جدة : البلاد

كشفت دراسة تحليلية حديثة؛ صادرة عن  بروف بوينت، الشركة الرائدة في مجال الأمان السيبراني والامتثال، عن أن 16% من أفضل 100 جامعة في الشرق الأوسط قامت بتنفيذ أعلى مستوى من حماية بروتوكول DMARC (المستوى ‘الرفض’). وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من ثلثين (61%) من الجامعات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط قامت باتخاذ الخطوات الأولى لحماية الطلاب والموظفين من الاحتيال عبر البريد الإلكتروني من خلال نشر بروتوكول توثيق البريد الإلكتروني  DMARCالأساسي؛ لافتاَ إلى أنه 39% من الجامعات في المنطقة لا تطبق نظام حماية DMARC على الإطلاق، وبالتالي فإنها عرضة إلى الهجمات السيبرانية لاستهداف الأفراد بالاحتيال عبر البريد الإلكتروني.

وقال إميل أبو صالح؛ المدير الإقليمي لدى بروف بوينت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا: “إن البريد الإلكتروني لا يزال السبيل المفضل لقراصنة الإنترنت الذين يدرجون قطاع التعليم ضمن أهدافهم الأساسية؛ لا سيما أن المدارس والجامعات تحتوي على بيانات قيمة لآلاف الطلاب والباحثين والموظفين. أكدت دراستنا التحليلية أن العديد من الجامعات في منطقة الشرق الأوسط لا تزال تعرض الأفراد لقراصنة الإنترنت الذين يبحثون عن البيانات الشخصية والمالية عبر عدم تنفيذ ممارسات التوثيق البريدية البسيطة والفعالة.”

تعتمد هذه النتائج على تحليل اعتماد (DMARC) المستند إلى النطاق والإبلاغ والامتثال لأفضل 100 جامعة في الشرق الأوسط. يعتبر DMARC بروتوكول توثيق البريد الإلكتروني مصممًا لحماية أسماء النطاق من الاستخدام السيئ من قبل قراصنة الإنترنت الذي يقوم بالتحقق من هوية المرسل قبل السماح للرسالة بالوصول إلى وجهتها المقصودة. يتوفر بروتوكول DMARC على ثلاث مستويات للحماية – المراقبة والحجر والرفض، والرفض هو الأكثر أمانًا لمنع الرسائل البريدية المشبوهة من الوصول إلى صندوق الوارد.

وأضاف أبو صالح: “يستخدم قراصنة الإنترنت، بانتظام، طريقة تزييف النطاق ليتنكروا كمنظمات وشركات معروفة من خلال إرسال بريد إلكتروني من مرسل يفترض أنه شرعي. يتم تصميم هذه الرسائل الإلكترونية لخداع الناس للنقر على الروابط أو مشاركة تفاصيل شخصية يمكن استخدامها لسرقة الأموال أو الهويات.  قد يكون من الصعب تقريبًا على المستخدم العادي تحديد مرسل مزيف من مرسل حقيقي. من خلال تنفيذ أعلى مستوى من حماية DMARC – “الرفض” – يمكن للجامعات منع رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية من الوصول إلى أهدافها المقصودة، وحماية طلابها وموظفيها وشركائها من المجرمين السيبرانيين الذين يسعون إلى التنكر بعلامتهم التجارية.

في هذا السياق؛ أشار التقرير إلى أن 84% من الجامعات لا تمنع بشكل نشط وصول رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية إلى المستخدمي.

يجب أن تكون هجمات اختراق البريد الإلكتروني التجاري (BEC) ضمن أولويات المؤسسات والشركات أيضًا عندما يتعلق الأمر بأمان البريد الإلكتروني؛ حيث أشار تقرير حالة التصيد الصادر عن بروف بوينت لعام 2023 إلى أن 66% من المؤسسات في الإمارات العربية المتحدة قد أبلغت عن محاولة لهجوم BEC في العام الماضي. تشمل هجمات BEC توليد هوية جهات الاتصال التجارية لإرسال رسائل بريد إلكتروني احتيالية تهدف إلى خداع الضحايا ليعتقدوا أنهم تلقوا رسائل بريد إلكتروني شرعية من مؤسسات موثوق بها.

في هذا الشأن: توصي بروف بوينت بأن يتبع الطلاب والأفراد الآخرين النصائح الرئيسية التالية للبقاء آمنين على الإنترنت:

استخدم كلمات مرور قوية: لا تعيد استخدام نفس كلمة المرور مرتين. قد تفكر في استخدام مدير كلمات المرور لجعل تجربتك على الإنترنت سهلة وآمنة. استخدم التوثيق متعدد العوامل لطبقة إضافية من الأمان. كن حذرًا من المواقع “المشابهة”: يقوم المهاجمون بإنشاء مواقع “مشابهة” تقليدية للعلامات التجارية والمؤسسات المعروفة. قد تتظاهر هذه المواقع الاحتيالية بأنها منشأة موثوقة، وقد تكون مصابة ببرامج ضارة أو قد تسرق الأموال أو بيانات الاعتماد. تجنب هجمات الصيد الاحتيالي والصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية: تؤدي رسائل الصيد الاحتيالي إلى مواقع غير آمنة تجمع بيانات شخصية مثل بيانات الاعتماد وبطاقات الائتمان. كن حذرًا أيضًا من هجمات الصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية أو الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لا تنقر على الروابط: إذا تلقيت مراسلة من الجامعة عبر البريد الإلكتروني، توصي الشركة بأن يتوجب على الطلاب الانتقال مباشرة إلى موقع الجامعة عن طريق كتابة عنوان الويب المعروف في متصفحه

لمعرفة المزيد عن بروتوكول توثيق البريد الإلكتروني   يرجى زيارة الموقع التالي:

https://www.proofpoint.com/uk/products/email-protection/email-fraud-defense

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الجامعات السيبراني الشرق الأوسط جامعات عبر البرید الإلکترونی الشرق الأوسط من الجامعات إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟

في مقالين سابقين يتمحوران حول «فلسطين: الدولة الضرورة»، طرحتُ رؤية ترى أن الدولة الفلسطينية لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لبناء أمن إقليمي حقيقي. اليوم، أعود، من منظور آخر، لأسأل: هل قُتل شيمون بيريز، رمز التطبيع الاقتصادي والسلام التكنولوجي، تحت ركام الحرب والمجاعة في غزة؟

بصيغة أخرى: هل ماتت الأفكار الفلسفية التي شكّلت الأساس لرؤية بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد» (1993)؟ تلك الرؤية التي تخيّلت الإقليم مساحة تَعبر فيها المصالح فوق الجدران، وتقود فيه التكنولوجيا الإسرائيلية التنمية المشتركة.

فلسطين، في نظر بيريز، لم تكن عبئاً أمنياً، بل عنصراً أساسياً في نجاح التكامل. رؤيته لم تُولَد من فراغ؛ فقد استندت إلى جذور فلسفية واضحة: صهيونية غير قومية، كما في أفكار ناحوم غولدمان، وبراغماتية جون ديوي التي تمزج النظرية بالتطبيق، وفلسفة مارتن بوبر عن الحوار والتعددية.

بيريز أراد محاكاة النموذج الأوروبي: استبدال المصلحة بالقومية، والمشروعات بالحرب، لكنَّه لم يكن نزيهاً بالكامل؛ فرؤيته تجاهلت الاحتلال، وتغاضت عن أنَّ إسرائيل تمارس شكلاً من الفصل العنصري لا يقل فداحة عن نظام جنوب أفريقيا قبل مانديلا. مشروعه كان سلاماً بلا عدالة، لكنه، ورغم كل هذا، مهّد الطريق لاحقاً للاتفاقات.

في قلب تلك الرؤية كان الافتراض بأنَّ إسرائيل قادرة على «إدارة» التهديدات القريبة، لا إنهاء أسبابها. وقد تبنّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا المنطق في التسعينات، معتبرة أن غزة والضفة يمكن ضبطهما أمنياً دون الحاجة لحل جذري.

بعد ثلاثة عقود، ورث بنيامين نتنياهو الدولة، لكن دون أن يرث رؤية بيريز. على العكس، بنى مشروعاً نقيضاً: مشروع «إسرائيل الكبرى»، مستخدماً السابع من أكتوبر ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتطهير والمجاعة، لا عبر الاندماج.

نتنياهو أخذ عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وجرّده من مضمونه. شعاره كان «السلام مقابل السلام»، بلا دولة فلسطينية، بل خريطة لإسرائيل الكبرى. وتزامَن ذلك مع صعود أصوات في واشنطن تعلن صهيونيتها علناً، دون خجل. بعد السابع من أكتوبر، لم تعد غزة مشكلة أمنية، بل «تهديداً يجب اقتلاعه»، وانهارت معها فكرة الاندماج الإقليمي. إسرائيل لم تعد تفكر في الربط عبر سكك الحديد أو مشاريع المياه، بل عبر الجدران الإلكترونية والطائرات المسيّرة وغرف المراقبة. تحوّل «غلاف غزة» إلى مبدأ إقليمي: جنوب لبنان منطقة عازلة، غور الأردن شريط أمني، وإيران خريطة ردع تمتد إلى نطنز وفوردو.
تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية.
في هذا السياق، نعم: شيمون بيريز قُتل رمزياً في غزة. لم يُقصف جسده، لكن جرى اغتيال رؤيته برُمّتها. ورغم افتقاد رؤيته للعدالة لكننا نتحسر عليها في زمن الإبادة والمجاعة. سقطت فكرة بيريز التي كانت ترى إسرائيل جسراً اقتصادياً، عند أول صاروخ ضرب منزلاً في رفح، وعند أول غرفة عمليات حلّت محل غرفة التجارة. تحولت التنمية من شراكة إلى أداة سيطرة. وتحوّل الحلم إلى كابوس الإبادة.

نتنياهو لا يريد شرق أوسط جديداً كما تصوّره بيريز، بل شرق أوسط تحت السيطرة الأمنية الكاملة. تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية. وهذا نموذج لا يمكن أن يستقر.

المفارقة أن إسرائيل التي تطمح إلى الاندماج التجاري، تُواصل بناء الأسوار والحواجز الأمنية. كأنَّها تريد أن تكون جزءاً من المنطقة اقتصادياً، ومعزولة عنها أمنياً. لكن في علم السياسة، هذا التناقض لا يصمد طويلاً، فلا يمكن لدولة أن تهيمن بالسلاح، وتُعامَل كشريك استثماري في الوقت نفسه.

مشروع بيريز كان ناقصاً، لم يعترف بالاحتلال، ولم يضع فلسطين شرطاً بل وسيلة، لكنَّه أدرك أنَّ العزلة خطر استراتيجي. أمَّا مشروع نتنياهو فيجعل من العزلة قيمة، ويَعدّ أن التفوق العسكري هو مفتاح الاستقرار.

ما نشهده، اليوم، ليس غلافاً أمنياً لإسرائيل، بل طوق خانق يلف المنطقة كلها.
«غلاف غزة» تمدَّد ليشمل دول الجوار. وهذه ليست وصفة لأمن مشترك، بل لتفجُّر دائم. ليس سلاماً، بل إملاء أمني.

من هنا، علينا نحن العرب أن نتمسك بالمسلَّمة الأساسية: لا شرق أوسط جديداً دون فلسطين. لا أمن دون عدالة. ولا استقرار دون دولة فلسطينية ذات سيادة. وها هي فرنسا تقترب من هذه الرؤية العربية التي تحتاج إلى مزيد من الزخم.

شيمون بيريز مات رمزياً في غزة، لكن رؤيته قابلة للإنقاذ، إذا أُعيد تعريف الشرق الأوسط الجديد كحاجة عربية، لا كتصوّر إسرائيلي مفروض. وإن حجر الأساس لهذا الشرق الأوسط الجديد هو الدولة الفلسطينية.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • موعد التقديم في تنسيق الجامعات 2025 المرحلة الأولى.. رابط تسجيل الرغبات
  • الطب 79% والأسنان 77%.. مؤشرات تنسيق الجامعات الأهلية 2025
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • الطب 93.8% والأسنان 92.6% والهندسة 89.3%.. مؤشرات المرحلة الأولى في تنسيق الجامعات 2025
  • سياسة واقتصاد 86.9% والإعلام 84.5% وألسن 84.9%.. مؤشرات الشعبة الأدبية في تنسيق الجامعات 2025
  • للطلاب الجدد.. الأوراق المطلوبة للتقديم في الكليات والمعاهد بتنسيق 2025
  • الطب 93.6% والأسنان 92.4% والصيدلة 91.6% .. مؤشرات المرحلة الأولى في تنسيق الجامعات 2025
  • فيصل بن فرحان: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يهدف لإرساء السلام
  • البريد يكشف كيفية التعرف على الرسائل الاحتيالية