الثورة نت:
2025-10-29@04:44:52 GMT

تصريحات ترامب وكوشنر وعودة شبح التهجير

تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT

 

تصريحات ترامب وكوشنر وعودة شبح التهجير

سليمان أبو ارشيد

تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وعد فيه فلسطينيي غزة بمساكن لائقة في المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر والأردن تملكان الكثير من الأراضي، والذي يجيء رغم خطة الـ21 نقطة خاصته، ورغم قمة شرم الشيخ، هو عودة أو دليل، بالأحرى، على أن أحلامه المريضة حول «ريفييرا غزة» والتي ترجمت بـ»خطة كوشنر» لم تبارح المنطقة، وأن مثل هذه الأفكار ما زالت تشكل تهديدًا على أهالي غزة والشعب الفلسطيني، ودول المنطقة أيضًا.

ويأتي تصريح ترامب متزامنًا مع حديث صهره كوشنر خلال مؤتمر صحافي عقده في كريات غات، قال فيه إن إعادة إعمار غزة ستقتصر فقط على المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، ولن تشمل المناطق التي ما زالت تسيطر عليها حركة حماس. وأضاف أن العملية ستجري وفق خطط «مدروسة بعناية»، وأن هناك عدة مسارات عمل من العام الماضي قيد التحديث، في إشارة على ما يبدو إلى الخطة التي كان قد عرضها بهذا الخصوص خلال محاضرة له في جامعة هارفارد، تحدث خلالها عن «نقل» سكان قطاع غزة وإعادة تأهيلها كمنطقة استثمارية، مشيرًا إلى أنه سيتم عرض هذه المسارات على الرئيس ترامب و»مجلس السلام» للحصول على توصيات بشأن ما يجب بناؤه وآلية التنفيذ على مراحل.

التصريحات الأمريكية تلك ليست عرضية أو عابرة، بل هي تعكس إصرارًا على تنفيذ المخطط الاستعماري الاستثماري في غزة، وهذه المرة من باب إعادة الإعمار الذي سيجري تحت سلطة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي المناطق التي يسيطر عليها حصرًا. وبهذا المعنى، فإن أمريكا وإسرائيل لا تستغلان إعادة الإعمار كسلاح لدحر سيطرة حماس وتفكيك بنيتها العسكرية والإدارية فقط، بل كوسيلة لتمرير مشاريعهما الاستعمارية الاستثمارية والاستيطانية في غزة، التي كنا قد اعتقدنا أنها انقشعت.

ووفقا لخطة ترامب بشأن غزة، فإن الأخير يمتلك صلاحية واسعة بصفته الرئيس العام لما يسمى مجلس السلام، وبالتالي فإن صهره كوشنر هو «حاكم تنفيذي»، إذا صح التعبير، هذا إضافةً إلى أن الجيش الإسرائيلي هو المسيطر الفعلي حتى الآن على المناطق التي سيجري فيها إعادة الأعمار، وبالتالي لا عوائق أمام تنفيذ مشروع التهجير الأمريكي – الإسرائيلي، سوى استمرار تماسك الموقف المصري والأردني الرافض لاستقبال مهجرين فلسطينيين على أراضيهما.

في غضون ذلك وفي محاولة لهندسة الوضع السياسي والإداري والأمني في قطاع غزة، يجري العمل على إنشاء ما يشبه «سلطة انتداب» دولية لإدارة القطاع، تحصل على قرار من مجلس الأمن للعمل كهيئة انتقالية منوطة بها مهام إدارة الشؤون المدنية والإنسانية، وإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء، والتحضير لمرحلة ما بعد حماس في المستويين السياسي والأمني.

وفي السياق نفسه، تم إنشاء قيادة عسكرية أمريكية مقرها كريات غات في النقب، يرأسها جنرال أمريكي، لمراقبة قطاع غزة وتطبيق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار. وتوصف هذه القيادة بأنها قلب العملية الأمريكية في غزة وإسرائيل، وهي تضم 200 ضابط وجندي غالبيتهم أمريكيين.

كما تعمل هذه القيادة في المراقبة والسيطرة على ما يجري في قطاع غزة وتطبيق مراحل الاتفاق، إضافةً إلى متابعة إعادة الإعمار والتنسيق بين الجيوش التي سترسل جنودا إلى قطاع غزة، حيث تشير التقديرات أن تضم هذه القوات مئات الجنود المصريين والأتراك والأندونيسيين وآخرين، فيما ستضم تلك القيادة جنرالا إسرائيليا إضافةً إلى رجل أعمال أمريكي إسرائيلي.

وتسعى إسرائيل إلى تحييد المشاركة التركية في القوات الدولية تحت دعاوى مختلفة، ليتسنى لها لشركائها الأمريكيين تنفيذ مخططاتهما المتعلقة بإحكام السيطرة على القطاع، وتنفيذ مشاريع التهجير والاستثمار والاستيطان.

كاتب فلسطيني

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البث الإسرائيلية: الجيش ينسحب من المناطق التي تجري فيها حماس أعمال البحث عن جثث

اعلنت هيئة البث الإسرائيلية، منذ قليل، بإن الجيش ينسحب من المناطق التي تجري فيها حماس أعمال البحث عن جثث المحتجزين الإسرائيليين،  وفقا للقاهرة الإخبارية. 

أحمد أبو الغيط: إسرائيل المستفيدة مما حدث في المجتمعات العربية من 2011 أبو الغيط: إعادة إعمار غزة مشروطة بانسحاب إسرائيل الكامل وتواجد عربي ودولي لإدارة القطاع

وعلى صعيد آخر، أضرمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، النار في منزل يعود لعائلة جوابرة في حي المنشية بمخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم.

وأفادت وكالة الانباءالفلسطينية"وفا"، بأن ألسنة النيران شوهدت تتصاعد في أجواء المخيم، في وقت يتعذر فيه الوصول إلى المنطقة أو معرفة تفاصيل ما يجري، بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال.

ويأتي ذلك في ظل استمرار عدوان الاحتلال وحصاره المشدد على مخيم نور شمس لليوم الـ260 على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ273، حيث تواصل قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل المخيمين بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، إلى جانب نصب بوابات حديدية على عدد من المداخل الرئيسية، وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف داخل المخيمين.

كما تشهد مدينة طولكرم وضواحيها، وتحديداً ضاحيتي اكتابا وشويكة، تعزيزات عسكرية متواصلة، إذ تجوب آليات الاحتلال شوارعها الرئيسية وتعيق حركة المواطنين والمركبات، وسط حالة من التوتر تسود أجواء المدينة.

وأدى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من خمسة آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 600 منزل تدميراً كلياً، و2,573 منزلاً تضررت جزئياً، في ظل تحويل المخيمين إلى مناطق شبه خالية من السكان.

وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات.

مقالات مشابهة

  • الذخائر غير المنفجرة تعرقل جهود إعادة إعمار غزة
  • مفترق الطريق.. شهادة ترامب وعودة فرعون العصر
  • عدوي يثمن دعم مصر لإعادة اعمار السودان
  • ترامب: مستعدون لإرسال قوات لدعم الاستقرار فى قطاع غزة
  • البث الإسرائيلية: الجيش ينسحب من المناطق التي تجري فيها حماس أعمال البحث عن جثث
  • رويترز: الرئيس السوري أحمد الشرع يشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض
  • رويترز: الشرع سيحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض
  • السفير السوداني بالقاهرة يدعو لترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع مصر
  • أستاذ علوم سياسية: مصر جعلت المسار الإنساني ودعم غزة بالمساعدات أولوية قصوى