الأمين العام للإنتوساي: مصر تؤدي دورًا رياديًا في ترسيخ الشفافية والسلام
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
ألقت الدكتورة مارجيت كراكر، رئيسة محكمة المراجعة بجمهورية النمسا الاتحادية، والأمين العام للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة، المنعقد بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتشريف دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وباستضافة الجهاز المركزي للمحاسبات برئاسة المستشار محمد الفيصل يوسف.
وفي مستهل كلمتها، أعربت كراكر عن بالغ سعادتها بانعقاد المؤتمر في مصر، مشيرة إلى أن اجتماع ممثلي الإنتوساي في “بلدٍ يُعد بحق مهد الحضارة” يعكس أهمية اللحظة الراهنة التي يشهد فيها العالم تحولات وأزمات دولية تتطلب تضافر الجهود الرقابية العالمية.
وأشادت الأمين العام للإنتوساي بـالدور المصري المتميز، قائلة إن “مصر لا تكتفي باستضافة المؤتمر الخامس والعشرين، بل تؤدي دورًا بارزًا في دعم جهود المصالحة الدبلوماسية والتفاهم الدولي والسلام”، مذكرة بأن شرم الشيخ كانت، قبل أسبوعين فقط، منصة مهمة للحوار الدولي من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وأضافت كراكر أن استضافة مصر للمؤتمر للمرة الثانية — بعد أن استضافت النسخة الخامسة عشرة عام 1995 — تمثل دليلًا على المكانة الرفيعة لمصر داخل المجتمع الرقابي الدولي، مشيدة بجهود الجهاز المركزي للمحاسبات في التحضير الدقيق للمؤتمر وتعاونه الوثيق مع الأمانة العامة للمنظمة، مؤكدة تطلعها إلى استمرار هذا التعاون المثمر خلال السنوات المقبلة، في ظل تولي مصر رئاسة الإنتوساي.
وخلال كلمتها، استعرضت كراكر مسيرة المنظمة الدولية منذ تأسيسها عام 1953، مشيرة إلى أنها أصبحت اليوم “الصوت العالمي للمراجعة العامة المستقلة”، حيث تضم الإنتوساي 202 عضوًا يعملون معًا لتعزيز الشفافية والمساءلة والكفاءة في القطاع العام، موضحة أن المؤتمر العام الذي يُعقد كل ثلاث سنوات “يشكل المنصة العليا لاتخاذ القرارات التي تحدد مسار المنظمة في الأعوام القادمة”.
وتطرقت الأمين العام إلى الموضوعين الفنيين الرئيسيين للمؤتمر الخامس والعشرين، موضحة أن الأول يتناول:“دور الأجهزة العليا للرقابة في مراجعة البنوك المركزية والأنشطة الحكومية أثناء الأزمات المالية والاقتصادية.”
وقالت إن هذا الموضوع “يتصل مباشرة بواقعنا العالمي، إذ تؤثر الأزمات المالية غالبًا في الفئات الأضعف، ما يجعل الرقابة على الإنفاق العام أمرًا جوهريًا لضمان استخدام الموارد بفعالية ومسؤولية”. وأكدت أن المراجعة المبكرة، والتقارير الشفافة، والتوصيات المستندة إلى الأدلة، تشكل أدوات حاسمة تسهم في تعزيز القدرة على الصمود أمام الأزمات.
أما الموضوع الثاني، فأشارت كراكر إلى أنه يتطلع نحو المستقبل، بعنوان:
“استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة.”
موضحة أن “الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة في مجالات الأتمتة وتحليل البيانات وكشف المخاطر في الوقت الفعلي، مما يجعل أعمال المراجعة أكثر دقة وسرعة واستشرافًا للمستقبل”. لكنها حذّرت في الوقت ذاته من تحدياته المرتبطة بـ“الشفافية الخوارزمية وحماية البيانات والمعايير الأخلاقية”، مؤكدة أن “الرقمنة يجب ألا تكون هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لدعم الحقيقة والمساءلة”.
وشددت كراكر على أهمية الدمج المسؤول والمتوازن للتقنيات الحديثة في العمل الرقابي، مؤكدة أن الإنتوساي قادرة على لعب دور ريادي في هذا المجال عبر تبادل الخبرات، ونقل المعرفة، ووضع المعايير الدولية المشتركة.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن مؤتمر الإنتوساي الخامس والعشرين “يُسترشد هذا العام بمبدأ الحوار، ويضع الأسس للمستقبل”، داعية جميع المشاركين إلى جعل هذه الأيام الثلاثة فرصة لتبادل الأفكار وتعزيز الشراكات والمساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل المراجعة العامة العالمية، متمنية للمؤتمر التوفيق والنجاح في أعماله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمهورية النمسا الأمين العام للمنظمة الدولية مدينة شرم الشيخ الخامس والعشرین
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الإنتوساي ترصد القصور وتقيم الأداء العام لتصحيح المسار
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن مدينة شرم الشيخ طالما كانت منصة للحوار الموصول بين الشعوب، ومركزًا للتعاون من أجل ترسيخ الاستقرار والتنمية، مؤكدًا أن انعقاد المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في شرم الشيخ يعكس مكانة مصر المتزايدة في دعم الشفافية والحوكمة الدولية.
وأوضح رئيس الوزراء خلال فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي الـ 25 للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة أن منظمة الإنتوساي تقوم بدور محوري في رصد أوجه القصور وتقييم الأداء العام للدول والمؤسسات، سعيًا لتصحيح المسار وتحقيق إصلاحات مالية وإدارية حقيقية تدعم التنمية المستدامة على مستوى العالم.
اهتمام الدولة بالأجهزة الرقابية وتعزيز الشفافيةوأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بجهازها الأعلى للمحاسبات، باعتباره أحد ركائز النزاهة والشفافية في إدارة المال العام، مضيفًا أن الحكومة تعمل على تمكين الأجهزة الرقابية وتعزيز استقلاليتها، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة وتحقيق أعلى درجات الكفاءة في الأداء المالي والإداري.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تضع جميع إمكانياتها وخبراتها خلال رئاستها لمنظمة الإنتوساي، من أجل دعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير آليات الرقابة وتعزيز التعاون بين الأجهزة العليا للمحاسبة في مختلف الدول.
مدبولي يشارك في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعيةوأوضح رئيس الوزراء أن مشاركة مصر في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية تأتي في إطار التزام الدولة بمبادئ التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أن مصر باتت نموذجًا في تحقيق التوازن بين الإصلاح الاقتصادي والرعاية الاجتماعية.
إصلاح مالي وإداري يرسخ دعائم الاقتصاد الوطنيوخلال كلمته في المؤتمر، أكد مدبولي أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة عملية إصلاح مالي وإداري غير مسبوقة، هدفها تحقيق الانضباط المالي وتطوير الأداء الحكومي، مما مكّن الدولة من مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق معدلات نمو مستقرة ومستدامة.
مدن ذكية وشبكة طرق حديثةوأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل على إنشاء مدن ذكية متكاملة تُدار بأحدث النظم التكنولوجية لتوفير جودة حياة أفضل للمواطنين، مشيرًا إلى أن مصر أعادت بناء شبكة واسعة من الطرق والكباري تُعد من الأكبر في الشرق الأوسط، بما يعزز الربط بين المحافظات والمدن الجديدة ويدعم النشاط الاقتصادي.
"حياة كريمة": نقلة نوعية في الريف المصريوأكد مدبولي أن مبادرة "حياة كريمة" تُعد واحدة من أكبر مشروعات تنمية الريف على مستوى العالم، حيث غيرت واقع الحياة في القرى المصرية من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، مضيفًا أن المبادرة أسست شبكة شاملة من الرعاية والحماية الاجتماعية لضمان حياة كريمة لكل مواطن.
الرعاية الصحية ومبادرة "100 مليون صحة"ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة وضعت صحة المواطن في مقدمة أولوياتها، فأطلقت مبادرة "100 مليون صحة" التي حققت نجاحًا كبيرًا في الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وتوفير العلاج المجاني، مشيرًا إلى أن الدولة تواصل بناء منظومة صحية متكاملة تضمن خدمات لائقة لكل فئات المجتمع.