تصريحات ترامب وكوشنر وعودة شبح التهجير
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
تصريحات ترامب وكوشنر وعودة شبح التهجير
سليمان أبو ارشيد
تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وعد فيه فلسطينيي غزة بمساكن لائقة في المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر والأردن تملكان الكثير من الأراضي، والذي يجيء رغم خطة الـ21 نقطة خاصته، ورغم قمة شرم الشيخ، هو عودة أو دليل، بالأحرى، على أن أحلامه المريضة حول «ريفييرا غزة» والتي ترجمت بـ»خطة كوشنر» لم تبارح المنطقة، وأن مثل هذه الأفكار ما زالت تشكل تهديدًا على أهالي غزة والشعب الفلسطيني، ودول المنطقة أيضًا.
ويأتي تصريح ترامب متزامنًا مع حديث صهره كوشنر خلال مؤتمر صحافي عقده في كريات غات، قال فيه إن إعادة إعمار غزة ستقتصر فقط على المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، ولن تشمل المناطق التي ما زالت تسيطر عليها حركة حماس. وأضاف أن العملية ستجري وفق خطط «مدروسة بعناية»، وأن هناك عدة مسارات عمل من العام الماضي قيد التحديث، في إشارة على ما يبدو إلى الخطة التي كان قد عرضها بهذا الخصوص خلال محاضرة له في جامعة هارفارد، تحدث خلالها عن «نقل» سكان قطاع غزة وإعادة تأهيلها كمنطقة استثمارية، مشيرًا إلى أنه سيتم عرض هذه المسارات على الرئيس ترامب و»مجلس السلام» للحصول على توصيات بشأن ما يجب بناؤه وآلية التنفيذ على مراحل.
التصريحات الأمريكية تلك ليست عرضية أو عابرة، بل هي تعكس إصرارًا على تنفيذ المخطط الاستعماري الاستثماري في غزة، وهذه المرة من باب إعادة الإعمار الذي سيجري تحت سلطة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي المناطق التي يسيطر عليها حصرًا. وبهذا المعنى، فإن أمريكا وإسرائيل لا تستغلان إعادة الإعمار كسلاح لدحر سيطرة حماس وتفكيك بنيتها العسكرية والإدارية فقط، بل كوسيلة لتمرير مشاريعهما الاستعمارية الاستثمارية والاستيطانية في غزة، التي كنا قد اعتقدنا أنها انقشعت.
ووفقا لخطة ترامب بشأن غزة، فإن الأخير يمتلك صلاحية واسعة بصفته الرئيس العام لما يسمى مجلس السلام، وبالتالي فإن صهره كوشنر هو «حاكم تنفيذي»، إذا صح التعبير، هذا إضافةً إلى أن الجيش الإسرائيلي هو المسيطر الفعلي حتى الآن على المناطق التي سيجري فيها إعادة الأعمار، وبالتالي لا عوائق أمام تنفيذ مشروع التهجير الأمريكي – الإسرائيلي، سوى استمرار تماسك الموقف المصري والأردني الرافض لاستقبال مهجرين فلسطينيين على أراضيهما.
في غضون ذلك وفي محاولة لهندسة الوضع السياسي والإداري والأمني في قطاع غزة، يجري العمل على إنشاء ما يشبه «سلطة انتداب» دولية لإدارة القطاع، تحصل على قرار من مجلس الأمن للعمل كهيئة انتقالية منوطة بها مهام إدارة الشؤون المدنية والإنسانية، وإعادة الإعمار وتأمين الخدمات الأساسية، مثل الماء والكهرباء، والتحضير لمرحلة ما بعد حماس في المستويين السياسي والأمني.
وفي السياق نفسه، تم إنشاء قيادة عسكرية أمريكية مقرها كريات غات في النقب، يرأسها جنرال أمريكي، لمراقبة قطاع غزة وتطبيق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار. وتوصف هذه القيادة بأنها قلب العملية الأمريكية في غزة وإسرائيل، وهي تضم 200 ضابط وجندي غالبيتهم أمريكيين.
كما تعمل هذه القيادة في المراقبة والسيطرة على ما يجري في قطاع غزة وتطبيق مراحل الاتفاق، إضافةً إلى متابعة إعادة الإعمار والتنسيق بين الجيوش التي سترسل جنودا إلى قطاع غزة، حيث تشير التقديرات أن تضم هذه القوات مئات الجنود المصريين والأتراك والأندونيسيين وآخرين، فيما ستضم تلك القيادة جنرالا إسرائيليا إضافةً إلى رجل أعمال أمريكي إسرائيلي.
وتسعى إسرائيل إلى تحييد المشاركة التركية في القوات الدولية تحت دعاوى مختلفة، ليتسنى لها لشركائها الأمريكيين تنفيذ مخططاتهما المتعلقة بإحكام السيطرة على القطاع، وتنفيذ مشاريع التهجير والاستثمار والاستيطان.
كاتب فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فرق ملموس في إعادة الانتخابات.. و"الصمت الانتخابي" أبرز مكاسب تصريحات الرئيس
علق الكاتب رامي عزاز، على التصريح غير المسبوق للرئيس عبد الفتاح السيسي حول وجود تجاوزات في العملية الانتخابية، وما تبع ذلك من قرارات بإلغاء نتائج 19 دائرة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات و30 دائرة بقرار من القضاء الإداري، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا وملموسًا على أرض الواقع، ولكنه يُشير إلى أن التحديات لا تزال قائمة.
وأوضح "عزاز"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس"، أنه يكمن أبرز تغيير إيجابي في مسألة الالتزام بالصمت الانتخابي، مشيرًا إلى أن الفترة التي تسبق الانتخابات بيومين أصبحت تشهد بالفعل رفع جميع اللافتات ووسائل الدعاية، مما يحد من التأثير المباشر على الناخبين، كما سجل المراقبون اهتمامًا متزايدًا من الهيئة الوطنية للانتخابات بمسألة مراجعة الصرف والإنفاق على الدعاية، وتم إبلاغ الأحزاب بضرورة تقديم ما يثبت أوجه الصرف على حملاتهم الانتخابية، وهو ما يُمثل خطوة نحو شفافية أكبر.
ولفت إلى وجود ممارسات لم تنتهِ بعد، أبرزها الحشد واستخدام وسائل النقل الجماعي لنقل الناخبين، معقبًا: "لا زال هناك حشد، لا زالت ميكروباصات تجلب الناس وتنقلهم، ده بيحصل حقيقي.. لكن هو ده ما تقدرش تعتبره مخالفة مباشرة، لأنه يتم تبريره بأنه تسهيل على المواطن، خاصة بعد إعادة تشكيل الدوائر، حيث أصبح مقر اللجنة الانتخابية بعيدًا عن بعض المواطنين، والمرشح يوفر له وسيلة تشجيعًا له".
ونوه إلى ظاهرة ملحوظة في جولة الإعادة وهي ضعف الإقبال؛ على الرغم من أن قرارات الإلغاء والإعادة زادت من ثقة المواطن بأن صوته مهم، إلا أن تكرار العملية خلق حالة من اللبس لدى الناخبين، مشيرًا إلى أن مشهد عودة بعض المرشحين الذين كانوا قد انسحبوا، مثل ما حدث في دائرة الدقي والعجوزة مع المرشحين أحمد مرتضى منصور واللواء محمد كمال الدالي، حيث رفضت الهيئة الوطنية اعتذارهم، فكانت النتيجة هي "ربكة في إحنا هننتخب مين ونصوت لمين".
وعلى صعيد آخر، سلط الضوء على مشهد إيجابي ومستمر، وهو تصدر المـرأة للمشهد الانتخابي، مقدمًا التحية للمرأة المصرية على هذا التواجد الكثيف، مؤكدًا أن الملاحظة لم تقتصر على دوائر القاهرة فحسب، بل رصدت التقارير توافدًا للمرأة في الصعيد وخاصة المنيا وأسيوط، مشيرًا إلى أن مشاركة المرأة في الصعيد لها حيثيات أخرى ومع ذلك ما زالت تتصدر المشهد.