يشدد القادة الأوروبيون على أن خطة الـ28 نقطة التي اقترحتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تبقى مسودة أوّلية وليست التسوية النهائية. وفي الوقت نفسه، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده بين نارين فهي مخيرّة بين "أن تحافظ على كرامتها أو تخاطر بفقدان حليفها الأهم".

قال القادة الأوروبيون إنهم يعتبرون الخطة الأمريكية المكونة من 28 نقطة بشأن أوكرانيا مجرّد "مسودّة" وستحتاج إلى تعديلات لتلبية مطالبهم.

وجاء في بيان مشترك يوم السبت، بعد أسبوع حافل بالأحداث والتطوّرات، أن الخطة قد تشكّل أساسًا للتفاوض، إلا أن العمل عليها لم يكتمل بعد، وأن الشروط الحالية ليست نهائية.

وأعرب القادة، ومن بينهم المستشار الألماني فريدريش ميترس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن قلقهم بشأن المقترحات التي تشير إلى تقليص حجم الجيش الأوكراني في أي تسوية مع روسيا، مشددين على أن أي نقاط تتعلق بالأمن الأوروبي وأمن حلف شمال الأطلسي يجب أن تحظى بموافقة أوروبا وحلفائها أولًا.

وقال البيان: "نحن قلقون من القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية، ونؤكد مجددًا أن تنفيذ العناصر المتعلقة بالاتحاد الأوروبي والناتو سيحتاج إلى موافقة أعضاء الاتحاد وحلف الناتو على التوالي."

وقد تبنى البيان كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورئيس فنلندا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء إيطاليا، اليابان، هولندا، إسبانيا، بريطانيا، وبولندا.

ومن المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 مجددا يوم الإثنين لمواصلة النقاش.

أسبوع حاسم لأوكرانيا وأوروبا

يعقد الأوروبيون وحلفاؤهم اجتماعات حاسمة على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا لحماية أوكرانيا من التعرض لضغوطات من أجل التوقيع على اتفاق متسرّع قد يجعل كييف عرضة لاعتداءات مستقبلية.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي ليورونيوز "هناك جهود دبلوماسية مكثفة" جارية قبل الموعد النهائي الذي فرضته الولايات المتحدة على أوكرانيا لقبول الخطة المكونة من 28 نقطة أو رفضها.

وأضاف الدبلوماسي نفسه ليورونيوز إن الضغط على كييف "هائل" وأن مجموعة من الدول الداعمة لأوكرانيا بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة ستقدم خطة مضادة.

وتتمحور مخاوف الأوروبيين حول ثلاث نقاط رئيسية: السيادة، والأراضي، وتعويضات الحرب الروسية.

Related "أتعهد بعدم خيانة أوكرانيا".. زيلينسكي: سأقترح بدائل للخطة الأميركية بشأن إنهاء الحرب"قد تشكّل أساساً لتسوية نهائية".. بوتين يرحّب بخطة ترامب ويحذّر أوكرانيا من عواقب الرفضخطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا تخرج إلى العلن.. والكرة في ملعب زيلينسكي

وينص البيان الذي نُشر يوم السبت على أنه لا يمكن تغيير الحدود بالقوة، وهو ما يمثّل رفضا للخطة المكونة من 28 نقطة والتي تدعو إلى تنازلات إقليمية كبيرة من أوكرانيا، بما في ذلك التخلّي عن كامل شبه جزيرة القرم ولوهانسك ودونيتسك لروسيا.

كما يشدد القادة الأوروبيون في بيانهم على رفض أي تقليص للقدرة العسكرية الأوكرانية، مخالفةً للخطة الأمريكية التي تقترح خفض حجم الجيش إلى 600 ألف جندي، مقارنة بما يقارب 900 ألف جندي تحتفظ بهم كييف حاليًا.

ويتفق الأوروبيون والأوكرانيون على ضرورة تعزيز القوات المسلحة وزيادة حجمها مستقبلاً لمواجهة أي عدوان محتمل، فيما لا يزال الجدل قائمًا حول مصير الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، والتي تبلغ قيمتها نحو 140 مليار يورو. ويبحث الاتحاد الأوروبي عن آلية لاستخدام هذه الأصول لإصدار قرض تعويضات غير مسبوق لأوكرانيا لتغطية احتياجاتها العسكرية وميزانيتها للعامين 2026 و2027.

وتشير الخطة الأمريكية، التي تم التوصل إليها بعد مفاوضات مباشرة مع موسكو، إلى أن الأصول المجمّدة سيتم رفع التجميد عنها ووضعها في صندوقين استثمارييْن، أحدهما لأوكرانيا والآخر لروسيا، مع استفادة الولايات المتحدة اقتصاديًا من كلا الصندوقين، بينما يُتوقع أن تتحمّل أوروبا نحو 100 مليار يورو لإعادة إعمار أوكرانيا.

وقال مسؤول أوروبي لشبكة يورونيوز، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "من المستغرب رؤية هذا المستوى من الوحشية الاقتصادية"، مشيرًا إلى أن الإبقاء على الأصول المجمدة تحت الولاية القضائية الأوروبية يمثل أداة قوية بيد التكتّل. وأضاف أن التحدي يكمن في تقديم خطة بديلة دون إثارة غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يسعى لاتفاق سريع، واصفًا الوضع بأنه "الساعة الأصعب".

من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصوّر يوم الجمعة أن أوكرانيا تواجه خيارًا قاسياً: إما الحفاظ على كرامتها أو المخاطرة بفقدان دعم الولايات المتحدة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصحة إسرائيل ثلوج جنوب أفريقيا الشتاء إيران الصحة إسرائيل ثلوج جنوب أفريقيا الشتاء إيران مجموعة العشرين أوكرانيا السلام الصحة إسرائيل ثلوج جنوب أفريقيا الشتاء إيران تكنولوجيا البرازيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب غزة صحة غذائية الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا ترفض التنازل عن أراضيها مقابل السلام

قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الرئيس لن يوافق على التخلي عن أراضٍ لروسيا مقابل السلام، حسب ما أوردته مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية.

وأوضح يرماك، وهو أيضا كبير المفاوضين الأوكرانيين، أن أي شخص عاقل لن يوقع على وثيقة للتنازل عن الأراضي الأوكرانية ما دام فولوديمير زيلينسكي رئيسا للبلاد، مشيرا إلى أن ذلك معارض للدستور.

وأوضح يرماك أن كل ما يمكن التحدث عنه واقعيا الآن هو تحديد خط التماس، واصفا المقترح الذي تم التوصل إليه في مفاوضات أبو ظبي بأنه لا يتعارض مع مصالح بلاده، وبأنه يراعي خطوطها الحمراء.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس الخميس، خلال مؤتمر صحافي في بشكيك عاصمة قرغيزستان، إن "القتال سيتوقف بانسحاب أوكرانيا من الأراضي التي تحتلها في دونباس، وإن لم تنسحب فسنحقق أهدافنا بالقوة العسكرية".

ولم يحدد الرئيس الروسي ما إذا كان يشير فقط إلى إقليمي دونيتسك ولوغانسك (شرق أوكرانيا) اللذين يعتبران أولوية للكرملين، أو إلى منطقتي خيرسون وزاباروجيا في الجنوب.

وبشأن مقترح السلام الأميركي، قال بوتين إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد بشأن التسوية في أوكرانيا، وقد يكون المقترح أساسا للتوصل إلى اتفاق مستقبلي، لكن لا صيغة نهائية بعد بشأن السلام، مؤكدا أن واشنطن "تأخذ مواقفنا في الاعتبار".

وأضاف بوتين أنه من المقرر أن يصل الوفد الأميركي إلى موسكو الأسبوع المقبل، مؤكدا توقعات بوصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى العاصمة الأيام المقبلة لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.

وقد نصت النسخة الأولى من مقترح السلام -الذي قدمته الولايات المتحدة- على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد اعتبرها كثيرون في كييف بمثابة استسلام، وتم تعديل النص مذاك بعد مشاورات مع أوكرانيا التي سبق أن اعتبرت التخلي عن أراضٍ خطا أحمر.

إعلان

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

الأصول الروسية

من جهة ثانية، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، أمس الخميس، أن رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر قال إن خطة الاتحاد الأوروبي لاستخدام أصول الدولة الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا قد تهدد فرص التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 4 سنوات.

وقال دي ويفر، في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتي اطلعت عليها فايننشال تايمز "المضي قدما في خطة قرض التعويضات المقترحة سيكون له أضرار جانبية تتمثل في أننا، الاتحاد أوروبي، نمنع فعليا التوصل إلى اتفاق سلام محتمل".

وحاول زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة الشهر الماضي الاتفاق على خطة لاستخدام 140 مليار يورو (162 مليار دولار) من الأصول السيادية الروسية المجمدة في أوروبا لمنح قرض لكييف، لكنهم لم يتمكنوا من نيل دعم بلجيكا، حيث يوجد جزء كبير من الأموال.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للتكتل، تأمل في معالجة مخاوف بلجيكا في مسودة اقتراح قانوني ستقدمه قريبا بشأن استخدام الأصول السيادية المجمدة لدعم كييف في عامي 2026 و2027.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا ترفض التنازل عن أراضيها مقابل السلام
  • تقرير: أوروبا مصدومة من خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا
  • بـ 140 مليار يورو .. أوكرانيا تطالب الاتحاد الأوروبي باستخدام الأصول الروسية لدعم قروض كييف
  • بوتين: خطة ترامب للسلام في أوكرانيا يمكن أن تكون أساسًا لاتفاقيات مستقبلية
  • وزراء خارجية أوروبا يبحثون الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يستعد لإقراض أوكرانيا 140 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية
  • لافروف: تركيا وبيلاروسيا قد يتوليان الوساطة في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يواصل محاولاته التصرف بأصول روسيا لتمويل أوكرانيا
  • وسط تعثر المفاوضات بشأن حرب أوكرانيا.. ترامب يضع شرطا للقاء بوتين وزيلينسكي
  • روسيا تنتقد شروط الاتحاد الأوروبي للسلام في أوكرانيا وتتهمه بـ”ازدواجية المعايير”