في مشهدٍ يؤكد أن صوت الحق أقوى من ضجيج التضليل، سجّل اليمن انتصارًا جديدًا في ميدان الحرب الإعلامية التي شنّها العدو الصهيوني عبر أدواته الإقليمية والمحلية، في محاولة يائسة للنيل من الموقف اليمني المشرّف المناصر للشعب الفلسطيني في غزة، وفرض حصار اقتصادي على كيان العدو ومنع سفنه من المرور عبر البحر الأحمر.

يمانيون / تقرير / خاص

 

هذا النصر الإعلامي لا يقل شأنًا عن الانتصارات العسكرية والسياسية التي يحققها اليمن في مواقفه الثابتة ضمن محور المقاومة، وهو ثمرة وعي شعبي عميق والتفاف جماهيري حول قائد المسيرة المباركة ، السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، الذي رسم بصلابته الإيمانية والسياسية معالم المواجهة الشاملة مع قوى الاستكبار وأذرعها في المنطقة.

 

حرب تضليل واسعة يقودها العدو  الصهيوني عبر أدواته

منذ إعلان اليمن موقفه الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية، وتدشين عمليات الدعم العسكري والاقتصادي الموجّهة ضد مصالح العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وباب المندب، تحركت أدوات العدو في المنطقة، السعودية والإمارات، في حملة إعلامية منسقة، هدفها تشويه صورة اليمن والتقليل من أثر موقفه.

ترافقت تلك الحملات مع تمويل شبكات من المرتزقة الإعلاميين في الداخل اليمني، يسعون عبر القنوات المأجورة والمنصات الموجَّهة إلى ضرب وحدة الجبهة الداخلية وإضعاف الروح المعنوية للشعب، غير أن هذه المحاولات سرعان ما فشلت أمام وعيٍ شعبي متجذر، وأمام حقيقة أن اليمن اليوم يقف في طليعة الأمة المدافعة عن فلسطين والقدس.

 

اليمن يواجه الكذب بالحقائق 

واجهت وسائل الإعلام الوطنية من القنوات والصحف الرسمية إلى المنصات الإلكترونية، هذه الحرب التضليلية بمنهجٍ قائم على كشف الحقائق للرأي العام، وتفنيد الأكاذيب التي يروجها الإعلام الصهيوني وأدواته.
فبينما حاول العدو الإيحاء بأن عمليات اليمن البحرية ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي تُهدد الملاحة الدولية، أثبتت الوقائع أن تلك العمليات كانت منضبطة ضمن أهداف مشروعة، موجّهة فقط ضد مصالح العدو دعماً لغزة، ولم تستهدف أي طرف آخر.

وقد أكدت البيانات الرسمية اليمنية أن القرار بمنع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر هو قرار سيادي وإنساني نابع من التزام اليمن الأخلاقي والإسلامي بنصرة الشعب الفلسطيني، في وقتٍ خذل فيه العالم غزة المحاصرة.

 

فشل العدوان الإعلامي أمام وعي الشعب اليمني

كل محاولات التضليل التي هدفت إلى تشويه الموقف اليمني أو تصويره كمغامرة، اصطدمت بجدار الوعي الشعبي والإيماني المتين، فمنذ اليوم الأول لبدء العدوان على غزة، عبّر الشعب اليمني، في مسيرات حاشدة غير مسبوقة، عن موقفه الثابت إلى جانب المقاومة الفلسطينية، مرددًا شعار الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام،  والذي صار عنوانًا لهويةٍ وطنيةٍ وسياسيةٍ مستقلة، غير خاضعة لأجندات الخارج.

لقد أثبتت التجربة أن الوعي اليمني لم يعد قابلًا للاختراق، وأن حملات التضليل المموّلة من الرياض وأبوظبي وواشنطن لم تعد تجد صدى، بعدما تبيّن للشعب أن تلك الجهات ليست سوى أدواتٍ تخدم المشروع الصهيوني في المنطقة.

 

قيادةٌ مؤمنة تكشف المخططات وتبني الوعي

بخطاباته الأسبوعية المنتظمة، قاد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله معركة الوعي والإعلام بنفس الروح التي يقود بها معركة التحرر والسيادة، فقد كشف السيد القائد في أكثر من مناسبة، عن تفاصيل الحرب الإعلامية الصهيونية، موضحًا كيف يعمل العدو على بث الشائعات، وإشاعة روح الإحباط، وتشويه المواقف الوطنية تحت عناوين زائفة كالحياد والسلام.

لكن توجيهاته الدقيقة أسهمت في تحصين المجتمع إعلاميًا وفكريًا، ودفعت نحو تأسيس خطابٍ إعلاميٍّ مقاومٍ يستند إلى الصدق والحق، ويركّز على كشف الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وعلى إبراز الدور اليمني الداعم للمقاومة سياسيًا وميدانيًا.

 

انتصار الوعي .. وهزيمة التضليل

اليوم، وبعد شهورٍ من الحملات المحمومة التي شنّها العدو وأدواته، يعترف الجميع بفشلها الذريع، فلم تستطع آلة الدعاية الصهيونية أن تغيّر قناعة الشعب اليمني، ولم تنجح في اختراق صفوف الإعلام الوطني، بل على العكس، عززت هذه الحملات روح الوعي والوحدة، وجعلت من اليمن نموذجًا يُحتذى في الصمود الإعلامي.

وأصبح من الواضح أن الحرب الإعلامية على اليمن، رغم كثافتها وضخامة تمويلها، تحولت إلى عبءٍ على مطلقيها، بعد أن انكشفت أمام العالم حقيقة المشروع الصهيوني الذي يستهدف كل أحرار الأمة.

 

اليمن في موقع الريادة الإعلامية للمقاومة

لقد نجح الإعلام اليمني، بفضل الله وتوجيهات القيادة الثورية، في تحويل التحدي إلى فرصة، فمن خلال تغطيته الدقيقة لمعاناة الشعب الفلسطيني، وفضحه المستمر لجرائم العدو في غزة، أصبح صوت اليمن اليوم حاضرًا في كل منبر عربي وإسلامي كصوتٍ نزيهٍ وصادق، يُعبّر عن ضمير الأمة، وباتت قنوات العدو تقتبس رغمًا عنها، من البيانات اليمنية وتحاول الرد عليها، وهو اعترافٌ غير مباشر بتأثير الخطاب اليمني في الرأي العام الإقليمي والدولي.

 

ختاماً .. معركة الوعي مستمرة والنصر حليف الحق

إن انتصار اليمن في معركة الحرب الإعلامية ليس حدثًا عابرًا، بل هو محطة جديدة في مسار طويل من الصمود والإيمان.
وما تحقق اليوم هو بفضل قيادة حكيمة مؤمنة، وشعبٍ وفيٍّ يدرك أن معركته ضد العدو الصهيوني وأدواته ليست معركة حدود، بل معركة هوية وكرامة ومصير.

إن الوعي اليمني الذي أحبط المؤامرات وأفشل التضليل هو اليوم السلاح الأقوى في مواجهة الغزو الإعلامي والثقافي الذي يقوده الصهاينة عبر أدواتهم.
ولذلك، فإن الانتصار الإعلامي لليمن هو انتصار للأمة بأكملها، ودليل على أن صوت الحق لا يُهزم مهما تكاثرت أدوات الباطل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحرب الإعلامیة انتصار ا

إقرأ أيضاً:

منظمة انتصاف تنتقد الصمت العالمي والأممي إزاء حرمان الشعب اليمني من حقوقه الأساسية

الثورة نت /..

انتقدت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، صمت العالم والمنظمات الأممية إزاء حرمان الشعب اليمني من أبسط حقوقه في الحياة والعيش الكريم، وانحيازها الفاضح لقتلة الأطفال والنساء.

وأشارت المنظمة في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ذكرى إقرار الإعلان العالمي الذي ينص على أن الحقوق غير قابلة للتجزئة ومترابطة، إلى ازدواجية المعايير الدولية أمام ما يتعرض له اليمنيون من جرائم حرب وحصار منذ ما يقارب 11 عاماً.

وأفاد البيان بأن عدد النساء والأطفال ضحايا القصف المباشر للعدوان الأمريكي، الإسرائيلي، السعودي خلال ما يقارب 11 عاماً تجاوز 16 ألفاً و354 شهيداً وجريحاً.

وأوضح أن عدد الضحايا من الأطفال بلغ عشرة آلاف و579 طفلاً بينهم أربعة آلاف و232 شهيدا، وستة آلاف و347 جريحًا، فيما بلغ عدد النساء خمسة آلاف و775 بينهم ألفان و552 شهيدة وثلاثة آلاف و223 جريحة .

ولفت البيان إلى أن الأوضاع الكارثية جراء العدوان والحصار رفعت من المخاطر التي تتعرض لها النساء والأطفال في اليمن، حيث أكدت التقارير الأممية لعام 2025 أن أكثر من مليون طفل يعانون حالياً من شكل من أشكال الإعاقة، كنتيجة مباشرة للأعمال العدائية وتدهور النظام الصحي المنهار.

كما أن 6.2 مليون امرأة وفتاة معرضة لمخاطر العنف القائم على النوع، ما يؤكد تزايد معدلات العنف بنسبة تتجاوز 63 بالمائة عمّا قبل العدوان، مع الإشارة إلى جرائم واعتداءات موثقة بحق النساء في مختلف المناطق.

وقالت المنظمة “إن العدوان والحصار تسببا في حرمان المرأة والطفل من حقهما في الحصول على الخدمات الصحية، حيث استُهدفت المرافق الصحية وانتشرت الأوبئة، مبينة أن قرابة 17 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، وهناك أكثر من 2.6 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم 630 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد حياتهم بشكل مباشر”.

وحسب البيان تعاني أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات من سوء التغذية، منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط، وهناك امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً، فيما تُجرى أكثر من 50 بالمائة من عمليات الولادة على يد أشخاص غير متخصصين كما أن ما يقارب 70 بالمائة من أدوية الولادة لا تتوفر في البلاد بسبب الحصار.

وبين أن نحو 8.1 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب تحتاج إلى المساعدة للوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومن المتوقع أن تصاب 195 ألفاً منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن، وتحتاج 12.5 مليون من النساء إلى خدمات منقذة للحياة في الصحة الإنجابية والحماية.

وأكدت منظمة انتصاف، أن استمرار العدوان والحظر الجوي والبري والبحري منذ ما يقارب 11 عاماً، والاستهداف المباشر والممنهج للشعب اليمني أدّى إلى نزوح آلاف الأسر وتردّي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر.

وأضافت “أن ذلك الأمر أسهم في ارتفاع نسبة معاناة المرأة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية، وأصبحت تواجه مخاطر كثيرة بسبب النزوح، وقد بلغ عدد النازحين أكثر من خمسة ملايين منهم 75 بالمائة من النساء والأطفال وكبار السن، وهو ما يزيد احتمالات تعرضهن للعنف، كما أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء، فيما أصبحت 31 بالمائة من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم، وتزايدت نسبة الأمية في أوساط النساء لتصل إلى 60 بالمائة في بعض المحافظات”.

وتطرق البيان إلى تداعيات العدوان والحصار التي دفعت بآلاف الأطفال إلى سوق العمل القسري، حيث بلغ عدد الأطفال العاملين حاليًا حوالي مليونين ومائة ألف طفل، وهو ما يُشكل حوالي 35 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عاماً، وحسب التقارير فإن أكثر من 1.8 مليون طفل يعملون في ظروف قاسية وهم محرومون من أبسط حقوقهم الأساسية.

وحمّلت المنظمة العدوان الأمريكي، الصهيوني، السعودي المسؤولية الكاملة عن كل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، منذ بداية العدوان حتى اليوم.

وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه هذه الانتهاكات والجرائم والتدخّل الفعّال والإيجابي لوقف العدوان وحماية المدنيين فوراً.

كما طالبت بتشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني ومحاسبة كل من يثبت تورّطه فيها.

مقالات مشابهة

  • قبائل بني بحر تؤكد جاهزيتها لإفشال مؤامرات العدو الصهيوني
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • “الأورومتوسطي”: فصل جسد طفل إلى جزأين يبرز نمط القتل الصهيوني المتعمد في غزة
  • العدو الصهيوني يفجٍر منزلا في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم
  • مجلس النواب اليمني: المملكة حريصة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره
  • منظمة انتصاف تنتقد الصمت العالمي والأممي إزاء حرمان الشعب اليمني من حقوقه الأساسية
  • كارما وزميلاتها وعلقةموت.. معركة لأجل القصاص والبراءة.. من ينتصر؟
  • “حماس”: مصادقة العدو الصهيوني على إقامة 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة خطوة تهويدية
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة