التقرير في وقت يعاني فيه نحو مليون شخص من الفيضانات الشديدة، مع نزوح 335 ألفا وتضرر أكثر من 140 منشأة صحية.
كما تواجه البلاد تفشيا للملاريا مع تسجيل أكثر من 104 آلاف حالة خلال أسبوع، في ظل تهديد الجوع الحاد لـ7.7 ملايين شخص.
ويعيش جنوب السودان أيضا على وقع مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة، إذ يشهد اتفاق السلام الهش لعام 2018 بين الرئيس سلفاكير ونائبه الأول رياك مشار توترا متزايدا، مع تصاعد الاشتباكات المسلحة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2017.
وقد تم اعتقال مشار في مارس/آذار ووُجهت إليه تهم بالخيانة والقتل وجرائم ضد الإنسانية في سبتمبر/أيلول، لكنه نفى جميع التهم.
وقد فر نحو 300 ألف شخص من البلاد هذا العام بسبب تصاعد العنف.