عاجل.. تعطل واسع في حركة الطيران الأمريكية مع دخول الإغلاق الحكومي يومه الـ26
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
تسبب استمرار غياب المراقبين الجويين في الولايات المتحدة في تأخير أكثر من 8 آلاف رحلة جوية مع دخول الإغلاق الحكومي الفيدرالي يومه السادس والعشرين، ما أدى إلى تفاقم معاناة المسافرين وتزايد الضغط على السلطات الأمريكية.
وقال وزير النقل الأمريكي شون دافي بحسب ما نقلته صحيفة (ذا إيكونوميست تايمز)، إن إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) واجهت مشكلات في تغطية وظائف المراقبة الجوية في 22 موقعا أمس الأول، متوقعا مزيدا من التأخيرات والإلغاءات في الأيام المقبلة.
ووفقا لموقع فليت اوير FlightAware المتخصص بتتبع الرحلات، تم تسجيل أكثر من 8.000 رحلة متأخرة داخل الولايات المتحدة وتشهد معدلات التأخير ارتفاعا مستمرا منذ بدء الإغلاق في أول أكتوبر الجاري.
وتصدرت ساوث ويست إيرلاينز القائمة بتأخر نحو 45% من رحلاتها، أي حوالي 2.000 رحلة، تلتها أمريكان إيرلاينز التي تأخرت 1.200 رحلة (ثلث رحلاتها تقريبا)، في حين سجلت يونايتد إيرلاينز تأخر 24% من رحلاتها (739 رحلة)، ودلتا إيرلاينز تأخر 610 رحلات (17%).
ويُجبر نحو 13 ألف مراقب جوي وأكثر من 50 ألف موظف من إدارة أمن النقل (TSA) على مواصلة العمل دون تقاضي رواتبهم خلال فترة الإغلاق، ما يزيد من حالة الاستياء في القطاع.
ويراقب محللون ومشرعون عن كثب تأثير الإغلاق على قطاع الطيران وحياة الأمريكيين اليومية، إذ يمكن لتفاقم الأوضاع أن يدفع الكونجرس نحو حل الجمود بشأن الموازنة الفيدرالية.
وأكد دافي أن نظام الطيران شهد يوم السبت 22 إشارة نقص في المراقبين الجويين، وهو من أعلى المعدلات المسجّلة منذ بدء الإغلاق. وقال:هذا مؤشر واضح على أن المراقبين بدأوا ينهكون.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية فرض برامج تأخير أرضي في مطارات أوهير (شيكاغو) وريجان الوطني (واشنطن) ونيوارك ليبرتي (نيوجيرسي) بسبب نقص الطواقم، فيما تم رفع وقف مؤقت للرحلات في مطار لوس أنجلوس الدولي لاحقا.
وحذرت إدارة ترامب من أن الاضطرابات ستزداد هذا الأسبوع مع تخلف المراقبين عن استلام أول رواتب كاملة منذ بدء الإغلاق.
وقال دافي إن العديد من المراقبين بدأوا البحث عن وظائف إضافية لتعويض غياب الرواتب، مضيفا: إنهم يعملون بوظائف ثانية، ويحاولون إيجاد مصادر دخل جديدة.
وأشار إلى أن الهيئة تعاني عجزاً يقارب 3.500 مراقب جوي عن المستوى المطلوب، وأن كثيرا منهم كانوا يعملون ساعات إضافية إلزامية وأسبوعا من ستة أيام حتى قبل الإغلاق.
اقرأ أيضاًإغلاق الحكومة الأمريكية يهدد بشلّ حركة الطيران في الولايات المتحدة
الإغلاق الحكومي في أمريكا.. من يتحمل شلل المؤسسات الفيدرالية؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة وزير النقل الأمريكي شون دافي حركة الطيران الأمريكية الإغلاق الحكومي الفيدرالي
إقرأ أيضاً:
عاجل ـ رفض سوداني واسع لمقترح هدنة الثلاثة أشهر وسط استمرار الانتهاكات وتصاعد الأزمة الإنسانية
تتواصل تطورات المشهد السوداني في ظل تصاعد المعارك واتساع رقعة الانتهاكات، وهو ما جعل الدعوة الأمريكية الأخيرة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر تواجه رفضًا سياسيًا وشعبيًا واسعًا داخل السودان. هذا الرفض لم يأتِ من جهة واحدة، بل شمل قوى سياسية مختلفة، إضافة إلى الجيش السوداني، إلى جانب عدم قبول مبادرات أخرى مثل مقترحات الآلية الرباعية التي لم يَرَ فيها السودانيون ملاءمة للظرف الراهن.
يعود موقف الرفض إلى قناعة عامة بأن إعلان هدنة في هذا التوقيت قد لا يحقق أي نتائج إيجابية على الأرض، خاصة مع استمرار التصعيد في عدد من المناطق الملتهبة، واتساع دائرة المعاناة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
رفض سياسي وشعبي للهدنة وسط تصاعد المعاركيأتي الرفض المتزايد لمبادرات وقف إطلاق النار بسبب استمرار القتال في إقليمي كردفان ودارفور، اللذين يشهدان اشتباكات مستمرة رغم فترات الهدوء النسبي التي لا تستمر طويلًا. ويرى جزء كبير من الشارع السوداني أن وقف القتال نظريًا لن يغير من واقع الانتهاكات على الأرض، وأن الحل الجذري يتطلب معالجة حقيقية للأطراف المتصارعة وليس مجرد هدنة مؤقتة.
وتشير تقديرات محلية إلى أن استمرار المعارك جعل السكان في حالة انعدام ثقة تجاه أي مبادرات خارجية أو داخلية لا تقدم ضمانات واضحة لوقف الانتهاكات أو حماية المدنيين.
استمرار الانتهاكات في كردفان ودارفوررغم الجهود الدولية للضغط نحو وقف القتال، تواصل قوات الدعم السريع تنفيذ انتهاكات واسعة في عدد من مناطق كردفان ودارفور. وقد أدى ذلك إلى موجات نزوح جديدة نحو مدن مثل الطويلة والدبة، إضافة إلى مخيمات مختلفة في مناطق أم درمان.
وتؤكد المعلومات الواردة من تلك المناطق أن العمليات العسكرية تُنفَّذ بوتيرة عالية، وأن المدنيين هم الطرف الأكثر تضررًا من الانتهاكات المستمرة، سواء عبر القصف أو الهجمات البرية أو حصار المدن والقرى.
تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم معاناة المدنيينتعيش مناطق جنوب كردفان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في السودان، حيث تسيطر الحركة الشعبية المتحالفة مع قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الإقليم، بينما تحاصر منطقتي الدلنج وكادوقلي منذ فترات طويلة.
ويعاني السكان في تلك المناطق من نقص حاد في الغذاء والدواء، وضعف الخدمات الطبية، إضافة إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب استمرار العمليات العسكرية. ويصف السكان الوضع بأنه “كارثي” في ظل استمرار الحصار وتجدد المواجهات العسكرية، ما جعل جنوب كردفان تُعد اليوم أحد أكثر المحاور سخونة مقارنة ببقية مناطق الصراع.
التوقيت الخاطئ للهدنة المقترحةيرى محللون سياسيون أن الدعوة لوقف إطلاق النار في التوقيت الحالي لا تتناسب مع المعطيات الميدانية، خاصة أن الأطراف المتصارعة لم تُظهر أي مؤشرات جدية للالتزام بالتهدئة. ويؤكد الخبراء أن أي هدنة حقيقية تحتاج إلى ضمانات واضحة، وآليات مراقبة دولية فعّالة، وليس مجرد إعلان سياسي لا ينعكس على الواقع.
كما أن استمرار عمليات النزوح والانتهاكات يجعل المدنيين متشككين في إمكانية نجاح أي هدنة مؤقتة، خصوصًا أن المبادرات السابقة لم تؤدِّ إلى تحسن ملموس في الأوضاع الإنسانية.
لا يزال المشهد السوداني معقدًا ومفتوحًا على احتمالات عديدة، لكن المؤكد أن رفض الهدنة يعكس عدم الثقة في أي مبادرة لا ترتبط بتطبيق فعلي على الأرض، في وقت تتواصل فيه الانتهاكات وتتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. ويبدو أن الحل لن يكون قريبًا ما لم تتحقق إرادة وطنية ودولية مشتركة توقف النزيف وتضع أسسًا لاستعادة الاستقرار.